رسوم ترامب الجمركية..ضربة لأوروبا وهدية للصين؟
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
لا تزال تفاصيل ما أطلق عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يوم التحرير" غير واضحة، لكن الهدف الأساسي واضح تماماً. فقد أشار ترامب منذ أسابيع إلى نيته فرض رسوم جمركية كبيرة على العديد من الواردات إلى الولايات المتحدة.
يرى ترامب وحلفاؤه أن هذه الإجراءات ضرورية لمعالجة الاختلالات التجارية العالمية وتحقيق إيرادات جديدة، في وقت تعمل إدارته على إعادة هيكلة عمل الحكومة الفيدرالية بشكل جذري.
لكن المعارضين لهذه السياسات، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، يرون أن الحمائية التجارية التي ينتهجها ترامب ستؤدي فعلياً إلى فرض ضرائب إضافية على المستهلكين الأمريكيين، وقد تدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار، مما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية تشبه الركود التضخمي الذي لم تشهده البلاد منذ عقود.
كما أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى إجراءات انتقامية من الدول الأخرى، بما في ذلك حلفاء الولايات المتحدة وشركاؤها التجاريون.
لكن بالنسبة لمعارضي التجارة الحرة في فريق ترامب، فإن هذه التوترات قد تكون فرصة لإحياء الصناعة الأمريكية وإعادة التصنيع إلى داخل الولايات المتحدة، حيث ستضطر الشركات الأجنبية إلى نقل عملياتها إلى الأراضي الأمريكية لتجنب الرسوم الجمركية المرتفعة.
انتقادات واسعةيؤكد العديد من الاقتصاديين أن سياسات ترامب غير مدروسة وستؤدي إلى نتائج عكسية.
ويقول جريج مانكيو، أستاذ الاقتصاد في جامعة هارفارد للصحيفة: "يبدو أن ترامب لا يفهم أساسيات الاقتصاد الدولي. العديد من الحجج التي يطرحها تم تفنيدها منذ أكثر من قرنين ونصف في كتاب آدم سميث ثروة الأمم. لم أشهد سياسة اقتصادية أكثر خطأً تصدر عن البيت الأبيض منذ عقود."
وعلى الصعيد الدولي، هناك مخاوف من تفكك العولمة، واضطرابات في سلاسل التوريد، وانهيار الأسواق وسط حالة عدم اليقين.
ويوم الثلاثاء، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد برسوم جمركية على السلع والخدمات الأمريكية، رغم شعور العديد من القادة الأوروبيين بخيبة أمل شديدة بسبب هذا التصعيد التجاري.
Column by Ishaan Tharoor: The impetus of what President Donald Trump has called “Liberation Day” is clear. He wants to impose sizable tariffs on many imports. That plays into China’s hand. https://t.co/oMd8HRg04Z
— The Washington Post (@washingtonpost) April 2, 2025وأضافت أن "أوروبا لم تبدأ هذه المواجهة. نحن لا نرغب بالضرورة في الانتقام، لكن إذا كان ذلك ضرورياً، فلدينا خطة قوية وسننفذها."
مشاعر معادية لأمريكا في أوروباوتُظهر المؤشرات أن العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا تتجه نحو مزيد من التوتر.
ففي فرنسا، كشف استطلاع للرأي مؤخراً أن غالبية المواطنين يؤيدون مقاطعة المنتجات الأمريكية رداً على سياسات ترامب العدوانية تجاه أوروبا.
وفي ألمانيا، أظهر استطلاع أُجري في مارس (آذار) أن 16% فقط من الألمان يثقون بالولايات المتحدة كحليف.
وفي كندا، أعلن رئيس الوزراء الجديد مارك كارني أن العلاقة التاريخية بين بلاده والولايات المتحدة قد انتهت، مشيراً إلى أنه اختار بريطانيا وفرنسا كأول وجهتين لزياراته الخارجية بدلاً من واشنطن.
