“الأردن والعراق: أخوّة فوق العواصف
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
#سواليف
” #الأردن و #العراق: أخوّة فوق العواصف.. لا تهزّها المباريات ولا تغيّرها اللحظات العابرة”
بقلم : ا د محمد تركي بني سلامة
في عالمٍ يضجُّ بالتقلبات ويزدحم بالصراعات، ينهض الأردن بثقة العارف لمكانه، ممتلئًا وفاءً لأولئك الذين شاركوه الطريق في لحظاته الصعبة، ومن أوائلهم العراق الشقيق، الذي لم يكن يومًا مجرد دولة جارة، بل كان ظهرًا وسندًا، حاميا للبوابة الشرقية وعمقًا عربيًا حقيقيًا ارتكزت عليه مواقف الرجال ومبادئ الدول.
لن ننسى القدر العراقي ،حين ضاقت السبل، واشتدت الأزمات، كانت بغداد تمدّ يدها لعمان، لا منّةً ولا فضلًا، بل إيمانًا بوحدة الدم والمصير. وكان الأردن الرئة التي يتنفس منها العراق ، وهو على الدوام ، بقيادته الهاشمية الراسخة، وشعبه الوفي، يحفظ الجميل ويصون العهد، ويُدرك أن نهرَي دجلة والفرات لا يبعدان عنه أكثر مما يبعد القلب عن النبض.
مقالات ذات صلةإنّ ما نراه اليوم من محاولات لإثارة الفتن والانقسامات على هامش مباراة كرة قدم، ما هو إلا سحابة صيف عابرة، لن تحجب شمس المحبة، ولن تغيّر من طبيعة العلاقة التي نمت في تربة التاريخ، وسُقيت بدماء الشهداء على ثرى فلسطين و في كل ميادين النضال العربي المشترك. فالأردنيّون لا يرَون في العراقيين سوى أهلاً ورفاق درب، ومواقف العز التي سجلها العراقيون ستظل محفوظة في وجدان الأردن، لا تنال منها تغريدة، ولا تُضعفها لحظة انفعال.
المباريات تنتهي بصافرة حكم، أما الأخوّة فهي قرار شعوب وضمير أمة. لا يمكن لتصريحات انفعالية أن تهدم جدران المودة، ولا لأصوات الغضب أن تحجب صوت العقل والتاريخ. فالعراق في قلوب الأردنيين ليس دولةً بعيدة، بل بيتٌ من بيوت الدار، وأهله أهل الدار لا ضيوفها.
العروبة التي تجمعنا ليست خطبًا جوفاء ولا عبارات موسمية، بل هي التزام أخلاقي، وعهد سياسي، وسند روحي لا يسقط بالتقادم. بين العراق والأردن صفحات من المجد المشترك، من الدفاع عن فلسطين، إلى الدعم المتبادل في اللحظات الحرجة، إلى التكاتف في وجه الأزمات. وبينهما وشائج لا تمزقها مباراة، ولا تهزّها همسة غضب.
إنّ الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص، وُجدت لتوحيد الشعوب، لا لشقّ صفوفها. هي مساحة للفرح واللقاء، وميدان للتنافس الشريف ، لا ساحة للنزاع و لا منصة للكراهية والتفرقة. ومهما تعالت الأصوات المتوترة، فإن صوت الحكمة هو الأبقى، ووعي الشعوب العربية هو الحصن المنيع في وجه كل محاولات التفرقة.
ومن أرض النشامى، يمدّ الأردن يده إلى العراق بالمحبة والثقة، ويقولها بلسانٍ لا يعرف المجاملة ولا يخشى اللوم: أنتم في وطنكم، وفي قلوبنا، أنتم ركنٌ من أركان عروبتنا، وسندٌ لا نتخلى عنه. لا ينال منكم مَن أراد الفتنة، ولا يغيّركم موقفٌ عابر أو تصريحٌ منفلت.
اليوم، نحن أمام فرصة جديدة، لا لمجرد التهدئة، بل لتعزيز روابط الأخوّة وتجديد العهد على أن ما يجمعنا هو أكبر من لحظات الغضب، وأسمى من خلافات عابرة. نطمح إلى علاقات تقوم على الوعي والثقة، وإرادة الشعوب لا تقلبات اللحظة.
فلنحمل عروبتنا بأمانة، ولنحفظها من انفعالات لا تليق بماضينا ولا ترسم مستقبلنا. ولنجعل من الرياضة جسورًا للقاء، لا جدرانًا للتنافر. فبين بغداد وعمان، وفي قلوب العرب جميعًا، لا مكان إلا للمحبة، ولا مستقبل إلا بالشراكة، ولا مصير إلا واحد.
