أرامكو تسعى للاستحواذ على المزيد من أصول النفط والغاز العالمية
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
تسعى شركة النفط السعودية "أرامكو"، على المزيد من أصول النفط والغاز العالمية، حيث أن الموارد المالية المتنامية لعملاق النفط السعودي، إلى جانب دعم صندوق الاستثمارات العامة، قد يؤديان إلى مزيد من التوسع الدولي.
هكذا تحدث تقرير لموقع "أويل برايس"، وترجمه "الخليج الجديد"، لافتا إلى أنه لطالما كان يُنظر إلى دور "أرامكو" على أنه دور شركة نفط وطنية، تنخرط بعمق في عمليات المملكة، وتعمل كلاعب مهم في سوق النفط.
وكانت تتجنب الشركة المناقشات حول قوة السوق والتأثير على أسعار النفط، وهي القضايا التي غالباً ما تهم شركات النفط الدولية مثل "شل"، و"توتال إنيرجي"، و"إيني".
ولكن اعتبارًا من الآن، تم الاعتراف رسميًا بشركة "أرامكو" السعودية كشركة نفط وطنية، وتنظر إليها الأسواق على أنها حضور مستقر ومحافظ في صناعة النفط، وفقًا للتقرير.
ومع ذلك، فإن هذا التصور يتطور، ويحدث التحول بشكل أسرع مما يدركه العديد من المحللين.
وفي حين أنها لا تزال مملوكة ومتأثرة باستراتيجيات الحكومة السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فقد أصبحت "أرامكو" لاعباً دولياً مهماً.
اقرأ أيضاً
أرامكو تكمل استحواذها على حصة في شركة بتروكيماويات صينية
واستحوذت الشركة مؤخرا على العديد من الأصول في أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وأعادت تشكيل هيكلها العام، بحيث أصبحت أقرب إلى شركة النفط الوطنية الدولية، أكثر من كونها شركة نفط وطنية تقليدية.
وأشار التقرير إلى العلاقة بين "أرامكو" وصندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي السعودي)، حيث تتدفق الإيرادات، الداخلية والخارجية، بين هذين الكيانين القويين.
ويأتي جزء كبير من رأس المال المتدفق إلى صندوق الاستثمارات العامة داخل المملكة مباشرة من ممتلكاته وملكيته لشركة "أرامكو".
وفي الوقت نفسه، يدعم صندوق الاستثمارات العامة بشكل متزايد عمليات الاستحواذ الدولية في قطاع النفط والغاز التي تتوافق تمامًا مع مصالح "أرامكو".
وفي الآونة الأخيرة، عاد الاهتمام إلى الطرح العام الأولي رفيع المستوى لشركة "أديس" القابضة، وهي شركة حفر سعودية عملاقة مدعومة من صندوق الاستثمارات العامة.
وأعلنت شركة "أديس" عن السعر النهائي للاكتتاب العام، متجاوزًا التوقعات الأولية ويقدر قيمة الشركة بأكثر من 4 مليارات دولار.
اقرأ أيضاً
أرامكو السعودية تجري محادثات للاستحواذ على فالفولين الأمريكية
وقد حظي الاكتتاب العام باهتمام كبير من المستثمرين المؤسسيين، حيث بلغ إجمالي الطلبات 76.5 مليار دولار، ما يؤكد نجاح جاذبية قطاع النفط والغاز السعودي.
ويرتبط نجاح شركة "أديس" ارتباطًا وثيقًا بحضورها الكبير في السعودية، باعتبارها شركة حفر رئيسية لشركة "أرامكو"، ولكنه يشير أيضًا، وفق التقرير، إلى فرص التوسع الدولي في السنوات المقبلة.
وما بدأ كشركة حفر أصبح لاعبًا رائدًا، حيث عزز المصالح السعودية ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولكن من المحتمل أن يمتد إلى مساعي "أرامكو" في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ويعمل صندوق الاستثمارات العامة كذراع استثماري مالي لـ"أرامكو" في الخارج، ويمكننا أن نتوقع المزيد من التطورات في المستقبل.
