مع استئناف إسرائيل الحرب على قطاع غزة، تتزايد المؤشرات على أن حكومة بنيامين نتنياهو ماضية في مسار التصعيد العسكري، مع رفضها أي تسوية سياسية. فقد كشفت التطورات الأخيرة عن توجه واضح نحو احتلال القطاع واستعادة الحكم العسكري عليه، وسط خطط محتملة لإعادة الاستيطان وتهجير الفلسطينيين. 

وتأتي هذه التطورات في سياق الخطة العسكرية الجديدة التي أعلنها رئيس هيئة الأركان العامة، إيال زامير، والتي تهدف إلى تحقيق أهداف فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيقها على مدار عام ونصف العام من القتال، وعلى رأسها القضاء على حكم حماس وتدمير بنيتها العسكرية.

 

تصعيد عسكري وخطط تهجير  

قرار الحكومة الإسرائيلية بتكثيف العمليات العسكرية يتماشى مع الخطط التي أقرتها "الكابينت"، بما في ذلك إنشاء مديرية خاصة لتنفيذ خطة "التهجير الطوعي" للفلسطينيين من قطاع غزة.

وهذا التوجه يتماشى أيضًا مع دعوات متكررة من اليمين المتطرف الإسرائيلي لإعادة المستوطنين إلى القطاع، ما يعكس استراتيجية طويلة الأمد تتجاوز مجرد العمليات العسكرية.  

في هذا السياق، كتب حنان غرينفود، مراسل شؤون الاستيطان في صحيفة يسرائيل هيوم، مقالًا بعنوان "الطاليت الممزق: العودة التدريجية للقتال هي السبيل الوحيد"، حيث دافع عن استئناف القتال باعتباره خطوة ضرورية لتحقيق أهداف الحرب.

وأكد أن استمرار الضغط العسكري ضروري لإرسال رسالة لحماس مفادها أن احتجازها للمختطفين الإسرائيليين يجعل قادتها في دائرة الاستهداف المباشر.  

غياب استراتيجية واضحة  

رغم القوة العسكرية التي وظفتها إسرائيل، إلا أن المحللين العسكريين الإسرائيليين يشيرون إلى غياب استراتيجية واضحة في الحرب. 

وفي مقال نشرته صحيفة معاريف، اعتبر المحلل العسكري آفي أشكنازي أن إسرائيل تعتمد على تكتيك الضغوط المتدرجة على حماس، دون امتلاك استراتيجية حاسمة لإنهاء الصراع لصالحها. 

وقال أشكنازي:  "إسرائيل شنت بالفعل هجوماً قوياً وألحقت أضرارًا جسيمة بحماس، لكن بعد ذلك انتقلت إلى عمليات عسكرية متقطعة. السؤال المطروح الآن: هل تمتلك إسرائيل فعلاً أوراق الحسم؟"  

وأشار إلى أن إدارة إسرائيل للحرب تشبه "لعبة البوكر"، حيث تحتفظ حماس بورقة ضغط قوية تتمثل في المختطفين الإسرائيليين، بينما يبدو أن الحكومة الإسرائيلية غير قادرة على وضع خطة واضحة لتحقيق أهدافها المعلنة.  

احتلال غزة.. خطوة قادمة؟  

في صحيفة هآرتس، توقع المحلل العسكري عاموس هرئيل أن تستعد إسرائيل لاحتلال غزة بشكل كامل، مع استعادة الحكم العسكري عليه. وربط ذلك بالتصريحات الأخيرة لعائلات المختطفين الأميركيين الذين زاروا واشنطن، حيث خرجوا بانطباع أن إدارة دونالد ترامب لن تعرقل مخططات نتنياهو.  

وكشف هرئيل أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يضع خطة لشن هجوم بري واسع النطاق على القطاع، بالتوازي مع استمرار الغارات الجوية والتوغلات البرية المحدودة. وأضاف أن إسرائيل قد تتجه إلى تصعيد أكبر إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في تأمين إطلاق سراح المختطفين، مما يزيد من احتمالات تنفيذ عملية واسعة النطاق تهدف إلى فرض سيطرة إسرائيلية كاملة على غزة.  

وفي ظل غياب استراتيجية واضحة لدى الحكومة الإسرائيلية، يظل مستقبل غزة غامضًا، لكن المؤشرات الحالية تعزز احتمال تصعيد عسكري واسع، قد ينتهي بفرض واقع جديد في القطاع، سواء من خلال الاحتلال المباشر، أو عبر فرض تغييرات ديموغرافية عبر التهجير القسري، الذي تسوّقه إسرائيل على أنه "هجرة طوعية".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة إسرائيل الحرب نتنياهو المزيد

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي: لو كان الحل العسكري ممكنا في غزة لانتهت الحرب بالفعل

أكدت كايا كالاس، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين، أن الوضع في غزة يزداد سوءًا "ساعة بعد ساعة".

طائرة حربية إسرائيلية تخترق أجواء دمشق وتحلق فوق ريفهاالاتحاد الأوروبي: إعداد الحزمة الـ19 للعقوبات على روسيا

كتبت كالاس على حسابها على منصة "إكس": "لا تزال أولويات الاتحاد الأوروبي هي الدعم الإنساني، بما في ذلك وصول المنظمات غير الحكومية، مع وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المتبقين". 

وأضافت: "لو كان الحل العسكري ممكنًا، لكانت الحرب قد انتهت بالفعل".

وفي سياق آخر، أعلنت كالاس اليوم أن الاتحاد الأوروبي يحضر لفرض الحزمة الـ19 من العقوبات الأوروبية ضد روسيا بسبب رفضها وقف الحرب الأوكرانية.

وقالت كالاس في بيان: "فيما لم توافق روسيا على وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط، فلا ينبغي لنا حتى مناقشة أي تنازلات".

ترامب: حماس لن تفرج عن الرهائن الإسرائيليين في غزةطلب عاجل من ألمانيا إلى إسرائيل بعد استشهاد أنس الشريف

وحددت كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي سلسلة محددة من الخطوات التي ينبغي اتباعها، مع إعطاء الأولوية لالتزام روسيا بإنهاء الأعمال العدائية قبل بدء أي مفاوضات.

طباعة شارك الاتحاد الأوروبي الحل العسكري غزة كايا كالاس أولويات الاتحاد الأوروبي إطلاق سراح الرهائن

مقالات مشابهة

  • مسؤولون غربيون يشككون بقدرة إسرائيل على هزيمة حماس
  • إسرائيل تكثف قصفها على غزة.. وسقوط عشرات الضحايا
  • «الصحة العالمية»: التصعيد العسكري يعرض مزيداً من الأطفال للخطر
  • الاتحاد الأوروبي: لو كان الحل العسكري ممكنا في غزة لانتهت الحرب بالفعل
  • الاتحاد الأوروبي: لو كان الحل العسكري ممكنا بغزة لكانت الحرب انتهت بالفعل
  • المدعية العسكرية الإسرائيلية تحذر: احتلال غزة سيعرضنا لعواقب وخيمة
  • لابيد يقول إن احتلال غزة يعني موت الأسرى وانهيار اقتصاد إسرائيل
  • تباين داخلي في إسرائيل بشأنها.. تحرك عربي لمواجهة خطة «احتلال غزة»
  • انتقادات متصاعدة في إسرائيل لخطة نتنياهو
  • اجتماع عربي لبحث التصدي لقرار إسرائيل احتلال غزة