“أحلام بنات” ينال الجائزة الفضية.. ومروة الشرقاوي تمثل مصر بفيلم وثائقي عن فتيات الصعيد
تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT
توج الفيلم المصري “أحلام بنات ” للمخرجة مروة الشرقاوى ضمن فئة الفيلم الوثائقى القصير، بالجائزة الفضية أفضل فيلم تسجيلى، وذلك خلال النسخة الخامسة من لقاءات كوتونو السينمائية والرقمية (ريسيكو) ، المنظمة من 27 سبتمبر إلى 4 أكتوبر بعاصمة البنين ، كذلك يشارك خلال فعاليات الدورة الأولى بمهرجان غزة لسينما المرأة .
قدمت المخرجة مروة الشرقاوي فيلمًا وثائقيًا جديدًا يُلقي الضوء على حياة الفتيات الصغيرات في قرية عرب بني واصل بمحافظة سوهاج، حيث تتقاطع أحلام الطفولة مع واقع اجتماعي صعب تحكمه العادات والتقاليد.
يتناول الفيلم معاناة فتيات يعشقن الموسيقى والعزف والغناء، ويبحثن عن مساحة للتعبير عن ذواتهن، لكنهن يصطدمن بعقبات متجذرة في المجتمع، منها الزواج المبكر، وحرمان الفتيات من حرية اختيار شريك الحياة، والنظرة التمييزية التي تضع المرأة في مرتبة أدنى مقارنة بالشباب، فضلًا عن التحديات التي تواجه عمل المرأة واستقلالها في المجتمعات الريفية.
صورة بصرية شاعرية لمقاومة الواقع
تظهر بصمة مروة الشرقاوي الإخراجية من خلال أسلوب بصري شاعرٍ وواقعي في آن واحد، حيث تستخدم الكاميرا كعينٍ إنسانية تتنقل بين تفاصيل الحياة اليومية للفتيات، وتكشف التناقض بين براءة الطفولة وقسوة الواقع.
في أحد المشاهد اللافتة، تظهر طفلة في الحادية عشرة من عمرها من قرية عرب بني مصر وهي تحمل آلة البيانو في لقطة رمزية شديدة التعبير، تُجسد من خلالها المخرجة إصرار الفتاة على التمسك بحلمها رغم القيود المفروضة عليها.
كما تتوقف الكاميرا عند مشهد مؤثر لأمٍّ لم تكمل تعليمها، لكنها تُصرّ على دعم ابنتها لمواصلة الدراسة، في محاولة لكسر الدائرة المغلقة التي حرمت أجيالًا من الفتيات من تحقيق ذواتهن.
الفيلم بين الواقعية والشاعرية
اعتمدت مروة الشرقاوي في فيلمها على الدمج بين الواقعية التسجيلية واللغة الشعرية في السرد، فالفيلم لا يكتفي بنقل الواقع كما هو، بل يسعى إلى تقديم قراءة إنسانية لتلك الحياة المقهورة، من خلال تفاصيل بسيطة ومواقف يومية تحمل الكثير من الدلالات.
كما استخدمت المخرجة الألوان والموسيقى كعنصرين رئيسيين في بناء الحالة الدرامية، حيث أضافت ألوان المشاهد إحساسًا بالدفء والحنين، بينما جاء توظيف الموسيقى متناغمًا مع الإيقاع الداخلي لحياة الفتيات وأحلامهن.
يُقدم العمل رؤية إنسانية تنحاز إلى المرأة الريفية المهمشة، وتدافع عن حقها في الاختيار والتعليم وممارسة الشغف الفني، باعتبار أن الفن ليس ترفًا، بل وسيلة للتعبير عن الذات والبحث عن الحرية.
من خلال شخصياتها الحقيقية، تفتح مروة الشرقاوي نافذة على عوالم مسكوت عنها في الريف المصري، وتدعو المشاهد للتفكير في الأسئلة الكبرى حول الهوية، والمساواة، وحق المرأة في الحلم والقرار.
العمل من كتابة وإخراج مروة الشرقاوي،
تلوين: آية الكافي
مكساج: رائف علي
تصميم بوستر: مريم السيد
ويُعد الفيلم نتاجًا لتعاون مجموعة من الطاقات الشابة التي آمنت بقوة السينما في التغيير الاجتماعي، فخرج العمل بتجربة صادقة ومؤثرة تعبّر عن جيل يسعى إلى بناء وعي جديد بدور المرأة في المجتمع المصري والعربي ، يؤكد الفيلم أن أحلام الفتيات الصغيرات في القرى ليست بعيدة المنال، بل تحتاج فقط إلى فرصة ودعم كي تُترجم إلى واقع. ومن خلال عين مروة الشرقاوي، تتحول الكاميرا إلى مرآة تعكس ما وراء الصمت، لتصنع شهادة فنية وإنسانية عن الإصرار والأمل وسط قيود الواقع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: احلام بنات مروة الشرقاوي مهرجان غزة لسينما المرأة الفن من خلال
إقرأ أيضاً:
«كفالة طفل يتيم».. مبادرة إنسانية بجنوب الصعيد لدعم الأيتام وتحسين جودة حياتهم بأسوان
أطلقت مديرية التضامن الإجتماعي في أسوان بالتعاون مع، جمعية الأورمان مبادرة إنسانية بعنوان «كفالة طفل يتيم»، تستهدف تقديم أوجه الدعم الشامل للأطفال الأيتام داخل القرى والنجوع والمراكز المختلفة بالمحافظة، وذلك من خلال توفير الرعاية الصحية، والدعم الغذائي، والمساندة التعليمية، بما يخفف الأعباء عن كواهل أوصيائهم ويعزز فرصهم في حياة أفضل.
