طهران- شهدت العلاقات الأميركية الإيرانية تصعيدا جديدا الأيام الأخيرة، حيث حذرت إيران أمس الثلاثاء من أي عمل عسكري ضدها بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقصفها مؤكدة أنها سترد بشكل حاسم.

ووجّه الحرس الثوري الإيراني في بيان تحذيرا لمن وصفهم بالأعداء من "ارتكاب أي أخطاء في الحسابات أو أوهام شريرة تجاه الأراضي الإيرانية".

ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس بالنسبة للملف النووي الإيراني، حيث أشار علي لاريجاني مستشار مرشد الثورة -في تصريحات له يوم الاثنين- إلى تداعيات أي تحرك أميركي ضد البرنامج النووي. وقال في مقابلة مع التلفزيون الرسمي إن "أي خطأ أميركي تجاه النووي الإيراني سيجبرنا على اتخاذ مسارات أخرى، وقد يضطرنا تحت ضغط الشعب إلى تصنيع سلاح نووي".

???? كبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية علي لاريجاني:

????إذا قصفت أمریکا أو إسرائیل إيران بذريعة برنامجها النووي، فستُجبر إيران على التوجه نحو إنتاج القنبلة الذرية

????إسرائیل لا تملك القدرة وحدها على مواجهتنا وكانت دائما أداة بيد واشنطن في المنطقة pic.twitter.com/ge1K0eFKLk

— إيران بالعربية (@iraninarabic_ir) March 31, 2025

وتمثل التصريحات الأخيرة تطورا جديدا في السجال بين واشنطن وطهران، وسط ظروف إقليمية ودولية معقدة، حيث يبقى الوضع محط ترقب في ظل استمرار الضغوط السياسية والاقتصادية على إيران. وتستمر الأطراف الدولية في محاولة احتواء هذه التوترات، بينما تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت التصعيدات الحالية ستؤدي إلى إجراءات أكبر أو ما إذا كانت ستفتح المجال أمام فرص دبلوماسية جديدة.

#عراقجي: حسب معلوماتنا فإن الولايات المتحدة تسلمت ردنا واطلعت عليه pic.twitter.com/BAoKtNvSD8

— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 31, 2025

إعلان باب للتفاوض

قال المحلل السياسي مصطفى فقيهي إن تصريحات لاريجاني، إلى جانب تصاعد التهديدات المتبادلة بين إيران وأميركا، تمثل جزءا من أحجية المفاوضات والاتفاق، وهي خطوة تهدف إلى تقليل التنازلات المقدمة، كما يمكن تفسير مسألة نشر قاذفات "بي2" (B2) في قاعدة دييغو غارسيا في أرخبيل تشاغوس ضمن هذا الإطار.

وتابع في حديثه للجزيرة نت أنه في الأساس، الشعار الذي ترفعه إدارة ترامب هو "السلام من خلال القوة" أي تحقيق الاتفاق عبر ممارسة الضغط والتهديدات الموثوقة.

وأضاف أنه يمكن أيضا تفسير تصريحات لاريجاني في سياق تبني نهج مماثل أو مواجهته. ورغم ذلك، فقد ترك كل من لاريجاني والبيت الأبيض باب التفاوض مفتوحا، حيث تحدث لاريجاني، وللمرة الأولى، عن التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة.

ومن ناحية أخرى، وفق فقيهي، قد تعكس هذه التهديدات أجواء متوترة وأزمة محتملة. وبهذا المعنى، يبدو أن لاريجاني قد أعلن موقفه الحاسم منذ البداية، مما يحدد معالم المرحلة المقبلة، لكن مثل هذا التهديد قد يكون أيضا "مجازفة" توفر مبررا لشن هجوم على إيران.

ومع ذلك، يبدو أن هناك تباينا في المواقف داخل كل من إيران والولايات المتحدة. ففي واشنطن، يتحدث مستشار الرئيس للأمن القومي مايكل والتز عن اتفاق خاص، بينما يشير ستيف فيتكاف (مكلف واشنطن بالعلاقات الدبلوماسية مع إيران) إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مرن شبيه بالاتفاق النووي السابق.

أما في طهران، فقد عبر كل من وزير الخارجية وممثل المرشد الأعلى عن مواقف معارضة لتصريحات لاريجاني، وفقا للمتحدث.

وختم بالقول إن الوضع حساس، بشكل عام، وأي سوء تقدير قد يخرج الأمور عن السيطرة، ولكن إذا سارت الأحداث بشكل طبيعي ولم يتم التوصل إلى اتفاق، فمن غير المرجح أن نشهد -بحلول شهر مهر (سبتمبر-أكتوبر)- أزمة بحجم حرب بحرية محتملة.

