بالصور.. أسرة آل جابر تعفو عن دم ابنتها وتعتق رقبة الجاني لوجه الله
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
يمانيون|إب
أشاد وكيل أول محافظة إب عبدالحميد الشاهري بعفو أسرة آل جابر, أولياء دم المجني عليها “( ش . م. ج )” من قبائل منطقة ميتم بمديرية ريف إب, في واقعة قتل دامت 4 سنوات, وتنازلهم عن الجاني محمد علي النصيري لوجه الله تعالى.
وخلال الصلح الذي تقدمه الشاهري ومعه رئيس لجنة الوساطة الشيخ قايد العلفي, أعلن آل جابر التنازل والعفو، لوجه الله تعالى وتشريفًا للحاضرين وتلبية لدعوة القيادة الثورية في العمل على حل المشاكل والنزعات واشاعة قيم التصالح والتسامح بين ابناء المجتمع اليمني .
وقال وكيل المحافظة أن هذه المكرمة العظيمة المتمثلة بإعتاق رقبة الجاني ليست غريبة على أسرة آل جابر, وعن كافة قبائل اليمن الأصيلة التي تحرص دوما على تجسيد مبدأ التسامح والصلح العام .. مؤكدا أن حل القضايا المجتمعية بطرق أخوية يأتي في إطار جهود إنهاء قضايا الثأر وحل النزاعات وتعزيز وحدة الصف والتماسك المجتمعي.
وفي الصلح المعلن بحضور مدير عام مديرية الشعر أشرف الصلاحي وعدد من وجهاء ومشايخ المحافظة, دعا الشاهري كافة وجهاء ومشايخ اليمن وقبائله إلى التحرك الفاعل والجاد والمستمر في حل مثل هذه القضايا المجتمعية التي تؤثر على السلم والتعايش والاخوة بين ابناء هذا البلد الذي يواجه قوى الاستكبار العالمي وبحاجة إلى توحيد صفوف أبنائه وقبائله ليكونوا صفا واحدا ضد الأعداء..
من جانبه حث رئيس لجنة الوساطة الشيخ قايد العلفي، كافة القبائل على تغليب المصلحة الوطنية والحفاظ على النسيج المجتمعي والسعي لمعالجة قضايا الثارات وإشاعة قيم الأخوة والتسامح، ونبذ الخلافات وتوحيد الصفوف لمواجهة العدوان الذي يستهدف الجميع دون استثناء.
#حل_قضية_قتل#قضايا_الثأر_في_إبالمصدر: يمانيون
كلمات دلالية: آل جابر
إقرأ أيضاً:
البطالة وأثرها على الاستقرار المجتمعي
علي بن عبدالله بن منصور السليمي
دائمًا ما نسمع عبارة: "الباحثون عن عمل"، ولعلّك -عزيزي القارئ- واحدٌ منهم الآن. ولكن، هل تساءلت يومًا عن حقيقة هذه المشكلة التي تواجهها؟
أو عن الآثار التي قد تخلّفها، سواء على حياتك الشخصية أو على المجتمع بأسره؟
وهل حاولت في وقتٍ ما أن تبحث عن حلّ جذري لها؟
أنا لا أشك في ذلك... لكن في السطور القادمة، سنحاول أن ننظر إلى هذه المعضلة من زاوية مختلفة، لعلنا نستلهم منها شيئًا، أو يلتمس -ولو أحدنا- طريقًا نحو المستقبل الذي ينشده.
لا شكّ أنّ مشكلة "البطالة" باتت من القضايا العالمية الملحّة، فلا يكاد يخلو بيت -تقريبًا- من باحث عن عمل. ومع توالي الأزمات العالمية وتفاقم الصراعات الدولية، تتعاظم هذه الظاهرة، ويكون أول المتضررين منها هو المواطن الصالح البسيط، الذي يسعى بشرف إلى لقمة عيشه.
وعلى الرغم من الجهود الجادة التي تبذلها الحكومات في سبيل احتواء هذه الأزمة، إلا أننا نلاحظ -مع مرور الوقت- ازدياد أعداد الباحثين عن عمل، دون تحسّن ملموس في الأوضاع. ومن هنا، بات من الضروري عقد لقاءات موسعة ومناقشات جادة لإيجاد حلول واقعية وعملية لهذه الآفة، التي تنهش في نسيج المجتمع مثل سوسةٍ تأكل في صمت، حتى تحدث فيه شرخًا يصعب رأبه.
فهل ننتظر -لا قدّر الله- أن يبلغ السيل الزُبى؟
هل ننتظر انتشار الفقر، وازدياد معدلات الجريمة، وظهور الانحرافات السلوكية في مجتمعنا؟ بالتأكيد لا.
إنّ مجتمعنا المسلم المحافظ، يدرك تمامًا أن البطالة قد تفضي إلى هذه المشكلات الخطيرة، فهي نتيجة طبيعية للفراغ، واليأس، وانعدام مصدر الدخل.
وقد حث الإسلام على العمل والكسب الحلال، واعتبره من أسباب الكرامة والعيش الكريم، فقال تعالى:
"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" (الملك: 15).
وقال أيضًا: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" (التوبة: 105).
كما قال النبي ﷺ: "مَا أَكَلَ أحدٌ طعامًا قط خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِهِ..." (رواه البخاري).
إذاً يجب على كل امرئ فينا أن يسعى في طلب رزقه، ويطرق جميع الأبواب حتى يحقق مبتغاه.
وفي المقابل يجب أن تكون هناك تسهيلات كبيرة من لدن الدولة؛ حتى تتحقق للفرد الوظيفة المناسبة له التي يستطيع من خلالها أن يعيش حياة كريمة.
فلا يمكن للإنسان -بطبيعة الحال- أن يكون كائنا خاملا وسط الخلية المنتعشة التي تتطلب كل ذرة قوة فيها حتى تنمو وتزدهر، وإلا سيتم إقصاؤه بعيدًا.
إلا أن هذا الأمر لا يتحقق إلا إذا تكاتف الجميع، وعملوا فيما بينهم على إصلاح الخَلَّة، ومعالجة العِلَّة، فلا يمكن القضاء على هذه الظاهرة إلا إذا تظافرت جميع الجهود من أعلى الهرم إلى أدناه.
ولربما هناك بعض الحلول التي من شأنها أن تسهم في تقليص حجم هذه المشكلة ومضرتها، وسنسردها لكم فيما تبقى من سطور قليلة قادمة...
ولمواجهة هذه الظاهرة، تبرز الحاجة الملحّة إلى تبنّي سياسات تنموية واقتصادية شاملة، تستند إلى رؤى واقعية وفاعلة. ومن أبرز هذه السياسات: تنشيط الاستثمارات في القطاعات المنتِجة لفرص العمل، ودعم ريادة الأعمال والمبادرات الفردية، والعمل على مواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع متطلبات سوق العمل. كما ينبغي تشجيع الشباب على الانخراط في المهن الحرفية والتقنية، ونشر ثقافة الإنتاج والعمل الجاد، باعتبارها أساسًا لبناء مجتمع متماسك واقتصاد مستدام.
وفي الختام، فإنّ البطالة ليست مجرد أزمة اقتصادية، بل هي تحدٍّ حضاري يمسّ كيان المجتمع واستقراره وأمنه.
ومن هذا المنطلق، يجب علينا -أفرادًا ومؤسسات- أن نستشعر حجم المسؤولية، ونتكاتف جميعًا في السعي الجاد نحو إيجاد الحلول، وتوفير بيئات محفزة للعمل، وتمكين الشباب من أداء دورهم الحقيقي في بناء أوطانهم.
ولنأخذ بأسباب النجاح والتوكل على الله، متيقنين بأن العمل شرف، والكسب الحلال عبادة، وأن في الجد والاجتهاد تُصنع الأمم وتنهض الحضارات.