حين كذّب الكيزان رؤيا الحكيم!
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
حين كذّب الكيزان رؤيا الحكيم!
بثينة تروس
أول ما أخبر به البرهان الشعبَ هو أنه جاء للحكم بأمر روحي. إن والده رأى في المنام رؤيا تؤكد أنه سيحكم السودان! وبالطبع جاء الجنرال إلى السلطة من داخل المؤسسة العسكرية، تلك التي شهدت تدهورًا كبيرًا في قيمها وانضباطها المهني خلال ثلاثين عامًا من حكم الحركة الإسلامية، حتى أصبح بعض قادة الجيش يلجؤون إلى شيوخ الدجل والشعوذة لطلب الفتوى في شؤون السياسة، بل وحتى في تدبير الانقلابات.
يا للأسف الشيخ محمد هاشم الحكيم (ديكه) ولد ميتاً ولم تفلح رؤيته (النبوية) في نيل رضا الكيزان، بالرغم من انه ذات يوم كان من (البلابسة) رافعي شعار الجهاد. ففي يوم الجمعة البارحة 30 مايو وهي تصادف أيام مباركات في العشرة من ذي الحجة، اعتلي الحكيم المنبر وخطب في الناس بعد أكد للمصلين انحيازه التام للجيش والمؤسسة العسكرية (انه رأي في المنام النبي صلي الله عليه وسلم بعد ان جلس الي جواره قال له بالنص ان هذه الحرب انتهت.. ثم كلمه ان يقول للجيش وللدعم السريع ان يتفاوضوا).. لكن قبل ان يبارح الشيخ منبره سارع لتوضيح نقطتين أولاً انه ليس (متعاوناً)! لانه يعلم جرم التعاون مع الغرماء في الدعم السريع، وثانيهما تدعيم صدق رؤيته النبوية (من تبؤا علي قولاً لم أقوله فليتبؤا مقعده من النار) (وقال (من راني في المنام فقد راي الحق).
كذلك لم تشفع هذه الحصانة الدينية للجالس (على كرسي المالكية للعلوم الشرعية) وعضو مجلس (علماء السودان) حتي مع استشهاده بالآية (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما)! فقد ثارت ثائرة الكيزان البلابسة، فهم أصحاب الامتياز الحصري لتفسير الآيات واحتكار تفسير الرؤي بحسب طلب الحكام! أما دعوة التفاوض والسلام لديهم فخيانة عظمي، لمخالفتها سياسة حكومة بورتسودان وحرب المئة عام! كتب عبد الماجد عبد الحميد في (موقع النيلين) مهاجماً الحكيم (كان يمكن للرجل ان ينقل موقفه الجديد الي العلن بعيدا عن التقول علي النبي.. بعيداً عن منبر ومحراب المسجد) انتهي.. أيها المخاتل متي كانت خطب المساجد تخالف سياسة الدولة؟ ومتي خلت جيوب المشايخ من (ظروف) الحكام؟ كما اليوم لديكم مخافة البرهان أكبر من بارقة أمل في حقن دماء المساكين ولو كانت أماني عبر المحراب.
