كل شيء أمامنا.. أوكرانيا تكسر خط الدفاع الأول للروس
تاريخ النشر: 3rd, September 2023 GMT
استطاعت أوكرانيا اختراق الخط الدفاعي الأول لروسيا بالقرب من منطقة زابوريجيا وذلك بعد أسابيع من إزالة الألغام، بينما تتوقع كييف تحقيق "مكاسب أسرع" مع ضغطها على الخط الروسي الثاني الأضعف، حسب مقابلة لصحيفة "الغارديان" البريطانية مع قائد الهجوم الأوكراني الجنوبي المضاد.
وقدر العميد أولكسندر تارنافسكي أن روسيا خصصت 60 بالمئة من وقتها ومواردها لبناء الخط الدفاعي الأول و20 بالمئة فقط لكل من الخطين الثاني والثالث لأن "موسكو لم تتوقع مرور القوات الأوكرانية"، وفق الصحيفة.
وقال في أول مقابلة له منذ الاختراق: "نحن الآن بين خطي الدفاع الأول والثاني"، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تتقدم الآن على جانبي الثغرة وتعزز قبضتها على الأراضي التي استولت عليها في القتال الأخير.
وأضاف: "في مركز الهجوم، نستكمل الآن تدمير وحدات العدو التي توفر الغطاء لتراجع القوات الروسية خلف خطها الدفاعي الثاني".
واستعادت أوكرانيا أكثر من 12 بلدة في الهجوم المضاد الذي يقترب من إكمال شهره الثالث، لكنها لم تستعد أي مناطق رئيسية، إذ تعرقل الألغام وخطوط الدفاع الروسية حركة الجنود الأوكرانيين، وفق وكالة "رويترز".
واكتسبت أوكرانيا قوة دافعة أكبر قليلا في أحد أجزاء خط المواجهة في زابوريجيا الواقعة جنوب شرق البلاد، حيث قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع، الجمعة، إن قوات كييف اخترقت الخط الأول من الدفاعات الروسي.
والجمعة، قال الجيش الأوكراني إن قواته تواصل التقدم نحو ميليتوبول، وهي مركز حضري رئيسي تسيطر عليه روسيا في منطقة زابوريجيا.
وكشف تارنافسكي أن موسكو أعادت نشر قواتها بالخطوط الأمامية داخل أوكرانيا المحتلة والممتدة من خيرسون إلى الغرب وليمان إلى الشمال الشرقي، وكذلك من داخل روسيا.
وأضاف: "العدو يسحب الاحتياطيات، ليس فقط من أوكرانيا، ولكن أيضا من روسيا".
لكن عاجلا أم آجلا، سوف تفقد روسيا أفضل جنودها، وسيعطينا هذا حافزا للهجوم بشكل أكبر وأسرع، فكل شيء أمامنا، حسبما قال لـ"الغارديان".
وكانت هناك آمال في تحقيق تقدم سريع مماثل في الهجوم المضاد الصيفي، الذي يهدف إلى التقدم نحو بحر آزوف، وقطع خطوط الإمداد عن القوات الروسية في خيرسون وشبه جزيرة القرم المحتلة.
وبدلا من ذلك، توقفت لعدة أشهر، مع تزايد الخسائر البشرية ولكن الخطوط الأمامية كانت ثابتة على ما يبدو.
واتضح أن الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في يونيو في الشرق والجنوب يواجه صعوبات جمة ويتقدم ببطء أمام الدفاعات الروسية المتينة من خنادق وفخاخ مضادّة للدبابات وحقول ألغام ممتدة لمئات الكيلومترات، بخاصة في الجنوب، وفق وكالة "فرانس برس".
وتجاهل تارنافسكي تلك الانتقادات، لكنه قال "عندما بدأنا الهجوم المضاد... أمضينا وقتا أطول مما توقعنا في إزالة الألغام من المناطق، وللأسف، كان إجلاء الجرحى صعبا بالنسبة لنا.. وهذا أيضا أدى إلى تعقيد تقدمنا".
وأشار إلى أن الروس اعتقدوا أن الأوكرانيين لن يتمكنوا من اختراق خط الدفاع الأول، قائلا" لقد كانوا يستعدون لأكثر من عام".
