لجريدة عمان:
2025-08-01@08:56:58 GMT

روح الحوار والتفاهم في اجتماعات الأمم المتحدة

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

روح الحوار والتفاهم في اجتماعات الأمم المتحدة

بينما يرفرف العلم الأزرق الشهير بشعاره العالمي في جميع أنحاء مدينة نيويورك، تتجه أنظار العالم إلى أهم القضايا الدولية والوطنية التي تطرح وتناقش داخل القاعة الكبرى في مبنى الأمم المتحدة، وفي القاعات المجاورة حيث تعقد مئات الجلسات والحوارات الثنائية بين مختلف قادة دول العالم ومن يمثلهم. ويقول الكثير من الدبلوماسيين والقادة السياسيين إن اجتماعات الأمم المتحدة التي تعقد في شهر سبتمبر من كل عام هي بداية الدورة الدبلوماسية السنوية.

وسط شبكة معقدة من التحديات العالمية، لا تظهر اجتماعات الأمم المتحدة كمنتدى للمناقشة فحسب، بل كشهادة على روح التعاون الدولي التي لا يستهان بها في ترميم العلاقات الدولية.

إن أهمية هذه الاجتماعات السنوية متعددة الأوجه. فمن ناحية، فإنها توفر منبرا للدول، الكبيرة والصغيرة، للتعبير عن همومها وتطلعاتها ورؤاها على قدم المساواة. إن كل خطاب أمام الجمعية العامة، سواء كان ذلك من دولة صاعدة أو من قوة عظمى، ينسجم مع روح الإدارة المشتركة في هذا العالم الذي نعيش فيه. ومن ناحية أخرى، فإن الأهمية الحقيقية تكمن في كثير من الأحيان في عدد لا يحصى من اللقاءات السياسية والدبلوماسية التي تجري خلف الأبواب المغلقة.

وهذه المناقشات الثنائية والمتعددة الأطراف، رغم أنها أقل وضوحا، تشكل شريان الحياة لهذا الحدث، فهي تضع الأساس للتحالفات، وتعزز التفاهم المتبادل، وغالبًا ما تؤدي إلى اختراقات كبيرة في صراعات تبدو مستعصية على الحل. في هذه الممرات وقاعات الاجتماعات، تتم صياغة العلاقات، وتهدأ التوترات، وأحيانًا يُصنع التاريخ.

ومن المتوقع أن يتناول اجتماع هذا العام القضايا التي تهم المجتمع الدولي بشدة. ولا شك أن الحرب الروسية الأوكرانية ستكون أحد أهم المحاور التي سيدور حولها نقاش كبير، سواء بالنظر إلى الحرب باعتبارها مواجهة عسكرية أو بالنظر إليها من زوايا ما خلقته من أزمة تضخم عالمي وأزمة غذاء ما زالت معالمها تتشكل حتى الآن.

ولكن إلى جانب هذه القضية تلوح في الأفق تحديات ملحة أخرى. فتغير المناخ، بمظاهره المرعبة، يحث القادة على تجاوز الخطابة واتخاذ إجراءات حاسمة. فالتوترات الجيوسياسية في مناطق مختلفة، من بحر الصين الجنوبي إلى أوروبا الشرقية، تتطلب حوارا دقيقا وكذلك أزمات اللاجئين، وانتهاكات حقوق الإنسان، والمشهد الرقمي المتطور باستمرار وما أحدثه ظهور نماذج متطورة من الذكاء الاصطناعي من تحديات عالمية كبرى وكلها قضايا تحضر بوضوح على منابر الأمم المتحدة.

ورغم أن اجتماعات الأمم المتحدة لا تستطيع أن تتوصل إلى حلول سحرية لكل هذه التحديات، فإنها تخدم غرضا أعظم كثيرا من مجموع أجزائها. إنهم يذكروننا، سنة بعد سنة، بقوة الحوار على الخلاف، والوحدة على الانقسام. وهي تؤكد حقيقة أنه في عالمنا المترابط بشكل متزايد، لا يمكن تمهيد الطريق إلى مستقبل أكثر إشراقا إلا بالتعاون والتفاهم والاحترام المتبادل.

