جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-31@04:19:23 GMT

عندما تكون الجغرافيا قدرك

تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT

عندما تكون الجغرافيا قدرك


د. سليمان المحذوري

abualazher@gmail.com

استضافت سلطنة عُمان المحادثات الأمريكية الإيرانية يوم السبت الماضي بشأن برنامج إيراني النووي وملفات أخرى عالقة بين الطرفين تلافيًا للتصعيد في المنطقة التي نعيش فيها، والتي لا تحتمل مزيدًا من التوترات الإقليمية.

ورغم أنّ عُمان احتضنت سابقًا تلكم المحادثات في عام 2015 والتي توجت بالاتفاق النووي؛ إلا أنّه بعد مضي ثلاثة أعوام أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من هذا الاتفاق؛ مما أجّج التوترات مجددًا بين الجانبين، وعودة فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية المرتبطة بالبرنامج النووي.

ومنذ ذلك التوقيت وحتى اللحظة أصبحت منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن، وازدادت احتمالية انفجار الأوضاع فيها بسبب زيادة وتيرة السباق النووي خاصة بعد الظروف السياسية والعسكرية المُلتهبة في المنطقة.

بيد أنّ السؤال الجوهري والذي يفرض نفسه وبقوة لماذا تستضيف عُمان هذه المحادثات مجددًا؟ حقيقة لا مراء فيها أنّ عُمان تعي تموضعها الجغرافي جيدًا، وفي ذات الوقت تتكئ على إرثها التاريخي، وعمقها الحضاري وبالتالي تمثل هذه الأبعاد منطلقات أساسية في الدبلوماسية العُمانية. ولا ريب أنّ هذا الموقع كان سببًا رئيسًا لتنافس القوى الإمبريالية على مدار التاريخ لتجد لنفسها موطئ قدم للسيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها. ومن جانب آخر ساعد الموقع على التأثير الواضح على الشخصية العُمانية فخلال آخر ثلاثة قرون زار عُمان العديد من الرحالة والدبلوماسيين والسياسيين الأجانب الذين وصفوا العُمانيين بالتسامح والمودة وكرم الضيافة.

وبحكم موقع عُمان الجغرافي تمثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية جارة شمالية لعُمان، وشرقية لدول الخليج العربية، وتعبر السفن من مختلف دول العالم قبالة المياه العُمانية وهي في طريقها إلى داخل الخليج العربي ذهابًا وإيابًا أو تلك المتجهة إلى الهند ودول جنوب شرق آسيا والصين. كما إنّ عُمان تُشرف على مضيق هرمز الذي يُعد واحدًا من أهم الممرات البحرية العالمية وبخاصة تصدير النفط الذي يشكل حوالي 40% من النفط العالمي. ونتيجة لذلك ومنذ القدم شهدت هذه المنطقة صراعات دولية متواصلة وما زالت، وإزاء ذلك كان لسلطنة عُمان مواقف إيجابية مستمرة في عدم الانخراط في أي نزاعات أو حروب هذا من جهة، ومن جهة أخرى السعي دائمًا لإطفاء الحرائق التي تشتعل بين فترة وأخرى، وإخماد أية توترات قد تنشأ في هذا الإقليم.

ويؤكد موقع "الحرة" الإخباري الأمريكي أن "عُمان تتمتع بمكانة فريدة باعتبارها وسيطًا موثوقًا ومحايدًا في أزمات الشرق الأوسط، وهذا الموقف الوسطي ينبع من أنها لا مواقف ضد إيران وفي الوقت ذاته لا تتفق كلية مع المواقف الأمريكية". بينما تقول هيئة الإذاعة البريطانية BBC عبر موقعها الإخباري إنّ لعُمان علاقات دبلوماسية جيدة، وتعتمد الحياد والمصداقية في تعاملاتها الدولية، إلى جانب الاستقرار السياسي الداخلي.

ومن هنا ورغم ما يُثار أحيانًا في بعض الوسائل الإعلامية من همز ولمز، واتهام الدبلوماسية العُمانية بميلها نحو الكفّة الإيرانية؛ إلا أنّه لا يصح إلا الصحيح في النهاية، والسياسة العُمانية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ومواقفها ثابتة لا تتزع قيد أنملة رغم العواصف السياسية، وبمرور الوقت تتبين صحة الرؤية العُمانية تجاه مختلف القضايا الإقليمية. وتأسيسًا على ذلك لا غرر أن تتجه الأنظار نحو كعبة السلام العاصمة العُمانية مسقط لاستضافة المفاوضات الأمريكية الإيرانية؛ إذ تبدو الثقة حاضرة في عُمان وحياديتها ونزاهتها من كلا الطرفين.

