لم تكن مكالمة عادية، تلك التي تلقيناها في مركز الأثير للإصغاء، من سيدة بالكاد استطاعت أن تلقي السلام، نبرة صوتها تحكي قصة خوف على مختلف الأبعاد، بطلتها ابنتها التي لولا ستر الله وتفطن الأم لها لكانت ستلقي بنفسها في قاع بئر مظلم مخيف بل مرعب لكل امرأة تعي حجم الأمانة التي تحملها على عاتقها “كأم”
“أنا في مأزق أريد النجاة”، كانت اول عبارة بعد سؤالنا عن أحوالها، ما استدعى منا الإنصات لمشكلتها، عرفنا بعدها أنها سيدة متزوجة، أم لخمسة أولاد، بنتين وثلاث ذكور، أكبرهم بنت في الـ14 من العمر، زوجها يعمل بعيدا عن المنزل ولا يزورهم إلا قليلا، أو يطمئن عليهم باتصالات هاتفية، سيدة وجدت نفسها تقوم بأدوار عديدة، استأثرت بنفسها، ووضعت تألق أولادها كأولوية، لكن كما يقال “لكل فرس كبوة.

.”
كانت فخورة بصنيعها ، تعتقد أنها تحتوي الأمر وكل ما يدور على حلبة بيتها تحت عينها، أولادها كلهم يُشهد لهم بحسن التربية، حتى في الدراسة نتائجهم ممتازة، ما جعلها تفكر رفقة زوجها مكافئتهم وإرضاء الصغار بلوحات رقمية، والبنت الكبرى بهاتف ذكي، تماشيا مع متطلبات العصر، خاصة بالنسبة لهذه الأخيرة، التي دوما كانت تقارن نفسها بتريباتها، وحصل ذلك في منتصف السنة الدراسية الفارطة، بعد نتائج الفصل الثاني التي ممتازة، لكن السيدة “أم ريان” لم تكن تعلم أنها أدخلت شبحا لبيتها سيجر ابنتها جرا لفتنة ستحرق بيتها، فرحت البنت في البداية بالهاتف، وسيلة كانت موجهة للدراسة، لكن انحرف بها المسار إلى طريق غير طباعها، صارت شديدة التعلق بهاتفها، كلما سألتها ماذا تفعل تقول أنها تدرس أونلاين رفقة زميلاتها، كانت الأم في غاية السرور والفخر بإنجازها، اعتقد انها أحسنت التصرف، لكن على ما يبدو أن الأمور تعدت حدودها الطبيعية، البنت صارت تنام حتى ساعات متأخرة من الليل، وفي النهار شديدة الاهتمام بهندامها حتى داخل البيت، بدأت الأم تستغرب الأمر، فكيف لبنتها التي كانت تستشيرها في كل تفاصيل يومياتها صارت متكتمة تحب الانفراد في غرفتها، وهاتفها ممنوع على باقي إخوتها..؟؟ فتأكد للأم أنه سبب التغير، ومربط الفرس الذي سيقودها لفك لغز ابنتها، لم يكن حينها بيد السيد أم إياد حيلة أن تسأل عن طريقة الولوج في تلك الهواتف الذكية، والبحث في تطبيقاتها خاصة أين يوجد المحادثات، وما إن أُتيحت لها الفرصة واستطاعت الولوج في هاتف ابنتها اصطدمت بالطامة الكبرى..، صور شبه عارية، محادثات لساعات طويلة، كلمات لا أخلاقية، وحياة افتراضية كأنها حياة زوج وزوجة، يا له من يوم موجع، ويا لها من لحظة قاسية، شعرت فيها كان الدنيا أطبقت عليها، وبفشل ذريع وخيبة ضربتها في مقتل..
تقول السيدة في خضم مكالمتها: “تمنيت لو أنني مت ولم أرى ما رأيت”، لم تتمالك أعصابها، وكشفت الأمر لابنتها، وانهالت عليها بالضرب، تقول أن البنت شعرت بحجم خطئها، وخجلت من فعلتها، ووعدتها بوضع حد لتلك العلاقة، لكنها تأخرت في قرارها فالأم لم تعد تثق بابنتها وصارت تراقب كل تحركاتها وقيدت تصرفاتها، فلم تعد تنعم بالحرية التي لطالما عاشت فيها، فوجدت السيدة أم إياد في براثين خيبة سببها ابنتها، لا تعرف كيف تواجه خوفها ولا كيف كانت ستواجه زوجها الذي استأمنها على العائلة إن حصل ما كان سيخرب بيتها، لكنها تحمد الله أنها تفطنت للمشكل واحتوته قبل أن تتعدى الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، لكنه بالمقابل سبب لها ضغوطات نفسية عكّرت مزاجها وصفو الحياة برمتها.
كانت مكالمة مؤثرة جدا، جعلت ذاكرتي تستحضر عديد الأمثلة التي مرّت علينا، وقصص عديدة عشناها في واقعنا..
فيا معشر الآباء..
نعلم أنه موضوع كلاسيكي وأن الإنترنت صارت حتمية عصرية لحياتنا، لكن لا يجب أن ننسى خطورتها على أولادنا، حيث اقتحمت بيوت المسلمين وعاثت فسادا في أخلاقهم، عرف كيف يتوغل ويسدل بآثاره السلبية -نظرا لسهولة استعماله-، وهذه الخطورة لا يمكن حصرها ولا حصر تداعياتها، فباتت تشكل أزمة كبيرة، فلابد أن نتصدى لها ليس بمنع استعمالها لأنها وسيلة لا يستطيع الإنسان في عصرنا الحالي الاستغناء عنها، بل بغرس أفضل القيم في أولادنا، وتوثيق الوازع الديني فيهم ليكون لهم حصنا منيعا يحوط عليهم من الفتن التي تهددهم من كل حدب وصوب.

