الأمم المتحدة ترصد أدلة موثقة لتصفية مدنيين في الخرطوم
تاريخ النشر: 4th, April 2025 GMT
أكدت الأمم المتحدة حصولها على أدلة تشير إلى ارتكاب تصفيات وعمليات قتل خارج القانون راح ضحيتها العشرات في جنوب وشرق العاصمة السودانية الخرطوم خلال الأيام التي تلت دخول الجيش والقوات المتحالفة معه لتلك المناطق في السادس والعشرين من مارس.
ودعت في بيان، الخميس، إلى الشروع "فوراً' في إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة وفعالة وفقاً للمعايير الدولية.
وشملت التصفيات عدد من المدنيين على أساس جهوي، إضافة إلى أعضاء في لجان المقاومة، وبعض المشرفين على المطابخ الخيرية "التكايا".
وتاتي العمليات الأخيرة بعد انتهاكات مشابهة طالت المئات بعد دخول الجيش والقوات المتحالفة معه لمدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة بوسط البلاد في يناير الماضي.
فزع أممي
عبر المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدةفولكر تورك عن شعوره بالفزع إزاء تلك العمليات. وقال تورك: "أشعر بفزع كبير إزاء التقارير الموثوقة التي تشير إلى وقوع العديد من حالات الإعدام بإجراءات موجزة لمدنيين في عدة مناطق من الخرطوم، للاشتباه على ما يبدو بتعاونهم مع قوات الدعم السريع.
وأضاف "أحث قادة الجيش السوداني على اتخاذ تدابير فورية لوضع حد للحرمان التعسفي من الحق في الحياة".
واعتبر تورك أن عمليات القتل خارج إطار القانون تشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. وطالب المفوض الأمني بمحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات، وكذلك من "يتحملون المسؤولية القيادية، على هذه التصرفات غير المقبولة بموجب القانون الجنائي الدولي".
أدلة موثقة
وأوضحت مفوضية حقوق الإنسان أنها قامت بمراجعة العديد من مقاطع الفيديو المروعة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ 26 مارس، التي صورت في جنوب وشرق الخرطوم.
وقالت: "تُظهِر هذه المقاطع رجالاً مسلحين – بعضهم يرتدي الزي العسكري وآخرون بملابس مدنية – ينفذون إعدامات بدم بارد ضد مدنيين، غالباً في أماكن عامة. في بعض المقاطع، صرّح الجناة بأنهم يعاقبون مؤيدي قوات الدعم السريع".
ووفقا للمفوضية، فقد نسبت التقارير عمليات القتل إلى قوات الجيش وأفرادٍ من الأجهزة الأمنية التابعة للدولة، بالإضافة إلى مقاتلين مرتبطين بالجيش.
وأشارت المفوضية إلى مقتل ما لا يقل عن 20 مدنياً، بينهم امرأة في منطقة جنوب الحزام في الخرطوم على يد القوات المسلحة السودانية والمقاتلين المرتبطين بها. وأكدت المفوضية أن مكتبها وثّق تصاعداً مقلقاً في خطاب الكراهية والتحريض على العنف عبر الإنترنت، إذ تم نشر قوائم على الإنترنت بأسماء أفراد متهمين بالتعاون مع قوات الدعم السريع. وقالت "يبدو أن الجماعات الإثنية من إقليمي دارفور وكردفان تتعرض للاستهداف بشكل غير متناسب".
غضب دولي ومحلي
وأثارت تلك العمليات غضبا دوليا كبيرا، حيث قدم عضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي، جروجي مييكس يوم، الاثنين، مشروع قانون يتضمن فرض إجراءات لمحاسبة مرتكبي الفظائع في السودان من خلال فرض عقوبات على من ساهموا في ارتكاب الإبادة الجماعية، أو جرائم الحرب، أو الجرائم ضد الإنسانية، أو منعوا المساعدات الإنسانية.
وحذرت مجموعة محامو الطوارئ - مجموعة حقوقية سودانية - من أن عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء تُعد جرائم حرب بموجب القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر قتل الأسرى والمدنيين دون محاكمة عادلة وفقًا لاتفاقيات جنيف للعام 1949 والبروتوكولات الإضافية الملحقة بها.
وأضافت "تكرار هذه الجرائم، يؤكد أنها تنفذ ضمن سياسة ممنهجة تستغل لترهيب المدنيين ونشر الخوف، مما يجعلها جرائم ضد الإنسانية وفق المادة 7 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات لجان المقاومة التكايا فولكر تورك الجيش السوداني قوات الدعم السريع الخرطوم حرب السودان وقف حرب السودان الحرب السودانية جرائم حرب دعاوى جرائم حرب الجيش السوداني لجان المقاومة التكايا فولكر تورك الجيش السوداني قوات الدعم السريع الخرطوم الملف السوداني
إقرأ أيضاً:
تصعيد إيراني.. واشنطن متورطة بالحرب وإسرائيل تستخدم التكنولوجيا لتصفية الأفراد
اتهم الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان الولايات المتحدة بدور مباشر في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على بلاده، محمّلاً واشنطن مسؤولية التصعيد الإقليمي، في وقت رصدت فيه وسائل إعلام أميركية تحركات عسكرية غير مسبوقة للقوات الجوية الأميركية، شملت نشر عشرات طائرات التزود بالوقود باتجاه أوروبا والشرق الأوسط، وسط تكتم رسمي من وزارة الدفاع الأميركية.
