تسعى شركة النفط السعودية "أرامكو"، على المزيد من أصول النفط والغاز العالمية، حيث أن الموارد المالية المتنامية لعملاق النفط السعودي، إلى جانب دعم صندوق الاستثمارات العامة، قد يؤديان إلى مزيد من التوسع الدولي.

هكذا تحدث تقرير لموقع "أويل برايس"، وترجمه "الخليج الجديد"، لافتا إلى أنه لطالما كان يُنظر إلى دور "أرامكو" على أنه دور شركة نفط وطنية، تنخرط بعمق في عمليات المملكة، وتعمل كلاعب مهم في سوق النفط.

وكانت تتجنب الشركة المناقشات حول قوة السوق والتأثير على أسعار النفط، وهي القضايا التي غالباً ما تهم شركات النفط الدولية مثل "شل"، و"توتال إنيرجي"، و"إيني".

ولكن اعتبارًا من الآن، تم الاعتراف رسميًا بشركة "أرامكو" السعودية كشركة نفط وطنية، وتنظر إليها الأسواق على أنها حضور مستقر ومحافظ في صناعة النفط، وفقًا للتقرير.

ومع ذلك، فإن هذا التصور يتطور، ويحدث التحول بشكل أسرع مما يدركه العديد من المحللين.

وفي حين أنها لا تزال مملوكة ومتأثرة باستراتيجيات الحكومة السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فقد أصبحت "أرامكو" لاعباً دولياً مهماً.

اقرأ أيضاً

أرامكو تكمل استحواذها على حصة في شركة بتروكيماويات صينية

واستحوذت الشركة مؤخرا على العديد من الأصول في أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وأعادت تشكيل هيكلها العام، بحيث أصبحت أقرب إلى شركة النفط الوطنية الدولية، أكثر من كونها شركة نفط وطنية تقليدية.

وأشار التقرير إلى العلاقة بين "أرامكو" وصندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي السعودي)، حيث تتدفق الإيرادات، الداخلية والخارجية، بين هذين الكيانين القويين.

ويأتي جزء كبير من رأس المال المتدفق إلى صندوق الاستثمارات العامة داخل المملكة مباشرة من ممتلكاته وملكيته لشركة "أرامكو".

وفي الوقت نفسه، يدعم صندوق الاستثمارات العامة بشكل متزايد عمليات الاستحواذ الدولية في قطاع النفط والغاز التي تتوافق تمامًا مع مصالح "أرامكو".

وفي الآونة الأخيرة، عاد الاهتمام إلى الطرح العام الأولي رفيع المستوى لشركة "أديس" القابضة، وهي شركة حفر سعودية عملاقة مدعومة من صندوق الاستثمارات العامة.

وأعلنت شركة "أديس" عن السعر النهائي للاكتتاب العام، متجاوزًا التوقعات الأولية ويقدر قيمة الشركة بأكثر من 4 مليارات دولار.

اقرأ أيضاً

أرامكو السعودية تجري محادثات للاستحواذ على فالفولين الأمريكية

وقد حظي الاكتتاب العام باهتمام كبير من المستثمرين المؤسسيين، حيث بلغ إجمالي الطلبات 76.5 مليار دولار، ما يؤكد نجاح جاذبية قطاع النفط والغاز السعودي.

ويرتبط نجاح شركة "أديس" ارتباطًا وثيقًا بحضورها الكبير في السعودية، باعتبارها شركة حفر رئيسية لشركة "أرامكو"، ولكنه يشير أيضًا، وفق التقرير، إلى فرص التوسع الدولي في السنوات المقبلة.

وما بدأ كشركة حفر أصبح لاعبًا رائدًا، حيث عزز المصالح السعودية ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكن من المحتمل أن يمتد إلى مساعي "أرامكو" في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ويعمل صندوق الاستثمارات العامة كذراع استثماري مالي لـ"أرامكو" في الخارج، ويمكننا أن نتوقع المزيد من التطورات في المستقبل.

وفي عام 2022، استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على حصص أقلية في العديد من الكيانات المصرية المرتبطة بالهيدروكربونات، مما يشير إلى الاهتمام المتزايد بقطاع الطاقة في المنطقة.

