كشف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن الاحتلال الإسرائيلي حاول اغتياله في وقت سابق، مؤكداً فشل المحاولة، وذلك في تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع الإعلامي الأمريكي المحافظ تاكر كارلسون، بُثت الاثنين.

وفي أول حوار له مع وسيلة إعلامية غربية منذ انتخابه، قال بزشكيان إن "محاولة الاغتيال" لم تكن الأولى، متهماً الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراءها، دون الخوض في تفاصيل إضافية.



Masoud Pezeshkian, president of Iran.

(0:00) How Would Iranian President Pezeshkian Like to See This Conflict End?
(0:44) Is Iran Willing to Give Up Their Nuclear Program in Exchange for Peace?
(5:19) Was the International Atomic Energy Agency Spying on Iran and Giving… pic.twitter.com/lMPoFa5ChX — Tucker Carlson (@TuckerCarlson) July 7, 2025
"لا خلايا نائمة."
ورداً على سؤال حول مزاعم وجود "خلايا إيرانية نائمة" في الولايات المتحدة، نفى بزشكيان هذه المزاعم بشكل قاطع، قائلاً إن "إسرائيل تحاول زرع هذه الفكرة في عقولكم، وهذا غير صحيح إطلاقاً"، مشدداً على أن "الإيرانيين بطبعهم يحبون السلام والهدوء".

وفي ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، أكد الرئيس الإيراني أن المرشد الأعلى علي خامنئي لا يفرض أي قيود على الاستثمارات الأمريكية داخل إيران، وأن العائق الحقيقي أمام المستثمرين الأمريكيين يتمثل في العقوبات المفروضة من جانب واشنطن.

وقال: "لا يوجد ما يمنع المستثمرين الأمريكيين من العمل في إيران. الباب مفتوح، لكن العقوبات هي من تُغلقه".

إيران مستعدة للتفتيش النووي 
وفي الملف النووي، جدّد بزشكيان استعداد إيران للسماح بعمليات التفتيش الدولية، لكنه لفت إلى أن المنشآت النووية الإيرانية تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة الهجمات الأمريكية، خاصة تلك التي وقعت في 22 حزيران/يونيو الماضي.

وقال: "نحن منفتحون على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن العديد من المرافق دُمرت أو تضررت بسبب الضربات غير القانونية التي شنتها الولايات المتحدة".

وعندما سُئل عما إذا كانت إيران تعوّل على دعم عسكري أو اقتصادي من روسيا أو الصين في حال اندلاع حرب كبرى، رد بزشكيان قائلاً: "قوتنا كافية لحماية أنفسنا والوقوف على قدمينا"، مؤكداً أن طهران لا ترغب في الحرب، لكنها "ستقاتل حتى آخر قطرة من دمها" إذا تعرّضت وحدة أراضيها لأي تهديد.


"الموت لأمريكا" 
وتطرق بزشكيان إلى الجدل المتكرر حول شعار "الموت لأمريكا"، قائلاً إن الشعار "لا يستهدف الشعب الأمريكي أو السلطات الدستورية"، بل يُوجّه ضد "من يسهمون في القتل والاضطهاد وانعدام الأمن في العالم".

وأضاف: "رئيسكم هو من اعترف أن الولايات المتحدة هي التي أنشأت تنظيم داعش، وأنها مسؤولة عن الصورة المشوهة التي رُسمت عن الإسلام في العالم".

وتأتي تصريحات بزشكيان في أعقاب الحرب التي اندلعت بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران في 13 حزيران/يونيو الماضي، واستمرت لمدة 12 يوماً، شملت هجمات إسرائيلية بدعم أمريكي على منشآت عسكرية ونووية ومدنية داخل إيران، واغتيالات استهدفت قادة عسكريين وعلماء بارزين.

وردّت طهران حينها بهجمات صاروخية وطائرات مسيّرة طالت مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية، ثم قصفت قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، وذلك في أعقاب الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في 22 حزيران/يونيو الماضي.

وفي 24 حزيران/يونيو الماضي٬ أعلنت واشنطن وقفاً غير معلن لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران، بعد تصعيد هو الأشد منذ عقود بين الجانبين.

