تعيين كريم سعيد حاكمًا للمصرف المركزي في لبنان
تاريخ النشر: 27th, March 2025 GMT
أعلنت الحكومة اللبنانية، اليوم الخميس، تعيين كريم سعيد حاكماً لمصرف لبنان، في الجلسة الحكومية التي انعقدت اليوم الخميس، في القصر الجمهوري في بعبدا، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية في خبر عاجل منذ قليل.
من هو كريم سعيدولد في قرطبا عام 1964، وهو أحد أبرز الأسماء في مجال البنوك والاستثمار في لبنان، يحمل شهادة بكالوريوس في القانون من جامعة القديس يوسف في بيروت، بالإضافة إلى ماجستير في القانون من كلية الحقوق في جامعة هارفارد.
وتخصص في قانون البنوك، من خلال هذا التخصص، أصبح واحدًا من أبرز الخبراء في مجال القانون المالي والمصرفي على الصعيدين المحلي والدولي.
مسيرته المهنيةوبدأت العمل في القطاع المصرفي في بنك «أتش أس بي سي» حيث شغل منصب المدير العام للخدمات المصرفية الاستثمارية. هذه التجربة الواسعة جعلته يتقن العديد من الجوانب المالية والاقتصادية، بما في ذلك التعامل مع الأسواق العالمية والإدارة المصرفية الاستثمارية.
ويعد كريم سعيد مؤسسًا وشريكًا إداريًا في شركة «جروث جايت إيكويتي بارتنرز» في الإمارات العربية المتحدة، وهي شركة متخصصة في إدارة الأصول البديلة، تركز على استثمارات الشركات الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن خلال هذه الشركة، قام بتوسيع نطاق تأثيره في الأسواق المالية في المنطقة، وحقق نجاحًا كبيرًا في توجيه الاستثمارات نحو القطاعات الواعدة في هذه الأسواق.
مناصب قياديةوشغل سعيد منصب عضو مجلس إدارة في بنك الإمارات ولبنان، الذي يرأسه فاروج نيركيزيان، المستشار المالي لرئيس الجمهورية جوزاف عون. هذا المنصب عزز من مكانته في القطاع المصرفي اللبناني، وأتاح له أن يكون جزءًا من دائرة اتخاذ القرارات المالية الكبيرة في لبنان.
ويعتبر كريم سعيد اليوم من أبرز الأسماء المطروحة لتولي منصب حاكم مصرف لبنان في ظل الوضع المالي الذي يعيشه لبنان. إذا تم تعيينه، سيواجه سعيد تحديات ضخمة تتعلق بإعادة الثقة في النظام المصرفي اللبناني، بالإضافة إلى إدارة الأزمة المالية التي تمر بها البلاد.
ولكن تاريخه الطويل في القطاع المصرفي والمالي، بالإضافة إلى خلفيته القانونية، يجعله مرشحًا قويًا للمنصب.
يذكر أن كريم سعيد هو شقيق النائب الأسبق فارس سعيد، ويعيش حياة عائلية مستقرة مع زوجته وأبنائه الثلاثة.
اقرأ أيضاًبكري يرد على مزاعم استعداد مصر لاستقبال فلسطينيين بسيناء: الأخبار اللبنانية تبث «دعاية رخيصة»
الإعلامي اللبناني نيشان: اسم الفنان أهم بكثير من الألقاب
فرص عمل في لبنان براتب 500 دولار شهريا.. التخصصات وشروط التقديم
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: لبنان اليوم كريم سعيد المصرف المركزي في لبنان بنك لبنان بنك لبنان المركزي حاكم المصرف المركزي في لبنان کریم سعید فی لبنان
إقرأ أيضاً:
إطباق تجسّسي.. هكذا تستبيح إسرائيل الجنوب اللبناني
بيروت- كنت أعمل داخل مقبرة البلدة رفقة صديقي، حين قال لي "اسمع جيّدا، يبدو أن هناك عشا للدبابير داخل هذه الخيمة التي تعلو أحد الأضرحة القريبة منّا"، وعندما التفت رأيت طائرة درون مسيّرة تربض فوق الخيمة وتراقبنا.
يروي هذه القصة، محمد صالح ابن بلدة راميا الحدودية قضاء بنت جبيل في الجنوب اللبناني، متحدثا للجزيرة نت عن معاناته ومعاناة جميع أبناء القرى الحدودية مع المسيّرات الإسرائيلية التي لا تفارق الأجواء، حيث تتتبع كل تفاصيل حياتهم، وعلى مدار الساعة.
ويقول صالح إن المسيّرات ترصد أي حركة داخل البلدة، وتحلق فوق علو قريب من المواطنين لا يتجاوز المترين، حيث تستطلع وجوههم وما يقومون به من عمل، وتعود إلى الموقع الإسرائيلي حيث انطلقت، وبعد ساعة تعيد الكرّة، وتستمر على ذلك حتى انتهاء العمل والخروج من البلدة.
تجسس وانتهاكويبدي صالح انزعاجا كبيرا حيال هذه الأساليب الإسرائيلية مع أبناء قرى الشريط الحدودي، ويقول "تشعر وأنت في بلدتك بأنك مراقب بالكامل وطوال الوقت، والأخطر أنك مكشوف بكل تفاصيل حياتك، وهذا مقلق جدا".
