بشكل مفاجئ أوقف حكم مباراة برشلونة الإسباني أمام بنفـيكا البرتغالي التي أقيمت فـي دوري أبطال أوروبا، فـي الدقيقة 14 من المباراة، ولم يكن هناك سبب واضح لإيقاف المباراة، وبعد ثوان سلّطت الكاميرات على نجم منتخب إسبانيا المغربي الأصل الأمين جمال «لامين يامال» الذي أسهم فـي صنع الهدف الأول لبرشلونة، وهو يغادر المستطيل الأخضر ليفطر، بعد أن دخل وقت الإفطار، فقد كان صائما، ليعود، بعد كسره صيامه، إلى المستطيل الأخضر ويسجّل الهدف الثاني لبرشلونة فـي الدقيقة 27 وحصل الأمر نفسه مع المدافع الفرنسي الصائم ويلسي فوفانا الذي أفطر على موزة وقليل من الشراب، بعد توقف مباراة فريقي ليستر سيتي وساوثهامبتون فـي الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم لمدّة ثلاثين ثانية، فقد سمحت لجنة الحكّام التابعة للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم للحكّام بالتعامل بطريقة خاصّة مع اللاعبين المسلمين خلال المباريات التي تتزامن مع أذان المغرب، فـي شهر رمضان المبارك، وجرى تطبيق القرار فـي أكثر من مباراة.
لكن للاتحاد الفرنسي لكرة القدم كلمة مختلفة، فقد ذهب على الضدّ من ذلك، حين أصدر قرارا رفض به إيقاف المباريات، وشدّد على ضرورة عدم فتح المجال للاعبين المسلمين للإفطار، وحين جوبِهَ القرار باحتجاجات صرّح رئيس اللجنة الفـيدرالية للحكّام إريك بورغيني قائلا: «هناك وقت لكلّ شيء، وقت لممارسة الرياضة ووقت لممارسة الطقوس الدينية»، كما نشرت جريدة «الشرق الأوسط» نقلا عن الصحافة الفرنسية.
ولو ابتعدنا قليلا عن أوروبا، وانتقلنا إلى قارة آسيا، لوجدنا الأجواء أكثر حرارة، فقد سخّنت «الفـيفا» الأجواء، وألقت زيتا على النار، عندما أعدّت جدول منافسات الجولة السابعة فـي التصفـيات الآسيوية المؤهّلة لكأس العالم 2026م التي تزامنت مع العشر الأواخر من الشهر الفضيل، هذا الجدول جعل الصائم مشتّت البال، فهو يضع عينا على النقل المباشر للتصفـيات، وأُذنا على مدفع الإفطار، وطبعا الاتحاد الآسيوي لكرة القدم هو الهيئة المنظّمة لرياضة كرة القدم فـي قارة آسيا وأستراليا، وهو الذي حدّد توقيتات التصفـيات لكأس العالم بالتنسيق مع الاتحاد الدولي «الفـيفا» كونه تابعا له، علما بأنّ التوقّفات الدولية لمباريات الأندية محدّدة أيضا من قبل «الفـيفا» وفـيها تتوقّف الدوريات ويسمح خلالها لإقامة مباريات المنتخبات والتصفـيات، ولا اعتراض على ذلك، لكن كان يمكن أن تضع بنظر الاعتبار، المتاعب التي يسبّبها هذا التوقيت، للّاعبين والجمهور فـي الملاعب، الذين أظهرت الصور كمّيّات قناني الماء التي استهلكها، بعد أن ذهب الظمأ وابتلت العروق، فحناجرهم تحتاج إلى الماء، وإلّا جاءت صيحات التشجيع يابسة، أما الجمهور الذي يتابع المباريات عن بُعد، فهو أيضا تراه مشغولا بتأمين متابعة مناسبة للمباريات سواء فـي البيت، أو فـي مقهى مع مجموعة من الأصدقاء، ورغم أن بعضها أقيم بعد الإفطار إلّا أن التحضيرات، ودخول الملاعب، وتأمين المقاعد، عادة تبدأ قبل ساعات من بدء المباريات، وتتواصل بعدها التحليلات والمناقشات ومتابعة ردود الأفعال، التي تستمرّ لساعات متأخّرة من الليل، بل ولأيام أُخر، ومثل هذه النقاشات لا تخلو من تشنّجات، وانفعالات، وأخذ، وردّ، خصوصا أنّ عددا من المنتخبات العربية تشارك فـي هذه التصفـيات، وبعضها أقيمت بين دول عربية شقيقة، وكلا الطرفـين صائم، والجمهور المشجّع أيضا صائم، فأضاع هذا التوقيت على الجمهور المتابع للتصفـيات الكثير من بركات هذه الأيام التي وردت أحاديث فـي فضلها، وكان فـيها النبي صلى الله عليه وسلم «إذا دخلت العشر الأواخر شدَّ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله» كما جاء فـي السيرة، ففـيها ليلة القدر وجاء فـي الحديث الشريف الذي رواه البخاري «التمسوها فـي العشر الأواخر من رمضان».