البرنامج النووي.. ادعاءات مستمرة بلا أدلة
وفيما تستمر الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي باتهام إيران بالسعي لتطوير أسلحة نووية، شدد بزشكيان على أن برنامج بلاده مخصص للأغراض السلمية، وعلى رأسها توليد الطاقة الكهربائية والبحث العلمي.

وأضاف أن هذه الاتهامات ليست سوى "جزء من دعاية منظمة تقودها إسرائيل"، بهدف تكريس الصورة العدائية عن طهران في العواصم الغربية.

وأشار الرئيس الإيراني إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك ترسانة نووية غير خاضعة للرقابة الدولية، مذكّراً بأنها "تواصل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ عقود"، دون أن تواجه أي محاسبة أو ضغوط دولية.

وشدد بزشكيان في ختام مقابلته على أن بلاده تمد يدها للسلام وترحب بالحوار مع الولايات المتحدة، شريطة أن يكون قائماً على الاحترام المتبادل ورفع العقوبات، مضيفاً: "لا نريد الحرب، لكننا مستعدون لكل الاحتمالات دفاعاً عن كرامتنا وسيادتنا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الإيراني بزشكيان العقوبات النووي إيران نووي عقوبات ترامب بزشكيان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

كارلسون يجري مقابلة مع الرئيس الإيراني بزشكيان.. ماذا سأله؟ (شاهد)

أعلن الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، السبت، عن انتهائه من تسجيل مقابلة حصرية مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، هي الأولى من نوعها منذ اندلاع التصعيد العسكري الأخير بين طهران وتل أبيب، وما تبعه من قصف أمريكي لمواقع إيرانية.

وقال كارلسون في منشور عبر الإنترنت إن المقابلة أُجريت عن بُعد باستخدام الترجمة الفورية، مؤكداً أن فريقه يعمل على تحريرها تمهيداً لنشرها خلال يوم أو يومين. 

ولم يُحدد كارلسون المنصة التي ستُبث عليها المقابلة أو توقيت عرضها الدقيق.

Our interview with the president of Iran.

Watch it first at https://t.co/sLkXnGLauL. pic.twitter.com/SY4KvgA1lb — Tucker Carlson (@TuckerCarlson) July 5, 2025
وأوضح المذيع المحافظ، المعروف بقربه من التيار اليميني داخل الحزب الجمهوري الأمريكي، أنه ركّز في اللقاء على طرح "أسئلة بسيطة" ومباشرة على الرئيس الإيراني، مثل: "ما هدفك؟ هل تسعى إلى الحرب مع الولايات المتحدة؟ هل تسعى إلى الحرب مع إسرائيل؟".

لكنه أشار إلى أنه امتنع عن طرح بعض الأسئلة "التي كان يدرك أنه لن يحصل على إجابات صادقة بشأنها"، على حد تعبيره. 

ومن بين تلك الأسئلة، تساءل كارلسون: "هل تم تعطيل برنامجكم النووي بالكامل بسبب حملة القصف الأمريكية التي نُفذت قبل أسبوع ونصف؟"، لكنه اختار عدم توجيه هذا السؤال خلال المقابلة.

غياب نتنياهو عن المقابلات
في السياق ذاته، كشف كارلسون أنه قدم للمرة الثالثة خلال الأشهر الماضية طلباً لإجراء مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من المقرر أن يزور واشنطن يوم الإثنين القادم لعقد محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن الطلب لم يلقَ استجابة حتى الآن.

وتكتسب المقابلة المرتقبة مع بزشكيان أهمية خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية ومرحلة ما بعد "حرب الـ12 يوماً" بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، والتي شهدت مشاركة أمريكية مباشرة في قصف منشآت نووية إيرانية، في تطور غير مسبوق منذ الاتفاق النووي عام 2015.


ترامب: الهجمات عطّلت النووي الإيراني
من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات للصحفيين أمس الجمعة، إنه يعتزم مناقشة الملف الإيراني مع نتنياهو خلال لقائهما في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، مؤكداً أن الهجمات الأمريكية الأخيرة "أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء بشكل دائم"، على حد قوله.

وأضاف ترامب: "على الرغم من أننا قصفنا منشآتهم النووية بعد هجمات إسرائيلية، إلا أن إيران لم توافق بعد على عمليات التفتيش الدولية أو التخلي عن تخصيب اليورانيوم"، مضيفاً أن واشنطن لن تسمح لطهران بإعادة تشغيل برنامجها النووي تحت أي ظرف.