ستبقى الجسور بيننا قائمة، لأن ما بين الأردن والعراق ليس مصالح عابرة، بل دم وتاريخ ومصير مشترك. وسيظل الأردن، بقيادته الهاشمية الرشيدة ، وشعبه العروبي الأصيل، وفيًّا لمن وقف معه، معتزًّا بكل شقيق عربي، حريصًا على وحدة الصف، متمسكًا بعروبته الأصيلة التي لا تهزّها العواصف، ولا تغيّرها المباريات.
بين الاردن والغراق ،وبين الاردن وكل شقيق عربي ستظل الابواب مفتوحة والجسور ممدودة ، والنوايا صافية ، والايمان راسخ بأننا ، مهما تباينت أراؤنا ، لن نسمح لكرة القدم أن تفرقنا لأن ما بيننا أكبر ، وأسمى، وأبقى.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأردن العراق
إقرأ أيضاً:
الأردن ومصر والبحرين في أمسية شعرية من أمسيات “جرش” في رابطة الكتاب
صراحة نيوز -شهد بيت الشعر العربي في رابطة الكتاب الأردنيين بجبل اللويبدة مساء الثلاثاء أمسية شعرية من أمسيات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته ال 39.
وشارك في الأمسية التي جمعت أصواتًا شعريةً من الأردن ومصر والبحرين، في لقاءٍ ثقافي عزز من جسور التواصل الأدبي، وأقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للمهرجان من الأردن: الدكتور هشام القواسمة، جميل أبو صبيح، ورولا نصراوين، ومن مصر الشاعر محمد المتيم، ومن البحرين الشاعرة سوسن دهنيم.
استهلت الأمسية القاصة اعتماد سرسك التي قدمت الأمسية بالترحيب بالحضور في رابطة الكتاب الأردنيين، ثم قدم عمر سرسك نشيد “موطني”، ومقاطع من “لأجلك يا مدينة الصلاة”، و”وطني”، و”إني اخترتك يا وطني”، برفقة وسام فراج ومحمد ريالات، على العود والإيقاع تفاعل معها الحضور.
بعد ذلك، قرأ الشاعر المصري محمد المتيم، ضيف المهرجان، بعد أن شكر الأردن، والمهرجان بكلمات قليلة قصيدة “جسد أم حطاب” التي عبرت عن ذاتية.. تبعها بقصيدة “الغزال ذو القميص الأحمر” المهداة إلى صديق صعيدي غرق في ليلة عيد ميلاده.
يصف الشاعر المتيم في أبياتها حال الصديق وحكاياته معه، في صورة شعرية حزينة، معبرًا عن عدم تصديقه لرحيله وعدم تقبله لفكرة الرحيل، واختتم بقراءة قصيدة “خبر الريش”.
تلته الشاعرة البحرينية سوسن دهنيم، التي قرأت قصيدة “يا أرض يعقوب”، وقصيدة “على وشك الوصول”، بالإضافة إلى نصوص قصيرة بعنوان “الله معنا”، وصفت فيها معاناة أهالي غزة وقوائم الشهداء- كما ورد في قصيدتها- التي تكتب على عجل، ثم قصيدة بعنوان “قصائد واهمة”.
وقرأ الدكتور هشام القواسمة قصيدة “مطر يذوب”، وقصيدة “إلى الجنوب” التي تعكس انتماء الشاعر لهذا المكان ومحبته له، بالإضافة إلى قصيدة “في الصباح”.
وقرأت الشاعرة رولا نصراوين قصيدة “بلاد العرب أكفاني”، من ديوان معد للنشر قريبًا، وتنتقد القصيدة بسخرية الواقع المعاش من خلال أبياتها. كما قرأت قصيدة “أبناء القاتل” التي صورت من خلال أبياتها الإثم الذي يتحمله القاتل.
واختتم الأمسية الشاعر جميل أبو صبيح الذي قرأ نصوص “الشمس”، و”الأحلام” التي تعبر عن هموم الشاعر الذاتية بلغة مكثفة تتشابك معها صور الطبيعة وتتشكل بإيقاعاتها، بالإضافة إلى نص “لست أبكي” الذي يصور معاناة الفلسطيني مع المحتل.
وفي نهاية الأمسية، سلم عضو رابطة الكتاب الأردنيين الشاعر جميل أبو صبيح، برفقة الشاعر يوسف عبد العزيز، الشهادات التقديرية للشعراء المشاركين.