كما لم يفوت الشيخ مهران ماهر مولد تكذيب الرؤية (لا يعتد بالمنامات لا في أمور الدنيا، ولا في أمور الاخرة، ولو قال أصحابها: رأينا رسول الله صلي الله عليه وسلم) انتهي. ان بؤس هذه الفتوى لا يقف عند حدود مضمونها، بل يتجلّى في صمت الشيخ الجبان لسنوات، حين كانت الرؤى تُساق على ألسنة المشايخ لتبرير جرائم نظام الكيزان من الحروب والاغتصابات والتحريض عليها. لم نسمع له آنذاك همسًا، ولم يخرج علينا بفتوى تحذّر من المتاجرة برسول الله في سوق السياسة، والأغرب من ذلك ان في فتواه سؤ أدب بالغ مع النبي صلي الله عليه وسلم، اذ يقطع حتي الصلة الروحية في المنام بسيد الخلق اجمعين، بل وتخرج أمته حتي من حياض شفاعته، وهو المبعوث رحمة للعالمين، (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) لكن يبدو ان هذه الرحمة لا تشمل في نظر هؤلاء المشايخ الشعب السوداني، الذي يقتل يومياً في حرب لا تخصه، وتُفتك به الكوليرا والأوبئة، ويطارده الجوع والتشرد، ويموت أطفاله ونساؤه في الصحراء عطشًا، وهو يفر من جحيم حرب عبثية لا ترحم. ولم يدرك مهران أن هذا الشعب الطيب، المتعب، المكلوم، هو من أحبّ النبي بصدق، ومَدَحَه بعد أن مدحه رب العالمين، وفيه من الصالحين من عوام الناس من إذا رفع يده بالدعاء، أبرّ الله قسمه، وقد يرونه عليه السلام يقظةً، لا منامًا. لهذا، لم يعُد هذا الشعب يتوق لرحمة من أمثال مهران، ولا ينتظر منهم فتوى توقف نزيف الدم، ولا صوتًا يُنادي بسلام، لأنهم ببساطة أغلقوا أبواب الرحمة، وفتحوا نوافذ الموت باسم حرب لا كرامة فيها لمواطن.
ما أزعج البلابسة من رؤية أحد مشايخهم لم يكن حرصًا على مخافة الله، بل تلك البشارة التي منحت البسطاء بارقة أمل، أولئك الذين ما زالوا يتلمسون الخير في المساجد، ويُصغون للمشايخ من فرط محبتهم للدين. حين بُشّروا بوقف الحرب. فارتعب الكيزان، لأنها دعت للتفاوض مع الدعم السريع، وللمساواة بين الطرفين كطائفتين من المسلمين في حالة اقتتال. الوسومإيقاف الحرب الشيخ محمد هاشم الحكيم بثينة تروس رؤيا علماء السودان كذب الكيذان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إيقاف الحرب الشيخ محمد هاشم الحكيم رؤيا علماء السودان
إقرأ أيضاً:
الشيخ قاسم: لبنان لن يكون ملحقًا بـإسرائيل ولن نقبل أن نسلّم سلاحنا
ولفت، خلال كلمة مساء اليوم الأربعاء، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد الجهادي السيد فؤاد شكر، إلى أنّ السيد شكر "قاد مجموعة من الإخوة عددهم 10 سمّوا أنفسهم مجموعة الميثاق قبل عام 1982 وتعاهدوا على مواجهة "إسرائيل" وأن يكونوا في المواقع الأمامية.. ومنذ 35 سنة بعد أن استشهد تاسع مجاهد من مجموعة الميثاق ظلّ السيد فؤاد شكر ينتظر الشهادة"، مضيفًا "كان السيد شكر عاشقًا للإمام الخميني وبعد وفاته كان مسلمًا ومؤمنًا بقيادة الإمام الخامنئي".
وأشار سماحة الشيخ نعيم قاسم إلى أنّ "السيد فؤاد شكر كان من الرعيل الأول المؤسس وكان أول قائد عسكري للمقاومة وقاد مواجهات كفرا وياطر إثر اغتيال الشهيد السيد عباس الموسوي، وقاد مجموعة من المجاهدين بعد أن قرر حزب الله إرسال مجموعة إلى البوسنة".
وشدّد على أنّ "السيد محسن من الأساسيين الذين عملوا لتحرير الجنوب ونصر تموز وبقي حينها في غرفة العلميات 33 يومًا من بدون أن يغادرها"، كما أنّه أسس "الوحدة البحرية في حزب الله وشارك وتابع في ملف الاستشهاديين ومنهم الشهيد الشيخ أسعد برو".
ما دام فينا نفس حيّ
وما دمنا نقول لا اله الا الله
لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقاً بـ "اسرائيل".
الأمين العام لـ حزب الله الشيخ نعيم قاسم.
