العلاقة بين حادثة شق صدر النبي ﷺ والاكتشافات الطبية الحديثة.. رؤية تحليلية للمؤرخ الشريف محمد الحسني
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
أكد المؤرخ الشريف محمد بن علي الحسني أن حادثة شق صدر النبي محمد ﷺ تعد من أعظم الأحداث التي وثّقتها السيرة النبوية، إذ لم تكن مجرد واقعة تاريخية بل تحمل في طياتها دلالات علمية وطبية عميقة.
وأوضح أن هذه الحادثة التي وقعت في بني سعد جنوب الطائف، حيث استُرضع النبي ﷺ في كنف السيدة حليمة السعدية، قد أثارت العديد من التساؤلات، خاصة مع التقدم العلمي الحديث، الذي كشف عن وجود تشابه كبير بين تفاصيل الرواية النبوية ومفاهيم الجراحة الحديثة، مما يعكس أبعادًا إعجازية وتاريخية مذهلة.
وأشار الحسني إلى أن الدراسات العلمية الحديثة حول جراحات القلب المفتوح، وتقنيات التبريد العلاجي، واستخدام المعادن في العمليات الجراحية، تُبرز أوجه التطابق مع الرواية النبوية، مما يفتح الباب أمام أبحاث جديدة لدراسة الأبعاد الطبية والبيئية لمنطقة بني سعد وتأثيرها المحتمل على الصحة.
مفهوم شق الصدر في السيرة النبويةذكر المؤرخ الحسني أن المصادر النبوية تناولت حادثة شق الصدر بأكثر من رواية، وكان أبرزها ما رواه الصحابي أنس بن مالك في صحيح مسلم، حيث أكد أن جبريل عليه السلام أتى النبي ﷺ وهو صغير يلعب مع الغلمان، فأخذه وشق صدره، واستخرج قلبه، ثم شقه وأزال منه علقة سوداء، قائلًا: "هذه حظ الشيطان منك"، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، قبل أن يعيده إلى مكانه.
وأردف الحسني أن هذه الحادثة لم تكن مجرد تطهير روحي للنبي ﷺ، بل تحمل أبعادًا دقيقة تتقاطع مع مفاهيم طبية متقدمة، مما يعكس سبقًا علميًا لم يكن للبشرية إدراكه آنذاك.
نقاط التشابه بين شق الصدر والجراحة الحديثةأكد الحسني أن هناك نقاطًا جوهرية تتلاقى فيها الرواية النبوية مع مبادئ الطب الحديث، موضحًا أبرز هذه النقاط:
استخدام التخدير بالتبريدذكر الحسني أن الرواية النبوية تشير إلى استخدام الثلج في غسل قلب النبي ﷺ، وهو ما يتطابق مع تقنية "التبريد العلاجي" (Therapeutic Hypothermia) التي يعتمدها الطب الحديث للحفاظ على الأعضاء أثناء جراحة القلب المفتوح.
وأوضح أن الدراسات الطبية التي أُجريت عام 1998 أثبتت أن استخدام الثلج في تبريد الجسم قبل العمليات الجراحية يسهم في تقليل استهلاك الأكسجين، مما يضمن استقرار حالة المريض ويزيد من فرص نجاح الجراحة.
تنقية القلب وغسله بماء زمزمأكد الحسني أن استخدام ماء زمزم في غسل قلب النبي ﷺ يتقاطع مع المفاهيم الطبية الحديثة، حيث ثبت علميًا أن ماء زمزم يتميز بتركيبته الفريدة التي تساهم في تعزيز التوازن الحيوي وتنقية الجسم.
وأردف أن الأبحاث العلمية كشفت عن احتواء ماء زمزم على معادن وعناصر نادرة تساعد في تنقية الأنسجة وتعزيز النشاط الخلوي، مما يتوافق مع الفكرة الطبية الحديثة حول أهمية استخدام المحاليل المعقمة في العمليات الجراحية.
استخدام وعاء من ذهبأوضح الحسني أن الرواية أشارت إلى إجراء العملية في طست من ذهب، وهو ما يعكس مفاهيم حديثة في الجراحة، حيث تستخدم المعادن المقاومة للبكتيريا، مثل التيتانيوم والذهب، في الأدوات الطبية والجراحية.
