توماس فريدمان: حكومة نتنياهو ستجر الويلات على يهود العالم بأفعالها في غزة
تاريخ النشر: 11th, June 2025 GMT
قال الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، إن يهود العالم في خطر، بسبب ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو، الخطة التي يعمل بها ستدفع اليهود للاصطفاف والهجرة إلى أمريكا وأستراليا بدلا من الذهاب إلى "إسرائيل".
وأوضح بمقال في صحيفة نيويورك تايمز، ترجمته "عربي21" إن، أن الأمر لن يكون جيدا، حيث ستصبح سيارات الشرطة والأمن الخاص في المعابد اليهودية والمؤسسات اليهودية هي القاعدة بشكل متزايد.
وأضاف "ستعتبر إسرائيل، بدلا من أن ينظر إليها اليهود كملاذ آمن من معاداة السامية، محركا جديدا يولدها. وسيصطف الإسرائيليون العقلاء للهجرة إلى أستراليا وأمريكا بدلا من أن يشيروا إلى إخوانهم اليهود ليأتوا إلى إسرائيل. هذا المستقبل البائس لم يتحقق بعد، ولكن إن لم تتضح معالمه لك، فأنت تخدع نفسك".
واستدرك قائلا إنه "ولحسن الحظ، يشهد عدد متزايد من طياري سلاح الجو الإسرائيلي المتقاعدين وأفراد الاحتياط، بالإضافة إلى ضباط الجيش والأمن المتقاعدين، هذه العاصفة المتصاعدة، ويعلنون أنهم لن يصمتوا أو يتواطؤوا مع سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القبيحة والعدمية في غزة".
وتابع "بدأوا يحثون اليهود في أمريكا وأماكن أخرى على رفع أصواتهم نداء استغاثة: أنقذوا سفينتنا قبل أن تصبح وصمة العار الأخلاقية المتفاقمة للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة لا رجعة فيها".
وقال إن "إسرائيل دمرت قدرة حماس كتهديد عسكري وجودي قبل أشهر. وبناء على ذلك، ينبغي على حكومة نتنياهو إبلاغ إدارة ترامب والوسطاء العرب بأنها مستعدة للانسحاب من غزة على مراحل، وأن تحل محلها قوة حفظ سلام دولية عربية فلسطينية شريطة أن توافق قيادة حماس على إعادة جميع الأسرى الأحياء والأموات المتبقين ومغادرة القطاع" وفق وصفه.
وأضاف فريدمان: "لكن إذا مضت إسرائيل قدما في وعد نتنياهو بإدامة هذه الحرب إلى أجل غير مسمى سعيا لتحقيق نصر شامل ضد كل حمساوي، إلى جانب خيال اليمين المتطرف بتطهير غزة من الفلسطينيين وإعادة توطين الإسرائيليين فيها، فعلى اليهود في جميع أنحاء العالم أن يعدوا أنفسهم وأطفالهم وأحفادهم لواقع لم يعرفوه قط: أن يكونوا يهودا في عالم تعتبر فيه الدولة اليهودية دولة منبوذة - ومصدر عار لا فخر" بحسب ما قاله.
وعزى ذلك إلى أنه في يوم من الأيام، سيسمح للمصورين والمراسلين الأجانب بدخول غزة دون حراسة من الجيش الإسرائيلي. "وعندما يحدث ذلك، ويتضح للجميع هول الدمار هناك، فإن رد الفعل العنيف ضد إسرائيل واليهود في كل مكان قد يكون عميقا".
وقال: "يهوديا يؤمن بحق الشعب اليهودي في العيش في دولة آمنة في وطنه التوراتي إلى جانب دولة فلسطينية آمنة" مضيفا "أنا أركز الآن على قبيلتي. وإذا لم تقاوم قبيلتي لامبالاة هذه الحكومة الإسرائيلية المطلقة بعدد المدنيين الذين يقتلون في غزة اليوم - وكذلك محاولتها دفع إسرائيل نحو الاستبداد في الداخل من خلال التحرك لإقالة المدعي العام المستقل - فإن اليهود في كل مكان سيدفعون ثمنا باهظا".
وشدد بالقول: "لا تكتفِ بهذا التحذير مني ففي الأسبوع الماضي، نشر طياران سابقان في سلاح الجو الإسرائيلي، العميد أساف أغمون والعقيد أوري أراد (الذي كان أسير حرب في مصر خلال حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973)، رسالة مفتوحة باللغة العبرية في صحيفة هآرتس ، موجهة إلى زملائهما الذين ما زالوا يخدمون في سلاح الجو. كلا الرجلين عضوان في منتدى 555 الوطني، وهي مجموعة مؤثرة تضم حوالي 1,700 طيارا من سلاح الجو الإسرائيلي، بعضهم متقاعد وبعضهم لا يزال يخدم في الاحتياط، وقد تشكلت في الأصل لمقاومة مساعي نتنياهو لتقويض الديمقراطية الإسرائيلية بانقلاب قضائي".
وقال إن قائد "منتدى 555، وهو طيار المروحيات المتقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي، غاي بوران، أرسل له رسالة أغمون، إن كان بإمكانه نشرها كمقال ضيف في قسم الرأي في صحيفة نيويورك تايمز، فأخبرهما أنه يريد نشر مقتطف منها بنفسة. وقد كتبا: لا نسعى إلى التقليل من بشاعة المجزرة التي ارتكبها إرهابيو حماس في ذلك السبت الملعون. نعتقد أن الحرب كانت مبررة تماما".