لحظة اكتشاف الخطأ.. وعلاجه بحكمة كبيرة
عندما يعلم أحد أفراد الأسرة بأن أحد المراهقين يسئ استخدام موقع التواصل الاجتماعي، لا يجب حينها أن يذهب لعقابه وتوبيخه، فهذا الأسلوب لم يعد يجدي في زماننا هذا، أو أن يقوم بفضح أمره أمام الجميع، فكل هذا سيدفع المراهق إلى رد فعل عنيد، وتكون النتيجة سلبية، بل يجب التريث في الأمر والتفكير مليا، وعلاجه بالشكل الذي يحقق أفضل نتيجة ممكنة.
نبدأ باختيار أقرب أفراد الأسرة إلى هذا المراهق، سواء كان الأب أو الأم أو أحد الأخوة أو الأخوات الكبار، أو حتى في الدائرة الأوسع قليلا التي تضم الأخوال والأعمام وأبنائهم، بحيث يكون شخصا محببا إلى ذلك المراهق، ليتقرب ذلك الشخص من المراهق ويعمل على احتوائه حتى يستريح له أكثر، ويستطيع أن يحادثه في الموضوع بلا حرج، ويبين له فيما بعد خطورة هذا التعامل مع هذه الموقع، وعواقبها، ويسعى لإقناعه بأسلوب مبسط، ولا يمل من تكرار المحاولات ولا يسعى لفرض رأيه من أول مرة ويحتد على ذلك المراهق، فإن هذا قد يدفع المراهق إلى التعامل بسرية أكثر وبالتالي تتفاقم المشكلة.
كما يجب فرض نوع من الرقابة الأسرية على ذلك المراهق، فلا يسمح له مثلا في الفترة التالية مباشرة بأن يجلس بمفرده مع الحاسوب أو هاتفه ساعات طويلة، ويكون ذلك بشكل غير مباشر، حتى لا يلاحظ المراهق أنه مراقب ويؤثر ذلك في نفسه فيلجأ إلى العناد والمكابرة.
من المهم أيضا أن يتم إشغال المراهق بأكثر من أمر حتى لا يجد وقتا فارغا لتلك التطبيقات ويستغلها استغلالا سيئا، فيتم إشغاله بنشاط ثقافي أو اجتماعي، أو تكليفه بمهام ما في المنزل، بحيث لا يجد وقتا كثيرا، يتعرف فيه على أشخاص لا يعرفهم أو أن يدفعه الفضول إلى البحث في أمور لا تتناسب مع سنه.

الوقاية خير من العلاج..
هي حقا معضلة كبيرة، في زمان الثورة الرقمية، خرجت فيه أجيال جديدة، لا تعرف من التربية إلا اسمها، حتى الوازع الديني صار أكثر من ضعيفا، فلا فروض ولا واجبات ولا حساب ولا عقاب، ولا رقابة ولا مسئولية، الدعوى للتحرر فيه منتشرة بطرق متنوعة، وفي مثل هذا الزمان، يجب أن نهتم كثيرا وننفذ القاعدة الذهبية “الوقاية خير من العلاج”.
يجب علينا أن نهتم بالتربية كثيرا، ليست التربية الظاهرية التي تهتم فقط بالمأكل والمشرب، والتحصيل الدراسي، بل تهذيب الأخلاق وتصفية العقول وتنقيتها من الشوائب والخبث الذي يبثه هذا المرض الخبيث “الطفرة الرقمية”، والتركيز على القيم الدينية والالتزام بما أوجبه الله عز وجل، وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
على الأولياء أن يتحلوا بالذكاء في التربية، ومسايرة العصر بحنكة وحرص شديدين، فزمن أولادهم غير زمنهم، وظروف أولادهم غير ظروفهم، ما يعني أن نقوم بتحيين أساليب التربية وفقا للمستجدات التكنولوجية والظواهر المجتمعية معتمدين على الدين الفضيل الذي أساسا أتى لإتمام مكارم الأخلاق.