في إطار الجهود المجتمعية الرامية إلى رعاية الفئات الأولى بالرعاية وتعزيز مظلة الحماية الاجتماعية، أطلقت جمعية الأورمان، تحت إشراف مديرية التضامن الاجتماعي بأسوان، مبادرة إنسانية تحمل عنوان «كفالة طفل يتيم»، تستهدف دعم الأطفال الأيتام داخل قرى ومراكز المحافظة، وتوفير احتياجاتهم الصحية والتعليمية والغذائية، بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقبلًا أكثر استقرارًا.
وتشمل المبادرة توفير العلاج اللازم للأطفال الأيتام، وإتاحة تلقي الرعاية الطبية المناسبة لهم داخل مستشفى أسوان الجامعي من خلال تنظيم القوافل العلاجية، إلى جانب تلبية أبسط احتياجاتهم الأساسية، وعلى رأسها الغذاء والتغذية السليمة، فضلًا عن دعمهم في الجانب التعليمي لضمان استمرار مسيرتهم الدراسية وعدم تسربهم من التعليم.
وأكد محمد يوسف، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بأسوان، أن مبادرة «كفالة طفل يتيم» تأتي في إطار اهتمام المديرية بهذه الفئة المهمة من المجتمع، وتهدف إلى تلبية وتأمين احتياجات الأطفال الأيتام في القرى والنجوع الأكثر احتياجًا بالمحافظة، مشيرًا إلى أن المبادرة تحمل رسالة إنسانية تؤكد للأطفال الأيتام أنهم ليسوا وحدهم، وأن المجتمع يقف إلى جانبهم ويدعمهم حتى يصلوا إلى بر الأمان.
من جانبه، أوضح اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان، أن مبادرة «كفالة طفل يتيم» تعد امتدادًا لمسيرة العمل الخيري التي تنتهجها الجمعية منذ أكثر من 25 عامًا، حيث تضع الطفل اليتيم على رأس أولويات أنشطتها الخيرية بمحافظة أسوان، من خلال برامج متكاملة تستهدف تحسين جودة حياته في مختلف الجوانب.
وأشار شعبان إلى أن الجمعية تعمل، في الجانب الصحي، على توفير الكفالة والعلاج للأطفال الأيتام، وتمكينهم من تلقي الرعاية الطبية المناسبة داخل أفضل المستشفيات، بينما تركز في الجانب التعليمي على دعم الأطفال لضمان استكمال تعليمهم، وتخفيف الأعباء عن أوصيائهم، عبر إتاحة فرص تعليمية جيدة تساعدهم على بناء مستقبل أفضل.
وفيما يتعلق بجانب الغذاء والتغذية، أكد مدير عام جمعية الأورمان حرص الجمعية على توفير الاحتياجات الغذائية الأساسية للأطفال الأيتام، بما يضمن نموهم بشكل صحي وطبيعي، موضحًا أن التغذية السليمة تمثل عنصرًا أساسيًا في بناء صحة الطفل وقدرته على النمو السليم. ولفت إلى أن الجمعية نجحت خلال السنوات الماضية في توزيع ملايين كراتين المواد الغذائية وكميات كبيرة من اللحوم، ما أسهم بشكل ملموس في تحسين مستوى معيشة آلاف الأسر الأولى بالرعاية داخل قرى وعزب ونجوع محافظة أسوان.
وأشار اللواء ممدوح شعبان إلى التعاون الوثيق بين الجمعية ومحافظة أسوان، التي تقوم بتذليل كافة العقبات أمام عمل الجمعية، موضحًا أن الأورمان تعتمد على إجراء بحوث ومسوح اجتماعية دقيقة لتحديد الفئات المستحقة، ورصد الاحتياجات الأكثر إلحاحًا، بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، لضمان التوزيع العادل ووصول التبرعات إلى مستحقيها من الفقراء والأيتام.
وأضاف أن الجمعية تتيح للمواطنين المشاركة في دعم مبادرة «كفالة طفل يتيم» من خلال التبرع بمبلغ 4500 جنيه للكفالة السنوية، أو الاشتراك بقسط شهري قدره 440 جنيهًا، أو المساهمة بسهم قيمته 350 جنيهًا، بما يتيح الفرصة لأكبر عدد من المواطنين للمشاركة في دعم الأطفال الأيتام.
والجدير بالذكر أن جمعية الأورمان بمحافظة أسوان نجحت خلال العام الجاري، وفي موسم شهر رمضان المعظم، في توزيع 4 آلاف كرتونة مواد غذائية، كما قامت خلال عيد الفطر المبارك بتوزيع ملابس جديدة لدعم 1300 أسرة، وفي عيد الأضحى المبارك نفذت ذبح 30 عجلًا بلديًا داخل مجازر نجع السايح بإدفو، وأبوير بكوم أمبو، ومجزر الشلال بأسوان، لتوزيع لحومها على الأسر الأولى بالرعاية من الأيتام وغير القادرين.