ومن المُؤمل أن تُفضي هذه المباحثات إلى نتائج إيجابية، وإيجاد حلول دائمة للملفات الشائكة حتى تنعم دول المنطقة بالأمن والاستقرار وهذا بطبيعة الحال سينعكس إيجابًا على الأمن والسلم العالمي.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الع مانیة

إقرأ أيضاً:

حاضنة الورد

أمنا رحلت هذه الكلمة عندما سمعتها لأول مرةأحسست بأن علاقتي مع الحياة أصبحت زاهدة وأن الصوت الرحيم الذي كان يناديني عندما اسهو أوالهو سيصمت…

وأن وجه أمي المشع حناناََ (وطبطبة) سيختفي إلى أبد الدنيا وخصلتيها المختصرة بين أرجاء شالها الملون ستذهب مع الراحلين وأن بقايا أمي كحلها وعطرها (ابوطير) ومخدتها وكرسيها الجميل ستندفع إلى الاشيئ فهي لاتطيق أن تستئنس بغيرها،عندما سمعت (رحمها الله )خيل لي أن الأرض تهتز إيذاناً ببدء الزلازل،

وأن الكلام لاجدوى منه مادام أن مستمعته ليست آذن أمي ،أمي كل ذكريات البدايات من ابتسمات الرضا مروراً بزقزقة عصافير الوادي المُطل والتظاهر بالشبع لنشبع وميافها ومطحنتها حتى معطف المرض،

أمي هي تجاعيد الأمل وأمل الصباح ، أمي تشبه سلالة من سلالات الطيب والريحان وورد المكان ،

أمي هي أرق الفصول وحلاوة الأطفال، أمي هي قعدة العصرية وسفح الجبل عندما يطل على رائحة الكمال هي العفاف والحشمة بكامل تفاصيلها، أمي هي أيقونة السعادة ،

أمي هي راحة المتألم من الفلذات وشذا العطر وركن من أركان الرضا، أمي هي حاضنة الورد وكل شيئ أخضر ،عندما بدأت رحلت المشاركة في أتعاب الحياة والوظيفة كانت تعمل في الصباح والمساء لرضا النفس وراحة الأبناء كانت لاتستريح لاأذكر أنها نطقت بلقد تعبت حتى ولوكان بداخلها بركان من تعب،

كانت تربي بطريقتها الخاصة بلا عنف وبلاكلام! حتى يفهم التائه ما تريده، إنها سيدة الطيبات ورائدة الكفاح عاشت طفولتها جميلة و يتيمة هي وشقيقتها الوحيدة حتى فاز بها أبي المناظل،

قسمات وجه أمي فيها من حسنوات العرب ومن المكافحات في الأرض تشبه إلى حد كبيرفاتنة الصحراء،

في أثناء مرضها وصعوبة حركتها أبت إلا أن تأتي من بعيد لتراني فتطمئن من غيرك ياأمي يفعل هذا؟!

فُجعت ذات مره من صدمة الموت الأولى فقالت متأنية سيأتي على الناس كلهم مثل ماأتي على قريبنا فلا تخف كلنا ذاهبون إلى ربِِ رحيم وصدقت هاقد جاء دورها أميرة الحبيبات،

أمي اعتنت بكل شي حتى ببستانها المليئ بورد الحنان الوردي وعندما غادرته مُطّره ذبل رغم توالي المتفرجين،

أمي لاتكشر ابداََ إلا في وجه الخطأ، الأمهات الأوائل لايعرفون هجر الحمل بحجة التعب فقد كانوا يحملون بكثرة وينجبون وهم يكدحون وأمي من هؤلاء الطيبات.

سأذكرك ياأمي في كل وقت فأنت أمل المرحله بل كل المراحل سأذكرك عندما يحين يوم الصيام وعندصباحه وإطعام الأطفال المعذورين وعند عصره المختلط برائحة الإفطاروهم رضا الأسرة عنه حتى مغربه المفرح ،

سأذكرك عندما يحين موعد العمرة حيث لك دعوات في أطهر البقاع سأذكرك ياصفية عند بلوغ الأمطار حد الرضا فقد كنت تفرحين بماء السماء،وعند اشراق الشمس وعندما يهب النسيم بالفرج ،

سأذكرك ياأمي عندما يحين الدمع على مشهد لمسلسلاتك المفضلة الخالية من الزيف والمساحيق!

سأذكرك عندما يحين الفرح المختلط بالنقص لغيابك وفي أول العيد البهي المُبخر سأذكرك ياأمي عندما يتأخر الأبناء عن البيت ويبدأ القلق وعند كمال البدر،سأذكرك عندما أغيب ولايكترث أحد،،

أمي هي العطر ورائحة الأرض وعشق الحناء.

اللهم اجعلها في الفردوس الأعلى من الجنة.

مقالات مشابهة

  • الأردن وسوريا: الجغرافيا لا تُلغى… فهل تأخرنا كثيرًا؟
  • "الغرفة": 15 علامة تجارية عُمانية تشارك في "معرض الامتيازات العراقية"
  • إلغاء امتحان 16 تلميذاً بسبب «الغش الإلكتروني» في مادة الجغرافيا
  • البوسنة والهرسك.. هل تكون موطن الحرب القادمة في أوروبا؟
  • العلاقات العُمانية الإيرانية نحو مزيد من الشراكة
  • يونيسيف: المساعدات لا يجب أن تكون أداة ضغط على المدنيين في غزة
  • حاضنة الورد
  • "العُمانية لنقل الكهرباء" تحافظ على تصنيفها الائتماني عند "BB+" مع نظرة مستقرة
  • ترامب في المنطقة مجددا: دبلوماسية الصفقات بين التطلعات الإقليمية والحسابات الأمريكية
  • بسبب التلوث.. نيبال تدق ناقوس الخطر: قمة إيفرست لن تكون للجميع