وأكد أن الذهب معروف بخصائصه المضادة للميكروبات، مما يجعله خيارًا مثاليًا للأدوات الجراحية المتخصصة، وهو ما يثبت دقة الرواية النبوية في توصيف تفاصيل الإجراء بطريقة تتوافق مع أحدث التقنيات الطبية.
إزالة "حظ الشيطان" من القلبذكر الحسني أن الرواية النبوية تشير إلى استخراج علقة سوداء من قلب النبي ﷺ، وهي إشارة قد تحمل بعدًا علميًا يتعلق بمفهوم إزالة الأنسجة التالفة أو غير الوظيفية، وهي ممارسة شائعة في الجراحة الحديثة.
وأردف أن هذا الوصف قد يرمز إلى إزالة أي شوائب أو اختلالات تؤثر على الوظائف الحيوية للقلب، مما يعكس فهمًا متقدمًا للعوامل التي تؤثر على الصحة القلبية والجسدية.
الجوانب الإعجازية في حادثة شق الصدرأكد الحسني أن حادثة شق الصدر تمثل من الناحية العلمية أقدم عملية قلب مفتوح ناجحة في التاريخ، حيث تم إجراؤها دون مضاعفات، وهو ما لم يتمكن البشر من تحقيقه إلا بعد مئات السنين من البحث والتجارب الطبية.
التوافق مع أحدث تقنيات جراحة القلبأوضح الحسني أن تقنيات التبريد العلاجي، واستخدام المحاليل المعقمة، والتدخل الجراحي لإزالة الأنسجة غير الوظيفية، كلها مبادئ أساسية في الجراحة الحديثة، مما يعكس توافقًا مذهلًا بين تفاصيل الرواية النبوية والاكتشافات الطبية المتقدمة.
رسالة للعصور الحديثةأردف الحسني أن هذه الحادثة تحمل رسالة علمية للعالم المعاصر، حيث تسلط الضوء على توافق العلم الحديث مع ما ورد في السنة النبوية، مما يعزز الإيمان بأن الدين والعلم ليسا على طرفي نقيض، بل يكشف أحدهما حكمة الآخر.
وأكد الحسني أن قوله تعالى: "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ" (سورة ق: 37) يُثبت أن أصحاب العقول والباحثين في العلوم سيجدون في هذه الحادثة حكمة عظيمة تستحق الدراسة والتأمل.
الكشف عن الأوزون في منطقة بني سعدأوضح الحسني أن دراسة البيئة المحيطة بموقع بني سعد قد تكشف عن خصائص علاجية فريدة، حيث يُعرف الأوزون (O₃) بخصائصه المطهرة والمتجددة، ويُستخدم في المستشفيات لتعقيم الهواء والمياه.
خطوات البحث المقترحةاقترح الحسني استخدام أجهزة قياس الأوزون المحمولة لقياس تركيزه في الهواء المحيط، وتحليل تأثير البيئة المحلية على صحة القلب والجهاز التنفسي، ومقارنة نتائج بني سعد بمناطق أخرى لاختبار الفرضية العلمية حول وجود بيئة علاجية مميزة.
واختتم الحسني مؤكدا أن حادثة شق الصدر لم تكن مجرد قصة تاريخية، بل تحمل إشارات علمية دقيقة تتقاطع مع الجراحة الحديثة، حيث يُظهر استخدام الثلج، ماء زمزم، وعاء الذهب، وإزالة العلقة السوداء دقة مذهلة في توصيف مفاهيم طبية لم تُعرف إلا بعد قرون من البحث العلمي.
وأردف أن ما ورد في السيرة النبوية يثبت أن لا تعارض بين العلم والدين، بل يكشف العلم الحديث عن الحكمة الكامنة فيما ورد في الإسلام، مما يجعل دراسة هذه الحادثة من منظور طبي أمرًا بالغ الأهمية.
