موعد مع صيف ساخن.. غاز لا يغطي حاجة الكهرباء وبحث جارٍ عن الحلول
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أكد نائب رئيس لجنة النفط والغاز النيابية عدنان الجابري، اليوم الأربعاء (26 آذار 2025)، أن الغاز المنتج من الحقول العراقية لايغطي 60% من الحاجة المحلية.
وقال الجابري في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "انتاج الغاز الحالي لايغطي 60% من حاجتنا الى الغاز، وبالتالي على الحكومة العمل للحصول على استثناء من الولايات المتحدة الامريكية لغرض استيراد الغاز والكهرباء من إيران".
وأوضح، أن "وزارة النفط تعمل لاستثمار الغاز في جميع الحقول النفطية سيما الغازية منها" كاشفا عن أن " العراق يستثمر مايقدر بـ70% من الغاز الموجود في الحقول"،
وعن اتجاه العراق نحو صيف ساخن بين الجابري أن "هناك حلولا تعمل عليها الجهات الحكومية لتقليل ساعات انقطاع التيار الكهربائي".
ويعتمد العراق بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، حيث تستورد وزارة الكهرباء كميات تتراوح بين 40 إلى 50 مليون متر مكعب يوميا.
ومع تكرار انقطاع الإمدادات بسبب مشكلات مالية وتقنية، يتعرض العراق لأزمات طاقة متكررة، خاصة خلال فصل الصيف، عندما يرتفع الطلب على الكهرباء إلى مستويات قياسية.
برغم امتلاك العراق احتياطيات ضخمة من الغاز المصاحب لاستخراج النفط، إلا أن استغلاله لا يزال محدودا بسبب ضعف البنية التحتية وعدم اكتمال مشاريع معالجة الغاز، مما يجبر الحكومة على استيراد الغاز لتلبية احتياجات قطاع الكهرباء.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
شيخة الجابري تكتب: في متغيرات الإنسان والزمان
كل عام وأنتم بخير وعساكم من عوّادة العيد، كل سنة وكل حول يارب، وتقبل الله من الحجاج طاعتهم، وردهم إلى ديارهم سالمين غانمين، ها قد انقضت أيام العيد والإجازة الرسمية وعادت عجلة العمل والحياة بمعاركها اللامتناهية للدوران، نسأل الله التوفيق والسداد، نفع الله بجهود الجميع هذا الوطن العظيم، ومن يعيش على أرضه من العِباد.
تنقضي أيام العيد التي كانت الفرص فيها مواتية ولو بشكل قصير إلى التأمل فيما يدور حولنا من أحداث، ووقائع، وصراعات، وتجليات، وادعاءات، ونجاحات، وإخفاقات، هذه هي حركة الحياة بما تحمل في كل دورة من دوراتها من مفاجآت أو تحولات، خاصة فيما يتصل بالإنسان وعلاقاته الاجتماعية التي كنا ننعتها بالمتشابكة، والتي أصبحت في زمننا هذا أكثر تعقيداً وغموضاً وتحولاً من مسار إلى آخر، في غياب عين الناقد أو المتابع لحالة تلك المسارات.
في زمن الهواتف الأرضية، يُحكى أن سيدة في منطقة ما من دول الخليج كانت تذهب كل يوم إلى تجمع «قهوة الضحى»، وكانت من الطقوس القديمة التي مارستها النساء بما تحمل من عادات وتقاليد وأصول تواصل بين نساء ذاك الزمان، لنقل زمن الغوص مثلاً، المهم أن تلك السيدة كانت وهي ذاهبة إلى منزل جارتها التي تستضيف المجلس، تحمل معها هاتف منزلها الأرضي، أعني الذي يسمونه رأس الهاتف، صاحب السماعة الضخمة، والذي كانت سلطات الاتصالات في كل منطقة مسؤولة عن تركيبه في المنازل.
تجلس النساء للسوالف، وتلك المرأة تستغل الوقت في الحديث على الهاتف الذي تقوم بتركيبه في منزل جارتهم بعد أن تعزل هاتفهم، المهم أنه بعد انقضاء الشهر جاءت فاتورة الهاتف صادمة لرب المنزل، فأثارت مشكلة بينه وبين زوجته وأبنائه، إلى أن اكتشف أن جارتهم هي التي كانت تستخدم الهاتف، معتقدة أنها إذا فصلت هاتف المنزل واستخدمت هاتفها الذي أحضرته، لن يترتب على زوجها دفع رسوم استخدام، في جهلٍ واضح لكيفية الاستخدام.
بين ذاك الوقت ووقتنا الحالي الذي أصبح فيه الهاتف في متناول الجميع حتى الأطفال، نقف أمام متغيرات زمنية في طريقة استخدامه وكيفية الانتفاع به، فالهاتف الأرضي اليوم أعتقد بأنه قد انقرض في بعض المنازل، واكتفى الناس بالهواتف المحمولة، وما جاء بعدها من أجهزة نقالة لا تعرف ما أهمية «قهوة الضحى»، ولا قيمة الاتصال المباشر، ولا التواصل الطبيعي بين البشر، لقد انتهى زمان الوصل الجميل، وجاءنا زمن التواصل البارد، المُفعم بالبلادة.