#ترمب يهدد إيران: التوصل إلى اتفاق نووي أو التعرض لقصف لا مثيل له#شبكاتpic.twitter.com/JmSAcTCLEz

— قناة الجزيرة (@AJArabic) March 31, 2025

إعلان استبعاد الحرب

أوضح رئيس تحرير صحيفة الوفاق الحكومية مختار حداد أنه عندما يتم تهديد إيران من الطبيعي أن ترد. وبالنسبة لمستقبل التطورات، استطرد أن هذا يعود إلى السلوك الأميركي، وأن إيران "أثبتت من خلال عمليتي الوعد الصادق الأولى والثانية، وبعد اغتيال الفريق الحاج قاسم سليماني أنه عندما يتم إجراء أي عملية تستهدف الجمهورية الإسلامية بأي شكل من الأشكال فإنها ترد".

وفي السياق، اعتبر حداد، في حديثه للجزيرة نت، أن هذه المستجدات توصل رسالة بأن الحوار إذا تم فسيكون غير مباشر وحول إحياء الاتفاق النووي فقط ولا يوجد حوار حول أي قضايا أخرى مثل قدرات إيران الدفاعية والقضايا الإقليمية، وكذلك فالحوار لن يتم تحت الضغط والتهديد وفرض عقوبات، وبالتالي هذا يوضح أن مستقبل الأزمة يعود إلى السلوك الأميركي.

ويعتقد المتحدث ذاته أن دول المنطقة لا تقبل بأن يستهدف الأميركان الأمن والاستقرار في المنطقة، معتبرا أن التصريحات الإيرانية الأخيرة ليست رسائل دبلوماسية فقط بل هي تحذير للأميركان. وعليه، استبعد حداد المواجهة العسكرية في المدى القصير.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

اقتراح أمريكي لإيران بشأن الاتفاق النووي.. والوسيط سلطنة عمان

أفادت وسائل إعلام أمريكية أن الولايات المتحدة أرسلت إلى إيران اقتراحًا بشأن اتفاق نووي يقول البيت الأبيض إنه "مقبول" و"من مصلحتها" قبوله.

جاء ذلك بعد وقت قصير من صدور تقرير للأمم المتحدة يفيد بأن الجمهورية الإيرانية كثفت إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب.

الوسيط عمان 

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنه عُرضت عليه "عناصر اقتراح أمريكي" من نظيره العماني خلال زيارته لطهران يوم السبت.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن "المبعوث الخاص ويتكوف أرسل اقتراحًا مفصلاً ومقبولاً للنظام الإيراني، ومن مصلحتهم قبوله".

بريطانيا تقوي مركزها في صناعة السلاح بــ1.5 مليار إسترليني.. ما علاقة أمريكا؟مجزرة جديدة في رفح.. أكثر من 200 شهيد وجريح خلال استهداف نقاط توزيع المساعداتحماس: الاحتلال ارتكب مجزرة مروعة غرب رفح باستهداف آلاف المدنيين أثناء تلقي المساعداتالاستخبارات العسكرية الأوكرانية تكشف مخطط تفجير القطار الروسي

ووُصف الاقتراح بأنه سلسلة من النقاط الموجزة وليس مسودة كاملة، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤولين مطلعين على المشاورات الدبلوماسية.

تدعو أمريكا إلى وقف جميع عمليات تخصيب اليورانيوم وتقترح إنشاء تجمع إقليمي لإنتاج الطاقة النووية، والذي سيشمل إيران والمملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى، بالإضافة إلى الولايات المتحدة.

عقدت إيران خمس جولات من المحادثات مع الولايات المتحدة سعياً للتوصل إلى اتفاق جديد ليحل محل الاتفاق مع القوى الكبرى الذي تخلى عنه الرئيس دونالد ترامب خلال ولايته الأولى في عام 2018.

وكان عراقجي قد قال يوم السبت إن إيران تعتبر الأسلحة النووية "غير مقبولة".

ماذا قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟

جاءت تصريحاته بعد يوم من تصريح ترامب بأن إيران "لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا"، بينما أعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق قريبًا.

ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد زادت إيران بشكل حاد مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما يصل إلى 60 في المائة، وهو ما يقترب من مستوى 90 في المائة تقريبًا اللازم للأسلحة الذرية.
 

طباعة شارك البيت الأبيض وسائل إعلام أمريكية الولايات المتحدة إيران اتفاق نووي

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيراني: لا نتطلع إلى إنتاج السلاح النووي وأثبتنا ذلك
  • ترامب يُكذّب "أكسيوس": لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم في إيران
  • إيران وإسرائيل .. بين فرص التوصل إلى اتفاق أو المواجهة !
  • عراقجي: إيران سترد على مقترح أمريكا النووي قريبًا.. ولا اتفاق في هذه الحالة
  • واشنطن ترسل مقترح الاتفاق النووي إلى إيران
  • إيران تطالب بـضمانات من الولايات المتحدة بشأن رفع العقوبات
  • عراقجي يبحث مع السيسي العلاقات الإيرانية المصرية وتطورات الإقليم
  • الطاقة الذرية: الوكالة تعمل على ضمان أي اتفاق في الملف النووي الإيراني
  • منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تاريخ طويل من البحث والتطوير النووي
  • اقتراح أمريكي لإيران بشأن الاتفاق النووي.. والوسيط سلطنة عمان