«صيامهم صمودنا».. حملة عالمية تضامنًا مع غزة تلقى صدىً واسعًا
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
الثورة / متابعات
مع استمرار سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قطاع غزة، التي تشمل الحصار الكامل، ومنع إدخال الغذاء والماء والدواء منذ أكثر من 70 يومًا، انطلقت حملة عالمية تحت شعار «الصوم من أجل غزة»، في مبادرة رمزية تعكس التضامن الإنساني مع أكثر من مليوني إنسان يواجهون خطر المجاعة والانهيار الصحي الكامل.
وتأتي هذه الحملة كمحاولة لكسر جدار الصمت، وإعادة غزة إلى واجهة الاهتمام الإنساني، في وقت يتجاهل فيه الإعلام العالمي الكارثة المستمرة، ويستمر الاحتلال في استخدام «التجويع» كسلاح حرب، مخالفًا بذلك القانون الدولي الإنساني.
لاقى النداء تجاوبًا واسعًا في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية، حيث شارك فيه نشطاء حقوق إنسان، وأطباء، ومثقفون، بل وحتى بعض السياسيين، ونُشرت صور ومقاطع فيديو لأشخاص يصومون طوعًا ويشاركون تجاربهم مع الصيام عبر منصات التواصل الاجتماعي، مرفقة بهاشتاغات: #صيامنا_صمودهم، #صوم_لغزة، #صيام_من_أجل_غزة، #FastForGaza.
تفاعل عالمي واسع
في بريطانيا، نظّم متضامنون فعالية رمزية تخللتها جلسات تعريفية عن معاناة أهالي غزة، وتوزيع منشورات تشرح كيف يستخدم الاحتلال الغذاء كأداة حرب. كما أقيمت إفطارات جماعية في كل من لندن وباريس، حملت عنوان «صيامنا مقاومة».
في الولايات المتحدة، أعلن عدد من النشطاء الحقوقيين والجامعيين مشاركتهم في الصوم، ونشروا فيديوهات توثّق تجربتهم، مؤكدين أن التضامن لا يجب أن يبقى حبيس الشعارات. في مدينة نيويورك، نظّمت مجموعة من المتضامنين إفطارًا رمزيًا في أحد الميادين العامة، رفعوا خلاله لافتات كُتب عليها: «We fast today because they starve every day» (نصوم اليوم لأنهم يجوعون كل يوم). أما في أوروبا، فقد شارك في الحملة متضامنون في لندن، باريس، أمستردام، وأوسلو، حيث نظّمت وقفات تضامنية بعد الإفطار، تخللها كلمات عن الوضع الإنساني في غزة، ودعوات للضغط على الحكومات لوقف الدعم العسكري لإسرائيل.
في جنوب إفريقيا، حيث لا تزال الذاكرة الجمعية حاضرة عن الفصل العنصري، اعتبر ناشطون أن ما يحدث في غزة «يتجاوز حدود الظلم»، مؤكدين عبر حملات إلكترونية أن «الصوم هو أضعف الإيمان، لكنه وسيلة فعّالة للتعبير عن الغضب الأخلاقي».
في العالم العربي، انضم إلى الحملة عدد من الشخصيات المؤثرة، الذين دعوا متابعيهم على منصات التواصل للمشاركة في الحملة، معتبرين أن «أبسط أشكال التضامن هو أن نشاركهم الجوع ليوم واحد». كما أطلقت مؤسسات دينية دعوات للصيام، وأكدت العديد من الجمعيات الخيرية أن هذه الحملة تساهم في إبقاء غزة حاضرة في الوجدان العالمي، حتى في ظل صمت دولي مطبق تجاه المجازر والمجاعات.
في الداخل الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، لاقت الحملة ردود فعل متباينة، فقد عبّر العديد من النشطاء والكتّاب الفلسطينيين عن امتنانهم لهذا النوع من التضامن الإنساني، في وقت يشعر فيه سكان القطاع بالعزلة الكاملة. الكاتب الفلسطيني ياسر علي كتب على «فيسبوك»: «عندما يصوم العالم من أجل غزة نشعر أننا لسنا وحدنا في هذا الجوع القاتل، شكرًا لكل من شاركنا الألم ولو ليوم واحد». أما الكاتبة أسماء الجمل فعلّقت على تويتر: «الصوم لا يُشبع أهل غزة، لكنه رسالة قوية تقول إن الجوع ليس قدرًا، بل قرار فرضه الاحتلال، وإن الضمير العالمي لا يزال حيًا». ومع ذلك، لم تخلُ الآراء من انتقادات، إذ كتب الناشط الفلسطيني محمود أبو طه: «جميل أن يتضامنوا بالصيام، ولكن الأجمل أن يتحركوا سياسيًا ويضغطوا على حكوماتهم لوقف دعم الاحتلال. فغزة لا تحتاج صيامًا بل فعلًا.» حملة رمزية ورغم أن الحملة لا تقدم حلولًا مباشرة للأزمة الإنسانية في غزة، فإنها نجحت في إعادة تسليط الضوء على معاناة السكان المدنيين، وفي تحريك المشاعر والضمائر عالميًا، وإرسال رسالة مفادها أن قضية غزة لا تزال حية. كما أشار مراقبون إلى أن هذه المبادرات الرمزية، وإن بدت بسيطة، فإنها تساهم في خلق حالة تضامن جماعي، وتضع ضغطًا أخلاقيًا على صنّاع القرار الدوليين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
دعوات ليوم عالمي نصرة لفلسطين وغزة في هذا التوقيت
دعت فصائل فلسطينية إلى يوم تضامن عالمي مع فلسطين، ونفير عام وغضب إزاء ما يجري من اعتداءات من قبل الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وأصدرت حماس الثلاثاء، بيانا دعت به لاعتبار يوم الأحد 3 من آب/ أغسطس؛ يوما عالميا لنصرة القضية وفاءً لدعوة رئيس المكتب السياسي السابق، الشهيد إسماعيل هنية. والذي كان قد دعا إلى يوم تضامني عالمي في هذا التوقيت من العام الماضي.
وقالت "حماس" في بيان صحفيك "ليكن يوم الأحد 3 آب/ أغسطس يوماً عالمياً لنصرة غزَّة والقدس والأقصى والأسرى في فلسطين، وفاءً واستجابةً لدعوة شهيد فلسطين والأمَّة القائد إسماعيل هنية".
بدوره، دعت حركة فتح إلى اعتبار ذات التاريخ، يومًا وطنيًا للغضب الشعبي والنفير العام "رفضًا لحرب الإبادة على غزة ونصرةً لأسرانا الأبطال ورفضًا للاستيطان وهدم المخيمات".
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ترتكب دولة الاحتلال بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة، حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
ورغم سماح دولة الاحتلال بدخول بضع شاحنات إنسانية إلى قطاع غزة الذي يحتاج إلى أكثر من 500 شاحنة يوما كحد أدنى منقذ للحياة، فإنها سهلت عمليات سرقتها ووفرت الحماية لذلك.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.