من عدو القلب إلى صديق الصحة.. الزبدة تفاجئ العلم بنتائج غير مسبوقة
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
تحول علمي لافت يعيد النظر في مفاهيم غذائية راسخة منذ ستينيات القرن الماضي، حيث كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة بوسطن الأميركية أن الزبدة، المصنّفة لعقود كعدو لصحة القلب، قد تحمل في الواقع فوائد صحية غير متوقعة، أبرزها تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وبحسب الدراسة التي نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية ونقلتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فقد تابع الباحثون نحو 2500 رجل وامرأة تجاوزوا الثلاثين من العمر على مدار عدة سنوات، لرصد تأثير العادات الغذائية، خاصة تناول الزبدة والسمن النباتي، على صحة القلب ومستوى الإصابة بالسكري.
وأظهرت البيانات أن تناول 5 غرامات فقط من الزبدة يوميًا – ما يعادل ملعقة صغيرة – ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 31%، كما بينت الدراسة أن الزبدة ترفع مستويات الكوليسترول “الجيد” (HDL) في الدم، وتساعد في تقليل مستويات الدهون الضارة التي تسبب انسداد الشرايين والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
في المقابل، كشفت الدراسة عن تأثيرات سلبية غير متوقعة للسمن النباتي، الذي روّج له منذ عقود كبديل “صحي” للزبدة، ووفقًا للنتائج، فإن تناول السمن النباتي ارتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة تزيد على 40%، وبأمراض القلب بنسبة 30%.
ويرى الباحثون أن السبب في ذلك قد يعود إلى احتواء أنواع السمن القديمة على الدهون المتحولة، وهي مكونات صناعية ثبت ضررها على الصحة القلبية والتمثيل الغذائي.
هذا ومنذ ستينيات القرن العشرين، اعتمدت التوصيات الغذائية الغربية على ربط الدهون الحيوانية، مثل الزبدة، بارتفاع معدلات أمراض القلب، ودعت إلى تقليل استهلاكها لصالح الزيوت النباتية والمارغرين، إلا أن الدراسة الجديدة تضاف إلى سلسلة متزايدة من الأبحاث التي تُعيد فحص تلك الفرضيات، وتدعو إلى مقاربة أكثر توازنًا لا تكتفي بتصنيف الأغذية على أنها “ضارة” أو “مفيدة” بشكل مطلق.
والزبدة هي منتج غذائي يُصنع أساسًا من كريمة الحليب أو الحليب الكامل، وتُعتبر من أقدم الدهون الحيوانية المستخدمة في الطهي والتغذية حول العالم. تتميز الزبدة بنكهتها الغنية وقوامها الكريمي، وهي مكون أساسي في العديد من المأكولات التقليدية والمعاصرة.
وتتكوّن الزبدة بشكل رئيسي من الدهون المشبعة، التي كانت لفترة طويلة محور جدل طبي وتغذوي. تاريخياً، اعتُبرت الدهون المشبعة، مثل تلك الموجودة في الزبدة، عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث ارتبط استهلاكها بارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الدم وزيادة احتمالات انسداد الشرايين.
ومع ذلك، تحتوي الزبدة أيضًا على نسبة من الكوليسترول الجيد (HDL)، فضلاً عن الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل فيتامينات A وD وE وK، بالإضافة إلى أحماض دهنية قصيرة ومتوسطة السلسلة التي يمكن أن تقدم فوائد صحية متنوعة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمراض القلب أمراض القلب والأوعية الدموية الزبدة امراض القلب صحة الجسم صحة القلب
إقرأ أيضاً:
أهمها صحة القلب.. 3 مخاطر عند الجلوس لفترات طويلة
تزايد عدد الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلب الجلوس لفترات طويلة أو في المكتب أو في المنزل، من المهم أن نفهم التأثيرات السلبية التي يمكن أن يسببها الجلوس المتواصل على صحتنا العقلية والجسدية.
أظهرت الأبحاث أن الجلوس لساعات متواصلة يوميًا يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة ببعض الأمراض.
فما هي المخاطر الصحية الناجمة عن الجلوس لفترات طويلة؟- تأثير على قلبك
أكدت دراسات عديدة أن الجلوس لفترات طويلة مرتبط بأمراض القلب، حيث ظهرت العلاقة بين المرض والجلوس لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي، وجد الباحثون أن سائقي الحافلات ذات الطابقين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية بمرتين من زملائهم، والدراسات التي أكدت جميعها أن الخمول والجلوس لفترات طويلة يؤديان إلى زيادة كبيرة في خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
- التأثير على وزنك
إن قلة الحركة تعني استهلاك طاقة وحرق سعرات حرارية أقل، مما لا يُساعد على التحكم في الوزن، مع ذلك، ليس من الواضح تمامًا سبب تأثير قلة الحركة على عملية الأيض، فقد أُشير إلى أن عملية الهضم لا تكون بنفس الكفاءة عند الجلوس، ما يؤدي إلى احتباس الدهون والسكريات في الجسم، كما أن قلة الحركة تزيد من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين وداء السكري، مع أن العلماء ما زالوا يحاولون فهم سبب ذلك
- التأثير على المزاج: القلق والاكتئاب
وجد الباحثون أن خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب أعلى لدى الأشخاص الذين يميلون إلى الجلوس لفترات طويلة، على الرغم من أن الأسباب الدقيقة لا تزال قيد البحث، إحدى النظريات هي أن الجلوس لفترات طويلة قد يؤثر سلبًا على تنفسنا، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين، مما قد يؤثر على مزاجنا، مع مرور الوقت، يمكن أن يُسهم هذا النقص في الأكسجين في الشعور بالتعب والانفعال والاكتئاب.