دعاء الأنبياء سبب شهرتى.. وهذه نصيحتي للمواطنين في شهر رمضان

كشف القارئ الطبيب صلاح الجمل عن أن دعاء الأنبياء الذي اشتهر به عبارة عن آية مُجودة ومُرتلة ومن ثم دعاء سيدنا آدم، وهذه توليفه خيالية، ونعمة طلبتها من الله في الحرم ووهبها لي، فجاءت بهذا الشكل وأحبها الناس.

وقال الجمل إنه العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن الكريم 15 جزءًا في الحرم النبوي، و15 جزءًا في الحرم المكي.

وأكد القارئ صلاح الجمل في حواره مع «الأسبوع» أنه يُحارب من قبل الإذاعة بسبب حقد وغيرة بعض المقرئين، وأنه ليس عضوًا في نقابة القراء حتى الآن، ويتم التنمر عليه واتهامه بأنه يغني، وإلى تفاصيل الحوار..

- ماهي بداية مشوار الشيخ صلاح الجمل في تلاوة القرآن الكريم والدعاء؟

* قريتي في المنصورة اشتهرت بحفظ أبنائها للقرآن الكريم، وعائلتي وهبها الله حلاوة الصوت، وأنا واحد منهم وأقلهم، حفظت القرآن وأنا في سن الـ 10 سنوات، وكنت الأول على محافظة الدقهلية، وفي عمر 11 عاما، كنت الثاني على الجمهورية، وكرمني الشيخ محمود الحصري، ودخلت مسابقة في جنوب إفريقيا، وكنت مبعوثا بالصدفة من وزارة الأوقاف، وحصلت على المركز الأول في العالم، والإذاعة طلبتني، وحقتت نجاحا طيبا، والسبب في ذلك هو القبول من الله.

رغم تخرجك في كلية الطب ما سبب اختيارك لتلاوة القرآن والدعاء؟

أنا تخرجت في كلية الطب قسم جراحة جامعة الأزهر، ولم أحلم يوما أنا أكون طبيبًا، أنا رجل من عائلة كلهم يحفظون القرآن، وطموحي كان أن أصبح مثل عمي مدرس لغة إنجليزية أو أكون إماما وخطيبا، ولكني أحببت كلية الطب في سنة رابعة لما بدأت اشتغل عملي، كان لدي عيادتان وكنت أمارس المهنة، وبسبب القرآن نجحت، وأخذت الماستر من مستشفى قصر العيني، ولكني رغم ذلك كنت تائها، وساعدني ابن عمي أستاذ في جامعة الأزهر وعالم جليل اسمه الدكتور أحمد عبد الغني الجمل، وهو السبب في دخولي الإذاعة، وقُبلت في الإذاعة، ولكن تحقق النجاح والقبول في إمامتي في الصلاة بمسجد السيدة نفيسة، ونُقلت الصلاة لمدة 45 يومًا على الهواء في الإذاعة، وهذه كانت البداية في معرفة الناس بي وشهرتي، وظهور شاب يعرف باسم صلاح الجمل، وأُفضل لقب خادم القرآن أكثر من القارئ الطبيب، لأن هناك بعض النفوس زعلت، ولكني عاشق وهاوٍ لمهنة قراءة القرآن لا أكثر، وأنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن 15 جزءا في الحرم النبوي، و15 جزءا في الحرم المكي.

في رأيك ما سبب قلة الأصوات الجميلة في قراءة القرآن الكريم؟

* السبب "هو أن الناس، الذين كانوا سببا في ظهور النقشبندي غير الناس اللي طلعت صلاح الجمل، غير الناس اللي موجودة الآن، وهم الآن معدومي الموهبة، واحد صوته وحش يتصدر الساحة دي جريمة، وواحد مقلد، تفرق كثير عمن أخرج الشيخ الحصري وغيرهم، فيه اختلاف كبير جدا في الأداء"، وفى الغرب يقفون بجانب الفاشل حتى ينجح، ولكن هنا الحرب تكون للناجح حتى يفشل، ولكن من الإجرام أن يدخل ذلك في شق القرآن الكريم.

