قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كرستين لاغارد -اليوم الأربعاء- إن تبعات الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها ستكون سلبية على مستوى العالم، وإن أضرارها ستتوقف على مدى تطبيقها ومدة استمرارها وإذا ما كانت ستؤدي إلى مفاوضات ناجحة.

ومن المقرر أن تعلن إدارة ترامب اليوم الأربعاء عن "رسوم جمركية مضادة" تستهدف الدول التي تفرض رسوما جمركية على السلع الأميركية.

وتأتي الخطوة بعد فرض الولايات المتحدة رسوم جمركية جديدة على منتجات من المكسيك والصين وكندا، أكبر شركائها التجاريين، بالإضافة إلى سلع أخرى من بينها الصلب والسيارات.

وقالت لاغارد -في مقابلة مع إذاعة نيوزتوك الأيرلندية- "ستكون (الرسوم) سلبية على مستوى العالم، وستختلف شدة واستمرار التأثير حسب النطاق والمنتجات المستهدفة ومدة استمرارها وإذا ما كانت هناك مفاوضات أم لا".

وأضافت "لأننا ينبغي ألا ننسى أن في كثير من الأحيان يؤدي هذا التصعيد المرتبط بالرسوم الجمركية -لأنه يثبت ضرره حتى على من يفرضونه- إلى مفاوضات، حيث يجلس الناس فعليا ويناقشون ويزيلون في النهاية بعض تلك الحواجز".

وكانت لاغارد قالت الاثنين إن الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة اليوم تمثل بداية مسيرة نحو الاستقلال لأوروبا.

إعلان

وأضافت -في مقابلة مع إذاعة فرانس إنتر- "يطلق عليه (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) يوم التحرير. أراه لحظة يجب أن نقرر فيها معا أن نمسك بمصيرنا بأيدينا".

ردود فعل عالمية

 ونستعرض هنا أهم ردود الفعل حتى على رسوم ترامب المتوقع الإعلان عنها اليوم الأربعاء:

قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبسترايت "إن تكاليف الحرب التجارية لا يتحملها طرف واحد، بل قد تصبح تكلفتها باهظة على كلا الجانبين"، مضيفا أن برلين "مستعدة وراغبة في التفاوض على المستوى الأوروبي مع الولايات المتحدة" لتجنب ذلك. أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن بلاده ستكون "متأنية جدا" في ردها على "الإجراءات غير المبررة التي تتخذها الحكومة الأميركية". شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأربعاء على أن لندن تستعد لاعتماد "مقاربة هادئة وبراغماتية" حيال الرسوم الجديدة. أفادت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية صوفي بريما بأن الاتحاد الأوروبي سيرد قبل نهاية أبريل/نيسان الحالي على الرسوم الجمركية الجديدة. قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "لا نريد بالضرورة اتخاذ إجراءات انتقامية… لكن لدينا خطة قوية إذا اقتضى الأمر". أعلنت كل من بكين وطوكيو وسول "تسريع" مفاوضاتها من أجل التوصل إلى اتفاق تبادل حر في مواجهة تعريفات ترامب الجمركية. أكدت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم الثلاثاء أن بلادها لا تنوي اتباع إستراتيجية "العين بالعين والسن بالسن" تجاه الولايات المتحدة، لأن ذلك "يؤدي دائما إلى وضع سيئ".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة

إقرأ أيضاً:

بلومبيرغ: أميركا ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات الجمركية

ترى هيئة تحرير بلومبيرغ أن ما تعتبره الإدارة الأميركية انتصارا بعد اتفاقات تجارية مع الاتحاد الأوروبي واليابان، ليس مدعاة للاحتفال، بل صفقات خاسرة لجميع الأطراف، محذّرة من أن أميركا ستكون الخاسر الأكبر إذا استمرت سياسة الرسوم بوصفها أداة أساسية للتفاوض.

فالاتفاقان -بحسب هيئة التحريرـ يفرضان رسومًا بنسبة 15% على معظم الصادرات إلى السوق الأميركية، مع تنازلات إضافية، وهو ما بدا ظاهريًا أنه يضع حدًا لحرب تجارية مفتوحة ويؤكد الهيمنة الأميركية. وشهدت الأسواق المالية ارتفاعا فور الإعلان. لكن العنوان المرافق لتحليل الهيئة يختصر الموقف بالقول: "انتصارٌ جمركي؟ ليس تمامًا".