وقال بيزشكيان، في كلمة أمام البرلمان الإيراني، إن بلاده “لم تسعَ إلى الحرب”، مشدداً على أن طهران لا تزال ملتزمة بالحوار والمفاوضات، ولم تكن الطرف الذي انسحب من طاولة التفاوض، مضيفاً: “لدينا الحق في الاستفادة من الطاقة النووية والبحوث المرتبطة بها، وسندافع عن هذا الحق بقوة”.
واتهم الرئيس الإيراني الولايات المتحدة بـ”البلطجة والابتزاز”، وبتجاوز القانون الدولي عبر السماح لإسرائيل بشن هجمات عسكرية داخل الأراضي الإيرانية، داعياً إلى موقف إقليمي حاسم ضد العدوان الإسرائيلي، ومؤكداً أن الشعب الإيراني موحد في مواجهة ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية”.
تأتي تصريحات بيزشكيان بعد يومين من بدء إسرائيل عملية عسكرية مفاجئة داخل إيران، تحت اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية وعلماء بارزين، في خطوة قالت تل أبيب إنها تستند إلى معلومات استخباراتية عن قرب حصول إيران على سلاح نووي. وردّت طهران بهجمات صاروخية مكثفة على تل أبيب ومناطق إسرائيلية أخرى، وسط رفض إيراني لأي مفاوضات قبل استكمال “الرد الكامل”.
بدوره، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين، بأن إيران ترى أن الدعم الأمريكي الكامل وغير المشروط لإسرائيل يعرض أمن منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره لخطر غير مسبوق.
وخلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الذي عُقد بشكل مباشر، قال بقائي: “إن حرمة النظام الإسرائيلي والدعم الشامل الذي يتلقاه من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى يعرّضان الشرق الأوسط، والسلام والأمن بشكل عام، لخطر غير مسبوق”.
وأضاف المتحدث أن طهران تعتبر أن التفاوض الآن لا جدوى منه في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، مشددًا على أن الولايات المتحدة، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، ملزمة بالاعتراف بالعدوان الإسرائيلي وإدانته بشكل واضح، وأوضح بقائي: “لا يمكننا قبول أن يكون للولايات المتحدة، بسبب علاقتها الخاصة مع إسرائيل، أية عوائق تمنعها من إعلان هذا العدوان”.
وفي تطور ميداني لافت، كشفت مجلة Military Watch أن القوات الجوية الأميركية بدأت تنفيذ واحدة من أضخم عمليات انتشار لطائرات التزود بالوقود عبر المحيط الأطلسي، مع تسجيل مغادرة نحو 30 طائرة من طرازي “KC-135″ و”KC-46” من قواعد أميركية باتجاه مواقع لم يُعلن عنها.
ورغم عدم صدور أي تعليق رسمي من البنتاغون بشأن أهداف هذا الحشد الجوي، فإن محللين عسكريين ربطوا هذه التحركات بالتصعيد الجاري في الشرق الأوسط، مشيرين إلى أنها قد تعزز قدرات الدعم اللوجستي لأي عمليات جوية واسعة النطاق، سواء لصالح القوات الأميركية أو الحليفة، وعلى رأسها إسرائيل.
وتعليقاً على فرص الوساطة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، إنه تلقى عرضاً من نظيره الروسي فلاديمير بوتين للوساطة بين طهران وتل أبيب، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة “قد تتدخل” إذا استدعت الظروف، رغم أنها “ليست متورطة حالياً” في النزاع.
الإعلام الإيراني يحذر: إسرائيل تستخدم تتبع الهواتف المحمولة لاغتيال الأفراد
نشرت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الاثنين، تحذيراً أمنياً هاماً للمواطنين والنشطاء السياسيين والعسكريين والأمنيين، أكدت فيه أن إسرائيل تعتمد على تقنية تتبع الهواتف المحمولة كوسيلة رئيسية لتحديد أماكن الأهداف المستهدفة في عمليات الاغتيال.
وكالة أنباء فارس نقلت تقارير تشير إلى أن هذا الأسلوب استخدم في اغتيال عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الشهيد إسماعيل هنية، حيث تعتمد قوات الكيان الصهيوني على مراقبة حركة الهواتف لتحديد موقع الأفراد وتصفيتهم.
ودعت الوكالة إلى اتخاذ إجراءات احترازية مشددة، منها إغلاق الهواتف المحمولة قبل التوجه إلى المواقع الحساسة وفي أماكن آمنة بعيداً عن الأهداف المحتملة، مشيرة إلى أن مجرد إيقاف تشغيل الهاتف في مكان التواجد لا يكفي لمنع التعقب.
وشدد التحذير على ضرورة عدم اصطحاب الهواتف المحمولة إلى المواقع الحساسة إطلاقاً، خاصة للأشخاص الذين يشتبه بأنهم مستهدفون بشكل مباشر في ظل عمليات الاغتيال المتصاعدة التي تشهدها البلاد.
بالمقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن عدد القتلى نتيجة الهجوم الإيراني الأخير على حيفا في إسرائيل ارتفع إلى 8 قتلى بعد العثور على 3 مفقودين، بينما تجاوز عدد المصابين 90 مصابا.