وبينما ينخرط رؤساء الدول والمندوبون الدبلوماسيون في أسبوعين من المداولات المكثفة، لا يسع المرء إلا أن يأمل في أن تنتصر روح التعددية. ففي الميزان يكمن السلام والتقدم والوعد بعالم أفضل للجميع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اجتماعات الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تحذّر من الأسوأ.. تقارير وشهادات: المساعدات في قطاع غزة لم تنجح في وقف المأساة

الصور الصادمة لأطفال يعانون من الهزال الحاد، والتقارير المتزايدة عن وفيات مرتبطة بالجوع، أثارت موجة غضب دولية دفعت إسرائيل إلى تعليق القتال مؤقتاً في مناطق معينة والسماح بإدخال عدد أكبر من شاحنات المساعدات. اعلان

على الرغم من إدخال المزيد من شاحنات المساعدات وإسقاط الغذاء جواً في قطاع غزة، إلا أن المجاعة تتفاقم، والحاجة الإنسانية ما زالت بعيدة عن التغطية. وبينما تتحدث السلطات الإسرائيلية عن تسهيلات في دخول المساعدات، تؤكد منظمات الأمم المتحدة والجهات الإغاثية أن ما يحدث "تحسينات شكلية" لا ترتقي لمستوى الكارثة الإنسانية القائمة.

الصور الصادمة لأطفال يعانون من الهزال الحاد، والتقارير المتزايدة عن وفيات مرتبطة بالجوع، أثارت موجة غضب دولية دفعت إسرائيل إلى تعليق القتال مؤقتاً في مناطق معينة والسماح بإدخال عدد أكبر من شاحنات المساعدات. كما استؤنفت عمليات الإسقاط الجوي الدولية للغذاء، بحسب تقارير وكالة أسوشيتد برس.

الشاحنات تُنهب على الطرقات

في ظل الانهيار الأمني داخل القطاع، تفيد التقارير بأن معظم شاحنات المساعدات التي تدخل غزة لا تصل إلى مستودعات الأمم المتحدة المخصصة للتوزيع، بل تُهاجم على الطرقات من قبل حشود تتراوح بين جوعى يائسين وعصابات مسلحة بالأسلحة البيضاء والأسلحة النارية.

ووفقاً لشهود عيان وتقارير طبية محلية نقلتها رويترز وأسوشيتد برس، قُتل وأُصيب المئات أثناء محاولتهم الوصول إلى هذه المساعدات، وسط إطلاق نار من القوات الإسرائيلية.

تصور جوية لشركة Planet Labs PBC تظهر حشودًا من الناس في غزة يحيطون بقافلة مساعدات في خان يونس، قطاع غزة، في 26 يوليو/تموز 2025 AP Photo

تقول القوات الإسرائيلية إنها تطلق طلقات تحذيرية فقط لتفريق الحشود، لكن الأمم المتحدة توضح أن استمرار هذه البيئة الفوضوية يجعل من المستحيل تنفيذ توزيع منتظم وآمن.

وفي تصريحات لـوكالة أسوشيتد برس، قالت أولغا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA): "أدى هذا الوضع إلى تفريغ العديد من قوافلنا مباشرة من قبل أشخاص جائعين ويائسين، ما زالوا يواجهون مستويات عميقة من الجوع ويكافحون لإطعام أسرهم".

إسقاط المساعدات جواً.. حلول رمزية لا تسد الفجوة

عمليات الإسقاط الجوي، رغم استئنافها، لا توفر سوى نسبة ضئيلة جداً من حجم المساعدات المطلوبة، بحسب تقييمات برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP). بل إن كثيراً من الطرود تسقط في مناطق مدمرة أو محظورة، وبعضها يغرق في البحر، ما يدفع سكاناً إلى المجازفة بحياتهم سباحة لاستعادتها.