والآن بعد أن تم اختراق حقل الألغام، فقد الروس الكثير من المزايا التي كانوا يتمتعون بها، وقال تارنافسكي: "هناك فرق كبير جدا بين خط الدفاع الأول والثاني".
والخط الثاني لم يتم بناؤه بشكل جيد، لذلك يمكن للأوكرانيين استخدام مركباتهم، على الرغم من أنه لا تزال هناك حقول ألغام.
وعند سؤاله عن التقدم البطيء في اختراق الخطوط الروسية في هجوم آخر شرقا على طول الخط الدفاعي للعدو، قال إن هناك أهدافا أخرى.
وأوضح أن "أوكرانيا تستعد لهجمات مفاجئة أخرى لاستنزاف قوات موسكو"، مضيفا "لكي تنجح في اتجاه واحد، عليك دائما تضليل العدو".
وقال "إذا توقفنا عن التقدم، فإن العدو سوف يجمع قوات جديدة ويزداد قوة. سوف نصل إلى حدود أوكرانيا عام 1991... لا نريد أن نرى أطفالنا وحتى أحفادنا يقاتلون ضد الروس، ومن هناك ليوقفهم؟ نحن فقط".
وتحتل موسكو قرابة 20 بالمئة من الأراضي الأوكرانية، والمتمثلة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، بالإضافة إلى معظم منطقة لوغانسك وجزء من دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون.
ورغم التنديد الغربي، أعلنت روسيا ضم هذه الأراضي في سبتمبر 2022، بعد تنظيم ما وصفته موسكو بـ"استفتاءات"، ولا يعترف المجتمع الدولي بالنتائج.
وبعد نحو عام من ذلك، ما زالت روسيا تسيطر جزئيا على هذه المناطق التي يحتدم فيها القتال.
وتشن أوكرانيا هجوما مضادا واسع النطاق على جبهة تمتد نحو ألف كيلومتر، وتأمل في تحقيق اختراق في روبوتين في منطقة زابوريجيا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الدفاع الأول خط الدفاع
إقرأ أيضاً:
زاخاروفا: موسكو تواصل العمل على مذكرة التسوية في أوكرانيا وتعوّل على كييف بالمثل
روسيا – أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن روسيا تواصل إعداد مذكرة التسوية في أوكرانيا قبل تسليمها لكييف، داعية الجانب الأوكراني إلى إنهاء صياغة مسودته وتسليمها.
وقالت زاخاروفا خلال إفادة صحفية: “تواصل روسيا العمل على صياغة مسودة مذكرة اتفاق السلام وتحديد بنود ومبادئ التسوية والجدول الزمني لتوقيع السلام وتعليق وقف إطلاق النار في حال التوصل إلى تفاهمات مناسبة”.
وأشارت زاخاروفا إلى أنه سيتم تسليم المذكرة إلى الجانب الأوكراني فور انتهاء إعدادها.
وأضافت: “نتوقع أن ترسل لنا كييف رؤيتها بعد تسلمها مذكرتنا”.
كما أكدت أن الاتفاقات في إطار مفاوضات إسطنبول تم التوصل إليها “بصعوبة” بسبب موقف كييف.
ولفتت إلى تزايد هجمات نظام كييف على المواقع المدنية لإظهار قدرتها على “المفاوضات من موقع قوة” لكنها تؤكد عدم أهميتها.
وأكدت أن نظام كييف يطالب بتشديد العقوبات على روسيا ومواصلة إمداده بالأسلحة بهدف عرقلة عملية التسوية.
وأشارت إلى أن عددا من المسؤولين الأوربيين لا يريدون تحقيق التسوية السلمية في أوكرانيا.
من جانب آخر قالت زاخاروفا إن عملية تبادل الأسرى مع أوكرانيا بصيغة 1000 مقابل 1000 تم بنجاح بمساعدة بيلاروس وفقا للاتفاقية المبرمة في اسطنبول.
وعقد اجتماع ممثلي موسكو وكييف في إسطنبول في 16 مايو الجاري، حيث أعلن مساعد الرئيس الروسي فلاديمير ميدينسكي عن اتفاق لتبادل الأسرى بواقع ألف مقابل ألف.
المصدر: RT