يمانيون:
2025-08-01@08:23:42 GMT

قراءةٌ في واقع خصوم الداخل

تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT

قراءةٌ في واقع خصوم الداخل

سند الصيادي

توصيف متجرد من القناعات المسبقة، والتمترسات الحادثة، ومن واقع المعايشة لتفاصيل الصراع، فَــإنَّ الأزمةَ العميقة التي يعاني منها الخصوم المحليون لصنعاء والتي سببت لجمهورهم وحتى لقادتهم حالة انفصام وإحباط.. مفادُها أن “حلفاءهم الإقليميين والدوليين” يمنعونهم من اتِّخاذ قراري الحرب أَو التفاوض بشكل مستقل بما يخدم مشروعهم الداخلي، وَإذَا حدث وَتحَرّكت الجبهات أَو المفاوضات –بإشارة ودفع خارجي- باسم الأزمة الداخلية، فهذا يأتي بناء على حسابات الحلفاء للضغط على صنعاء، وليس على حسابات وأجندة هذه الأطراف.

هذا الواقع حدث في مناسبات مختلفة خلال السنوات العشر وبشكل ملحوظ يمكن قراءته بدون تخيلات، وسيتكرّر، لم يختلف الوضع؛ إذ من المتوقع أن تتحَرّك الجبهات الداخلية في ظل التوتر الإقليمي والدولي الحادث، وأعني به سعي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها إلى كبح قرار الإسناد لغزة واستهداف السفن والمصالح الأمريكية والصهيونية، وبطبيعة الحال فَــإنَّ استئناف الحرب الداخلية واستمرارها سيكون مضبوطًا برتم النتائج والتطورات الناجمة عن هذا الإسناد وَبناءً على مخرجاته على اختلاف مآلاتها، تلك التي تتعلق بصراع صنعاء والحلفاء مباشرة، والتي لا وَلن تتوافق مع أماني وتطلعات هؤلاء الخصوم بطبيعة الحال.

يستغل الحليف خصومتهم مع النظام في صنعاء ونزواتهم للسلطة والثروة كأدَاة ضغط، لا طرفاً يتم احترام كيانه وجمهوره ومساندة مشروعه الخاص –إن كان لهم مشروع- يسعون به للوصول إلى السلطة والحكم، وعلى هذه الطريق قام الحلفاء بتفريخهم إلى كيانات وظيفية تؤدي أدواراً قتالية وسياسية تابعة، ألغت الكيان الواحد المفترض لهم وجزَّأتهم حتى لا يشكلوا معضلة لها مستقبلًا، كما دفعتهم في أكثر من محطة إلى اتِّخاذ قرارات داخلية كبيرة ومؤثرة، قبل أن تصدر التوجيهات لهم بالتراجع عنها بشكل محرج ومهين، عزلتهم بشكل خبيث عن الجمهور الذي يفترض أن يشكل لهم حاضنة، فزادت من ابتزازهم، وهذه الحقيقة الصادمة التي لا يريد خصوم الداخل تقبلها وَيواصلون إنكارها، نقول ذلك ليس تشفيًا، وإنما استعراضًا لواقع مؤسف ألقى بظلاله على المشهد الوطني وَالتصالح والتسامح والشراكة، زاد من حجم المعاناة وتأجيل الحل وَالتسوية وإنهاء النزاع في البلاد.. وهو ما دفع صنعاء لرفض الذهاب مع تلك القوى إلى مفاوضات لا أفق لها، وَذهبت لمراكمة خياراتها الضاغطة على الأعداء الفاعلين مباشرة، وهي الطريق الوحيدة الضامنة لإنهاء الصراع وصناعة الحل.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الإيرادات والموازنة والعملة.. غياب دعم الخارج يدفع بمحاولات إصلاح الداخل

مع استمرار غياب الدعم الخارجي، عكست التحركات الأخيرة من قبل مؤسسات الشرعية بالعاصمة عدن محاولات للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المناطق المحررة، وتفاقمت مع تفاقم الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها الحكومة.

وتجسدت الأزمة بمظاهر الانهيار المستمر للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، والانهيار كذلك في ملف الخدمات، وخاصة في الكهرباء، بسبب عجز الحكومة عن توفير الوقود مع تفاقم الأزمة المالية التي تعاني منها جراء توقف تصدير النفط منذ أواخر 2022م.

إلا أن تفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية جاء مع غياب تام لأي دعم مالي للحكومة من قبل التحالف بقيادة السعودية والإمارات، خلافاً لما كان عليه الحال خلال عامي 2023 - 2024م، وسط حديث عن مطالب مشددة بربط تقديم الدعم بعملية إصلاحات جذرية تقوم بها الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، للحد من الفساد والعبث، وتحسين أدائها في إدارة المناطق المحررة.

وهو ما يبدو أنه دفع الجانب الرسمي خلال الأيام الماضية إلى اتخاذ عدة خطوات وتحركات كمحاولة نحو معالجة الملف الاقتصادي، والبدء في إصلاح أهم الاختلالات التي تقف خلف مشهد الانهيار الذي تعاني منه المناطق المحررة حالياً.

أبرز هذه التحركات جاءت من قيادة البنك المركزي اليمني، ومحاولاته الواضحة مؤخراً في ضبط السوق المصرفية لوقف الانهيار المتسارع الذي شهدته العملة المحلية خلال الأشهر الماضية، حيث تجاوزت أسعار صرف العملات الأجنبية أرقاماً قياسية.

