السيد رئيسي: العدو فشل في عزل إيران
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
أكد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، اليوم الثلاثاء، أن العدو حاول فرض العزلة على إيران وفشل، وتمكنت طهران من تحسين العلاقات مع العديد من الدول.
وقال السيد رئيسي، خلال مؤتمره الصحفي السنوي الثالث: لقد اتبع العدو استراتيجية عزل إيران في الخارج وإحباط شعبها من الداخل، لقد فشل في كلتا الاستراتيجيتين، مشددا على أن الأعداء أدركوا أن شعبنا يدعم الحكومة الإيرانية الواثقة من تحقيق الإنجازات.
وأضاف لقد أعلنا في بداية الحكومة أن خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) ليست قضيتنا الأولى ولا الأخيرة؛ نحن نتابع جميع القضايا الخارجية في نفس الوقت.
وتابع، لقد ترك الغربيون طاولة المفاوضات وعقدوا الآمال على أعمال الشغب، وبعد أعمال الشغب أرسلوا رسالة مفادها أننا نريد العودة إلى طاولة المفاوضات، حاولوا إحباط الشعب، لكن الشعب أحبطهم، مضيفا نحن لم نترك طاولة المفاوضات لرفع العقوبات، الآخرون غادروا وندموا على ذلك وأعلنوا استعداده للعودة.
وأردف بقوله: أن الأعداء فشلوا في إضعاف إيران وهم عادوا اليوم للمطالبة بالحوار ونستطيع القول إن إيران الإسلامية دولة قوية ومتقدمة ومتطورة.
وأشار إلى أنه لم يكن رفع العقوبات هو قضيتنا الوحيدة، بل إن العضوية في التحالفات الإقليمية وغير الإقليمية هي قضية أخرى من قضايانا.
وشدد على أن الانضمام إلى شنغهاي ومجموعة “بريكس” يؤكد أن إيران تتمتع بالكثير من الإمكانات والأعداء يدركون ما مدى امكاناتنا.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
موقف الشعب المصري من الصراع بين إيران وإسرائيل
د. عبدالله الأشعل
الشعب المصري يكره إسرائيل جينيا، ويشجع كل من ينال منها، وفي ذات الوقت أيّد الكثير من المصريين إيران في حربها الأخيرة مع إسرائيل، وهذه ظاهرة تحتاج إلى تفسير.
ويلاحظ القارئ أننا نخص بالذكر الشعب المصري الذي أثبت أنَّ له اتجاهات ويعبِّر عنها بحرية وليس بالضرورة أن ترضى الحكومة عن هذه الاتجاهات، إذ تبادل الشعب التهاني بتدمير تل أبيب، ربما لسببين، السبب الأول: إن هذه الحالة عادت به إلى سنوات الصراع مع إسرائيل، وهو يحب ذلك، وكان آخر احتكاك عسكري بين مصر وإسرائيل هو حرب التحرير في السادس من أكتوبر عام 1973.
ولم يقتنع الشعب المصري بقصة السلام مع إسرائيل، وهو يدرك أن إسرائيل لا تحترم المعاهدات الدولية، ولا تحترم القانون الدولي، وإنما تحترم القوة، وكان يود الشعب أن يدخل الجيش المصري تل أبيب ويدمرها تدميرا كاملا، ولكنّ هناك قيودا للحروب النظامية بين إسرائيل والدول العربية، ولمَّا قامت إيران بتدمير تل أبيب فرح المصريون تعويضًا عن دخول جيشهم للقيام بهذه المهمة.
السبب الثاني: إن الشعب المصري يكره إسرائيل جينيًا ربما متأثر بصورة اليهود في القرآن الكريم، وقليل من المصريين يدركون الفرق بين اليهودية والصهيونية، علمًا بأن ثقافة المصريين في العصر الناصري كانت تركز على هذا التمييز، فاليهودية شريعة، أما الصهيونية فهي برنامج سياسي يهدف إلى تدمير العروبة وأولها مصر.
وقد لوحظ أن فرح الشعب المصري بتدمير إيران لتل أبيب يفهم منه أن هذا الشعب استشعر الخطر من إسرائيل وعادت به الأيام إلى يوسف وموسى وهما من أنبياء الله، ولكن بني إسرائيل أساؤوا كثيرا إلى المصريين وتآمروا ضدهم مع الهكسوس، ولذلك يميز المصريون بين موسى النبي وبين بني إسرائيل، وبعض المصريين يؤيدون عن غير بصيرة موقف فرعون مصر وصدقوا دعاية فرعون ضد موسى وقد فندت هذه النقطة في كتاباتي حول هذا الموضوع.
