الاقتصاد نيوز - بغداد

أعلن محافظ البنك المركزي العراقي، علي العلاق، الأربعاء، أن نتائج التقييم المتبادلة بالعراق أظهرت نقاط القوة في مجالات الشفافية والبيانات المالية، فيما أشار الى أن العمل جارٍ لبناء المصارف الأهلية والحكومية وإعادة ترخيصها.

وقال العلاق، في كلمة له بمؤتمر مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب بدورته الثانية، وحضرته "الاقتصاد نيوز"، إن "مجلس مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب يواصل الإصلاح ومكافحة غسيل الأموال من خلال مجلس مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب والبنك المركزي العراقي، ومكتبي مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وأجهزة ومؤسسات إنفاذ القانون والوزارات والجهات التي تشترك معنا في المجلس وخارجه، من أجل ترسيخ قواعد النزاهة وتعزيز الاستقرار المالي".

وأضاف: "نحن ندرك أن جرائم غسيل الأموال وتمويل الإرهاب ليست مجرد جرائم مالية اعتيادية بل هي بوابة لزعزعة الاستقرار وتقوي الثقة في الأنظمة المالية والاجتماعية والسياسية، لهذا فإن التعاون المحلي والدولي والعمل المشترك لم يعد خياراً وإنما ضرورة ملحة للحد من تلك الجرائم"، لافتا الى أنه "نحن في جمهورية العراق نتعاون بشكل فاعل مع شركائنا الدوليين لاسيما مع مجموعة العمل المالي ومجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتطبيق المعايير الدولية في مجال مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب".

وأوضح العلاق أن "العراق خضع إلى عملية التقييم المتبادل والذي يحدد مدى الالتزام بتطبيق المعايير الدولية ويعكس رصانة الإجراءات المتخذة والجهود المبذولة لمكافحة تلك الجرائم، وقد أظهرت نتائج التقييم المتبادلة بالعراق مجموعة متميزة من نقاط القوة في مجالات الشفافية والبيانات المالية والوصول إليها من قبل الجهات المعنية، وجودة الإبلاغات التي نتجت عنها مصادرة كبيرة وحجم استرداد الأموال"، مشيرا الى "تعدد قنوات التعاون الدولي التي مكنت العراق من تبادل المعلومات ذات القيمة العالية بسرعة وكفاءة مع الوحدات النظيرة من خلال شبكة اتصالات مؤمنة تضمن سرية المعلومات وسرعتها".

وبين أن "التقرير أشر الى عدد من نقاط الضعف التي تحتاج إلى تحسين ومعالجة، والتي بادرنا إلى معالجتها بشكل عاجل وفوري من خلال اتخاذ الخطوات الملائمة المناسبة لتجاوزها، بشكل يخفف من مخاطرها ويؤمن عدم استغلالها بعمليات غسيل الأموال، ويأتي ضمن التزام جمهورية العراق وعلى أعلى المستويات بالتعاون المستمر مع مجموعة العمل المالي المعنية بالموضوع، على غرار بقية الدول الأعضاء مما تقدم".

وأكد العلاق أن "جمهورية العراق حققت العديد من المنجزات المهمة لحماية النظام المالي والمصرفي الذي يعد ركناً أساسياً في منظومة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وحمايته من إساءة استخدامه في عمليات مشبوهة أو غير مشروعة، خاصة بعد إنجاز عملية التقييم الوطني للمخاطر وكانت من أبرز تلك الإجراءات:

أولاً- تعزيز أرصدة المصارف العراقية في الخارج لتقوم بشكل مباشر بدورها بتنفيذ طلبات زبائنها عبر البنوك المراسلة مروراً بتطبيق هذه الحوالات عن طريق المؤسسات الدولية المتخصصة منع من استخدام هذه التحويلات لغير المقصودة لها، وجاءت استجابة لتخفيف المخاطر الناشئة عن التحويلات الخارجية، وقد بذلنا جهوداً كبيرة في سبيل تعزيز هذه الممارسة وفتح قنوات متعددة، وقد نجحنا اليوم بفتح حسابات مع بنوك مراسلة دولية بعدد كبير وبعملات مختلفة وضمن آلية تعد الأكثر شفافية ورقابة في إطار هذه العمليات المهمة.

ثانياً- استحداث نظام البيع النقدي للعملة الأجنبية من خلال المؤسسات المالية المصرفية وغير المصرفية بشكل يؤمن وصول هذه العملات إلى المستفيدين الحقيقيين منها وللأغراض المخصصة لها من دون أن تقع من يقوم بعمليات مشبوهة، ويعد هذا النظام الدولي نظام التوزيع للدولار في العراق واعتبر هو النظام بين دول العالم.

