إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

تحسبا لحلول الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة مهسا أميني هذا الأسبوع، اتخذت السلطات الإيرانية إجراءات أمنية لمنع ما تعتبره أعمال عنف يمكن أن تزعزع "الاستقرار".

في الظاهر، تبدو الحياة اليومية في طهران والمدن الكبرى على طبيعتها. ولم يتم الإعلان عن أي حدث عام لإحياء الذكرى التي تتزامن السبت ويوم عطلة في الجمهورية الإسلامية لمناسبة دينية.

لكن بعض السكان يتحدثون عن تواجد أكبر للشرطة في الشوارع والتقاطعات الرئيسية وتراجع ملحوظ في سرعة الاتصال بالإنترنت خلال الأيام الماضية.

واعتمد الرئيس إبراهيم رئيسي نبرة مزدوجة خلال مقابلة الثلاثاء مع شبكة "أن بي سي" الأمريكية. إذ أكد جاهزيته لـ"الإنصات"، وحذر "أولئك الذين يعتزمون استغلال اسم السيدة أميني" لإثارة "عدم الاستقرار في البلاد" من دفع "ثمن باهظ".

وكان نائب رئيس السلطة القضائية صادق رحيمي أكد أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية "تراقب بيقظة" التحركات المحتملة المرتبطة بالذكرى السنوية.

اقرأ أيضاريبورتاج - كيف ينظر الشباب الإيراني إلى وضع الحريات بعد عام من وفاة مهسا أميني؟

واتهمت منظمات حقوقية غير حكومية في الخارج السلطات الإيرانية بتكثيف حملة توقيف شخصيات وناشطين وأقارب أشخاص قضوا على هامش الاحتجاجات، مع قرب حلول ذكرى وفاة أميني خصوصا في مناطق كانت نقطة ثقل في التحركات الاحتجاجية، لاسيما مسقطها محافظة كردستان غرب البلاد.

في 16 أيلول/سبتمبر 2022، توفيت الشابة الإيرانية الكردية عن عمر 22 عاما بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس.

وأطلقت وفاتها موجة احتجاج واسعة لم تشهد البلاد مثيلا لها منذ أعوام طويلة، ورفع المحتجون شعار "زن، زندكَى، آزادى" (امرأة، حياة، حرية).

وترافقت احتجاجات الداخل التي شملت محافظات  في الشمال والوسط والجنوب، مع موجة دعم دولية واسعة.

وقتل المئات على هامش الاحتجاجات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، بينما تم توقيف الآلاف، وفق منظمات حقوقية. وأعلنت السلطة القضائية تنفيذ حكم الإعدام بحق سبعة من المدانين في قضايا متصلة بالتحركات.

"اتساع الفجوة" بين الحكم والشعب

واعتبرت السلطات بشكل عام التحركات "أعمال شغب" مدعومة من أطراف خارجية.

وفي نظر العديد من المتابعين، كانت التحركات من اللحظات المفصلية في تاريخ الجمهورية الإسلامية التي قامت مع انتصار ثورة الإمام الخميني في 1979، خصوصا وأنها مست جانبا اجتماعيا ودينيا يعد من ركائز الجمهورية، أي التزام الحجاب واللباس الإسلامي.

وقال الباحث الإيراني فياض زاهد "لم يسبق لأي أزمة في تاريخ الجمهورية الإسلامية أن أدت إلى اتساع الفجوة الى هذا الحد بين الحكم والشعب".

واعتبر أنه في حال أرادت السلطات سد هذه الفجوة "لا يمكنها أن تعول حصرا على الحلول الأمنية والقمعية".

من جهته، رأى الناشط الإصلاحي المقيم في مدينة مشهد (شمال شرق) محمد صادق جوادي-حصار أن "الشعب ما زال يعاني من الصدمة جراء أحداث العام الماضي ويخشى أن تتكرر أعمال العنف".