ويبقى لكرة القدم سحرها، الذي لا يمنعنا من إحياء هذه الأيام المباركة ورفع الأيدي بالدعاء ليتأهّل أكثر من منتخب عربي لكأس العالم، مستذكرين النشيد الذي كتبه الشاعر المصري محمود أبو الوفا (1901-1979م) عندما تأهلت مصر لمونديال كأس العالم عام 1934م:
كرة القدمِ كرة القدمِ
هي لعبتنا منذ القِدَمِ
للكرة نداء يشجينا
ويطير بنا صوب الهدفِ
وعسى أن نبلغ الهدف فـي صيامنا وقيامنا، وفـي التسديدات المتقنة للاعبي منتخباتنا العربية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لکرة القدم
إقرأ أيضاً:
مصر تواجه تونس في ختام الاستعداد لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عاما
يواجه المنتخب الوطني لكرة اليد للناشئين بقيادة طارق محروس، نظيره منتخب تونس، في المباراة الودية الأخيرة ضمن استعدادات الفراعنة لخوض بطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا، والتي تستضيفها مصر خلال الفترة من 6 حتى 17 أغسطس المقبل، بمشاركة 32 منتخبًا من مختلف قارات العالم، وذلك تحت شعار "مصر تستقبل العالم".
ومن المقرر أن تقام المباراة في تمام الساعة السادسة مساء اليوم الأربعاء، على صالة المركز الأولمبي بالمعادي.
وكان منتخب مصر قد حقق الفوز على منتخب السعودية وديًا بنتيجة 35-27.
ومن المقرر أن يعلن طارق محروس القائمة النهائية التي تضم 18 لاعبًا والتي ستخوض المونديال، عقب انتهاء المباراة.
ويتواجد منتخب مصر في المجموعة السابعة، رفقة منتخبات: اليابان وكوريا الجنوبية والبحرين، ويخوض منتخب مصر مواجهاته على الصالة الرئيسية باستاد القاهرة الدولي.
وحددت اللجنة المنظمة لبطولة العالم 4 صالات لاستضافة المباريات هي: الصالة الرئيسية بمجمع الصالات المغطاة باستاد القاهرة الدولي – صالة 2 بمجمع الصالات المغطاة باستاد القاهرة الدولي – صالة حسن مصطفى – صالة العاصمة الإدارية الجديدة.
تُقام مباريات المجموعتين الأولى والثانية على صالة حسن مصطفى بمدينة السادس من أكتوبر، ومباريات المجموعتين الثالثة والرابعة على صالة العاصمة الإدارية الجديدة، ومباريات المجموعتين الخامسة والسادسة على صالة 2 باستاد القاهرة، ومباريات المجموعتين السابعة والثامنة على الصالة الرئيسية باستاد القاهرة.
مجموعات بطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عامًا
المجموعة الأولى: السويد – البرتغال – الكويت - النمسا.
المجموعة الثانية: المجر – سويسرا – المغرب - كوسوفو.
المجموعة الثالثة: صربيا – إسبانيا – كرواتيا - الجزائر.
المجموعة الرابعة: أيسلندا – البرازيل – غينيا - السعودية.
المجموعة الخامسة: ألمانيا – سلوفينيا – أوروجواي - جزر الفارو.
المجموعة السادسة: النرويج – فرنسا – الأرجنتين – المكسيك.
المجموعة السابعة: مصر – اليابان - كوريا الجنوبية - البحرين.
المجموعة الثامنة: الدنمارك – تونس – التشيك - أمريكا.
وأعلنت الشركة المتحدة للرياضة أن مباريات البطولة ستُذاع حصريًا عبر قنوات "أون سبورت"، إلى جانب البث عبر منصة "كورة بلس"، لضمان وصول المباريات إلى جماهير كرة اليد في مصر ومختلف دول العالم.
وتواصل الشركة المتحدة للرياضة، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصري لكرة اليد، عقد اجتماعات مكثفة ضمن الاستعدادات النهائية لتنظيم البطولة، في إطار التنسيق المستمر لضمان تنظيم الحدث بأعلى مستوى يليق باسم ومكانة مصر في استضافة البطولات الدولية الكبرى في الرياضات المختلفة.