الرسوم "ضرائب".. والمستهلك الأميركي يدفع الثمن

وتقول بلومبيرغ بوضوح إن الرسوم ضرائب، وسرعان ما سيدفع المستهلك الأميركي معظم -إن لم يكن كل- زيادة الكلفة. ولا تقف الأضرار عند ارتفاع كلفة الواردات؛ إذ إن المنتجين المحليين المنافسين سيتعرضون لضغط تنافسي أقل، وهو ما يمكّنهم من رفع الأسعار ويُضعف وتيرة الابتكار.

الرسوم الجمركية الأميركية تُعد ضرائب يتحمل المستهلك الأميركي الجزء الأكبر من كلفتها (رويترز)

ووفق هيئة التحرير، ستؤدي هذه العوامل، بمرور الوقت، إلى خفض مستويات المعيشة في أميركا، مع التأكيد على قاعدة تاريخية: “الخاسر الأكبر من الرسوم هو البلد الذي يفرضها".

وتشير بلومبيرغ إلى أن هذه الكلفة قد تكون قابلة للإدارة على المدى الطويل فقط إذا كانت الاتفاقات تُنهي بالفعل الشجار التجاري القائم، وهو افتراض تعتبره الهيئة غير واقعي.

تفاصيل غامضة ومعارضة سياسية

وتؤكد بلومبيرغ أن اتفاقي أميركا والاتحاد الأوروبي وأميركا واليابان أقرب إلى أطر اتفاق لا صفقات مكتملة. ففي الحالة اليابانية، تَحدّثت الإدارة عن التزامٍ بتمويل صندوق استثماري أميركي يديره البيت الأبيض جرى تصويره وكأنه "مكافأة توقيع" بقيمة 550 مليار دولار، غير أن التفاصيل غامضة والمسؤولين اليابانيين "على الأرجح لا يرون الأمر على هذا النحو". أما في الصفقة مع أوروبا، فهناك إعفاءات جمركية لبعض السلع من دون تحديد واضح لماهيتها حتى الآن.

إعلان

وتشدد هيئة تحرير بلومبيرغ على أن هذه الضبابية، إلى جانب ظهور الحكومات في أوروبا واليابان بمظهر المذعِن للطلب الأميركي، تغذي معارضة سياسية وترفع منسوب عدم اليقين لدى الشركات والمستهلكين.

"الاستقرار" الأوروبي.. سراب إذا أصبح التهديد نهجًا

وتلفت بلومبيرغ إلى أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين برّرت قبول الشروط الأميركية بالقول إن الاتفاق يعيد "الاستقرار وقابلية التنبؤ" للمستهلكين والمنتجين.

حالة الإذعان الأوروبي والياباني أمام المطالب الأميركية تثير معارضة سياسية داخلية في هذه الدول (أسوشيتد برس)

لكنّ المقال يحذّر: إذا باتت الرسوم العقابية أو التلويح بحجب التعاون الأمني نهجًا دائمًا لحسم أي خلاف، فسيتبيّن أن رؤية "الاستقرار" هذه مجرّد سراب.

والأخطر -وفق هيئة التحرير- أن ما تعتبره الإدارة "انتصارات" قد يثبت قناعة لدى صانعي القرار في واشنطن بأن أميركا قادرة على فرض الإذعان لا الشراكة على دول كانت تُعدّ حلفاء.

وتضيف أنه عندها سيتفاقم عدم الاستقرار الذي يقتل التخطيط طويل الأجل والاستثمار والتعاون العالمي عبر المجالات كافة.

وتختم بلومبيرغ بخلاصة حادّة: "القوة عبر التعطيل إستراتيجية تهزم نفسها بنفسها. وعاجلًا أم آجلًا سيتبيّن ذلك بصورة مؤلمة".

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تخفض الرسوم الجمركية على واردات ليسوتو بعد تهديدات بزيادتها
  • الأسواق العالمية تتراجع تحت ضغط رسوم ترامب الجمركية
  • تصنيف الدول حسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب (إنفوغراف)
  • بعد رسوم ترامب الجمركية الأخيرة.. عدة قطاعات بانتظار المزيد
  • ترامب يُطلق موجة جديدة من الرسوم الجمركية على عشرات الدول قبل الموعد النهائي
  • ما هي الدول التي تغيرت رسومها الجمركية منذ إعلان ترامب في يوم التحرير؟
  • ما هي نسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب؟
  • بين 10% و41%.. ترامب يزيد الرسوم الجمركية على عشرات الدول
  • الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات التجارية الأخيرة
  • بلومبيرغ: أميركا ستكون الخاسر الأكبر من الانتصارات الجمركية