ما سبب عدم دخولك نقابة القراء حتى الآن؟

* أنا لست عضوًا في نقابة القراء حتى الآن، لأسباب لا أعرفها، لماذا لم يستدعني النقيب؟ ولكني لم أرغب في دخول النقابة، أنا لدي موهبة وأنتمي لنقابة الأطباء، وأنا قارئ إذاعة أمارس المهنة بشكل رسمي، وكان يجب على النقابة أن يقف بجانبي، ولكنها ليست هدفا بالنسبة لي، وأنا معروف في كل العالم بناءً على رغبة الناس في الاستماع لي، وأنا هنا في القاهرة رمضان كله مشغول بناءً على طلبات الناس، والذي يدل على ذلك، عندما كنت في مسجد سيدنا الحسين في ليلة واحدة على صفحة الوزير عاملة 220 ألف مشاهدة، أنا ظهرت على قناة الحياة، حققت أكثر من مليون مشاهدة، ولكن هناك مسئول في الإذاعة، يهاجمني ويشتكيني لوزير الأوقاف ويقول لماذا يحدث ذلك مع صلاح الجمل، ولكنه لا يملك الإذاعة، على الرغم من أنه يتم ظهور أصوات لا تليق بمصر، "بيقولوا عليا إني بغني"، ولكن كلام ربنا لا يسمح بالتغني، لأن الأحكام ستخرج غير منضبطة وهذا لا يصح، ولا يمكن أن أعمل ذلك في تاريخ حياتي، بل بالعكس نترك من يغني بالفعل، ولكني أعتبر هذا فجورا، "أنا اُحارب من قبل الإذاعة منذ أن ظهرت"، ولكن في الفترة الأخيرة منذ 6 سنوات بحدث تنمر غير عادي عليّ، وسبب ذلك حقد وغيرة بعض المقرئين.

اشتهر صلاح الجمل بدعاء الأنبياء ما السبب وراء ذلك؟

* دعاء الأنبياء عبارة عن آية مُجودة ومُرتلة ومن ثم دعاء سيدنا آدم، هذه توليفة خيالية، ونعمة طلبتها من الله في الحرم ووهبها لي، فجاءت بهذا الشكل، وأحبها الناس واشتهرت بها، لأن بها قرآنا مجودا وقرآنا مرتلا، ودعاء حقيقيا، وأول سنة عملناه من جمهورية مصر العربية، وثاني سنة من محافظات مصر، ثالث سنة عملناه من بلاد الأنبياء، وتذاع الآن على قناة ten.

ما الفرق بين الدعاء وتلاوة القرآن بالنسبة للقراء؟

* القارئ صاحب الصوت الحلو يقرأ القرآن ودا شيء جميل، ويقول الدعاء ودي حاجة كويسة، هذا أداء وهذا أداء، ولكن ليس مختلفا، في الدعاء ليست هناك أحكام، تقول ما ترغب فيه في الأداء، ولكن في تلاوة القرآن هناك أحكام، ورداً على من يقول صلاح الجمل يغني "قال صلى الله عليه وسلم من قد يتغنى بالقرآن فليس منا" وقال الإمام الشافعي ومالك "لا شك أن من يقرأ القرآن بالأداء السليم والأحكام في هذا أفضل"، ولا يمكن القرآن الكريم أن يخضع للغناء.

هل من الممكن أن يخطأ القراء في تلاوة القرآن الكريم؟

* الخطأ في قراءة القرآن وارد من قبل القراء والشيوخ "مفيش حد مبيغلطش"، الإمام الكسائي إمام أهل اللغة أخطأ، ولكن هناك فرقا بين من يخطئ وهو يقرأ من المصحف وهذا غير مقبول، هناك أخطاء مسموح بها وأخطاء غير مسموح بها.

ما الجديد والمشاريع المستقبلية فيما يخص القرآن الكريم؟

*هناك الكثير من الدعوات وسوف أصلي بالناس في مساجد مختلفة خلال الفترة القادمة، ويعرض لي الآن على قناة ten دعاء الأنبياء، ووارد أن يعرض لي على قناة النهار دعاء الرضا والرضوان.

ما رأيك في قرار وزارة الأوقاف بإعادة إحياء الكتاتيب؟

* إحياء الكتاتيب فكرة ليست بجديدة، ولكن يجب أن يتم تنفيذ هذه الفكرة بتوجيهات ورعاية دكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، لأنه يكفي أن يقابل الله بهذا العمل فقط، يكفي أن تكون هذه حجة له أنه أعاد الكتاتيب، ووزارة الأوقاف بها كفاءات عظيمة، و"أنا طالع من الُكتاب"، وهذا له تأثير قوي في تلاوة القرآن الكريم.

ما هي فوائد قراءة القرآن للنفس البشرية؟

* تختلف قراءة القرآن في النفوس البشرية، هل أنت تقرأ ذلك تعبداً أم تفكراً، والمفكر هو من يقرأ بالتفسير، وهذا غير مكلف به، والتعبد هو أن تقرأ آيات الله فقط، ولكن لابد عند القراءة أن تكون متدبرا في كل المعاني، حتى تصيبك أنوار الله سبحانه وتعالى، تقشعر الأبدان، وتخشع، وتبكي حينما تلمسك الآيات التي طبقت عليك، وكل ذلك شيء تعبدي يكفي أن تكون من أهل القرآن.