مجرد رأي..
إن هذا الموضوع خطير ومهم للغاية، ولا يمكن اختزاله في بضع سطور، بل يحتاج إلى دراسة معمقة تراعى فيه كل الظروف وتؤخذ فيه كل الاحتمالات، ويحسب لها من كل الأبواب، مستعينين في ذلك إلى مختصين تربويين ونفسيين واجتماعيين، وخبراء التكنولوجيا كذلك، بحيث تكون الدراسة واقعية تخرج بتوصيات قابلة للتنفيذ، نسأل الله السلامة لأولادنا، والتوفيق والسداد، وأن يجعلهم ذخرا لدين محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

أول طائرة ركاب نفاثة في العالم تستعيد مجدها.. فهل كانت آمنة؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اليوم، أصبح من السهل بالنسبة إلينا أن نسافر بالطائرات النفاثة كأمر مسلّم به، إذ اعتدنا على ذلك الاندفاع السريع على المدرج الذي يُثبتنا في مقاعدنا، وتلك اللحظات التي نشقّ فيها الغيوم الكثيفة المهيبة نحو سماء زرقاء صافية. واعتدنا كذلك على الوصول إلى وجهتنا بسلام.

لكن السفر التجاري بالطائرات النفاثة لا يتجاوز عمره 73 عاماً فقط. 

وكانت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا الراحلة، قد اعتلت العرش بالفعل عندما أقلعت طائرة "دي هافيلاند DH106 1A كومت G-ALYP" من مطار لندن، المعروف اليوم بهيثرو، حوالي الساعة الثالثة مساءً، في الثاني من مايو/ آيار العام 1952، حاملةً أول ركاب يدفعون مقابل السفر على متن طائرة نفاثة بالعالم. 

وعلى مدى 23 ساعة، مع خمس محطات توقّف على طول المسار، قطعت الطائرة مسافة حوالي ١١٬٢٦٥ كيلومترًا جنوباً إلى جوهانسبرغ.

ومثّلت تلك الرحلة نقلة نوعية لجهة الراحة والسرعة، حتى بالمقارنة مع طائرات المراوح المتطورة في ذلك العصر، مثل لوكهيد كونستليشن. واختفت الاهتزازات المستمرة، والضجيج الصوتي الصادر عن محركات المكبس. ودخل العالم فجأةً، وبشكل لا رجعة فيه، عصر الطائرات النفاثة.

بداية عصر الطائرات النفاثة

وكانت أول شركة مصنعة للطائرات النفاثة تحجز مقعدا لها في السماء، متقدمة على منافسيها من الولايات المتحدة مثل "بوينغ".. وهي شركة الطيران البريطانية "دي هافيلاند". لكن ذلك التفوق لم يدم طويلاً، إذ لم تحظَ الطائرة الأصلية "كومت DH106" سوى بفترة وجيزة من المجد قبل أن تؤدي سلسلة من الكوارث إلى سحب أسطولها بالكامل من الخدمة، ثم إخضاع طائراته لاختبارات حتى التدمير أو تركها كي تتآكل.

بعد أجيال لاحقة، كانت الطريقة الوحيدة لتجربة ما كان عليه الأمر على متن تلك الطائرات الأولى من طراز "كومت" تتمثّل بمشاهدة لقطات الأفلام بالأبيض والأسود، أو صور الدعاية الملوّنة التي تُظهر عائلات مبتسمة جالسة على متن طائرات "DH106 1A".

أو على الأقل، حتى وقتٍ قريب، كانت تلك الصور كل ما لدينا. أما الآن، فقد قام فريق من المتحمسين بإعادة تجميع إحدى تلك الطائرات النفاثة الرائدة بعناية فائقة، وكانت النتيجة مثيرة للغاية.