وتابع "مع ذلك، ومع استمرار الحرب في غزة، اتضح أنها فقدت أهدافها الاستراتيجية والأمنية، وأنها خدمت في المقام الأول المصالح السياسية والشخصية للحكومة. وهكذا أصبحت حربا لا أخلاقية بلا شك، وبدت بشكل متزايد وكأنها حرب انتقام".
وقال: "أصبح سلاح الجو أداة في أيدي من يدعون، في الحكومة وحتى في الجيش، أنه لا يوجد أبرياء في غزة، حتى أن أحد أعضاء الكنيست تفاخر مؤخرا بأن أحد إنجازات الحكومة هو القدرة على قتل 100 شخص يوميا في غزة دون أن يصدم هذا أحدا".
وقال فريدمان "بلغت الأمور ذروتها ليلة 18 آذار/ مارس، مع استئناف الحرب بعد أن اختارت الحكومة الإسرائيلية، عمدا، انتهاك اتفاق إعادة الرهائن. في غارة جوية قاتلة كانت تهدف إلى قتل عدد من قادة حماس سجل رقم قياسي جديد. أسفرت الذخائر التي أسقطها طيارو سلاح الجو على الهدف عن مقتل ما يقرب من 300 شخصا، بينهم العديد من الأطفال. ولم يقدم حتى الآن أي تفسير مرض للنتيجة المروعة للهجوم".
ومنذ ذلك الحين، واصل سلاح الجو غاراته المتواصلة على غزة، تقصف مبان بأكملها فيها أطفال ونساء ومدنيون حتى لو كانت بعض الأهداف مشروعة، لا يمكن إنكار الضرر غير المتناسب الذي لحق بالمدنيين غير المتورطين".
وأضاف: "هذه لحظة حساب لم يفت الأوان بعد نناشد زملاءنا الطيارين في الخدمة الفعلية: لا تستمروا في تجنب طرح الأسئلة لأنكم من سيتحمل العواقب الأخلاقية لأفعالكم لبقية حياتكم. سيتعين عليكم مواجهة أطفالكم وأحفادكم وشرح كيف حدث هذا الدمار الذي لا يُصدق في غزة، وكيف هلك هذا العدد الكبير من الأطفال الأبرياء بآلة القتل المميتة التي قمتم بقيادتها".
وتابع فريدمان إنه وبعد ساعات قليلة من استلامه للرسالة، أرسل له نمرود نوفيك، كبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، رسالة مفتوحة أخرى، مؤرخة في 8 حزيران/ يونيو. كانت هذه الرسالة من قادة من أجل أمن إسرائيل، تحث اليهود في الشتات على رفع أصواتهم ضد الجنون في غزة قبل أن يستهلكهم أيضا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية اليهود غزة غزة الاحتلال اليهود صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سلاح الجو الإسرائیلی الیهود فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب
أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، قادت البلاد إلى "كارثة سياسية"، في إشارة إلى رغبة رئيس الوزراء بإطالة أمد حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ نحو عامين.
وقال لابيد في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "هذه الحكومة قادتنا إلى كارثة سياسية. فشل يتبع فشلا"، وذلك تعليقا على استمرار الحرب في غزة وعدم التوصل إلى اتفاق لإنهائها.
وأضاف أن "رئيس وزراء غائب عن الساحة السياسية، ووزير الخارجية (جدعون ساعر) عديم الفائدة، ووزراء يعرّضون جنود الجيش الإسرائيلي للخطر في كل مرة يفتحون فيها أفواههم".
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بالانصياع للتيار الأكثر تطرفا في حكومته ممثلا في وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وعدم الرغبة في إنهاء الحرب في غزة حفاظا على ائتلافه الحكومي، بحسب ما ذكرت وكالة "الاناضول".
والاثنين، منعت الحكومة الهولندية، سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها، واعتبارهما شخصيين غير مرغوب فيهما، وذلك على خلفية دعوتهما لتطهير عرقي في غزة.
ومرارا، أعلنت حماس تعاطيها بإيجابية مع المفاوضات الدائرة منذ أكثر من 20 شهرا لإنهاء الحرب، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
من جانبه، قال زعيم حزب "الديمقراطيين" يائير غولان في كلمة بثها على منصة "إكس" مساء الثلاثاء: "لم تعد هذه حكومة نتنياهو، بل حكومة سموتريتش وبن غفير".
وأضاف غولان: "نتنياهو ضعيف وجبان، ومن يحكم فعليا هم مستوطنان (سموتريتش وبن غفير) من شبيبة التلال، كاهانيان (نسبة إلى الحاخام مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ اليهودية المصنفة إرهابية في إسرائيل) حولا نتنياهو إلى أداة طيعة في أيديهما".
وشبيبة التلال جماعات يهودية هي الأكثر تطرفا من بين المستوطنين تسكن في البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة وتنفذ جرائم بحق فلسطينيين بما في ذلك اعتداءات وحرق ممتلكات.
ومضى غولان: "سموتريتش وبن غفير هما الهامش الأكثر تطرفا في المجتمع الإسرائيلي، وهما من يحددان اليوم سياسات الحكومة الإسرائيلية، اللذان يرسلان أولادنا للموت في المعركة، وينسفان صفقات إطلاق سراح المختطفين ويطيلان أمد هذه الحرب إلى الأبد".
وتابع: "علينا أن نوقف هذه الحرب، وإعادة جميع المختطفين إلى الوطن. مواطنو إسرائيل يريدون الأمن والديمقراطية، لا التضحية بأبنائنا".
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.