#أحلام_مستعملة
#سواليف_الإخباري
مقال الأربعاء 20 – 9 – 2023
تغيّرت الاهتمامات. أو بتعبير أصحّ غُيّرت الاهتمامات. في السابق كنت حريصاً على قراءة كل جديد في #تقنيات #الكتابة_المسرحية ،متأملاً بأنني سأكتب مسرحية غنائية تلفّ الوطن العربي ،كان لدي بعض خطوطها لكنها اختفت بين ألاف الأوراق التي ما زلت أحتفظ بها كمشاريع فنية….
الآن أتابع فقط صفحة “شروات بضائع”..أتحمّس كثيراً لهذه الشروات ، وأجدها لُقطة، مثلا بالأمس كنت سأتورّط بشراء خلاطة باطون..وجدت اعلانه على هذه الصفحة مكتوب “خلاطة باطون ..ماتور كهربا جديد..شغالة 100% مطلوب 450 دينار قابل للتفاوض..كدتُ أن أتصل بصاحب الخلاطة..ثم راجعت نفسي: لماذا؟؟ هل تلزمك؟؟ كيف ستشغّلها؟ بتفهم فيها؟ عندك جزمة؟ ولا عندك جزمة نفسية؟!! ..ألغيت الفكرة.. وجدت على الصفحة أيضاَ ( طقم طناجر ستينلس ستيل أصلي صنع الماني للبيع 35 دينار..اللي ناوي يتصل..واللي بس بده يبخّس يكسب صلاة النبي..) أيضا نويت أن أتم شروة الطناجر، ثم قلت بنفسي..”اخزي الشيطان واكسب صلاة النبي”..قرأت ايضاَ “شواحن أيفون وصلات تايب سي ومايكرو سعر حرق حرق يوجد 4000 حبّة”…أخذت “سكرين شوت” للإعلان وقلت سأعود له لاحقاً وأعرف أني لن أعود اليه..لكن الإعلان اللي مش راضي يروح من بالي.. #مواسير ” #مجلفنة ” عدد 200 طول 2.85 تصلح لتشييك المزارع..اعتقدت انها شروة مهمة ولقطة لكنّي لم أتمّها…
على أي حال، أنا بكامل جسدي وأحاسيسي مجرّد مستودع متنقل … أفكّر ملياً بعرض أحلامي المستعملة ، وامنياتي “العتيقة” ، وتطلعاتي منتهية الصلاحية على هذه الصفحة.. السعر بعد المعاينة ،و للجادين فقط.
#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: تقنيات الكتابة المسرحية مواسير
إقرأ أيضاً:
“أحلام بنات” ينال الجائزة الفضية.. ومروة الشرقاوي تمثل مصر بفيلم وثائقي عن فتيات الصعيد
توج الفيلم المصري “أحلام بنات ” للمخرجة مروة الشرقاوى ضمن فئة الفيلم الوثائقى القصير، بالجائزة الفضية أفضل فيلم تسجيلى، وذلك خلال النسخة الخامسة من لقاءات كوتونو السينمائية والرقمية (ريسيكو) ، المنظمة من 27 سبتمبر إلى 4 أكتوبر بعاصمة البنين ، كذلك يشارك خلال فعاليات الدورة الأولى بمهرجان غزة لسينما المرأة .
قدمت المخرجة مروة الشرقاوي فيلمًا وثائقيًا جديدًا يُلقي الضوء على حياة الفتيات الصغيرات في قرية عرب بني واصل بمحافظة سوهاج، حيث تتقاطع أحلام الطفولة مع واقع اجتماعي صعب تحكمه العادات والتقاليد.
يتناول الفيلم معاناة فتيات يعشقن الموسيقى والعزف والغناء، ويبحثن عن مساحة للتعبير عن ذواتهن، لكنهن يصطدمن بعقبات متجذرة في المجتمع، منها الزواج المبكر، وحرمان الفتيات من حرية اختيار شريك الحياة، والنظرة التمييزية التي تضع المرأة في مرتبة أدنى مقارنة بالشباب، فضلًا عن التحديات التي تواجه عمل المرأة واستقلالها في المجتمعات الريفية.
صورة بصرية شاعرية لمقاومة الواقع
تظهر بصمة مروة الشرقاوي الإخراجية من خلال أسلوب بصري شاعرٍ وواقعي في آن واحد، حيث تستخدم الكاميرا كعينٍ إنسانية تتنقل بين تفاصيل الحياة اليومية للفتيات، وتكشف التناقض بين براءة الطفولة وقسوة الواقع.
في أحد المشاهد اللافتة، تظهر طفلة في الحادية عشرة من عمرها من قرية عرب بني مصر وهي تحمل آلة البيانو في لقطة رمزية شديدة التعبير، تُجسد من خلالها المخرجة إصرار الفتاة على التمسك بحلمها رغم القيود المفروضة عليها.
كما تتوقف الكاميرا عند مشهد مؤثر لأمٍّ لم تكمل تعليمها، لكنها تُصرّ على دعم ابنتها لمواصلة الدراسة، في محاولة لكسر الدائرة المغلقة التي حرمت أجيالًا من الفتيات من تحقيق ذواتهن.
الفيلم بين الواقعية والشاعرية
اعتمدت مروة الشرقاوي في فيلمها على الدمج بين الواقعية التسجيلية واللغة الشعرية في السرد، فالفيلم لا يكتفي بنقل الواقع كما هو، بل يسعى إلى تقديم قراءة إنسانية لتلك الحياة المقهورة، من خلال تفاصيل بسيطة ومواقف يومية تحمل الكثير من الدلالات.
كما استخدمت المخرجة الألوان والموسيقى كعنصرين رئيسيين في بناء الحالة الدرامية، حيث أضافت ألوان المشاهد إحساسًا بالدفء والحنين، بينما جاء توظيف الموسيقى متناغمًا مع الإيقاع الداخلي لحياة الفتيات وأحلامهن.
يُقدم العمل رؤية إنسانية تنحاز إلى المرأة الريفية المهمشة، وتدافع عن حقها في الاختيار والتعليم وممارسة الشغف الفني، باعتبار أن الفن ليس ترفًا، بل وسيلة للتعبير عن الذات والبحث عن الحرية.
من خلال شخصياتها الحقيقية، تفتح مروة الشرقاوي نافذة على عوالم مسكوت عنها في الريف المصري، وتدعو المشاهد للتفكير في الأسئلة الكبرى حول الهوية، والمساواة، وحق المرأة في الحلم والقرار.
العمل من كتابة وإخراج مروة الشرقاوي،
تلوين: آية الكافي
مكساج: رائف علي
تصميم بوستر: مريم السيد
ويُعد الفيلم نتاجًا لتعاون مجموعة من الطاقات الشابة التي آمنت بقوة السينما في التغيير الاجتماعي، فخرج العمل بتجربة صادقة ومؤثرة تعبّر عن جيل يسعى إلى بناء وعي جديد بدور المرأة في المجتمع المصري والعربي ، يؤكد الفيلم أن أحلام الفتيات الصغيرات في القرى ليست بعيدة المنال، بل تحتاج فقط إلى فرصة ودعم كي تُترجم إلى واقع. ومن خلال عين مروة الشرقاوي، تتحول الكاميرا إلى مرآة تعكس ما وراء الصمت، لتصنع شهادة فنية وإنسانية عن الإصرار والأمل وسط قيود الواقع.