لبنان هذا لن يكون إسرائيلياً .. pic.twitter.com/U06sAmyM0c
وأوضح الشيخ قاسم أنّ "السيد محسن كان بمثابة رئيس الأركان في معركة الاسناد وكان على تواصل دائم مع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله إلى حين شهادته"، مضيفًا "كان للسيد محسن وعي ديني وسياسي وخصوصًا في السنوات العشر الأخيرة حيث عمل على تحصيل ديني أعمق، وكان ارتباطه مميزًا بالسيدة الزهراء والإمام الحسين عليهما السلام وكان حاضرًا بين الناس خصوصًا في مجالس العزاء واللطم".
إلى ذلك، قال الأمين العام لحزب الله: " نستذكر الشهيد القائد إسماعيل هنية الذي استطاع أن يرفع القضية الفلسطينية إلى القضية الأولى في العالم".
وفي حديثه عن العدوان الصهيوني على قطاع غزة، لفت الشيخ قاسم إلى أنّ "في غزة يحصل إجرام وحشي منظم لم يشهد مثله العالم ويحصل على الهواء مباشرة"، موضحًا أنّ "العدو الصهيوني يجوّع الأطفال ويقصف خيام النازحين ويمنع الحليب عن الأطفال بدعم أميركي لأجل أن يستسلم الشعب الفلسطيني". وسأل: "أين العرب والدول التي تدّعي أنها نصيرة لحقوق الإنسان؟ ولماذا لا نرى إجراءات عملية في وجه "إسرائيل"؟".
هذا، ووجه الأمين العام لحزب الله تحية للأسير المحرر المناضل جورج عبد الله "الذي وقف شامخًا لمدة 41 عامًا ورفض أن يوقع ورقة بالتخلي عن أفكاره من أجل بضعة سنوات"، وقال: "أهلًا وسهلًا بك يا جورج وأنت ستضيئ إضاءة إضافية بجهادك الجديد في لبنان".
وفي الشأن الداخلي، أوضح الشيخ قاسم أنّ "انتخاب الرئيس جوزاف عون حصل بعد سنوات من وضع الدولة المهترء، وخاصة منذ 2019 على مدى ست سنوات، وأثبتت المقاومة أنها دعامة أساسية لبناء الدولة بتسهيلها انتخاب الرئيس عون والحكومة".
وقال: "نحن نسير بمسارين الأوّل بتحرير الأرض من العدو والمسار الثاني ببناء الدولة عبر تمثيل الناس وحتى تنهض الدولة بأبنائها ولا نغلّب مسارًا على مسار"، مشددًا على "أننا لا نربط المسارين ببعضهما حتى نترك المقاومة ونأتي للدولة وهذه ليست قناعتنا".
وشرح الشيخ نعيم قاسم بأنّ "هذه المقاومة بدأت لتسد عجزًا من الجيش وهي دعامة له لتكون ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة فعالة وليست شكلية"، موضحًا أنّ "اتفاق وقف إطلاق النار حصل بعد أن اقتنعت "إسرائيل" بأن تقدم الجيش في جنوب الليطاني هو مكسب لها، ونحن ساعدنا الدولة على تنفيذ الاتفاق الذي هو حصرًا في جنوب الليطاني ومن يربط وقف اطلاق النار بسحب السلاح فقولوا له إن هذا الأمر شأن داخلي".
وأضاف: "اعتقدوا أنّ حزب الله صار ضعيفًا ولكن فوجئوا بحضور الحزب السياسي والشعبي في تشييع الشهيدَين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين والانتخابات البلدية"، مؤكدًا أنّ "هذه المقاومة لا تزال موجودة بكل أبعادها السياسية والاجتماعية، وهذا دليل على قوة المقاومة ولذلك العدو خرق اتفاق وقف إطلاق النار".
وأوضح الشيخ نعيم قاسم أنّ المبعوث الأميركي السابق آموس هوكشتاين "أعطى الضمانة حين إبرام اتفاق وقف إطلاق بالمتابعة مع كيان العدو لإلزامه، ولكن المبعوث الجديد (توم برّاك) تنصل من ذلك وقال لا ضمانة، وجاء برّاك بالتهويل والتهديد بضم لبنان إلى سورية وبتوسعة العدوان، ولكن فوجئ بموقف لبناني وطني موحَّد من الرؤساء الثلاثة يقضي بتوقف العدوان قبل الحديث بأي أمر آخر"، لافتًا إلى أنّ "الرؤساء الثلاثة يريدون إعمار البلد ولذلك لا يمكنهم أن يوافقوا على تسليم قوة لبنان".
