في ظل المجاعة المتفاقمة والمعاناة الإنسانية المستمرة في غزة، تتغير مواقف عدد من الدول الأوروبية بشكل لافت تجاه القضية الفلسطينية. ما كان قبل سنوات مجرد دعم إنساني خجول أو دعوات لحل الدولتين، بدأ يتحول إلى خطوات سياسية ملموسة. التصريحات الصادرة من بريطانيا وفرنسا بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية، ليست مجرد كلمات، بل مؤشرات على تحرك أوروبي قد يُحدث تغييرًا حقيقيًا في المشهد السياسي الدولي.

ضغط الشارع البريطاني يقود التحول

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مسؤولين بريطانيين كشفوا عن مناقشات داخل الحكومة بشأن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين. ويبدو أن التحول في الموقف البريطاني مدفوع في المقام الأول بتزايد الغضب الشعبي في الداخل، حيث تخرج مظاهرات وتنتشر دعوات تطالب الحكومة باتخاذ موقف حاسم إزاء ما يجري في غزة.

المأساة الإنسانية هناك لم تعد تُشاهد فقط عبر الشاشات، بل أصبحت تُناقش في البرلمان البريطاني وتؤثر على الخطاب السياسي المحلي. فالمواطن البريطاني العادي بات يشعر أن بلاده يجب أن تكون على الجانب الصحيح من التاريخ.

فرنسا تتحرك والسعودية تُشيد

من جانبها، أعلنت فرنسا على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون نيتها المضي قدمًا نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو إعلان لاقى ترحيبًا رسميًا من مجلس الوزراء السعودي. الرياض دعت بدورها بقية دول العالم، وخاصة الدول الأوروبية، إلى اتخاذ مواقف مماثلة تعزز من فرص تحقيق السلام وتكفل حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

رأي خبير.. بداية لموجة أوروبية جديدة

يرى اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، ان هذه التحركات بوادر موجة أوروبية جديدة تتبلور حول دعم الحقوق الفلسطينية. ويشير إلى أن المواقف البريطانية والفرنسية قد تفتح الباب أمام دول أخرى مثل ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا للحاق بالركب، خاصة في ظل تزايد الضغط من المجتمعات الأوروبية والمنظمات الحقوقية على حكوماتها.

السيد يلفت النظر إلى أن المشهد الأوروبي يتغير، وأن دعم القضية الفلسطينية لم يعد حكرًا على الحركات اليسارية أو المنظمات غير الحكومية، بل أصبح جزءًا من الحوار السياسي الرسمي.

اعتراف سياسي أم ورقة ضغط دبلوماسية؟

اضاف السيد أن الاعتراف الأوروبي المرتقب بدولة فلسطين ليس مجرد تصرف رمزي، بل يحمل أبعادًا سياسية واستراتيجية، يمكن أن تُستخدم كورقة ضغط على إسرائيل لإجبارها على إعادة النظر في سياساتها، خصوصًا تجاه المدنيين في غزة والضفة الغربية.

ويضيف أن مثل هذا الاعتراف، إذا صاحبه تحرك جماعي من الاتحاد الأوروبي، قد يصل إلى مستوى فرض عقوبات اقتصادية أو مراجعة للاتفاقيات مع تل أبيب، مما يعيد خلط الأوراق في الشرق الأوسط.

غزة في قلب الضمير العالمي

القضية الفلسطينية تقف اليوم أمام فرصة تاريخية لاستعادة الزخم الدولي الذي فقدته في السنوات الأخيرة. وبينما تتحرك بعض العواصم الأوروبية نحو الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، يواصل الشارع الأوروبي لعب دور محوري في دفع هذا المسار إلى الأمام.

ربما لم يعد العالم ينظر إلى فلسطين كملف سياسي فقط، بل كرمز لمعركة ضمير إنساني، تتجاوز الحدود الجغرافية وتصل إلى عمق الوجدان العالمي. والمشهد الآن يحمل كل مقومات التغيير.. فهل يتحقق؟

طباعة شارك غزة بريطانيا فرنسا فلسطين السعودية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة بريطانيا فرنسا فلسطين السعودية

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يستقبل نظيره البريطاني ويرحب بإعلان لندن الاعتراف بالدولة الفلسطينية

استقبل صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، في مقر وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم، معالي وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة ديفيد لامي، وذلك على هامش المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين على المستوى الوزاري، الذي تترأسه المملكة بالشراكة مع جمهورية فرنسا.
ورحب سمو وزير الخارجية في بداية الاستقبال بالإعلان المهم لبريطانيا وعزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعمها لحل الدولتين، كما بحث سموه ونظيره البريطاني جميع الجهود المبذولة للحد من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة.
حضر الاستقبال، صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وسمو مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية الأمير مصعب بن محمد الفرحان، ووكيل وزارة الخارجية لشؤون الاقتصاد والتنمية عبدالله بن زرعه، ومستشار سمو وزير الخارجية محمد اليحيى، والوزير مفوض في وزارة الخارجية الدكتورة منال رضوان.

مقالات مشابهة

  • عُمان ترحب بإعلان رئيس الوزراء البريطاني عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين
  • وزير الخارجية يستقبل نظيره البريطاني ويرحب بإعلان لندن الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • نتنياهو يعلق على إعلان بريطانيا عن اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • ترحيب أردني بإعلان رئيس الوزراء البريطاني عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • توجه أوروبي للاعتراف بفلسطين| بريطانيا تدرس الخطوة.. وفرنسا تمهّد الطريق
  • وزارة الخارجية: المملكة ترحب بإعلان رئيس الوزراء البريطاني عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعمها لحل الدولتين
  • المملكة ترحب بإعلان رئيس الوزراء البريطاني عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • “الخارجية”: المملكة ترحب بإعلان رئيس الوزراء البريطاني عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعمها لحل الدولتين
  • فرنسا: دول أوروبية تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية