ظفار تنتظرك.. ولكن ليس على نقالة!
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
أحمد البوسعيدي
كل عامٍ، عندما يهبّ نسيم الخريف على محافظة ظفار، تتحوّل هذه البقعة الساحرة إلى لوحةٍ طبيعيةٍ تسرق الألباب. السحب تلامس الجبال، والأرض تكتسي خضرةً نضرة، والهواء العليل يدعو الجميع إلى السفر والاستمتاع. لكنّ هذه الرحلة الجميلة تحمل بين طيّاتها قصصًا مؤلمة، قصص لم تُكتَب نهاياتها بعد، لأنّ ضحايا الطريق إلى ظفار ما زالوا يُضافون إلى القائمة كل يوم!
تخيّل معي للحظة أنك تقف على حافة الطريق، تشاهد سيارةً تتجاوز بتهوّر، تخطفها الكثبان الرملية فجأةً، أو تصطدم بسيارةٍ أخرى قادمة من الاتجاه المعاكس.
يا سائق السيارة، هل تعلم أنّ قدميك على دوّاسة البنزين قد تكونان أقرب إلى نعشك مما تتصوّر؟ هل تدرك أنّ تجاوزك الخاطئ قد يُنهي حياة أبٍ يعيل أولاده، أو شابٍ في ريعان شبابه؟ القرآن الكريم يقول: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا" (المائدة: 32). فكيف بمن يقتل غيره بغير حق، لمجرّد أنه أراد الوصول ساعةً أسرع؟
النبي ﷺ قال: "إياك والتعرّضَ للتهلكة"، فكيف بمن يضع نفسه والآخرين في مهبّ الخطر لمجرّد إثباتٍ وهمي للشجاعة؟ السرعة الجنونية، والتجاوز في المنعطفات، والقيادة تحت تأثير الإرهاق، كلّها أسلحة فتّاكة تقتل بأبشع الطرق.
أخي المسافر، أختي المسافرة، ظفار لن تذهب بعيدًا، ولن تهرب منكم. الجمال الذي تبحثون عنه لن يختفي إذا وصلتم متأخّرين ساعةً أو ساعتين. لكنّ الحياة التي تُزهَق على الطريق لا تعود أبدًا. فلا تجعلوا فرحة العودة من ظفار محفوفةً بالدموع، ولا تجعلوا أطفالكم ينتظرونكم على الباب ليعلموا أنّكم لن تعودوا أبدًا.
السلامة ليست خيارًا، بل هي مسؤولية. مسؤولية تجاه نفسك، وتجاه أسرتك، وتجاه كل من يشاركك الطريق. فلتكن قائدًا واعيًا، ولتكن رحلتك إلى ظفار ذكرى جميلة، لا جرحًا لا يندمل.
تذكّروا دائمًا: الطريق إلى ظفار يجب أن ينتهي بابتسامة، لا بجنازة!
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أحمد موسى: نتنياهو يحاول تزييف الحقائق بشأن معبر رفح وتحميل مصر مسؤولية حصار غزة
اتهم الإعلامي أحمد موسى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة تضليل الرأي العام وتصدير صورة مغلوطة عن الموقف المصري من معبر رفح، وذلك عبر الادعاء بأن مصر تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وخلال تقديمه حلقة اليوم من برنامج “على مسؤوليتي” على قناة صدى البلد، شدد موسى على أن الحقائق على الأرض تثبت عكس ذلك تمامًا، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي هو الطرف الوحيد الذي يتحكم فعليًا في جميع المعابر المؤدية إلى غزة، بما في ذلك معبر رفح من الجهة الفلسطينية، والذي يخضع بشكل غير مباشر لسيطرة تل أبيب.
وأشار موسى إلى أن نتنياهو لا يتحرك بمفرده في هذا الإطار، بل يعتمد على “كتائب إلكترونية” منظمة تعمل على ترويج مزاعمه وتضليل الرأي العام العربي والدولي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن بعض هذه المجموعات تنسق فيما بينها لنشر الأكاذيب وتشويه الموقف المصري.
وأكد أن هذه الحملة الممنهجة تستهدف الضغط على مصر وخلق انقسام داخلي، إلا أن وعي المواطنين وإدراكهم لطبيعة ما يجري يحول دون نجاح هذا المخطط.
وأضاف موسى أن مصر، قيادة وشعبًا، لن تنجر وراء هذه الحملات المشبوهة، مشيرًا إلى أن الشعب المصري يقف صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية وقواته المسلحة، التي تمثل الدرع الرئيسي في حماية الوطن والتصدي لأي تهديدات إقليمية.
كما لفت إلى أن دور الجيش المصري لا يقتصر على حماية الحدود، بل يمتد ليشمل التصدي للمؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وفي سياق متصل، كشف موسى عن وجود ما وصفه بـ”تعاون واضح” بين حكومة نتنياهو وجماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أن هذا التنسيق ليس جديدًا، لكنه أصبح أكثر وضوحًا في الآونة الأخيرة، حيث وصف نتنياهو بـ”المرشد الأعلى” للجماعة في الخارج، في إشارة إلى تقاطع المصالح بين الجانبين رغم التباين الظاهري في الأيديولوجيات.
واختتم موسى حديثه بدعوة الإعلاميين والجمهور إلى التحقق من صحة المعلومات المتداولة وعدم الانسياق وراء الشائعات، مشددًا على أهمية دعم الموقف الوطني المصري بكل وضوح في مواجهة الحملات المضللة.