الإيرادات والموازنة والعملة.. غياب دعم الخارج يدفع بمحاولات إصلاح الداخل
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
مع استمرار غياب الدعم الخارجي، عكست التحركات الأخيرة من قبل مؤسسات الشرعية بالعاصمة عدن محاولات للتخفيف من وطأة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها المناطق المحررة، وتفاقمت مع تفاقم الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها الحكومة.
وتجسدت الأزمة بمظاهر الانهيار المستمر للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية، والانهيار كذلك في ملف الخدمات، وخاصة في الكهرباء، بسبب عجز الحكومة عن توفير الوقود مع تفاقم الأزمة المالية التي تعاني منها جراء توقف تصدير النفط منذ أواخر 2022م.
إلا أن تفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية جاء مع غياب تام لأي دعم مالي للحكومة من قبل التحالف بقيادة السعودية والإمارات، خلافاً لما كان عليه الحال خلال عامي 2023 - 2024م، وسط حديث عن مطالب مشددة بربط تقديم الدعم بعملية إصلاحات جذرية تقوم بها الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، للحد من الفساد والعبث، وتحسين أدائها في إدارة المناطق المحررة.
وهو ما يبدو أنه دفع الجانب الرسمي خلال الأيام الماضية إلى اتخاذ عدة خطوات وتحركات كمحاولة نحو معالجة الملف الاقتصادي، والبدء في إصلاح أهم الاختلالات التي تقف خلف مشهد الانهيار الذي تعاني منه المناطق المحررة حالياً.
أبرز هذه التحركات جاءت من قيادة البنك المركزي اليمني، ومحاولاته الواضحة مؤخراً في ضبط السوق المصرفية لوقف الانهيار المتسارع الذي شهدته العملة المحلية خلال الأشهر الماضية، حيث تجاوزت أسعار صرف العملات الأجنبية أرقاماً قياسية.
حيث أصدر محافظ البنك، أحمد غالب المعبقي، خلال أقل من أسبوع، عدداً من قرارات سحب الترخيص عن 30 شركة ومنشأة صرافة بالمناطق المحررة، بعد قراره اللافت وغير المسبوق مطلع الأسبوع الماضي بالتدخل وتحديد سقف محدد لأسعار صرف العملات.
وأثمرت هذه التحركات للبنك تحسناً ملحوظاً في قيمة العملة المحلية، بتراجع أسعار صرف العملات الأجنبية في المناطق المحررة، في حين يعوّل مراقبون على تحسن أكبر إذا بدأت لجنة الاستيراد عملها على الأرض بعد أن تم الكشف عنها قبل نحو أسبوعين، بعقد أول اجتماع لها برئاسة محافظ البنك.
وضمن هذه التحركات، كان لافتاً القرار الذي أصدره رئيس الوزراء، سالم بن بريك، الإثنين الماضي، بتشكيل اللجنة العليا للموازنات العامة للدولة للسنة المالية 2026م، حيث يُعد استمرار عمل حكومات الشرعية منذ 10 سنوات بدون موازنات مالية واحدة من أهم النقاط السلبية في نظر المانحين والداعمين.
كما أن غياب موازنة حكومية يمثل واحداً من أهم أسباب الفشل المالي والاقتصادي لأداء حكومات الشرعية المتعاقبة، ويمثل اليوم واحداً من أهم أسباب الأزمة المتفاقمة، وهو ما أكد عليه محافظ البنك المركزي في آخر تصريح له، الخميس الماضي، حول الوضع الاقتصادي وأسباب انهيار العملة.
>> تشخيص من البرلمان والبنك للأزمة.. غياب موازنة حكومية وفقدان الإيرادات
وإلى جانب غياب الموازنة، تحدث المحافظ في حديثه عن واحد من أهم أسباب الأزمة، ويتمثل في عدم توريد إيرادات الدولة إلى البنك المركزي، وأن أغلبها تُورّد إلى محلات وشركات الصرافة، كاشفاً أن 147 مؤسسة حكومية إيرادية لا تورد إيراداتها إلى البنك.
وعقب أربعة أيام من هذا التصريح الصادم، ترأس عضو مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزُبيدي، اجتماعاً بالعاصمة عدن للجنة العليا للموارد السيادية والمحلية، وهو أول اجتماع للجنة منذ نحو عام ونصف، والرابع منذ تشكيلها برئاسة الزُبيدي عقب الإعلان عن مجلس القيادة الرئاسي في أبريل 2022م.