يقول مؤمن أبو عطية، وهو أب فلسطيني قابلته أسوشيتد برس، إنه كاد أن يغرق أثناء محاولته انتشال كيس مساعدات من البحر بناء على طلب ابنه: "ألقيت بنفسي في البحر حتى الموت فقط لأجلب له شيئاً، وكل ما حصلت عليه كان ثلاث علب بسكويت".

Related "بسبب تجويع غزة"..رسالة من شخصيات إسرائيلية بارزة تطالب بعقوبات دولية على تل أبيبأنهكه الجوع وقلة الحيلة.. أب من غزة ينهار أمام أسرته بعد عودته إلى البيت بكيس دقيقليلة انتظار مساعدات دموية.. 46 قتيلاً في غارات إسرائيلية بقطاع غزة

وفرضت إسرائيل حظراً كاملاً على دخول الغذاء إلى غزة لمدة شهرين ونصف، بدءًا من مارس وحتى أواخر مايو، ثم بدأت بالسماح بدخول عدد محدود من الشاحنات يومياً، بلغ وفق هيئة COGAT التابعة للجيش الإسرائيلي بين 220 و270 شاحنة خلال بعض أيام هذا الأسبوع.

غير أن هذا الرقم ما زال بعيداً عن الحد الأدنى المطلوب وهو 500 إلى 600 شاحنة يومياً، بحسب الأمم المتحدة، وهو المعدل الذي تم الوصول إليه خلال الهدنة التي استمرت ستة أسابيع في وقت سابق من هذا العام.

وأكدت تشيريفكو، أن شاحنات الأمم المتحدة لا تزال تواجه تأخيرات بسبب القيود العسكرية، إضافة إلى السماح باستخدام مسار واحد فقط، مما يسهل استهدافها من قبل مجموعات مسلحة ومدنيين يائسين.

وأضافت: "السبيل الوحيد للوصول إلى مستوى من الثقة هو تدفق المساعدات بشكل مستدام على مدى فترة زمنية طويلة".

الأمم المتحدة ترفض الحماية العسكرية الإسرائيلية

عرضت إسرائيل على الأمم المتحدة توفير مرافقة مسلحة لتأمين شاحنات المساعدات، لكن المنظمة الأممية رفضت، مؤكدة أنها لا تستطيع أن تُظهر نفسها كطرف متعاون مع أحد أطراف النزاع، وأشارت إلى حوادث سابقة أُطلقت فيها النيران على المدنيين أثناء وجود القوات الإسرائيلية في مواقع التوزيع، وفق تقارير أسوشيتد برس.

بشرى الخالدي، مسؤولة السياسات لدى منظمة أوكسفام، وصفت الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة بأنها لا تتعدى كونها "عروضاً شكلية"، وقالت: "عدد قليل من الشاحنات، توقفات تكتيكية لساعات، وإسقاط ألواح طاقة من السماء — هذا لا يعوض الأذى الذي لا رجعة فيه لجيل بأكمله من الأطفال الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية منذ شهور".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذّر من الأسوأ.. تقارير وشهادات: المساعدات في قطاع غزة لم تنجح في وقف المأساة
  • ما هي الدول التي تغيرت رسومها الجمركية منذ إعلان ترامب في يوم التحرير؟
  • وكالات الأمم المتحدة تحذر من أن غزة على شفا المجاعة
  • هل يمكن لفلسطين أن تنال العضوية الكاملة في الأمم المتحدة؟
  • تيتيه تؤكد أهمية الحوار الليبي الليبي في رسم خارطة طريق سياسية شاملة
  • أنقذونا نحن نموت.. المجاعة تجتاح غزة
  • خص منهم النساء.. الأمم المتحدة تتعهد بدعم الفقراء في العراق
  • الأمم المتحدة : غزة على شفا المجاعة والمساعدات يجب أن تتدفق كالسيل
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
  • تواصل العمل في مشروع تأهيل جسر الرستن الحيوي بحمص