شهادات إسرائيلية جديدة عن حقيقة انهيار موشيه ديان خلال حرب 1973
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
نقلت الكاتبة في "القناة 12" العبرية، روثي شيلوني، عدد من الإفادات التي تجد طريقها للنشر لأول مرة عما يعلق في ذاكرة الإسرائيليون عن حرب أكتوبر 1973، مما وصفتها بـ"المشاعر المتناقضة"، لاسيما "دورون شاني سترينغر، الذي نقل عن ديان عبارة: نحن ذاهبون إلى الهيكل الثالث".
وأضافت الكاتبة، في تقرير ترجمته "عربي21"، بأنه: "شعور لا يزال سائدا حتى اليوم، بدليل أنه في الأيام الأولى من القتال، بدا أن كل شيء قد ضاع، وقد وصف الوضع في ذلك الوقت بأن الحرب بدت صعبة، حرب مثقلة بالآلام والدماء، وصولا للصدمة الشخصية التي تعرض لها موشيه ديان، وجاء للحرب كرجل عسكري، لكنه مثير للجدل أيضاً؛ بسبب علاقاته خارج نطاق الزواج، وإدمانه على سرقات الآثار".
وذكّرت الكاتبة، بأن الإسرائيليون يحيون في هذه الأيام الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، وهي مناسبة لإظهار ما صدر عن شخصية وزير الحرب خلالها موشيه ديان، الذي صاغ مصطلح "خراب الهيكل الثالث"، مما كشف عن مدى انكساره عقلياً؛ مشيرة إلى أن "هذا ما تؤكده مجموعة من الضباط الذين رافقوا ديان، وتزيد أعمارهم عن 70 عامًا، حين تلقوا أمرًا بالذهاب لساحة المعركة، وتكون لديهم الانطباع أنه "إذا لم ننتصر في هذه المعركة، فلن تكون هناك دولة إسرائيل".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الانتصار الاسرائيلي في حرب 1967، أشعره بالغرور، وبأنه محصّن ضد الأذى، واثق من نفسه، وأصبح شخصية مشهورة في العالم، ورمزاً لإسرائيل المنتصرة، في كل محل تصوير في العالم، يمكنك رؤية صورة ديان ووصول أكياس من الرسائل من نساء حول العالم، ممن عرضن أنفسهن عليه".
ونقلت عن المتحدث باسم ديان، البروفيسور ميخائيل بار زوهار، أن "الهجوم المصري والسوري في 1973 فاجأ إسرائيل، وقيل الكثير عن فشل المخابرات، والمؤامرة، وقرار بعدم تعبئة الاحتياط رغم التحذيرات، وليس هناك اليوم أي خلاف حول شيء واحد، وهو أن الضربة الأولى فاجأت الجيش الإسرائيلي".
وتابعت: "ورغم ذلك، بدا ديان، ربما بسبب الغطرسة، في ذلك المساء، كما لو كان اليوم السابع من حرب 67، وافترضنا أنه سيكون اليوم الأول للمعركة، وستنتهي بانتصارنا خلال الأيام القليلة المقبلة، زاعما أن خطأ ديان ظنّه أن القوة النظامية في قناة السويس قادرة على إيقاف الجيش المصري".
"الوقت الحقيقي"
وفي السياق نفسه، قال مؤلف كتاب "حرب يوم الغفران: الوقت الحقيقي"، رونين بيرغمان إن "500 جندي متواجدين على ضفاف القناة من الكتيبة 78، ماذا سيفعلون ضد عشرات الآلاف من الجنود المصريين، وكميات مجنونة من الدبابات والمدفعية والطائرات، ولذلك دخل ديان في حالة نفسية صعبة، مع مرارة سوداء، مما ترك أثره على الجيش وصناع القرار وصولا لحفرة القيادة العليا بمن فيهم وزير الحرب الذي عانى من اليأس، حتى غولدا مائير رئيسة الحكومة منعته من الظهور في المؤتمرات الصحفية".
ومن جهته، أكد المعلق السياسي، أمنون أبراموفيتش، أنه "من الصعب إخفاء شعور الإحباط الذي ساد بين وزراء الحكومة وجنرالات هيئة الأركان العامة، وليس فقط عن الإسرائيليين في الجبهة الداخلية، كما أن انخفاض معنويات ديان وصلت للجنود الذين قاتلوا بضراوة على الجبهة، حتى أن إيتامار تشيزيك، ضابط المخابرات في سلاح المدرعات، لم يتوقع أن يسمع من ديان الكلمات التي كانت تهمس في الغرف فقط، بقوله إن الوضع خطير للغاية لدرجة خراب الهيكل الثالث، وكان سماع هذا القول فظيعًا، صادمًا، ومخيفًا، كانت واحدة من أفظع اللحظات في الحرب".
وأضاف أن "مستوى إحباط ديان وصلت الى حدّ بحثه إدراج الخيار النووي في المعادلة، وقدم الاقتراح في ختام اجتماع لمجلس الوزراء، لأنه اعتقد أن الوضع سيء للغاية، مما يتطلب إعداد خيار نووي، لكن غولدا مائير قاومته، رغم أنه بحسب الأدلة، فإن معظم المؤرخين يقدرون أن ذلك كان تمرينًا للضغط على الأمريكيين".
