فرنسا.. «فرصة أخيرة» لإنهاء الأزمة السياسية
تاريخ النشر: 8th, October 2025 GMT
باريس (وكالات)
أخبار ذات صلةتتوالى فصول الأزمة السياسية في فرنسا، أمس، بعدما طلب الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يبدو معزولاً أكثر من أيّ وقت مضى من رئيس الوزراء المستقيل سيباستيان لوكورنو إجراء «مفاوضات أخيرة» لتشكيل حكومة تُخرج البلاد من الجمود السياسي.
واتّفق لوكورنو مع حلفائه في مقرّ رئاسة الوزراء، أمس، على أن تركّز المباحثات على موازنة عام 2026 ومصير كاليدونيا الجديدة، الأرخبيل الفرنسي الواقع في جنوب المحيط الهادئ.
ودعا كلّ الأحزاب السياسية إلى لقائه بحلول صباح اليوم. لكن سرعان ما رفض حزب التجمّع الوطني الدعوة، مشدّداً على مطلبه بحلّ الجمعية الوطنية، على غرار حزب فرنسا الأبيّة.
ويبدو أن رئيس الدولة بات معزولاً أكثر من أيّ وقت مضى، بعدما تخلّى عنه حلفاؤه أيضاً.
وبات رئيس وزرائه السابق إدوار فيليب يدعوه إلى الرحيل قبل نهاية ولايته وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة. واعتبر الحليف القريب لماكرون أنه ينبغي ألا نواصل ما نشهده منذ ستة أشهر طوال 18 شهراً بعد، أي حتّى نهاية الولاية الرئاسية في 2027، مشيراً إلى أن الدولة لم تعد تحتمل. في الأثناء، تواصل المعارضة التنديد بالأزمة السياسية غير المعهودة التي تعصف بفرنسا منذ الاستقالة المفاجئة لحكومة سيباستيان لوكورنو الاثنين الماضي بعد 14 ساعة من تشكيلها.
والمهمّة صعبة جدّاً إن لم تكن مستحيلة للوكورنو الذي كانت له أقصر ولاية على رأس الحكومة الفرنسية في عهد الجمهورية الخامسة. وقد كلّفه الرئيس مجدّداً مساء أمس الأول إجراء مفاوضات أخيرة بحلول اليوم بغية تحديد إطار للتحرك والاستقرار في البلاد.
وصدر موقف أكثر اعتدالاً من وزير الداخلية المستقيل برونو روتايو الذي تسبّب بالأزمة الاثنين مع التهديد بالانسحاب من الحكومة تنديداً بتعيين وزير الاقتصاد السابق برونو لومير.
واقترح أمس أن يشارك حزب الجمهوريين في حكومة تعايش شرط عدم تمييع حزبه، لكنه لم يحضر اجتماع «الركيزة المشتركة» وهو الائتلاف الهشّ بين اليمين والوسط القائم منذ حلّ الجمعية الوطنية في 2024. وجازف ماكرون وقتها بالدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة في مسعى لتعزيز سلطته عقب تحقيق اليمين المتطرف فوزاً كبيراً في الانتخابات الأوروبية، إلا أن هذه الخطوة أدت إلى برلمان مشرذم بين ثلاث كتل متخاصمة لا يملك أي منها غالبية مطلقة.
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنه في حال النجاح في تشكيل حكومة جديدة، فلن يعيّن لوكورنو تلقائياً رئيساً جديداً للوزراء إذ يقتصر دوره في هذه المرحلة على معرفة إن كان من الممكن استنباط «سبل للتسوية».
وفي أيّ حال، فإن ماكرون سيتحمّل مسؤولياته إذا ما فشلت المحادثات مجدّداً في التوصّل إلى النتيجة المرجوّة، بحسب أوساط مقرّبة منه، مع التلويح بحلّ البرلمان من جديد.
من الممكن أن ينجح سيباستيان لوكورنو في مهمّته، إذا ما علّق مثلاً إصلاح المعاشات التقاعدية الذي يطالب به الاشتراكيون، على ما قال أحد المستشارين مساء الجمعة.
وفي ختام اجتماع رفض حزب الاشتراكيين حضوره، دعا حزبا الخضر وفرنسا الأبيّة اليسار بكلّ أطيافه إلى اعتماد برنامج قطيعة. ولم يغيّر حزب فرنسا الأبيّة بزعامة جان-لوك ميلانشون موقفه قيد أنملة، مواصلاً المطالبة باستقالة إيمانويل ماكرون وملوّحاً بمذكّرة إقالة.
وطلب زعيم الاشتراكيين، أوليفييه فور، تغييراً في المسار بهدف التعايش مع الباقين مع وصول حكومة يسارية. وبالنسبة إلى التجمّع الوطني، يكمن المخرج إمّا في حلّ الجمعية الوطنية وهي ضرورة مطلقة بحسب أبرز وجوهه مارين لوبن، وإما في استقالة إيمانويل ماكرون.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فرنسا الحكومة الفرنسية الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو إيمانويل ماكرون الأزمة السياسية إدوار فيليب الجمعية الوطنية الفرنسية
إقرأ أيضاً:
ماكرون يطلب من لوكورنو إجراء محادثات عاجلة
صراحة نيوز-أعلن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، أن الرئيس طلب من رئيس الوزراء المستقيل سيباستيان لوكورنو إجراء محادثات نهائية مع الأحزاب السياسية بحلول مساء الأربعاء، في محاولة لتحقيق الاستقرار السياسي في البلاد.
ويأتي ذلك بعد أن قدم لوكورنو استقالته وحكومته الجديدة، عقب تهديدات من حلفائه وخصومه بإسقاط الحكومة، بعد أيام فقط من الإعلان عن تشكيلتها الثالثة خلال سنة واحدة، في ظل برلمان منقسم وأزمة سياسية عميقة.
وتواجه فرنسا تحديات اقتصادية كبيرة، حيث بلغ الدين العام مستويات قياسية، بينما تتصارع الكتل البرلمانية الثلاث على السلطة، مما يعقد مهمة تشكيل حكومة قادرة على إقرار الميزانية وتنفيذ الإصلاحات.