حيث أصدر محافظ البنك، أحمد غالب المعبقي، خلال أقل من أسبوع، عدداً من قرارات سحب الترخيص عن 30 شركة ومنشأة صرافة بالمناطق المحررة، بعد قراره اللافت وغير المسبوق مطلع الأسبوع الماضي بالتدخل وتحديد سقف محدد لأسعار صرف العملات.

وأثمرت هذه التحركات للبنك تحسناً ملحوظاً في قيمة العملة المحلية، بتراجع أسعار صرف العملات الأجنبية في المناطق المحررة، في حين يعوّل مراقبون على تحسن أكبر إذا بدأت لجنة الاستيراد عملها على الأرض بعد أن تم الكشف عنها قبل نحو أسبوعين، بعقد أول اجتماع لها برئاسة محافظ البنك.

وضمن هذه التحركات، كان لافتاً القرار الذي أصدره رئيس الوزراء، سالم بن بريك، الإثنين الماضي، بتشكيل اللجنة العليا للموازنات العامة للدولة للسنة المالية 2026م، حيث يُعد استمرار عمل حكومات الشرعية منذ 10 سنوات بدون موازنات مالية واحدة من أهم النقاط السلبية في نظر المانحين والداعمين.

كما أن غياب موازنة حكومية يمثل واحداً من أهم أسباب الفشل المالي والاقتصادي لأداء حكومات الشرعية المتعاقبة، ويمثل اليوم واحداً من أهم أسباب الأزمة المتفاقمة، وهو ما أكد عليه محافظ البنك المركزي في آخر تصريح له، الخميس الماضي، حول الوضع الاقتصادي وأسباب انهيار العملة.

>> تشخيص من البرلمان والبنك للأزمة.. غياب موازنة حكومية وفقدان الإيرادات

وإلى جانب غياب الموازنة، تحدث المحافظ في حديثه عن واحد من أهم أسباب الأزمة، ويتمثل في عدم توريد إيرادات الدولة إلى البنك المركزي، وأن أغلبها تُورّد إلى محلات وشركات الصرافة، كاشفاً أن 147 مؤسسة حكومية إيرادية لا تورد إيراداتها إلى البنك.

وعقب أربعة أيام من هذا التصريح الصادم، ترأس عضو مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزُبيدي، اجتماعاً بالعاصمة عدن للجنة العليا للموارد السيادية والمحلية، وهو أول اجتماع للجنة منذ نحو عام ونصف، والرابع منذ تشكيلها برئاسة الزُبيدي عقب الإعلان عن مجلس القيادة الرئاسي في أبريل 2022م.

هذه الاجتماعات المحدودة للجنة خلال أكثر من ثلاثة أعوام، تعكس حجم الصعوبة والتعقيدات أمام اللجنة في تحقيق هدفها المتمثل في ضبط الإيرادات الحكومية والمحلية، إلا أن اللجنة تحدثت في اجتماعها الأخير عن وجود خطة تنفيذية لعملها خلال النصف الثاني من العام 2025م، تضمنت "أولويات عاجلة لمعالجة الاختلالات في المؤسسات الإيرادية السيادية، وفي مقدمتها مصلحتا الجمارك والضرائب، وتفعيل الأجهزة الرقابية، وإعادة ترتيب آليات التحصيل، وتوسيع قاعدة الموارد المحلية والسيادية"، وفق ما نشرته وكالة "سبأ" الرسمية.

ورغم غياب الثقة في كل ما يصدر عن الحكومة والشرعية بشكل عام من تحركات وتصريحات تتحدث عن إصلاحات ومعالجات للأزمات، جراء التجارب والأحداث طيلة السنوات الماضية، إلا أن تفاؤلاً حذراً يسود هذه المرة من أن يُسهم غياب الدعم الخارجي، مدفوعاً بتفاقم الغضب الشعبي بالمناطق المحررة، نحو حدوث عملية إصلاح حقيقية في أداء مؤسسات الشرعية.

مقالات مشابهة

  • معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية العميد زياد العايش يطلع على واقع العمل في مديرية الأحوال المدنية بحمص
  • 8286 مقرا للتصويت خلال انتخابات مجلس الشيوخ فى الداخل
  • فلسطينيو الداخل المحتل يتظاهرون أمام السفارة المصرية في تل أبيب
  • صنعاء تحذر الأمم المتحدة: التصعيد السعودي الوحشي يهدد جهود السلام ويمزق خارطة الطريق
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • عاجل: التجارة تستدعي أطقم أكواب زجاجية للأطفال لاحتمالية انكسارها من الداخل
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: مزاعم الحصار دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون لتسويق فتح معابرغير نظامية مع محيط السويداء داخل الجمهورية، وخارجها، لإنعاش تجارة السلاح والكبتاغون التي تشكل مصدر تمويل أساسي لهذه المجموعات
  • الداخلية: ضبط 17 سائقا متعاطيا للمخدرات على الطريق الإقليمى
  • الإيرادات والموازنة والعملة.. غياب دعم الخارج يدفع بمحاولات إصلاح الداخل
  • الواقع القضائي في سوريا والتحديات التي تواجه عمل العدليات خلال اجتماع في وزارة العدل