ثالثاً- إنشاء سجل مركزي على مستوى الدولة يتضمن بيانات المستفيد الحقيقي بما يتيح للجهات المعنية الوصول إلى هذا السجل وتحديث بيانات له بصورة منتظمة لتعزيز الشفافية ومنع إساءة استخدام الكمية.

رابعاً- أتمتة العمل بشكل متكامل بين مكتب مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وجهات الإبلاغ والتحقيق، الرقابة، والجمارك، وهو ما يعد نقلة نوعية في أداء الإجراءات المطلوبة للحد من العمليات المشبوهة ورفع كفاءة الاستجابة للخطر، ونحن في المراحل الأخيرة بعمليات الربط المتكاملة بين البنك المركزي والجمارك والضرائب والتي ستشكل إطاراً مهماً بإحكام السيطرة على كافة العمليات المالية الخارجية.

خامساً- إنشاء منصة إلكترونية تقوم بتنفيذ العقوبات المالية المستهدفة قرارات مجلس الأمن والمعايير الدولية وبشكل فوري، لوصول الأسماء المدرجة على اللوائح العالمية والمحلية إلى المؤسسات المالية والمهنية غير المالية المحددة، مما يسهم في تسهيل الامتثال وتحقيق فعالية أكبر في تطبيق العقوبات.

سادساً- إصدار دليل التحقيقات المالية الموازي في العراق الذي يمثل مرحلة متقدمة في تنظيم وتوجيه عمليات التحقيق المالي بالتوازي مع التحقيقات الجنائية لتجفيف منابع الجريمة المالية ومصادرتها.

سابعاً- بسبب تحديث قطاع العقارات من القطاعات المرتفعة ضمن عدة إجراءات للتخفيف من تلك المخاطر كان من أهمها إصدار آلية بيع وشراء العقارات من خلال الجهاز المصرفي.

ثامناً- مشاركة إقليم كردستان بفعالية في جهود مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب من خلال تمثيله في مجلس مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب على المستوى الاتحاد، ويعد هذا التمثيل جزءاً من الالتزام الوطني الشامل لمقررات المجلس، مع تحديد محاكم مختصة في الإقليم للنظر بهدف الإجراءات القضائية والتسريع في تلك القضايا بما ينسجم مع المعايير الوطنية والدولية ذات الصلة بمكافحة الجرائم المالية في الإقليم وتوحيد تلك الإجراءات مع المركز.

تاسعاً - اتخذنا مجموعة من الإجراءات لتعزيز الشمول المالي ليس فقط بهدف توزيع قاعدة المتعاملين بالمنتجات المصرفية وإنما تمكين الجهات المعنية من تتبع حركة الأموال ومعرفة مصادرها والتعرف على المستفيد الحقيقي منها، ما يعزز النزاهة والشفافية في المنظومة المالية، وفي هذا الإطار جاء التحول الرقمي كأداة رئيسة لتحقيق هذه الأهداف، حيث عملنا على تطوير الأنظمة الرقمية وتعزيز البنية التحتية التكنولوجيا بما يتيح الوصول إلى البيانات وتحليلها بدقة وسرعة ويمكن من تتبع المعاملات المالية بشكل يسهم في رفع مستوى الامتثال الى المعايير الدولية إلى جانب تحسين تجربة العملاء وتوسيع نطاق الخدمات المصرفية الإلكترونية، ونسعى الى توظيف استخدام الذكاء الاصطناعي التي يصعب إخفاء الأثر المالي وتساعد في ضبط العمليات المالية بشكل منظم".

وتابع: ان "العمل جارٍ لإعادة بناء المصارف الأهلية والحكومية وإعادة ترخيصها على قواعد الممارسات المتقدمة لمكافحة غسيل الأموال وفي تعزيز دورها في الاقتصاد عبر تنويع الخدمات والمنتجات والتحول الرقمي، وتعد هذه الخطة أنموذجاً متميزاً على المستوى الدولي في خضوع أو إخضاع كافة المصارف بناء على أساس ومعايير دولية متقدمة".