???????? ???? #Trump Aides Draft Tariff Plans as Some Experts Warn of Economic Damage - Washington Posthttps://t.co/Qh6mWTylir
— Christophe Barraud???????? (@C_Barraud) April 1, 2025 هل سيتراجع ترامب؟هناك احتمال أن يؤدي الضغط الدولي إلى تخفيف حدة الرسوم الجمركية، حيث قد يتراجع ترامب عن بعض تهديداته ويتفاوض على اتفاقيات تجارية في قطاعات محددة ومع دول معينة.
وأشار مسؤولون في البيت الأبيض إلى أن التحذيرات الاقتصادية السابقة لم تتحقق عندما فرض ترامب رسوماً جمركية محدودة خلال فترة ولايته الأولى.
ومع ذلك، يبدو أن المرحلة الثانية من حكم ترامب تمثل قطيعة جذرية مع سياساته الأولى، حيث يواصل التصعيد ضد أوروبا عبر خطابات نارية، منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى تهديدات غير مسبوقة. يعتقد الكثيرون أن التحالف عبر الأطلسي يوشك على الانهيار.
يعلق مارتن وولف، الكاتب في صحيفة "فايننشال تايمز"، قائلاً: "ترامب يشن حرباً اقتصادية وسياسية على حلفاء الولايات المتحدة. لكن انهيار الثقة بين الدول التي كانت تتشارك القيم الأمريكية سيكلف واشنطن ثمناً باهظاً."
#FPWorld: US President @realDonaldTrump’s reciprocal tariffs could wipe out economic activity worth $1.4 trillion across the world and raise prices and damage GDP in the United States substantially, according to an analysis.https://t.co/cNl55AsY6T
— Firstpost (@firstpost) April 2, 2025 الصين تستفيد من الأزمةفي بكين، يرى المحللون فرصة كبيرة في تفكك العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وصرّح وانغ ييوي، مدير كلية الدراسات الدولية في جامعة رينمين الصينية، لصحيفة إل باييس الإسبانية بأن سياسات ترامب أضعفت العلاقات عبر الأطلسي بشكل غير مسبوق، مما قد يدفع الأوروبيين إلى تبني موقف أكثر مرونة تجاه الصين.
وخلال إدارة بايدن، حاولت الولايات المتحدة إقناع أوروبا بتبني نهج أكثر تشدداً تجاه بكين، لكن يبدو أن هذا التضامن الغربي يتلاشى بسرعة بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
وأضاف وانغ في تصريحاته للصحيفة الإسبانية: "البعض يقول إن انتخابات 2024 في الولايات المتحدة لم تكن مجرد انتقال للسلطة، بل تغيير جذري في النظام بالنسبة للأوروبيين."
كما أشار دا وي، أستاذ في جامعة تسينغهوا في بكين، إلى أن ترامب يقوض أحد أهم مصادر قوة الولايات المتحدة، وهو تحالفاتها التقليدية.
وقال في حديث لـ NPR"التحالفات الأمريكية كانت دائماً أحد أقوى مصادر نفوذها. لكن ترامب يُضعف هذه العلاقات، مما يثير تساؤلات حول موثوقية واشنطن كشريك دولي."
وفي الوقت الذي لا تزال الصين منافساً استراتيجياً لكل من اليابان وكوريا الجنوبية، إلا أن السياسات التجارية الأخيرة لترامب دفعت الدول الثلاث إلى عقد حوار اقتصادي استراتيجي لأول مرة منذ خمس سنوات.
Michael B. G. Froman writes: #China Has Already Remade the International System https://t.co/1HDvRfmyB8 via @ForeignAffairs
— Int'l Affairs Forum (@IA_Forum) March 25, 2025وذكرت وسائل الإعلام الصينية أن هذه المحادثات قد تؤدي إلى تنسيق مشترك لمواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية. ومع ذلك، نفى المسؤولون اليابانيون والكوريون الجنوبيون وجود أي اتفاق رسمي بهذا الشأن.