"منظر جميل" تضمنت قمرة القيادة جدولًا للملّاح، الذي يقوم بحساب الموقع يدويًا استنادًا إلى السرعة والاتجاه.Credit: Barry Neild/CNN

ويقع متحف "دي هافيلاند" للطائرات ضمن أكثر المستودعات غموضًا في العالم لكل ما يتعلق بقطع الطيران الأثرية، إذ يقع في حزام من الأراضي الزراعية والمساحات الخضراء شمال غرب لندن، بالقرب من الطريق السريع "M25" المزدحم دومًا الذي يحيط بالعاصمة البريطانية، ومن السهل تفويته. 

هناك لافتات إرشادية، لكنها تشير إلى ممر ضيق بين الأسوار النباتية يبدو وكأنه يؤدي إلى فناء مزرعة أو طريق مسدود.

يضم متحف دي هافيلاند للطائرات أيضًا النموذج الأولي الوحيد للطائرة "موسكيتو" التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية والتي لا تزال موجودةCredit: Barry Neild/CNN

وفي الواقع، عند القيادة عبره، يكون أول منظر بارز قصر قديم وضخم، قاعة Salisbury، الذي بُني في القرن السادس عشر وكان يومًا ما منزلًا لوالدة ونستون تشرشل الذي عادةً ما يشرف على نوع من المزارع. 

وبعد أخذ منعطف، يكشف المتحف عن ذاته، أي حقل مليء بهياكل طائرات قديمة وسلسلة من الحظائر التي توحي بوجود المزيد من الكنوز بداخلها.

ويعد الموقع بحد ذاته جزءًا من تاريخ الطيران. فخلال الحرب العالمية الثانية، بدأت شركة محلية لتصنيع الطائرات، أسسها رائد الطيران البريطاني جيفري دي هافيلاند، العمل على تصنيع واختبار طائرة DH98 موسكيتو، وهي طائرة قتالية فريدة ذات إطار خشبي تشتهر بسرعتها. 

وبعد الحرب، في أواخر خمسينيات القرن الماضي، استغلّ أحد رواد الأعمال المحليين إرث الموقع لافتتاح أول متحف طيران في بريطانيا.

تبدو عناصر التحكم معقدة ولكنها كانت مألوفة للطيارين في ذلك اليوم، والذين كان لدى العديد منهم خلفيات في الطيران العسكري، حيث كانوا يحلقون خلال الحرب العالمية الثانية.Credit: Barry Neild/CNN

وهناك طائرة "موسكيتو" صفراء زاهية، وهي النموذج الأولي الوحيد السليم من الحرب العالمية الثانية، وفقًا لموظفي المتحف، وهي من مقتنيات المعروضات المميزة في متحف دي هافيلاند الحديث، وقد رُممت الطائرة بشكل رائع، حيث تتدلى أبواب مخزن القنابل مفتوحة على مصراعيها بينما تمتد مراوحها الكبيرة المثبتة على محركات رولز-رويس ميرلين إلى الأمام.

وتُعرض أيضًا أساطير جوية أخرى من إنتاج "دي هافيلاند"، سواء كانت مدنية أو عسكرية. ففي زاوية حظيرة طائرات  "موسكيتو"، يوجد هيكل طائرة شراعية من طراز "هورسا"، وهي طائرة نقل غير مزودة بمحركات من الحرب العالمية الثانية، كانت تُسحب في الهواء وتُستخدم لنقل الجنود والأسلحة خلف خطوط العدو.

وفي الحظيرة المجاورة، حيث يمكن العثور على متطوعين شغوفين، يفوق عددهم في بعض أيام منتصف الأسبوع عدد الزوار، منهمكين في مشاريع الترميم، نقع على طائرة DH100 Vampire، وهي مقاتلة ذات مقعد واحد تعتبر أول طائرة نفاثة لشركة "دي هافيلاند". هذه الطائرة ذات الشكل الغريب، بذيلها المزدوج، تم تصميمها أيضًا في قاعة "Salisbury". 

لكن العنصر الأبرز بلا منازع في أكبر قاعة عرض بالمتحف، يتمثّل بطائرة "دي هافيلاند DH106 1A كومت". وبالنسبة لعشاق طائرات الركاب النفاثة وتطوّرها إلى معجزات هندسية معقدة تجوب الأجواء الودودة اليوم، يعد هذا المكان جديرا بالزيارة.

ورغم أن أجنحتها مفقودة، إلا أن هيكل "كومت" المزدان بطلاء شركة "إير فرانس" التاريخي، وسقفها الأبيض اللامع، وشعار فرس البحر المجنح، وعلم فرنسا ثلاثي الألوان، يجعلها تخطف الأنظار.

لم تكن هذه هي الحال دومًا بالنسبة لهذه الطائرة بالذات. 