وذكر أنّ "الأميركي يريد أن يأخذ من لبنان لصالح "إسرائيل" ويكذب بأنه يريد مساعدة لبنان"، متسائلًا: "الاتفاق حقق الأمن في المستوطنات الشمالية، ولكن هل تحقق الأمن في لبنان؟"، موضحًا أنّه "لدينا سورية نموذجًا اليوم وها هو العدو يقتل ويقصف ويرسّم الحدود الجغرافية والسياسية ومستقبل سورية".
وقال سماحة الشيخ نعيم قاسم: "نحن اليوم في لبنان معرّضون لخطر وجودي على شعبنا وبأكمله من "إسرائيل" و"الدواعش" وأميركا تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد"، مضيفًا: "كل ما يحصل من استهدافات واعتداءات واغتيالات وضرب للمباني هو ضمن المشروع التوسعي "إسرائيلي"".
وشدّد على أنّ "سلاحنا هو لمقاومة "إسرائيل" وهو قوة لبنان، وقلنا إننا حاضرون لمناقشة كيف يكون هذا السلاح ضمن استراتيجية وطنية ولكننا لن نقبل أن نسلم سلاحنا لـ"إسرائيل""، مؤكدًا أنّ "لبنان لن يكون ملحقًا بـ"إسرائيل" ما دام فينا نفسٌ وما دمنا نقول لا إله إلا الله".
وصرّح الأمين العام لحزب الله بأنّ "برّاك يريد السلاح من أجل "إسرائيل" وليس لضبط الوضع الأمني في لبنان، وهذه الدولة تقوم بمهامها ولا يوجد من ينافسها على حصرية السلاح سواء في الداخل أو بمواجهة "إسرائيل""، مشيرًا إلى "أننا قومٌ باعوا جماجمهم لله عز وجل نحيا ونموت في وطننا ولن نعطيكم إعطاء الذليل ونحن تربية الإمام الحسين (ع)".
ولفت إلى "أننا في حالة دفاع عن أرضنا ولو استشهد منّا الكثير، فالمهم أن لا يبقى الانحراف والاحتلال وسندافع بما نملك من قوة"، مؤكدًا أنّه "يجب أن يكون كل الخطاب في لبنان لوقف العدوان وليس لتسليم السلاح لـ"إسرائيل" وكل دعوة لتسليم السلاح هي دعوة لتسليم قوة لبنان"، موضحًا أنّ "السلاح ليس أولى من إعادة الإعمار ووقف العدوان".
وتابع الشيخ نعيم قاسم: "الدولة يجب أن تقوم بواجباتها لوقف العدوان بأي وسيلة كانت ولا يمكنها أن تقول للمواطنين أنا لا أستطيع أن أحميكم"، مشيرًا إلى أنّ "على الدولة أن تقوم بواجبها لإعادة الإعمار ولو كانت أميركا تمنعنا وتضغط على الدول العربية، بل عليها إيجاد أي وسيلة ولو من موازنتها لأن الإعمار عملية مربحة تعيد انعاش العجلة الاقتصادية".
وأكّد أنّ "كل من يطالب اليوم بتسليم السلاح داخليًا أو خارجيًا أو عربيًا هو يخدم مشروع "إسرائيل""، مطالبًا يإيقاف العدوان والاعتداءات وتحرير الأسرى و"بعدها خذوا منّا أحسن نقاش".
وقال الشيخ نعيم قاسم: "هناك خياران في لبنان أحدهما خيار السيادة والاستقلال والتحرير وخيار آخر اسمه الوصاية والاستعباد والاحتلال، وبين الخيارين نحن مع السيادة والاستقلال والتحرير"، داعيًا الدولة إلى أن "تحزم أمرها أكثر في وقف العدوان وإعادة الإعمار ونحن في حزب الله نعمل لتقوية هذه الدولة"، مضيفًا: "تعالوا نرفع شعار: فلنخرج "إسرائيل" بوحدتنا ولنبني وطننا".