ويضيف "تخيّل أثناء الغداء دخلنا إلى غرفة صغيرة، وبدأت المُسيَّرة تحوم فوقنا بحثا عنا، ووقفت مباشرة تراقبنا حتى خرجنا لتشاهدنا، وبعد تعرفها علينا غادرت الأجواء".
إعلانوالمعاناة ذاتها مع المسيّرات الإسرائيلية يعيشها إبراهيم عيسى من بلدة ميس الجبل قضاء مرجعيون. ويقول للجزيرة نت إن مسيّرة تتبّعته بمجرد أن بدل سيارته التي كان يستقلها أثناء خروجه من بيته إلى مزرعته بحافلة صغيرة، حيث ظلت تُحلّق فوق رأسه حتى نزوله وانكشافه أمامها، ثم غادرت الموقع.
ويضيف "منذ أسابيع ذهبت إلى المزرعة، وتركت هاتفي داخلها خشية ضياعه، وخرجت إلى البريّة لأتفقد الأبقار، وما هي إلا دقائق حتى تتبعتني درون إسرائيلية، وبقيت تلاحقني حتى وصلت المرعى وبعدها عادت أدراجها".
وباتت استباحة المسيّرات الإسرائيلية للقرى الحدودية اللبنانية مقلقة جدا، حسب عيسى، إلا أن الأهالي صاروا يتعايشون معها. لكنه وغيره لا يخفون إنزعاجهم من مراقبتها الحثيثة لهم.
ويقول "تخيّل أن تكون مرصودا بكل تحركاتك، وعلى مدار الساعة، هذا غير مريح، وفي هذه الأيام ومع ارتفاع درجات الحرارة، وعندما تحاول فتح باب أو نافذة، فإنك تفكّر كثيرا قبل أن تفعل، لأن المسيّرة قد تأتي وتصورك في منزلك دون أن تشعر".
أما المواطن عيسى هزيمة -صاحب مقهى في ساحة ميس الجبل- فيقول إن المسيّرة تقتحم المقهى يوميا، وتصوّر كل شيء داخله وتغادر، ثم تعود مجددا لتتأكد من وجوه الروّاد.
ويؤكد هزيمة للجزيرة نت أن الطائرة تتبّعه ومعظم سكان البلدة كل يوم، ولا تفارق الأجواء أبدا، وتصورهم وترصد تحركاتهم. ويقول "هذا يقلقنا جميعا، ويُجنّب الأهالي العودة إلى البلدة، خاصة وأن المسيّرات تحلق فوق علو منخفض منهم، ويشعرون وكأنها تلاحقهم داخل منازلهم".
يقول العميد المتقاعد في الجيش اللبناني والمختص في الاتصالات محمد عطوي إن لهذه المسيّرات قدرة عالية على التتبّع والرصد والتصوير. ويؤكد للجزيرة نت أن المسيّرات الإسرائيلية مزودة بأجهزة استشعار وكاميرات دقيقة ذات حساسية عالية، تُمكنها من تصوير أدق التفاصيل على الأرض بدقة ووضوح، حيث تنقل هذه المعلومات مباشرة إلى غرف العمليات داخل الكيان الإسرائيلي.
وهناك -يواصل عطوي- يقوم الإسرائيليون بمقارنة الصور مع المعلومات المتوفرة لديهم على أجهزة الحاسوب من صور سابقة لمواقع وأشخاص وأبنية ومواقع عسكرية، وبناء عليه يأخذون القرار المناسب.
ويشير عطوي إلى أن المسيّرات ليست وحدها من يخرق خصوصية اللبنانيين، فالأقمار الصناعيّة أيضا تملك قدرة هائلة على الرصد بدقّة، ثم تعود لتُرسل ما التقطته إلى غرف عمليّات الموساد والقيادة الإسرائيلية.
إعلانويضيف أن هناك أجهزة على شكل كاميرات وأدوات تنصّت ثابتة، تُوجّه على قطاع معيّن، خاصة في الأودية أو ممرّات محدّدة، وهي دقيقة وتُستخدم لنقل الصور، ويتم إخفاؤها غالبا تحت الصخور، وتموّه بحسب طبيعة الأرض، لتجنّب اكتشافها بسهولة، و"هذه المعلومات تُرسل إلى العدو الإسرائيلي، وأستطيع القول إن كل الإنترنت والاتصالات في الجنوب مراقب إسرائيليا".
شكل من العدوانوأمام هذا الإطباق الاستخباراتي على لبنان وهذا الخرق لخصوصيّة المواطنين، يؤكد عضو لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النيابية النائب محمد خواجة للجزيرة نت أن ما تقوم به إسرائيل يعد عدوانا مستمرا بحق لبنان، لافتا إلى أن الاحتلال لم يلتزم بوقف إطلاق النار ولو لساعة واحدة، بينما لبنان، حكومة وشعبا وجيشا ومقاومة، التزم بالكامل بكل بنود الاتفاق.
ويستنكر خواجة تغطية وتبرير الولايات المتحدة الأميركية للانتهاكات الإسرائيلية، وفي مقدمتها السيطرة الجوية التي تُستخدم للقتل والاغتيال والقصف والتدمير في الجنوب ومناطق أخرى من لبنان، عوضا عن عدم قيامها بإلزام الاحتلال بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
ويضيف خواجة "على أميركا وفرنسا كجهتين راعيتين الاتفاق لوقف إطلاق النار، وأن تتحمّلا مسؤوليتهما عوضا عن ممارسة الضغوط على لبنان، بينما الحقيقة أن الضغط يجب أن يُمارس على إسرائيل".