ما أجر من يتسابق حتى يختم القرآن الكريم أكثر من مرة في رمضان؟

* بالنسبة للتسابق في ختم القرآن بشهر رمضان، هناك فرق بين قراءة القارئ للقرآن الكريم، والمقرئ الذي يعلم الناس القرآن، وهناك فرق بين الذي يتعبد، ومن عنده وقت كبير في رمضان يقرأ، ولكن أفُضل اتباع كلام النبي صلى الله عليه وسلم الوسطي أن تقرأ 3 أجزاء في اليوم، سوف تختم القرآن 3 مرات، ولكن ليست بكثرة الختم، ويجب أن تكون خاشعا لذلك حدد أوقات القراءة، لم يرد عن رسول الله كثرة ختم القرآن في رمضان، هذه ليست سُنة، وعلى المساجد في صلاة التراويح أنها لا تثقل على الناس في قراءة الكثير من القرآن أثناء الصلاة، وأيضاً عدم الصلاة سريعًا.. أين الخشوع في ذلك؟

ما أحب الأعمال في شهر رمضان؟

* من أحب الأعمال في شهر رمضان هو أن تعبد الله بالشكل الذي يرضيك وينميك وينورك، وذلك خصوصية، يوجد الكثير لفعله، تسابيح، قراءة القرآن، والتهجد، ولكن أنصح الكثير بقيام الليل، والصدقة، وصلة الأرحام.

ماهي نصائحكم لشهر رمضان؟

*اعتزل ما يؤذيك، واقتد برسول الله، وأعلم كيف كان النبي يؤدي حياته في رمضان، واحذر أن يفوتك العشرة الأواخر من رمضان، ولا تثقل على نفسك من أول شهر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الحرمين دعاء الأنبياء صلاح الجمل فی تلاوة القرآن دعاء الأنبیاء القرآن الکریم قراءة القرآن صلاح الجمل ا فی الحرم شهر رمضان على قناة فی رمضان أن تکون

إقرأ أيضاً:

الرُّقْيَةُ الشَّرْعِيَّة.. شِفَاءٌ يُرْتَجَى أَمْ مَكَاسِبُ تُجْتَنَى

كتبه

خليف بن هيشان العنزي

بسم الله الرحمن الرحيم

في زمن تداخلت فيه المفاهيم، وازدادت فيه الحاجات والآلام، باتت "الرُّقْية الشَّرعيَّة" ملجأً لكثير من الناس، يطلبون بها الشفاء، ويتلمسون بها الرحمة.

وهي بابٌ من أبواب الشفاء، دلّت على مشروعيتها نصوصٌ من القرآن والسنة.

قال الله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾، وقال أيضًا: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ﴾، وهاتين الآيتين دليل على أن في القرآن شفاءً للقلوب والأبدان، ومنه تُستخرج الرُّقى المشروعة.

وفي حديث عائشة رضي الله عنها:" كان رسول الله ﷺ إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوّذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها".(رواه البخاري ومسلم).

وهو دليل صريح على أن النبي ﷺ رقى نفسه ورُقي بغيره.

غير أن هذا الباب، الذي شَرَعَه الله تيسيرًا ورحمةً، دَخَلَه من لا علم عنده ولا وَرَع، فجَعلوا من الرُّقيةِ تجارةً رابحةً، ووسيلةً سهلةً لاستغلال الناس.

ومن أخطر ما في الأمر أن بعض هؤلاء الرُّقاة غير المؤهّلين، لا يُفرّق بين الأمراض النفسية والروحية والعضوية كجرثومة المعدة، أو فقر الدم، أو القولون العصبي، أو حتى نقص الفيتامينات، فيجعلَ كلَّ ضيقٍ أو ألمٍ أو اضطرابٍ، سحرًا أو مسًّا أو عينًا، وهذا فتحٌ لباب الوسواس على مِصْراعيْه.

وبعضهم يزيد الطين بِلّة، حين يخبر المريض أن من أصابه بالعين هو فلان أو فلانة أو شخص بصفات معينة، فيزرع الشك بين القرابة، ويهدم البيوت، ويقطّع الأرحام.

وكم من العلاقات تفككت، ومن عائلةٍ تمزقت بسبب راقٍ جعلهم يَعيشون على الظنون والأوهام.

ومنهم من يغالي في التأثير، فيُقيم رُّقى جماعية فيها صراخ وتشنجات، بلا ضابط شرعي، أو يدَّعي مخاطبة الجن و"حوار الأرواح"، وكل ذلك دون علم أو ورع.