كما أشار الرئيس الأمريكي إلى أن الإيرانيين "يرغبون في لقائي"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة الاتصالات بين الجانبين أو ما إذا كان هناك مسار تفاوضي مفتوح حالياً.

بزشكيان: لن ننتج سلاحا نوويا
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد صرّح في وقت سابق من الشهر الماضي بأن بلاده لا تسعى إلى تطوير أسلحة نووية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن طهران "لن تتخلى عن حقها في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية"، وستواصل الأبحاث في هذا المجال.

ويأتي تصريح بزشكيان في وقت تواجه فيه إيران ضغطاً دولياً متزايداً بشأن برنامجها النووي، لا سيما بعد الهجمات الأخيرة التي استهدفت منشآت استراتيجية، في ظل اتهامات غربية بأن طهران تقترب من "العتبة النووية" دون شفافية كافية.

كارلسون.. صوت محافظ في وجه التصعيد
وتحمل المقابلة المنتظرة مع بزشكيان دلالات خاصة، ليس فقط لأنها الأولى مع رئيس إيراني منذ التصعيد الأخير، بل أيضاً لأنها تأتي من شخصية إعلامية بارزة في التيار المحافظ الأمريكي، عُرفت بمواقفها الرافضة للتدخلات الخارجية، بما في ذلك معارضة تاكر كارلسون الصريحة للهجوم الأمريكي الأخير على المنشآت النووية الإيرانية.

وقد عبّر كارلسون في أكثر من مناسبة عن رفضه لسياسات التصعيد العسكري مع طهران، محذراً من أن واشنطن "تنجرّ إلى صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط"، كما انتقد بشكل مباشر البيت الأبيض لمشاركته في الحملة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ضد أهداف إيرانية.


رسائل ما بين السطور
ويرى مراقبون المقابلة القادمة مع بزشكيان باعتبارها "منصة حوارية استثنائية"، قد تعكس تحولاً في الخطاب السياسي داخل بعض الدوائر الأمريكية المحافظة، خاصة في ظل تزايد الأصوات المناهضة للتورط العسكري الخارجي. 

كما يُنظر إليها كفرصة نادرة للرئيس الإيراني لتقديم رواية بلاده للرأي العام الأمريكي مباشرة، في لحظة مشحونة بالاتهامات والضربات المتبادلة.

ولا يُستبعد أن يثير توقيت نشر المقابلة المتزامن مع زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض تفاعلاً سياسياً وإعلامياً واسعاً، خاصة إذا ما تضمنت تصريحات حادة من بزشكيان بشأن العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي أو مستقبل البرنامج النووي الإيراني.

ورغم حديث ترامب عن "رغبة إيران في الاجتماع معه"، إلا أن القنوات الدبلوماسية لا تزال مغلقة نسبياً، ولا تظهر مؤشرات جدية على استئناف مفاوضات رسمية قريبة. 

كما أن التصعيد الميداني بين تل أبيب وطهران، والمشاركة الأمريكية فيه، أضعفت مناخ الثقة وأعادته إلى المربع الأول.

أما المقابلة المقبلة، فستشكل اختباراً للرئيس الإيراني الجديد في قدرته على مخاطبة الجمهور الغربي، لا سيما المحافظين الأمريكيين، وهي شريحة قد تكون مؤثرة في صياغة توجهات السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: إسرائيل حاولت اغتيالي خلال اجتماع رسمي
  • بزشكيان: إيران قادرة على حماية سيادتها وسلامتها الإقليمية
  • بزشكيان: إيران مستعدة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة ولكن هناك مشكلة ثقة
  • إسرائيل حاولت اغتيالي… وسأفاوض أميركا
  • الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يتهم إسرائيل بمحاولة اغتياله
  • المكسيك تتوج بلقب الكأس الذهبية على حساب الولايات المتحدة الأمريكية
  • الأولى منذ وقف إطلاق النار مع إيران.. ما الأهداف الحوثية التي ضربتها إسرائيل؟
  • كارلسون يجري مقابلة مع الرئيس الإيراني بزشكيان.. ماذا سأله؟ (شاهد)
  • حرب الـ12 يوما.. ما التغييرات التي طرأت على إيران بعد الهجوم الإسرائيلي؟