سؤال للنقاش
وختم الحسني تحليله متسائلًا: هل تُعد حادثة شق صدر النبي ﷺ دليلًا على الإعجاز العلمي في السنة النبوية، خاصة في ظل التطابق المذهل بين تفاصيلها والاكتشافات الطبية الحديثة؟ دعوة للتأمل والمناقشة حول هذه الرؤية العلمية والتاريخية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السيرة النبوية جراحة القلب ماء زمزم الطائف الإعجاز العلمي شق الصدر بني سعد الطب النبوي الطبیة الحدیثة هذه الحادثة مما یعکس ماء زمزم النبی ﷺ بنی سعد ما یعکس وهو ما
إقرأ أيضاً:
مشاركة 30 مؤسسة في البرنامج التدريبي حول "النظم الجمركية الحديثة"
إبراء- الرؤية
اختتمت المديرية العامة للتجارة والصناعة وترويج الاستثمار بمحافظة شمال الباطنة وكريدت عُمان، الأربعاء، البرنامج التدريبي للشركات العمانية المصدرة حول التعامل مع النظم الجمركية الحديثة ومعرفة القوانين والأنظمة والتشريعات المتعلقة بالتجارة والتصدير بمشاركة ٣٠ مؤسسة بالمحافظة والتي تنشط في مجالات التصدير والاستيراد، واستمر البرنامج لمدة أربعة أيام خلال الفترة من ٢٧ - ٣٠ يوليو الجاري.
وقال سعيد بن راشد البلوشي، مدير دائرة ترويج الاستثمار بالمديرية العامة للتجارة والصناعة وترويج الاستثمار بمحافظة شمال الباطنة: يأتي البرنامج التدريبي ضمن جهود الوزارة الرامية إلى دعم وتمكين المصدرين العُمانيين من خلال رفع الوعي بالجوانب الفنية والإجرائية المرتبطة بالنظام المنسق والتعرفة الجمركية، وهو ما يُعد أحد الأسس المهمة لتسهيل حركة السلع وتعزيز التبادل التجاري.
وأضاف: "سعينا من خلال هذا البرنامج التدريبي إلى تهيئة بيئة داعمة للصادرات العُمانية، وتمكين المؤسسات من الاستفادة من فرص النفاذ إلى الأسواق العالمية، عبر فهم أعمق للأنظمة الجمركية وآليات تأمين الائتمان، بما يُعزز تنافسية المنتجات الوطنية على المستوى الإقليمي والدولي".
من جانبه، قال علي بن خميس الفزاري، الخبير الجمركي والمدرب في البرنامج التدريبي، "إن الجمارك تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم وتسهيل حركة التجارة الدولية، حيث قمنا بتزويد المشاركين بالمعرفة اللازمة لفهم النظام المنسق، وهو أحد الأدوات الحاسمة في التجارة الدولية التي تعمل على تحديد التصنيفات الجمركية للسلع بوضوح، مما يُسهل تنفيذ العمليات الجمركية بشكل أكثر كفاءة".
وتضمن البرنامج الذي استمر على مدى أربعة أيام محاور عديدة تناولت الجوانب والتشريعات والقوانين الجمركية والتي تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم وتسهيل حركة التجارة الدولية، إضافة للتعرف على النظم الجمركية المُعتمد التي تُعد من أهم العوامل التي تُسهم في تسريع الإجراءات وتسهيل حركة السلع عبر الحدود. كما تطرق البرنامج إلى دور الجمارك الذي لا يقتصر على تحصيل الرسوم، بل يشمل ضمان تسهيل حركة البضائع بين الدول والذي ينعكس بشكل إيجابي على تنافسية المنتجات العُمانية في الأسواق العالمية. وقد تمَّ تعريف المشاركين على المخاطر التجارية المتعلقة بالتصدير وأهمية الحصول على الحماية الائتمانية التي تمكن من تقليل الخسائر المالية المحتملة، حيث يُعتبر تأمين الائتمان أداة حيوية لحماية الشركات من المخاطر المالية الناتجة عن عدم سداد العملاء مما يُسهم في تعزيز استقرار العمليات التجارية.
كما يساعد التأمين في تعزيز الثقة بين المصدرين والمستوردين مما يسهل إبرام الصفقات التجارية ويسهم في نمو العلاقات التجارية كما يتيح للشركات التخطيط المالي بشكل أفضل حيث يقلل من التكاليف المرتبطة بالمخاطر غير المتوقعة.