والأخطر حين يُستغل ضَعف النّسَاء، أو يُغرِى الناسَ بالتعلُّق به وكأن الشفاء لا يكون إلا على يديه.

وتَظْهر خُطُورةٌ أخرى في إقامة "جلسات جماعية" للرُّقية، حيث تختلط الأصوات بالصراخ، والانفعالات بالهستيريا، دون أي ضابط شرعي، بل وفي أماكن مختلطة أحيانًا، مما يُدخل المرضى في أجواء نفسية مشوشة قد تُفاقم حالتهم.

وإنّ من أشدّ ما يُخلّفه بعض الرُّقاة غير المؤهّلين، ليس مجرد الخسارة المالية أو التعب الجسدي، بل ما هو أخطر من ذلك: داء الوهم، الذي يستقرّ في نَفسِ المريض وعقله، ويَصعُب شفاؤه.

فالمريض حين يعاني أعراضًا غامضة ولا يدري ما به، يُصبِح قابلاً لتَصْديق أي تفسير يُعرض عليه، مهما بدا غريبًا أو غير منطقي.

فإذا وقع في يد راقٍ غير مؤهّل، زاد الطين بِلّة، إذ يغذّي هذا الوهم ويوحي إليه أنه مصاب بسحر أو مسّ أو عين.

ومن العجائب المؤلمة التي رُويت لي في هذا الباب، ما حدّثني به أحد الأصحاب، وهو دكتور في الشريعة، حين طُلب منه الرقية لامرأة تَرفضت الخُروج من بيتها منذ اثني عشر عامًا.

كانت المرأة على قناعة راسخة بأن خروجها سيُعرضها لمكروه، أو إصابة، أو حتى نوبات صرع.

وبعد أن قرأ عليها، وتحدث إليها، تبيّن له أنها سليمة، وروحها مرهقة بالوهم، وعقلها أسير لكلمة قيلت لها منذ سنوات.

فقد أخبرها أحد الرُّقاة غير المؤهلين قبل اثني عشر عامًا بأنها "مسحورة"، وأن خروجها من المنزل قد يُجدد السحر أو يُفَعَّل أثَرُه.

صَدَّقت المرأة هذا الوهم، ومنذ ذلك الحين، عاشت أسيرة للقلق والخيالات، لا لشيءٍ إلا لجهل ذلك الرَّاقي غير المؤهل، الذي غرس في نفسها الخوف بدل الطمأنينة، وربط بين حياتها الطبيعية وشرٍ موهوم لا دليل عليه.

وهذه القصص ليست نادرة، بل تتكرر بصور متعددة، في نِسَاءٍ ورِجَالٍ وأطْفالٍ، تضرروا نفسيًا واجتماعيًا بسبب تشخيصٍ خاطئ و جهلٍ مركب.

أما الجانب المالي، فقد أصبح مقلقًا بحد ذاته، إذ لم تعد الرقية بابًا للشفاء بقدر ما صارت خدمة تُسعَّر وتُفصَّل، فالجلسة بمبلغ، والماء بثمن، والزيت بسعر خاص، وربما تُضاف أعشاب وأوراق وكتيبات، كلها تُباع تحت شعار "الرقية الشرعية".

بل بلغ الحال ببعضهم أن يُحضر معه جهاز السحب البنكي( الكنّت)، ليتم الدفع بالبطاقة مباشرة، وكأنك أمام محل تجاري لا جلسة ذكر وشفاء.

وقد يربط بعضهم الشفاء بالاستمرار في الدفع، وكأن الآيات لا تؤتي ثمارها إلا بعد تحويل الأموال!.

إن هذا التعامل يُفرغ الرُّقية من معناها الإيماني، ويَزرع الشك في قلوب الناس تجاه كل راقٍ حتى ولو كان صادقًا، ويفتح الباب للربح باسم الدين، على حساب المرضى والبسطاء الذين يبحثون عن الراحة بأي ثمن.

ومع ما سبق من نقد لحال بعض الرُّقاة، لا يجوز أن يُنسى أو يُجحد فضل الرقاة الورعين الصادقين، الذين حملوا هذا الباب العظيم من أبواب الخير بإخلاص ورفق وعلم.

هؤلاء هم الذين يعرفون حدود "الرُّقْية الشَّرعيَّة"، ويقفون عند النصوص، لا يبتدعون ولا يُهوّلون، ولا يَطلبون أجرًا إلا إن أُعطي لهم من غير طَلبٍ ولا شرط، وقد يتورعون عن أخذه تمامًا.