ومن الممكن إجراء المزيد من الاستثمارات في البنية التحتية للغاز والنفط في مصر، بما في ذلك حصة في شركة طاقة عربية.

اقرأ أيضاً

أرامكو تتجه للاستحواذ على حصة بأكبر مجمع تكرير في الهند

وبالإضافة إلى ذلك، أنشأت "طاقة عربية" مشروعًا مشتركًا داخل المملكة، يتماشى مع الاستثمارات اللوجستية والصناعية البحرية المتنامية في السعودية.

وبينما يستحوذ صندوق الاستثمارات العامة على مجموعة من الأصول، تنشط أرامكو أيضًا، حيث يُظهر استحواذ "أرامكو" على شركة "إسماكس" التشيلية، بإيرادات تبلغ 2.5 مليار دولار في عام 2022، يعكس اهتمامها بالتوسع في مجال الصناعات التحويلية في أمريكا اللاتينية.

فيما تفتح هذه الخطوة الأبواب أمام "أرامكو" لتأمين منافذ لمنتجاتها المكررة وتعزيز عمليات البيع بالتجزئة الدولية، خاصة بالنسبة لمواد التشحيم التي تحمل علامة "فالفولين".

ووفق التقرير، فإن الصورة الأوسع تكشف أن السعودية تشرع في الاشتراك في الحملة الترويجية الكبيرة لقبضتها على قطاع المصب، مع احتمال التوسع في المنبع في المستقبل القريب.

وعلى عكس شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، التي ركزت على أصول المنبع.

وقال التقرير: "الموارد المالية المتنامية لأرامكو، إلى جانب دعم صندوق الاستثمارات العامة، شاهد إلى أن خطوة مماثلة قد تكون وشيكة".

واختتم: "تتطلع السعودية إلى التوجه الحالي نحو الخارج، وتدرك أهمية القوة الجيوسياسية والكفاحية على الساحة الدولية، ومن ثم تم التحقق من أول نتيجة من قوة أرامكو في الشؤون العالمية، مع أهداف في مصر أو العراق، والتوسع في أمريكا اللاتينية، وأفريقيا، وغيرها من المناطق المنتجة للطاقة".

اقرأ أيضاً

"أرامكو" تسعى لدعم استحواذها على "سابك" بـ70 مليار دولار

المصدر | أويل برايس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أرامكو السعودية استحواذ النفط صندوق الاستثمار الصندوق السيادي صندوق الاستثمارات العامة النفط والغاز المزید من اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: التجربة المصرية في علاج الإدمان رائدة على مستوى المنطقة

زارت الدكتورة حنان بلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والوفد المرافق لها، مركز إمبابة لعلاج الإدمان التابع لصندوق مكافحة الإدمان للاطلاع على تجربة الصندوق في إنشاء مراكز العزيمة لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان، وكان في استقبالهم الدكتور ‏‎عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي.

تأتي زيارة المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، تأكيدًا لأهمية الدور الرائد الذي يؤديه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في تقديم الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان وفقا للمعايير الدولية.

وتضمنت زيارة المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية جولة تفقدية داخل المركز برفقة الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان، حيث يضم المركز عيادات خارجية وقسم داخلي للرجال وقسم للسيدات وقسم للمراهقين، وقسم للتشخيص المزدوج "نفسى وإدمان".

 كما يتضمن المركز صالات ألعاب رياضية وملعب كرة قدم "خماسي" ومساحات خضراء وتنس طاولة وبلياردو وصالات جيم للرجال وأيضًا للسيدات وقاعة موسيقى وقاعة حاسب آلي ومسرح ومكتبة ومطعم وورش تدريب مهني "للرجال والسيدات" لتعليمهم حرف مهنية يحتاجها سوق العمل ضمن برنامج "العلاج بالعمل" ،كما أن جميع أعمال الأثاث بالمركز تمت بسواعد المتعافين من الإدمان داخل ورش التدريب بمراكز العزيمة التابعة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان،

والتقت المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية برفقة الدكتور عمرو عثمان بمجموعة من المتعافين من الإدمان داخل المركز، وأبدى المتعافون سعادتهم بتوفير كل الخدمات والرعاية الكاملة على أعلى مستوى مجاناً، إضافة إلى برامج التأهيل الاجتماعي والدعم النفسي، كما حرصت على مشاركة المتعافين لعب تنس الطاولة داخل المركز.