من ناحية أخرى، فإن موقف الشعب المصري من إيران موزع ومشتت للأسباب الآتية:
أولًا: جهل معظم الشعب بقصة الشيعة والسنة، وثانيًا: تأثر معظم الشعب المصري بالدعايات المضادة للشيعة، لدرجة أن عامته يساوون بين الشيعي والشيوعي، وذلك تأثرًا بالدعوة السلفية والجماعات الإسلامية عموما التي كان بعضها يكفر الشيعة، ولم تفطن هذه الجماعات إلى المؤامرة الكبرى على المسلمين وهي فتنة الشيعة والسنة.
ثالثًا: إن معظم المصريين يربطون بين الشيعة والحسين وآل البيت عمومًا، وكرَّس هذا الاعتقاد الحكم الفاطمي الذي استمر ثلاثة قرون بمصر، وأنشأ الفاطميون الأزهر الشريف سنة 969م والمصريون عموما يجلون الأزهر الشريف.
رابعًا: إن بعض المصريين الذين خدموا في الخليج يخلطون بين بعض الأفكار السلبية وبين الشيعة، وبالنسبة للمصريين بالذات فإنهم تابعوا قيام الثورة الإسلامية في إيران في فبراير 1979، وتمنوا أن تنتصر هذه الثورة بتوجهاتها السياسية المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة، أملا أن تكون إضافة للعالم الإسلامي، وفي ذات الوقت هناك بعض المصريين لا يؤيدون توجه السادات المعادب لهذه الثورة، فقبل الثورة كان شاه إيران صديقًا لإسرائيل، وكان جمال عبدالناصر عدوا للشاه، وهناك بعض الوثائق التي تظهر أن جمال عبدالناصر بدعمه لمعارضي الشاه وخاصة في العراق زمن إقامة الخوميني في العراق عام 1964 كان يناصر الثورة الإسلامية، ولذلك فإن حسن نصر لله كان ناصريا حتى النخاع، وقد بحثت في هذا الموضوع وقدمت حلقة كاملة منذ عدة سنوات في قناة الميادين حول دور عبدالناصر في مساندة الثورة ضد الشاه.
خامسًا: إن الربط في الذهن المصري بين المقاومة ضد إسرائيل دفع معظم الشعب المصري إلى تأييد حزب الله ثم حماس التي قامت بعد حزب الله بخمس سنوات، وأعجب المصريون بجسارة ووطنية حزب الله الذي حرر بيروت والجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي، رغم بعض التعقيدات في الموقف العربي، ولذلك وقبل أن تقدم إسرائيل على مهاجمة إيران كانت قد رتبت الساحة اللبنانية، بحيث تتفادى ضربات حزب الله، وفهم المصريون أن الهدف من الهجوم الإسرائيلي على إيران هو قمع الدولة التي تساند المقاومة، كما أن المصريين يعلقون الأمل على انتصار إيران على إسرائيل خاصة أن سلوك إسرائيل في غزة -مع عجز المصريين عن إنقاذ غزة- أدى إلى توحش إسرائيل، واستشعر المصريون خطر هذا التوحش على بلادهم.
سادسًا: إن قيام حزب الله أزعج حلفاء الولايات المتحدة وإسرائيل من العرب، وأصبحت طهران القبلة السياسية والطائفية لكل شيعة المنطقة، ولذلك فإنشاء حزب الله وقيامه بتحرير بيروت من الاحتلال الإسرائيلي أظهر الطائفة الشيعية بين الطوائف الأخرى في لبنان، ولاحظ اتفاق الطائف عام 1989 أن الطائفية هي السبب المباشر لتراجع الدولة اللبنانية.
من ناحية أخرى، يجب على البعثات الإيرانية في الدول العربية أن تبدد الأوهام والخرافات حول الفكر الشيعي، وواجب المثقفين العرب أن يسهموا في حملة هدفها بيان أن الفرق بين الشيعة والسنة في الفكر. والأفكار السلبية عن الشيعة يجب التصدي لها وخير من تصدى لها هو الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، عندما أصدر بيانا أدان فيه العدوان الإسرائيلي على إيران، وحثَّ على وحدة الإسلام والمسلمين، ويبقى بعد ذلك بيان دور الأزهر في هذا المجال عبر تاريخه الطويل.
رابط مختصر