ويبدو أن البيت الأبيض غير مكترث للانتقادات الدولية، بل إنه يستمتع بخلق حالة من الفوضى في الاقتصاد العالمي. وبينما يعيد ترامب تشكيل التجارة العالمية، تعمل إدارته على تفكيك مؤسسات الحكومة الأمريكية، ومهاجمة المجتمع المدني والجامعات، واتخاذ إجراءات تتجاوز القوانين الدستورية لفرض رؤيته
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: حرب ترامب التجارية وقف الأب عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب أوروبا الصين البيت الأبيض ترامب البيت الأبيض الصين أوروبا الولایات المتحدة البیت الأبیض العدید من
إقرأ أيضاً:
تايوان تنفي منع رئيسها من زيارة الولايات المتحدة الأميركية
نفت تايوان، أمس الثلاثاء، أن يكون رئيسها لاي تشينغ تي مُنع من زيارة الولايات المتحدة، مؤكدة أنه لا يعتزم القيام بأي رحلة إلى الخارج قريبا.
يأتي هذا النفي عقب تقارير إعلامية أميركية عن رفض إدارة الرئيس دونالد ترامب السماح للرئيس لاي بالتوقف في نيويورك ضمن رحلة رسمية إلى أميركا اللاتينية الشهر المقبل.
ولم يؤكد مكتب لاي رحلته تلك، لكن الباراغواي، الحليف الدبلوماسي الوحيد لتايوان في أميركا الجنوبية، أعلنت في منتصف يوليو/تموز أنها ستستضيف الرئيس التايواني في غضون 30 يوما.
وكان مرجحا أن تشمل هذه الزيارة توقفا في الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التايوانية هسياو كوانغ وي للصحفيين في تايبيه "لم يكن هناك من الجانب الأميركي تأجيل أو إلغاء أو رفض للسماح بالتوقّف".
وبدورها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس للصحفيين في واشنطن أنه "لم يتم إلغاء أي شيء".
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز"، أمس الثلاثاء، أن إدارة ترامب رفضت السماح للرئيس التايواني بالتوقف في نيويورك بعد اعتراض بكين على زيارته.
وأضافت الصحيفة أن لاي قرر إلغاء رحلته بعد تبليغه بأنه لن يتمكن من التوقف في نيويورك.
ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غيو جياكون تأكيد أو نفي صحة التقارير التي تحدثت عن تدخل صيني في هذه المسألة، مؤكدا موقف بلاده "المعارض بشدة" لمثل هكذا زيارة "بغض النظر عن الذريعة أو المبررات".
إشارة خطرةوتعليقا على ما أوردته "فايننشال تايمز"، قالت رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إن "هذا القرار يُرسل إشارة خطرة".
واعتبرت الزعيمة الديمقراطية أن الرئيس (الصيني) شي جين بينغ انتصر على القيم الأميركية والأمن والاقتصاد من خلال منع إدارة ترامب رئيس تايوان المنتخب ديمقراطيا من القيام برحلة دبلوماسية عبر نيويورك.
إعلانوعبرت، في منشور على فيسبوك، عن أملها في ألا يكون رفض الرئيس ترامب لهذه المحطة في نيويورك مؤشرا إلى تحوّل خطر في السياسة الأميركية تجاه تايوان.
ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين الولايات المتحدة وتايوان، فإن واشنطن تسمح للقادة التايوانيين بالقيام بتوقفات خاصة على الأراضي الأميركية.
وجميع الرؤساء التايوانيين الذين انتُخبوا منذ أول انتخابات جرت بالاقتراع العام في 1996 توقفوا في الولايات المتحدة.
وفي نهاية العام الماضي أجرى لاي تشينغ تي زيارة إلى هاواي وغوام، الإقليمين التابعين للولايات المتحدة.
ونددت الصين بشدة بسماح الولايات المتحدة لرئيس تايوان بزيارة هاواي، وتعهدت بكين باتخاذ "إجراءات مضادة حازمة" تجاه مبيعات الأسلحة الأميركية لتايوان.
الجدير بالذكر أن تايوان والصين انفصلتا في خضم الحرب الأهلية قبل 76 عاما، لكن التوترات تصاعدت منذ عام 2016، عندما قطعت الصين جميع الاتصالات تقريبا مع تايبيه.