واستعرض الدكتور عمرو عثمان أهم محاور عمل الخطة القومية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان التي تم إطلاقها تحت رعاية رئيس الجمهورية وجارى تنفيذها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، من منظور عالمي، حيث تتضمن الوقاية الأولية والتحول من الوعي للوقاية بالمؤسسات التعليمية والشبابية وتنفيذ برامج موجهة للأسرة "الوقاية والاكتشاف المبكر" مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة لمشكلة المخدرات وتهيئة بيئة تعليمية ورياضية تُعزز قدرة النشء والشباب على رفض ثقافة تعاطى المواد المخدرة.

ولفت إلى أن صندوق مكافحة الإدمان يمثل الآلية الوطنية للحد من الطلب على المخدرات من خلال خدمات وقائية وعلاجية عالية الجودة ومبنية على الأدلة العلمية، حيث يتم توفير العلاج لمرضى الإدمان مجانا وفى سرية تامة وفقا للمعايير الدولية من خلال مراكز العزيمة التابعة للصندوق أو الشريكة مع الخط الساخن "16023"، والبالغ عددها 34 مركزا متخصصا في 19 محافظة حتى الآن ،كما يتم تنفيذ العديد من البرامج التوعوية والوقائية لرفع الوعى بخطورة تعاطى وإدمان المواد المخدرة.

كما تم استعراض الحملات الإعلامية لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان " أنت أقوى من المخدرات" بمشاركة تطوعية من النجم العالمي محمد صلاح ،حيث ساهمت الحملات في زيادة الطلب على العلاج من الإدمان 500 % من خلال الخط الساخن" 16023"، كما أن الحملة أحدثت صدى أيضًا على المستوى الدولي، وتم تكريمها من جانب الأمم المتحدة في عدة محافل دولية كما حصدت إحدى الجوائز في مسابقة دبي لينكس الدولية للأعمال الإبداعية.

من جانبها ثمنت الدكتورة حنان بلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط تجربة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان الرائدة في مواجهة الإدمان وتعاطي المخدرات، من خلال نهج متكامل متعدد القطاعات يشمل الوقاية، وتوفير العلاج المتكامل، والتأهيل النفسي، والدمج الاجتماعي للمتعافين.

كما طلبت من الصندوق تدريب الكوادر وتقديم الدعم الفني للمؤسسات العاملة  في مجال علاج وتأهيل مرضى الإدمان بالدول العربية الشقيقة.

طباعة شارك مكافحة الإدمان مراكز العزيمة لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي

مقالات مشابهة

  • شركة «متر» السعودية.. رائدة الخدمات الرقمية للهندسة والمساحة تقتحم الأسواق العالمية
  • إنتاج النفط والمكثفات يقترب من 1.5 مليون برميل خلال 24 ساعة
  • ريكسوس أبحر جدة يولي شركة "بريزن" مسؤولية العلاقات العامة استعدادًا لإطلاقه في المملكة العربية السعودية
  • وزير النفط يبحث مع السفير الياباني تعزيز التعاون في قطاع الطاقة وجذب الاستثمارات
  • الصحة العالمية: التجربة المصرية في علاج الإدمان رائدة على مستوى المنطقة
  • قسام لـ سانا: إن اختيار شركة “فليك” يمثل خطوة نوعية نحو تطوير منظومة الإعلانات داخل مطار دمشق الدولي، بما يواكب المعايير الدولية، ويعكس الصورة الحضارية للمطار كمرفق حيوي يرحّب بالمسافرين من مختلف دول العالم
  • "شور العالمية" توقع مشروعا بـ13.27 مليون ريال مع "صندوق التنمية الوطني"
  • فايننشال تايمز: تعهدات أوروبا باستيراد النفط والغاز الأميركي مستحيلة
  • المغرب أول مساهم في صندوق المرونة التابع للمنظمة الدولية للهجرة
  • مصر تتجه إلى استيراد المزيد من الغاز وتزيد المنافسة العالمية