بل ترى فيهم من يوجّه المريض أولًا للطبيب، ويجمع بين الدعاء والدواء، ويُذكّر الناس بأن الشفاء من عند الله، لا من عنده، فيربطهم بالخالق لا بالمخلوق.

إنهم رُقاةٌ عرفوا عِظَم الأمانة، فرفقوا بالناس، وصَدقوا مع الله، وكانوا سببًا في شفاء قلوبٍ وأبدانٍ، وطمأنينة أرواحٍ تَعِبَة.

فهؤلاء يُشكرون، ويُدعى لهم، ويُحتذى بهم، وهم الأصل الذي نرجو أن نُعيد إليه ثقة الناس بهذا الباب النبيل من أبواب الشفاء.

ولا حرج على الرَّاقي الصادق أن يأخذ شيئًا "يسيرًا " من المال، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه – في قصة راقي الفاتحة لما رقى سيد القوم وأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك: « فَقالَ: وَما يُدْرِيكَ أنَّها رُقْيَةٌ؟ ثُمَّ قالَ: قدْ أَصَبْتُمْ، اقْسِمُوا، واضْرِبُوا لي معكُمْ سَهْمًا. فَضَحِكَ رَسولُ اللَّهِ  ».[رواه البخاري ومسلم]

ووجه الدلالة من هذا الحديث : أن النبي ﷺ أقرَّهم على أخذ المال، بل قال "اضربوا لي معكم سهمًا"، فدل على "جواز" أخذ العِوَض كما يُؤخذ على الطب أو التعليم، لأن الرُّقية جُهد وتَفرغ، ومُرهقة ذِهنيًا ونَفسيًا، فلا يُمنع الراقي من المقابل إن كان مُعتدلًا، ولا يُبالغ فيه، ولا يُجعل هدفًا.

وذهب بعض الفقهاء إلى أن أخذ الأجرة على الرُّقية لا يجوز إلا بعد حصول الشفاء، محتجّين بأن الشفاء غير مضمون، وأن اشتراط الأجرة على ما لا يُعلم تَحققه فيه نوع من الغرر.

لكن هذا القول مرجوح، لمخالفته للنص الصريح الصحيح، الذي جاء في حديث أبي سعيد الخدري  السابق، وضَعف أدلة القائلين بالمنع إلا بعد حصول الشفاء.

وختاماً: إلى كل من يمارس "الرُّقْية الشَّرعيَّة"، أو يتصدر لهذا الباب العظيم:

اتقِ الله فيما وُكل إليك، واعلم أنك تتعامل مع آيات الله، لا مع تجارة، ولا مع جهل الناس وضعفهم.

فكن راقيًا على منهاج النبوة، نقيًّا في نيتك، ورِعًا في أسلوبك، متجنبًا للشبهات، ناصحًا لا مُتَكسبًا، راحمًا لا مُسّتَغِلًا.

ولا تجعل الرُّقية مهنة تَسْتَدرُّ بها الأموال، بل سبيلاً للإحسان ونفع الخلق، يُرجى بها الأجر من الله .

وإلى الناس جميعًا: لا تُسلموا عَقُولَكم لكلّ من تَصَدَر لهذا الباب، ولا تجعلوا بوابة الشفاء مدخلاً للوسواس والخوف والتعلق بغير الله.

توكّلوا على الله، وخذوا بأسباب الشفاء الطبية والنفسية والشرعية معًا، ومَيّزُوا بين من يرقيكم رحمةً بكم، ومن يبيع لكم وهمًا بثمن.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد،،،،

القرآن الكريمالرقية الشرعيةالسنة النبويةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • نبيل الصوفي: الناس هم الخطر الوحيد على الحوثي.. لا إسرائيل ولا أمريكا
  • هوية المتوفي الوحيد في حفل محمد رمضان بالساحل وتفاصيل الواقعة
  • مجمع القرآن الكريم بالشارقة يختتم برنامجه الصيفي الثالث
  • قطر تشارك في مسابقة ماليزيا للقرآن الكريم
  • فلكيًا.. الجمعة 5 سبتمبر المولد النبوي الشريف
  • إسدال الستار على النسخة السابعة من ملتقى ظفار للقرآن الكريم
  • خليل الكلباني يبرز «الجمل» والخط العربي في ملتقى نحت الخشب بأوساكا
  • تكريم 24 فائزا في ختام ملتقى ظفار للقرآن الكريم
  • الرُّقْيَةُ الشَّرْعِيَّة.. شِفَاءٌ يُرْتَجَى أَمْ مَكَاسِبُ تُجْتَنَى
  • مناقشة التحضيرات لإحياء المولد النبوي في الضالع