وفي عام 2022، استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على حصص أقلية في العديد من الكيانات المصرية المرتبطة بالهيدروكربونات، مما يشير إلى الاهتمام المتزايد بقطاع الطاقة في المنطقة.
ومن الممكن إجراء المزيد من الاستثمارات في البنية التحتية للغاز والنفط في مصر، بما في ذلك حصة في شركة طاقة عربية.
اقرأ أيضاً
أرامكو تتجه للاستحواذ على حصة بأكبر مجمع تكرير في الهند
وبالإضافة إلى ذلك، أنشأت "طاقة عربية" مشروعًا مشتركًا داخل المملكة، يتماشى مع الاستثمارات اللوجستية والصناعية البحرية المتنامية في السعودية.
وبينما يستحوذ صندوق الاستثمارات العامة على مجموعة من الأصول، تنشط أرامكو أيضًا، حيث يُظهر استحواذ "أرامكو" على شركة "إسماكس" التشيلية، بإيرادات تبلغ 2.5 مليار دولار في عام 2022، يعكس اهتمامها بالتوسع في مجال الصناعات التحويلية في أمريكا اللاتينية.
فيما تفتح هذه الخطوة الأبواب أمام "أرامكو" لتأمين منافذ لمنتجاتها المكررة وتعزيز عمليات البيع بالتجزئة الدولية، خاصة بالنسبة لمواد التشحيم التي تحمل علامة "فالفولين".
ووفق التقرير، فإن الصورة الأوسع تكشف أن السعودية تشرع في الاشتراك في الحملة الترويجية الكبيرة لقبضتها على قطاع المصب، مع احتمال التوسع في المنبع في المستقبل القريب.
وعلى عكس شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، التي ركزت على أصول المنبع.
وقال التقرير: "الموارد المالية المتنامية لأرامكو، إلى جانب دعم صندوق الاستثمارات العامة، شاهد إلى أن خطوة مماثلة قد تكون وشيكة".
واختتم: "تتطلع السعودية إلى التوجه الحالي نحو الخارج، وتدرك أهمية القوة الجيوسياسية والكفاحية على الساحة الدولية، ومن ثم تم التحقق من أول نتيجة من قوة أرامكو في الشؤون العالمية، مع أهداف في مصر أو العراق، والتوسع في أمريكا اللاتينية، وأفريقيا، وغيرها من المناطق المنتجة للطاقة".
اقرأ أيضاً
"أرامكو" تسعى لدعم استحواذها على "سابك" بـ70 مليار دولار
المصدر | أويل برايس - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أرامكو السعودية استحواذ النفط صندوق الاستثمار الصندوق السيادي صندوق الاستثمارات العامة النفط والغاز المزید من اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
دور الذكاء الاصطناعي والبيانات في تحويل قطاع النفط والغاز في الشرق الأوسط
محمد زواري، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا في سنوفليك
تُمثل الطاقة العمود الفقري للاقتصاد العالمي، ويحتل الشرق الأوسط مركز الصدارة في هذا التحول. ومع توقعات أوبك” بأن تُوفر المنطقة ما يقرب من 60% من صادرات النفط العالمية بحلول عام 2050، يُصبح دور الطاقة أكثر أهمية من أي وقت مضى. تُبادر الحكومات في جميع أنحاء المنطقة، بدمج مبادرات التحول الرقمي في استراتيجياتها الوطنية. وتُشير هذه الجهود إلى التزام المنطقة بالابتكار والاستدامة الاقتصادية طويلة الأجل.
ونظراً لأن صادرات النفط لا تزال تُمثل حوالي 30% من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، تبرز البيانات والذكاء الاصطناعي كأدوات حيوية في هذا التطور، فهي تُمكّن الشركات من تحديث بنيتها التحتية، ومواءمة القرارات التشغيلية مع أهداف أعمالها على المدى الطويل.