وبين العلاق أن "هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الإرادة السياسية والثقة التي منحتها الحكومة بشكل عام ورئيس الوزراء، محمد شياع السوداني بشكل خاص لمنظمة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وفي ضوء ذلك جهود جميع المؤسسات الحكومية لجعل العراق بعيداً من الأنشطة المشبوهة"، مؤكدا أن "جهود المنظومة الوطنية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب لن تتوقف في مكافحة هذه الجرائم والتخفيف من آثارها وتطوير آليات عملها بشكل يضمن عدم تحول المؤسسات المالية المصرفية منها وغير المصرفية إلى ملاذات آمنة لغسيل الأموال الناشئة عن العمليات الإجرامية، وهنا نتطلع إلى توسيع نطاق الشراكة بين المؤسسات المحلية والدولية لما فيه مصلحة البلاد".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار مکافحة غسیل الأموال وتمویل الإرهاب المعاییر الدولیة من خلال

إقرأ أيضاً:

العراق يطور آلية عمل المصارف لمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال

28 مايو، 2025

بغداد/المسلة: أكدت الحكومة العراقية أنها تعمل «على تطوير آلية عمل المصارف، لمكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وفق المعايير الدولية».

وقال محافظ البنك المركزي العراقي، علي العلاق، الأربعاء، خلال انطلاق أعمال «مؤتمر مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب» بدورته الثانية، تحت شعار «تحديات المصارف العربية في الامتثال للقوانين والتشريعات الدولية، وسبل تلبية متطلبات البنوك المراسلة»: «نحن بحاحة إلى تعاون دولي فاعل مع الشركاء الدوليين، لتطبيق المعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال ومكافحة الإرهاب».

وأضاف أن «العراق حقق منجزات مهمة لحماية المؤسسات المالية والمصارف من مخاطر غسل الأموال والأعمال غير المشروعة، من خلال تعزيز أرصدة فروع المصارف العراقية بالخارج، وتدقيق الحوالات، وفتح قنوات متعددة وحسابات عبر بنوك مراسلة وبعملات مختلفة، بالتعاون مع مؤسسات مالية متخصصة».

وذكر العلاق أن «العراق استخدم نظام البيع النقدي للعملات الأجنبية، بهدف وصولها إلى الزبائن. كما أن الحكومة تعمل حالياً على ربط البنك المركزي العراقي مع هيئة الجمارك، لإحكام السيطرة على التعاملات المالية الخارجية، من أجل الامتثال للمتطلبات الدولية».

وقال: «نعمل على تخفيف منابع الجرائم المالية، ومعرفة حركة الأموال، وتطوير الأنظمة الرقمية، وتتبع المعاملات المالية، وإعادة بناء المصارف العراقية الحكومية والأهلية، وإعادة ترخيصها، وتنويع نشاطها، وإخضاعها إلى بناء وفق أسس دولية شفافة».

ويناقش المؤتمر على مدى يومين بحوثاً ودراسات في مجالات التحديات والصعوبات التي تواجه المصارف العراقية، لفتح حسابات مع المصارف المراسلة الأميركية، وتعزيز التعاون والشراكات مع المؤسسات الدولية والإقليمية، نحو منظومة مصرفية عربية متكاملة ومتوافقة، والتكنولوجيا المالية، والذكاء الاصطناعي، لتعزيز منظومات الامتثال ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والتشريعات المحلية والدولية، ودور المصارف المركزية لضمان الامتثال المستدام، وتعزيز الوعي المصرفي، وبناء ثقافة الامتثال.

ويشارك في المؤتمر ممثلون عن اتحاد المصارف العربية، ومجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط، والمعهد الأميركي لمكافحة الفساد، و«البنك العربي الأفريقي»، و«منظمة التعاون الألمانية»، وممثلون عن البنوك المركزية المصرية والأردنية واللبنانية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مصرف التنمية يعلن رعايته الماسية لمؤتمر مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب ببغداد
  • رئيس اللجنة المالية: انخراط مصارف العراق في النظام الدولي ضرورة وطنية
  • العراق يطور آلية عمل المصارف لمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال
  • العراق يطور عمل المصارف لمكافحة غسْل الأموال وتمويل الإرهاب
  • مستشار رئيس الوزراء: الحكومة حققت إنجازات كبيرة بمجال مكافحة غسيل الأموال
  • ممثل رئيس الوزراء صالح ماهود: الحكومة العراقية ملتزمة بتطبيق المعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب
  • العلاق:العراق “ملتزم”بمكافحة غسيل الأموال
  • محافظ البنك المركزي: مكافحة غسل الأموال ضرورة لحماية الاستقرار المالي وتعزيز ثقة العالم بالنظام المصرفي العراقي
  • مؤتمر مكافحة غسل الأموال وتمويل الارهاب بدورته الثانية ينطلق في بغداد بمشاركة عربية واسعة