وبعد احتجاجات واسعة النطاق في الأشهر الثلاثة الأولى التي تلت وفاة أميني، تراجعت التحركات في أواخر العام، ما دفع مسؤولين إيرانيين الى التأكيد أن البلاد تغلبت على المخطط المعد ضدها.

وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي خلال إحياء ذكرى الثورة في شباط/فبراير، إن طهران أفشلت "المؤامرة" التي خطط لها "العدو"، في إشارة لدول غربية دعمت الاحتجاجات تتقدمها الولايات المتحدة.

و اتهم خامنئي الاثنين "الحكومة الأمريكية" بتأسيس "خلية أزمة مهمتها صناعة الأزمات في الدول ومنها إيران".

وأضاف "لقد توصلوا إلى نتيجة مفادها أنه توجد في إيران نقاط عدة تنبغي إثارتها لافتعال الأزمات: الاختلافات القومية والطائفية، وقضيتا نوع الجنس والمرأة. هذا هو مشروع أمريكا".

وعلى الرغم من تراجعها، مهدت الاحتجاجات لاختلاف يبدو جليا في بعض مناطق طهران والمدن الكبرى، وهو تخلي العديد من النساء عن الحجاب الإلزامي أو عن وضع غطاء للرأس في الأماكن العامة.

واعتبر  زاهد أن "نتيجة حراك مهسا أميني هي أن المجتمع الإيراني أصبح أكثر تنوعا وأكثر حياة. ملابس النساء تطورت بشكل ملحوظ. كانت الألوان داكنة في الشوارع لكن لم يعد الأمر كذلك".

نقاش حول قانون الحجاب

في مقابل هذه الممارسات الاعتراضية، عمدت السلطات إلى تشديد لهجتها من خلال الإعلان عن قيود إضافية لضبط الالتزام بوضع الحجاب، مثل استخدام كاميرات مراقبة في الشوارع، وتوقيف ممثلات شهيرات لظهورهن من دون حجاب.

كما يدور نقاش بشأن مشروع قانون لارتداء الحجاب بين أقطاب السلطة مع تشدد المحافظين حيال رفض عدد متزايد من النساء تغطية رؤوسهن.

وأشار أحد أبرز المراجع الشيعية آية الله مكارم الشيرازي إلى أهمية "تقديم العامل الثقافي على العناصر الأخرى في مواجهة ظاهرة السفور وشبه السفور"، معتبرا أن "الممارسات الثقافية تمثل الحل الأفضل لهذه الظاهرة السلبية". وأكد رفضه "العنف والتعسف" في ذلك.

وانتقدت شخصيات إصلاحية إبعاد عدد من أساتذة الجامعات عن مناصبهم. وشكلت المؤسسات التعليمية ميدانيا أساسيا للتحركات الاحتجاجية والطالبية.

وبالرغم من الحراك الاجتماعي، تبقى الظروف الاقتصادية الشغل الشاغل للإيرانيين، خصوصا التضخم السنوي المتسارع الذي يقترب من 50 في المئة.

وقال جوادي حصار "اليوم، المطلب الأساسي للناس هو تحسين الاقتصاد، ومن بعده الحريات المدنية والسياسية".

من جهتها، تعرض حكومة رئيسي خطوات حققتها منذ توليها الحكم قبل أقل من عامين، مثل زيادة صادرات النفط على الرغم من العقوبات الأمريكية، وتحسين العلاقات مع دول الجوار خصوصا العربية منها، وموافقة واشنطن على الإفراج عن أصول مجمدة بموجب صفقة للإفراج عن سجناء.

