نتائج علاج مرض سرطان الدم تحسنت على نحو ملحوظ خلال العقد الماضي
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
قال اختصاصي أمراض الدم والأورام لدى الأطفال في مستشفى كليفلاند كلينك، الدكتور جون سي مولينا، إن نتائج علاج مرض سرطان الدم تحسنت على نحو ملحوظ خلال العقد الماضي، ولا سيّما في حالة علاج مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد، وخاصة بين الأطفال.
وبناء على النجاحات التي تحققت، يأمل الباحثون والأطباء بتوسيع نطاق العلاجات الجديدة لتشمل جميع الفئات العمرية وجميع الأنواع الفرعية لمرض سرطان الدم الفرعية.
وأوضح الدكتور مولينا أن مصطلح "اللوكيميا" يشير إلى مجموعة من الأورام الخبيثة، التي تتسم بالنمو السريع وغير المنضبط لخلايا الدم غير الطبيعية، التي تسمى خلايا سرطان الدم.
ووفقاً للصندوق العالمي لأبحاث السرطان يمكن أن يصيب هذا المرض الأطفال والبالغين، كما أنه يحتل المرتبة 13 بين أكثر أنواع مرض السرطان شيوعاً على مستوى العالم.
عمر المريض
وأشار الدكتور مولينا إلى أن عمر المريض يؤثر بدرجة كبيرة في النتائج النهائية والمنهجيات المتبعة في علاج مرض سرطان الدم.
وفي السنوات الأخيرة، لوحظت أعلى معدلات نجاح علاج مرض سرطان الدم بين الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين عام واحد وتسعة أعوام، والذين يعانون من مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL)، إذ سُجل شفاء تسعة من بين كل 10 أطفال ممن شخّصت إصابتهم بمرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد منخفض المخاطر، والذي يُعد أكثر استجابة للعلاج الكيميائي.
وأضاف الدكتور مولينا قائلاً: "تميل أنواع سرطان الدم لدى الأطفال إلى أن تكون ذات طبيعة بيولوجية منخفضة المخاطر ويتم تشخيص الأطفال في الغالب بنوع فرعي أقل خطورة من مرض سرطان الدم. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع مستوى تحمل الأطفال للعلاج الكيميائي، وحقيقة أن العديد من الأطفال مسجلون في الدراسات السريرية، يُعدان من العوامل المساهمة في تحقيق نتائج أفضل".
وأشار الدكتور مولينا إلى أنه يتم حالياً، وعلى نحو متزايد، تطبيق برامج علاجية أكثر كثافة مستوحاة من علاجات الأطفال مع تحقيق نتائج أفضل للمرضى الأكبر سناً.
وفي الوقت الحالي، يشمل ذلك المرضى، الذين تصل أعمارهم إلى 40 عاماً، ولكن من المرجح أن يتم توسيع نطاق هذه العلاجات لتشمل المزيد من الفئات العمرية نتيجة التحسينات المستمرة في الرعاية الداعمة، والتي يمكن أن تساعد المرضى الأكبر سناً على تحمل العلاج بشكل أفضل.
ووفقاً للدكتور مولينا، تشمل العوامل الأخرى المتعلقة بالعمر، والتي يتم أخذها بعين الاعتبار عند وضع الخطط والبرامج العلاجية، الاحتياجات النفسية والاجتماعية والصحية الفريدة لمراحل حياة المرضى، على سبيل المثال، الحاجة إلى الحفاظ على الخصوبة وتوافر شبكة الدعم.
العلاجات الجديدة واحتمالية الشفاء
ونوه الدكتور مولينا إلى أن نتائج علاج مرض سرطان الدم تعتمد على أي من الأنواع الفرعية الأربعة الرئيسية، التي يتم تشخيص الإصابة بها. ويتم تصنيف مرض سرطان الدم على أنه "حاد" أو "مزمن" بناء على مدى نضج خلايا سرطان الدم، وعلى أنه "نخاعي/نقوي" أو "ليمفاوي" اعتماداً على سلالة الخلية، التي تنشأ منها خلايا سرطان الدم في نخاع العظم.
وتابع الدكتور مولينا "بشكل عام يمكن للأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بمرض سرطان الدم النخاعي أو النقوي المزمن (CML) وسرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL) أن يعيشوا حياة طبيعية وتكون التوقعات باحتمالية الشفاء من المرض إيجابية مع العلاجات المتاحة حالياً. ومن ناحية أخرى، يُعد سرطان الدم النخاعي الحاد (AML) وسرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL) من الأنواع الفرعية الأكثر عدوانية، والتي تتطور بسرعة أكبر، ولكن خيارات العلاج تتقدم بسرعة وتشهد احتمالية الشفاء من هذين النوعين من المرض تحسناً في الآونة الأخيرة".
ولفت الدكتور مولينا إلى أنه من بين نوعي سرطان الدم الحاد، يعد سرطان الدم الليمفاوي الحاد الأكثر شيوعاً بين الأطفال والشباب، في حين أن الأشخاص الأكبر سناً هم أكثر عرضة للإصابة بمرض سرطان الدم النخاعي الحاد.
ولا يعني ذلك أن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد هو مرض يصيب الأطفال فقط أو أن سرطان الدم النخاعي الحاد لا يصيب الأطفال، إذ يمكن أن يصيب مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، ولكنه أكثر شيوعاً في مرحلة الطفولة المبكرة وكذلك في سن الخمسينات تقريباً، وتحدث حوالي نصف حالات الإصابة بالمرض لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 20 عاماً. وبالمثل، وعلى الرغم من ندرته، يمكن كذلك تشخيص إصابة الأطفال بسرطان الدم النخاعي الحاد.
وفي ما يتعلق بالتطورات التي تشهدها العلاجات الجديدة، أشار الدكتور مولينا إلى أن التقدم في علاج نوع فرعي أو مرضى من فئة عمرية معينة يمكن أن يفيد في كثير من الأحيان في علاج الأنواع الفرعية أو المرضى من الفئات العمرية الأخرى.
ومثال على ذلك، العلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الوهمية CAR T-cell، والذي وافقت عليه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية مؤخراً لعلاج مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد. ويعد العلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الوهمية علاجاً متخصصاً يقوم على استخدام الخلايا التائية من المريض نفسه، لافتاً إلى أن الخلايا التائية هي نوع من خلايا الدم البيضاء، التي تشكل جزءاً من جهاز المناعة ويتم خلال برنامج العلاج استخراج الخلايا التائية وتعديلها وراثياً قبل أن يتم تحفيزها للنمو والتكاثر، ليُعاد ضخها في مجرى الدم، حتى تتمكن من التعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها.
وأوضح الدكتور مولينا أن العلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الوهمية بدأ تطبيقه أولاً في مجال علاج الأطفال ويتم استخدامه حالياً لعلاج البالغين المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد.
بالإضافة إلى ذلك، تستكشف مؤسسات مثل كليفلاند كلينك سبل استثمار نجاحها في علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد لابتكار علاجات جديدة لمرض سرطان الدم النخاعي الحاد، الذي يحتوي على طبيعة بيولوجية مختلفة وخلايا سرطانية غير متجانسة بصورة أكبر.
وشدد الدكتور مولينا على أن "تطوير العلاجات المناعية مثل العلاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الوهمية يشكل أمراً بالغ الأهمية، لأن هذه العلاجات يمكن أن تساهم في تحسين النتائج، مع إمكانية تقليل أو حتى استبدال التعرض للعلاج الكيميائي وتأثيراته على المرضى على المدى الطويل، منوهاً إلى أن التجارب المقبلة ستركز على كيفية دمج هذه العلاجات في خطط العلاج في وقت مبكر، وما إذا كان بإمكانها في نهاية المطاف أن تحل محل العلاج الكيميائي وزراعة نخاع العظم كجزء من المنهجيات العلاجية".
واختتم الدكتور مولينا بالتأكيد على أن مجال علاج سرطان الدم يشهد العديد من التطورات اللافتة، وأضاف قائلاً: "نحن متفائلون بحذر بشأن التجارب التي يجري العمل عليها حالياً، والتي نهدف إلى جعلها متاحة وشاملة لجميع المرضى قدر الإمكان".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الفئات العمریة خلایا سرطان یمکن أن فی علاج على أن
إقرأ أيضاً:
قفزة كبيرة في العجز التجاري لليابان خلال الشهر الماضي
تراجعت صادرات اليابان في مايو للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر، بعدما تعرضت شركات صناعة السيارات الكبرى مثل تويوتا لضغوط الرسوم الجمركية الأميركية الواسعة. ويُتوقع أن يزيد فشل طوكيو في إبرام اتفاق تجاري هذا الأسبوع من الضغوط على اقتصاد البلاد.
وأعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، الأربعاء، ارتفاع عجز الميزان التجاري للسلع لليابان خلال الشهر الماضي إلى 637.6 مليار ين، في حين كان المحللون يتوقعون عجزا بقيمة 893 مليار ين مقابل عجز بقيمة 115.6 مليار ين خلال أبريل وفقا للبيانات المعدلة و115.8 مليار ين وفقا للبيانات الأولية.
جاءت القفزة في العجز التجاري مع تراجع الصادرات خلال مايو بنسبة 1.7 بالمئة سنويا إلى 8.1 تريليون ين، في حين كان المحللون يتوقعون تراجعها بنسبة 3.8 بالمئة بعد ارتفاعها بنسبة 2 بالمئة خلال الشهر السابق.
وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 11.1 بالمئة مقارنة بما كانت عليه قبل عام، وهو أكبر تراجع شهري منذ فبراير 2021، وذلك نتيجة لهبوط صادرات السيارات بنسبة 24.7 بالمئة، وقطع الغيار بنسبة 19 بالمئة، بالإضافة إلى تأثير ارتفاع قيمة الين الياباني الذي قلل من قيمة الشحنات. كما تراجعت الصادرات إلى الصين بنسبة 8.8 بالمئة.
ومع ذلك، وعلى مستوى الحجم، تراجعت صادرات السيارات إلى الولايات المتحدة بنسبة 3.9 بالمئة فقط، ما يشير إلى أن الشركات اليابانية الكبرى تتحمل تكاليف الرسوم الجمركية بدلاً من تحميلها للمستهلكين.
وتراجعت واردات اليابان خلال الشهر الماضي بنسبة 7.7 بالمئة في حين كان المحللون يتوقعون تراجعا بنسبة 6.7 بالمئة بعد انكماشها بنسبة 2.2 بالمئة خلال أبريل.
وقال رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، عقب قمة مجموعة السبع في كندا أمس الثلاثاء، إن بلاده لم تتوصل إلى اتفاق شامل بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة بسبب استمرار بعض الخلافات بين الطرفين.
وأضاف أن "اليابان والولايات المتحدة بحثتا إمكانية التوصل إلى اتفاق حتى اللحظة الأخيرة".
وتسارع طوكيو حالياً لإيجاد سبل لإقناع واشنطن باستثناء شركات صناعة السيارات اليابانية من رسوم جمركية بنسبة 25 بالمئة تستهدف قطاع السيارات، وهي رسوم تُلحق ضرراً واضحاً بالقطاع الصناعي الياباني. كما تواجه اليابان رسوماً "انتقامية" إضافية بنسبة 24 بالمئة اعتباراً من 9 يوليو، إذا لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق مع واشنطن.
ويمثل قطاع السيارات نحو 28 بالمئة من إجمالي الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة، التي بلغت قيمتها 21 تريليون ين (145 مليار دولار) العام الماضي.
ضغوط على الاقتصاد اليابانيقد تُضيف الرسوم الأميركية ضغوطاً جديدة على اقتصاد اليابان المنهك. حيث أدى ضعف الاستهلاك المحلي بالفعل إلى انكماش الاقتصاد خلال الربع الأول (يناير-مارس) للمرة الأولى منذ عام.
ومع ذلك، فإن التراجع المحدود في الصادرات خلال مايو يُشير إلى أن المحرك التصديري الياباني لم يتعثر بعد، مما يرفع قليلاً من احتمالات تجنب الاقتصاد للانكماش في الربع الثاني (أبريل-يونيو)، بحسب ما كتبه المحلل الاقتصادي يوهي كوانو من "ميزوهو سيكيوريتيز".
لكن مشكلات الرسوم تُعقّد مهمة بنك اليابان في رفع أسعار الفائدة التي لا تزال منخفضة للغاية، وتقليص ميزانيته العمومية التي تضخمت لتوازي حجم الاقتصاد الياباني تقريباً.
وقد أبقى بنك اليابان على أسعار الفائدة دون تغيير الثلاثاء، وقرر إبطاء وتيرة تقليص ميزانيته العمومية العام المقبل، مما يعكس تفضيله للتحرك بحذر في إنهاء برنامج التحفيز الضخم الممتد لعقد من الزمن.
وتُشير تقديرات "معهد أبحاث اليابان" إلى أنه إذا تم تنفيذ جميع الرسوم الجمركية التي يتم التهديد بها، فإن الصادرات اليابانية إلى أميركا قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 20 بالمئة و30 بالمئة.
ويقول بعض الاقتصاديين إن تلك الرسوم قد تُقلص الناتج المحلي الإجمالي لليابان بنحو نقطة مئوية واحدة.