هذه الاجتماعات المحدودة للجنة خلال أكثر من ثلاثة أعوام، تعكس حجم الصعوبة والتعقيدات أمام اللجنة في تحقيق هدفها المتمثل في ضبط الإيرادات الحكومية والمحلية، إلا أن اللجنة تحدثت في اجتماعها الأخير عن وجود خطة تنفيذية لعملها خلال النصف الثاني من العام 2025م، تضمنت "أولويات عاجلة لمعالجة الاختلالات في المؤسسات الإيرادية السيادية، وفي مقدمتها مصلحتا الجمارك والضرائب، وتفعيل الأجهزة الرقابية، وإعادة ترتيب آليات التحصيل، وتوسيع قاعدة الموارد المحلية والسيادية"، وفق ما نشرته وكالة "سبأ" الرسمية.
ورغم غياب الثقة في كل ما يصدر عن الحكومة والشرعية بشكل عام من تحركات وتصريحات تتحدث عن إصلاحات ومعالجات للأزمات، جراء التجارب والأحداث طيلة السنوات الماضية، إلا أن تفاؤلاً حذراً يسود هذه المرة من أن يُسهم غياب الدعم الخارجي، مدفوعاً بتفاقم الغضب الشعبي بالمناطق المحررة، نحو حدوث عملية إصلاح حقيقية في أداء مؤسسات الشرعية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: المناطق المحررة من أهم
إقرأ أيضاً:
20% خصما لعملاء البنك الأهلي في "لولو"
مسقط- الرؤية
أعلن البنك الأهلي عن عرض حصري لفترة محدودة بالتعاون مع لولو هايبرماركت، يسري من 1 إلى 2 أغسطس 2025، إذ يتيح هذا العرض خصمًا فوريًا بنسبة 20% عند استخدام بطاقات البنك الأهلي الائتمانية للدفع سواء في فروع لولو هايبرماركت، أو عبر الموقع الإلكتروني الرسمي، أو من خلال تطبيق الهاتف المحمول.
ويهدف العرض إلى جعل المشتريات اليومية أكثر قيمة، حيث يمكن للعملاء الاستفادة من خصم يصل إلى 10 ريالات عمانية لكل معاملة، ويشمل جميع أصناف المواد الغذائية باستثناء الإلكترونيات والأجهزة المنزلية وغيرها من السلع غير الغذائية.
ويعكس هذا العرض التوجّه الاستراتيجي للبنك الأهلي في إطلاق حملات تسهم في تخفيف الأعباء المعيشية، خاصةً للفئات التي تشهد تكرارًا عاليًا في الشراء مثل السلع الغذائية. ومن خلال هذا النهج، لا يقتصر دور البنك على تعزيز القدرة الشرائية للعملاء فحسب، بل يقدم لهم أيضًا قيمة فورية وعملية على إنفاقهم اليومي.
وتُعزز هذه المبادرات التزام البنك المستمر ببناء علاقات دائمة مع العملاء قائمة على الثقة وإطلاق مبادرات تلبي احتياجاتهم المتنوعة، ومن خلال تصميم عروض مخصصة تتناسب مع أنماط حياة العملاء المختلفة، بدءًا من العائلات التي تُدير ميزانياتها المنزلية وصولًا إلى الأفراد الباحثين عن المرونة المالية، يُحدث البنك الأهلي تفاعلا أعمق ويشجع على استمرار الولاء عبر مجموعته الشاملة من المنتجات والخدمات.
ويُعتبر لولو هايبرماركت، المعروف بشبكته الواسعة وتنوع منتجاته وحضوره القوي في السوق، شريكًا موثوقًا للبنك الأهلي في تنفيذ مثل هذه المبادرات الفعّالة. ومن خلال التعاون مع رواد قطاع التجزئة الذين يشاركونه الاهتمام بتلبية رغبات العملاء، يضمن البنك الأهلي لحاملي بطاقاته الاستفادة المستمرة من امتيازات حصرية ورائدة في السوق، تميز محفظة بطاقاته الائتمانية في ظل بيئة تنافسية متزايدة في القطاع المالي.