ويوضح إيدي والش، متطوّع في المتحف يرأس مشروع ترميم وحفظ "DH106"، أنه عندما استلمها المتحف في العام 1985، كانت عبارة عن أنبوب معدني عارٍ تقريبًا، أي بقايا هيكل الطائرة. 

ويضيف: "كانت تبدو محزنة، لقد تم استبدال كل جزء منها تقريبًا، لذا كانت الطبقة الخارجية الأصلية في الواقع بحالة سيئة جدًا".

تم إعادة إنشاء التصميم الداخلي لأول طائرة ركاب نفاثة في العالم في متحف دي هافيلاند للطائرات بالقرب من لندن.Credit: Barry Neild/CNN

وبعناء شديد، بدأ المتطوعون ببطء في ترميمها لتعود إلى مجدها الجوي السابق، واليوم تقف الطائرة تقريبًا كما كانت قبل نحو ثلاثة أرباع القرن، باستثناء تلك الأجنحة.

وكانت أجنحة "كومت" تتمتع بتصميم يستحق الإعجاب. فبخلاف معظم الطائرات التجارية اللاحقة، كانت محركات الطائرة، وهي أربعة محركات نفاثة مدمجة بشكل أنيق داخل الجناح ذاته بدلاً من أن تكون في حاضنات ملتصقة تحته.

وقبل أن تصبح مرادفًا للخطر، كانت الكومت بمثابة عرض لإمكانيات السفر الفخمة. وفي الجزء الخلفي من الطائرة، يصعد سلم إلى مؤخرة الطائرة. ويعد عبور الباب بمثابة رحلة تعيدك مباشرة إلى تاريخ الطيران التجاري. وقد تم إعادة إنشاء التصميم الداخلي للطائرة بعناية فائقة من قبل فريق والش، بأدق تفاصيله.

مثلت طائرة DH106 ثورة في مجال النقل الجوي، حيث كانت أكثر سلاسة وأقل ضوضاء من الطائرات المروحية التي سبقتها.Credit: Barry Neild/CNN

في المقصورة الرئيسية، تم إعادة إنشاء نصف الطائرة وفق تصميمها الأصلي، مع صفوف مريحة من المقاعد المزدوجة المغطاة بقماش أزرق مزخرف يتماشى مع نقش الستائر الحمراء. كل مقعد مزود بمساحة واسعة للأرجل، وحاملات أكواب، ولأنها بُنيت في الخمسينات، فهي مزودة بمنافض سجائر للمدخنين الذين كانوا سيجعلون الرحلات الجوية "كابوسًا مُريعًا"، بحسب والش.

دخلت أول طائرة دي هافيلاند كومت (DH106 Comet 1A) الخدمة التجارية في مايو/ آيار عام 1952، وربطت بين لندن وجوهانسبرغ. Credit: Central Press/Hulton Archive/Getty Images

وتطل المقاعد على نوافذ كبيرة مستطيلة الشكل، وهي السمة المميزة لأول طائرات "كومت" على الإطلاق، التي أُلقِي اللوم عليها خطأً أحيانًا في فشل هيكلي للطائرة، قبل أن تستبدل بفتحات أكثر استدارة في الطرازات اللاحقة.

قد تكون الكومت قد اختفت من السماء، لكن الإرث الذي تركته خلفها لا يزال يمكن رؤيته في الطائرات التي نطير بها اليوم. وقد ساهمت الابتكارات التي أُدخلت على الطراز "1A"، والأخطاء القاتلة التي رافقته، في تشكيل الطائرات التي جاءت بعدها وجعلتها أكثر أمانًا.

المملكة المتحدةالطيرانحاملة طائراتلندنمتاحفمعارضنشر الأربعاء، 30 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • أول طائرة ركاب نفاثة في العالم تستعيد مجدها.. فهل كانت آمنة؟
  • وزير الداخلية العراقي يعلن تفكيك شبكة دولية للاتجار بالمخدرات كانت تنشط بسوريا
  • شهيرة دغاعا عن ابنتها رانيا محمود ياسين: «احنا ناس محترمة وشبعانة»
  • إليك 10 من أفضل المدن للزيارة في الـ2025 إن كانت أمريكا وجهتك
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • «في سن الـ17».. هدى المفتي: تجربتي الأولي في الحب كانت مؤلمة
  • أصالة كامل عن تجربة الولادة: كانت مريحة.. فيديو
  • أطفالنا إلى أين؟
  • بالصور.. أسرة آل جابر تعفو عن دم ابنتها وتعتق رقبة الجاني لوجه الله