الطاقة في العصر الرقمي
الآن، أصبح من الأهمية بمكان أن تدمج شبكات الكهرباء وآبار النفط القديمة، التي يعود تاريخها إلى عشرات السنين، ملايين الأصول الممكّنة بإنترنت الأشياء، مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية، مما يُقدّم كميات ضخمة من البيانات التشغيلية، ويتطلب قدرة هائلة على الاستيعاب وإمكانات تحليلية فعالة لاتخاذ قرارات أذكى وأسرع.
أضف إلى ذلك التأثير الناجم عن الأحوال الجوية القاسية، والأوضاع الجيوسياسية المتقلّبة، وانقطاع مصادر الطاقة المتجددة، وعجز الأدوات التقليدية عن مواكبة هذه التطوّرات. ورغم أن العقود طويلة الأجل مع الشركاء العالميين مثل الصين واليابان والهند توفّر بعض الأمان، إلاّ أن تحليلات البيانات المتقدمة أصبحت الآن ضرورية لإدارة المخاطر المالية وتخفيفها. تدمج النماذج التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي البيانات الخارجية والداخلية للتنبؤ بتقلبات السوق واتجاهات الطلب بدقة أكبر.
تواجه الشركات الآن مطالب متزايدة للالتزام بالشفافية في استراتيجياتها البيئية والاجتماعية ومبادرات الحوكمة، بينما يسعى المستهلكون إلى أنظمة طاقة منزلية سهلة الاستخدام وقائمة على التكنولوجيا. لهذا، ينبغي أن تتميز شركات الطاقة بالمرونة والاستباقية للحفاظ على قدرتها التنافسية. يكشف تقرير “اتجاهات البيانات” من سنوفليك أن 90% من البيانات المؤسسية غير منظمة، مما يجعل البنية الأساسية للبيانات المركزية القابلة للتطوير أولوية قصوى.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبيانات على أرض الواقع
تتجه شركات الطاقة نحو منصات البيانات الموحدة لتمكين التعاون بين مختلف العمليات وتوليد رؤى آنية، كما أن دمج البيانات التشغيلية والمالية وبيانات العملاء في مصدر واحد موثوق يضمن اتخاذ قرارات متسقة ومستنيرة عبر سلسلة القيمة.
يُواصل الذكاء الاصطناعي في إحداث تحوّل جذري على كافة المستويات، من صيانة المعدات إلى التداول وإشراك العملاء. يحدّد تعلّم الآلة أي تناقضات أو أعطال بصورة لحظية تقريباً، مما يدعم الصيانة التنبؤية ويُقلل من تكاليف التوقف. وفي مجال التداول، يُحسّن الذكاء الاصطناعي توقعات أسعار السلع ويساعد الشركات على إدارة مخاطر محافظها الاستثمارية بشكل استباقي.
أما فيما يتعلّق بالحلول المُوجّهة للعملاء، يُساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي والبيانات الآنية في تقديم توصيات مُخصصة وأدوات إدارة طاقة سهلة الاستخدام، مما يُحسّن رضا العملاء ويعزّز ولائهم في سوق تنافسية للغاية.
تُواصل المؤسسات التي تستثمر في البنية التحتية للبيانات تحقيق نتائج ملموسة، حيث تُشير أبحاث سنوفليك أن 92% من أوائل المستخدمين قد حققوا عوائد من استثماراتهم في الذكاء الاصطناعي، ويخطط 98% منهم لزيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي في عام 2025. ومع توقع مساهمة الذكاء الاصطناعي بنسبة تتراوح بين 20% و 34% في اقتصادات الشرق الأوسط، ستشكّل هذه التكنولوجيا مستقبل عمليات الطاقة.
الفصل التالي
ستساهم رقمنة العمليات، وإدارة التقلّبات، وتوقع متطلبات العملاء المتطورة بترسيخ مكانة الشرق الأوسط كقوة عالمية في مجال الطاقة. ومع استمرار النقص في الكفاءات وتجزؤ الأنظمة، تُقدم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والبيانات القابلة للتطوير نموذجاً للمرونة والابتكار والنمو المستدام في ظل مشهد عالمي سريع التغير.