وأوضح أنها "رسالة لواشنطن مفادها أنهم إذا لم يرسلوا مساعدات عسكرية، فإن الحرب قد تخرج عن نطاق السيطرة، حتى وصل قطار جوي محمّل بالذخيرة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، وحين حدث ذلك، فقد بدا ديان مقتنعا بأن مصر في طريقها إلى وسط دولة الاحتلال".
إلى ذلك يزعم بيرغمان، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "المصريين لم ينوون التقدم على الإطلاق، لكن القيادة الإسرائيلية لم تفهم ما أراده السادات، لأنه بعد عدة أيام من القتال، عندما توقفت القوات السورية في الساحة الشمالية، وبدأت الهجمات المضادة في ساحة سيناء، يدرك ديان بالفعل أن الأمر ربما لم يعد يتعلق بخراب الهيكل الثالث بسبب أعداد القتلى والجرحى التي لا يمكن تصورها، لأنه في 24 أكتوبر، وبعد 18 يوماً من بدء الحرب، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وكان عدد سكان الدولة قرابة ثلاثة ملايين وربع مليون نسمة، فيما قتلاها 2670، وأكثر من 7 آلاف جريح، وهي نتيجة كارثية".
وبحسب المصدر نفسه، يعتقد أبراموفيتش أنه "تم توجيه إصبع الاتهام إلى ديان بهذه الكارثة المتحققة من الحرب، وظهرت حالة من العداء غير العادي تجاهه، وتحول من بطل إلى مأساة، ومن المسلم به أن لجنة أغرانت التي حققت في إخفاقات الحرب لم تضع المسؤولية على المستوى السياسي، لكن الجمهور لم ينس ولم يغفر، وبعد بضعة أشهر، وضغوط شعبية".
وتابع بأن "دايان مع غولدا، استقال وهو لم يرد أن ينهي مسيرته السياسية مثل بن غوريون، بل يضيف فصلا لحياته، وشكل اتفاق السلام في النصف الثاني من السبعينيات مع مصر تصحيح له، عندما كان وزيرا للخارجية في حكومة مناحيم بيغن، حيث شارك بشكل فعال في اتفاقية السلام مع مصر".
ويضيف أن "ذلك لم ينظف صورة الجنرال الحربي منه، ولم يزِل وصمة عار، واليوم، بعد مرور خمسين عاما، فما زال جيل يوم الغفران لديه عداء دموي مع غولدا وديان، ومن خلال المقارنة مع اليوم فإن يهددون استمرار وجود دولة إسرائيل هي عوامل داخلية بناء على اعتبارات شخصية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة حرب أكتوبر المصري مصر حرب أكتوبر حرب 1973 صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهیکل الثالث
إقرأ أيضاً:
انهيار 3 مبانٍ وغرق آلاف الخيام في غزة وسط أمطار غزيرة وأزمة إنسانية حادة
أكد الدفاع المدني في قطاع غزة يوم الخميس انهيار ثلاثة مبانٍ في مدينة غزة نتيجة الأمطار الغزيرة المصاحبة للمنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة، دون وقوع إصابات، وحذر من مخاطر انهيار المباني المتضررة والآيلة للسقوط.
وأضاف المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن آلاف الخيام غُمرت بالمياه منذ فجر الأربعاء، وأن فرق الطوارئ تلقت خلال 24 ساعة أكثر من 2500 نداء استغاثة من نازحين يواجهون أوضاعًا إنسانية قاسية نتيجة انعدام مقومات الحياة وتراجع الخدمات الأساسية بفعل الحصار الإسرائيلي.
ويؤثر المنخفض الجوي على فلسطين منذ فجر الأربعاء، ترافقه كتلة هوائية باردة أدت إلى انخفاض ملموس في درجات الحرارة وتساقط زخات غزيرة على مختلف المناطق، مع تزايد مخاطر الانهيارات نتيجة وجود مئات المنازل المدمرة جزئيًا أو الآيلة للسقوط نتيجة القصف الإسرائيلي خلال الحرب في قطاع غزة.
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية يوم الجمعة بأن الولايات المتحدة طالبت تل أبيب بتحمل تكاليف إزالة الأنقاض من غزة، وأوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل وافقت مبدئيًا على دفع تكاليف العملية الهندسية الضخمة التي قد تتجاوز مليار دولار، على أن تبدأ بإخلاء منطقة في رفح جنوبي القطاع تمهيدًا لإعادة الإعمار.
وأشار المصدر إلى أن إزالة الأنقاض تُعد شرطًا أساسياً لبدء أعمال إعادة الإعمار ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة، مع رغبة واشنطن في تحويل رفح إلى نموذج ناجح لإعادة تأهيل القطاع وجذب السكان قبل البدء في إعادة بناء المناطق الأخرى لاحقًا.
اندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 عندما أعلنت حركة “حماس” بدء عملية “طوفان الأقصى”، وردّت إسرائيل بإعلان حالة الحرب وشنّ حملة عسكرية واسعة النطاق شملت قصفًا مكثفًا وعمليات برية داخل القطاع، ما أدى إلى كارثة إنسانية واسعة. وأسفرت جهود الوساطات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها مصر وقطر بدعم أمريكي، عن التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر شمل وقف العمليات وإدخال مساعدات عاجلة وإطلاق دفعات من المحتجزين.