 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: زلزال المغرب فيضانات ليبيا وفاة مهسا أميني ريبورتاج وفاة مهسا أميني ذكرى احتجاجات إيران حقوق المرأة مهسا أمینی

إقرأ أيضاً:

لا هدوء في المحيط الهاديء

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

كل مؤشرات القلق والفزع والرعب والخوف في البحار والمحيطات تقف وراءها القوى العظمى، فالمحيط الأكبر، والأشهر بهدوئه المصطنع، اصبح ملاذاً لكل السفن الحربية (الأمريكية والصينية واليابانية والهندية والبريطانية والاسترالية والنيوزلندية والفلبينية ناهيك عن سفن الكوريتين). .
اشتركوا كلهم في نشر حاملاتهم وفرقاطاتهم غرب المحيط في الوقت الذي وصل فيه التنافس إلى اخطر مؤشراته بين واشنطن وبكين من اجل فرض هيمنتهم البحرية في المنطقة. .
ولكي نكون بالصورة لابد ان نذكر ان حاملة الطائرات الأمريكية جورج واشنطن George Washington عادت في وقت سابق إلى مينائها الرئيسي في اليابان، ورست على ارصفة قاعدة يوكوسوكا البحرية Yokosuka naval base بالقرب من طوكيو، لتكون بمثابة واحدة من السفن الحربية الأمريكية المنتشرة لدى الدول الحليفة. .
ودخلت الصين في الوقت نفسه بأسطول يتألف من أكثر من 370 سفينة حربية، بما في ذلك حاملاتها الموجودة بالخدمة الفعلية. حيث اظهرت الصور المنشورة الآن على موقع X تحركات حاملة الطائرات جورج واشنطن وهي تغادر ميناءها لإجراء مناورات بحرية في منطقة عمليات الأسطول السابع الأمريكي، التي تغطي غرب المحيط الهادئ والمحيط الهندي. وشاركت أيضاً في تدريبات سفن الإنزال على سواحل جزيرة إيو تو Iwo To وهي جزيرة يابانية تقع على بُعد 750 ميلاً جنوب طوكيو. بينما كانت حاملة الطائرات الصينية لياونينج Liaoning تعمل في الوقت نفسه على بعد 124 ميلا شمال جزيرة (كوبا Kuba)، وهي جزء من جزر (سينكاكو Senkaku) جنوب غرب اليابان. ثم انضمت اربع سفن حربية إلى حاملة الطائرات لياونينغ في بحر الصين الشرقي، وكانت تتألف من المدمرتين: (Tangshan)، و (Qiqihar)، بالإضافة إلى الفرقاطتين: (Tangshan)، و (Binzhou). .
والشيء بالشيء يذكر ان جزر (سينكاكو) هي جزر غير مأهولة، وتعرف باسم جزر (دياويو Diaoyu) في الصين، التي تطالب بضمها والاستيلاء عليها، الأمر الذي اضطر اليابان إلى إرسال سفينة وطائرة تابعتين لقوتها الدفاعية، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية اليابانية. .
ختاماً وعلى وجه العموم شهد المحيط هذا العام تحركات حربية متنوعة، من بينها مناورات عسكرية في مضيق تايوان من قبل الجيش الصيني. وكانت في جنوب شرق آسيا تحركات لحاملة الطائرات الفرنسية (شارل ديغول). بالإضافة إلى ذلك، هناك توقعات بحدوث صراعات، مثل الصراع في شبه الجزيرة الكورية، والصراع بين الصين والولايات المتحدة، مما يثير المخاوف بفقدان الهدوء في المحيط الهادئ.

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • فوز أهلي حلب على الجيش في الجولة الأولى للدور ربع النهائي من دوري كرة السلة للرجال، وذلك في المباراة التي جمعتهما اليوم في صالة الفيحاء بدمشق
  • في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها
  • “العليمي” و”بن بريك” يعودان إلى عدن بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية
  • كندا تحترق.. آلاف السكان يفرّون من جحيم حرائق الغابات التي تلتهم البلاد
  • مسؤول حزب: الانتخابات المقبلة مجرد تدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد
  • لا هدوء في المحيط الهاديء
  • مسابقة التصوير العالمية للطعام.. تعرف على الصور التي حازت على المراكز الأولى
  • ملف المخدرات في السودان يُعد من أخطر الملفات التي واجهت البلاد
  • ولي العهد يدعو من منتدى تواصل إلى إيجاد حلول لندرة المياه والبطالة والحفاظ على الإرث
  • الروبل الروسي بين العملات الثلاث الأولى التي ارتفعت مقابل الدولار في مايو