الصحة تنشر نتائج التحقيق بوفاة المواطنة ملك عليان
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
رام الله - صفا
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الاثنين، أن لجنة التحقيق التي شكلت بخصوص وفاة المواطنة ملك عليان، في إحدى المشافي الخاصة بمدينة رام الله قد أنهت أعمالها.
وأضافت الوزارة أن لجنة التحقيق رفعت نتائجها إلى وزيرة الصحة مي الكيلة، يوم أمس.
وأشارت إلى أن الوزيرة الكيلة، أطلعت أهل المواطنة المتوفاة على نتائج اللجنة، والتوصيات الصادرة عنها.
وجاء في تقرير اللجنة المشكلة أنها قامت بمراجعة ملف المواطنة المتوفاة الطبي، وجميع الفحوصات والتقارير والصور الطبقية والمغناطيسية، إضافة إلى تخطيط الجنين، كما استمعت إلى الطاقم الطبي من أطباء وقابلات وتمريض الذين قدموا الرعاية للمتوفاة، إضافة إلى الاطلاع على شكوى أهل المتوفاة، والاستماع لرواية الزوج والأم وأخ الزوج.
وأضافت اللجنة في تقريرها أنه وحسب المعطيات المتوفرة، فقد خلصت إلى أن سبب الوفاة الرئيسي هو التهاب حاد في السحايا الدماغية، والبكتيريا المسببة هي بكتيريا الالتهاب العنقودي، والتي أدت إلى تدهور حاد ومتسارع في حالة المتوفاة، ما أدى إلى وذمة دماغية شديدة سببت فتقًا في جذع الدماغ.
وأشارت لجنة التحقيق إلى أنه وبناء على الأدلة العلمية فإن هذا النوع من الالتهاب البكتيري هو نتيجة عدوى مجتمعية تنتقل عبر المجرى التنفسي، وتعد من الالتهابات الخطرة التي قد تودي بالحياة خلال ساعات.
وعليه وفق اللجنة، فإنها لا ترى أن سبب الوفاة يتعلق بحدوث خطأ طبي.
وأكدت اللجنة من خلال توصياتها على وحدة الإجازة والترخيص في وزارة الصحة للقيام بزيارات تفقدية للمستشفى للوقوف على معايير الخدمة التي يقدمها المستشفى إتباع إجراءات السلامة العامة، إضافة الى التأكيد على مهارات التواصل والاتصال بين الطواقم الطبية نفسها وبين الطواقم والمرضى وأهاليهم.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الصحة وفاة اهمال طبي
إقرأ أيضاً:
قراءة نقدية في تقرير لجنة العشرين
على تخوم وطن فقد بوصلته، وفي قلب الجغرافيا الليبية الممزقة، تنهمر المبادرات وتتقاطع الخطابات، لكن ليبيا تبقى معضلة استعصت على الاختزال، وضمن جملة المحاولات المستعصية، برزت مؤخراً اللجنة الاستشارية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مع تقريرها الأخير، الذي حاولت فيه أن تصوغ خارطة طريق جديدة، مزجت فيه الواقع والتحليل، مفعمًا بلغة الاصطلاح الدستوري والرهانات الإقليمية، لكنها اصطدمت بالمعضلة ذاتها: كيف نصنع الإجماع من بين ركام الانقسام؟.
ما لا تقوله اللجنة، بقدر ما تقوله، هو بيت الداء، فهي-من حيث الشكل- لجنة تقنية، لا تملك سلطة القرار، بل تقدم ما تسميه “مقترحات قابلة للتطبيق”، ولكن لمن؟ لفريقين سياسيين يتنازعان شرعية القرار، ويمتلك كل منهما القدرة على تعطيل المسار بمجرد تعذر التفاهم على تفسير نص، أو على تاريخ اقتراع.
اللجنة، في نقاطها الإيجابية، التقطت المشهد كما هو: الانقسام ليس عرضًا، بل بنية راسخة، وقد أصابت حين رفضت الربط القسري بين الانتخابات التشريعية والرئاسية، ذلك الربط الذي لا يستند إلى منطق دستوري بقدر ما يعكس نزعة سياسية للهيمنة، كما أحسنت عندما دعت لتشكيل حكومة محايدة بولاية محدودة، تنأى عن لعبة النفوذ وتكرّس منطق الإدارة لا التنازع.
لكن ما تغافلت عنه اللجنة، ربما عمدًا، هو الحاسم: ما لم يتحول هذا المقترح إلى تفاهم دولي-إقليمي ملزم، فسيفقد أي قدرة على التفعيل، فالقضية في ليبيا لم تعد مسألة نصوص، بل مسألة ميزان قوى، ومتى اختلّ هذا الميزان، سقط النص في فخ العبث.
في تناقضاتها الدقيقة، تبدو الوثيقة وكأنها تناقش مسرحًا مستقلاً عن الواقع، فهي تعترف بضعف القوانين الانتخابية، لكنها تبقي عليها كمرجعية! تدعو لحكومة جديدة، لكنها لا تحسم موقفها من المجلس الرئاسي القائم! تقترح خارطة طريق نحو الدستور، لكنها لا تقول كيف يمكن إنتاج توافق دستوري في بيئة تشهد انقسامًا على تعريف الوطن نفسه!
ولا أعلم حقاً كيف استنبطت اللجنة مذهبها في جواز ترشح العسكر ومشاركة جنودهم في انتخابهم، لقد وقفت مندهشاً مستغربا حيال ذلك، أقلب صريح النصوص في مواد القانون العسكري ولم أجد فيه دليل على هذا المذهب وذلك الاستنباط.
وليس بعيدا عن ذلك، أدارت اللجنة في تقريرها ظهرها للملف الأمني؛ فرغم توصية اللجنة ببيئة آمنة، إلا أنها لم تقدم آلية تنفيذية لتأمين الانتخابات، خصوصاً في ظل وجود حكومتين وميليشيات مسلحة.
لن نرهق كاهل اللجنة كثيراً، فنحن نشفق عليها كونها لجنة فنية وليست ملتقى تفاوض بين أطراف الأمر الواقع؛ ولا تملك أي سلطة تنفيذية أو إلزامية، وهو ما يجعل مقترحاتها غير ملزمة سياسيًا، ما جعلها تُركّز فقط على تقديم الخيارات.
ما تقوله اللجنة فعليًا، دون أن تعلن: هو أن ليبيا لا تعاني من نقص في النصوص، بل من فائض في المتاهات، ولذلك، فكل خارطة طريق لا تنطلق من إرادة سياسية داخلية حاسمة، محمية بتوافق دولي حازم، ستبقى مجرّد ورقة جديدة تضاف إلى أرشيف مبادرات الأمم المتحدة.
والأمم المتحدة وبعثتها إذا أرادتا البناء على هذا التقرير، فعليهما أن تضغطا دوليًا لتطبيق خارطة طريق واضحة، بزمن محدد، وإجراءات ضامنة مستقلة، وألا تكتفي بمقترحات تقنية استشارية.
إن الطريق نحو ليبيا الممكنة لا يبدأ من الورق، بل من القرار، ومن يملك القدرة على تنفيذه، هو وحده من يستطيع كتابة التاريخ، لا على الأوراق، بل على الأرض.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.