مأساة درنة.. حاملة المروحيات «ميسترال» تتحول لأكبر مستشفى ميداني
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
مأساة «درنة».. قريبا مؤتمر لإعادة الإعمار.. ومصر تواصل جهود الإنقاذ
تتواصل جهود الإنقاذ في مدينة «درنة» الليبية، رغم مرور 15 يومًا على الكارثة التي خلفها الإعصار «دانيال» أحد أكبر الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها ليبيا الشقيقة، بحكم ما خلفه من خسائر بشرية ومادية، بعدما جرفت المياه أكثر من ربع المدينة إلى داخل البحر.
وتجاوزت أعداد الوفيات من جراء الإعصار «دانيال» حاجز الـ11300 شخص، وفقد نحو 10100، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الذي أشار إلى نزوح أكثر من 40 ألف شخص من مدينة درنة نتيجة الإعصار.
يأتي هذا فيما دعا رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، أسامة حماد، المجتمع الدولي لـ«المشاركة في مؤتمر إعادة اعمار مدينة درنة، والمدن والمناطق المتضررة، شرق ليبيا، بعد كارثة السيول والفيضانات» المقرر عقده في العاشر من أكتوبر المقبل.
ويسعى مؤتمر إعادة إعمار درنة إلى «تقديم رؤى حديثة وسريعة لإنقاذ المدينة والطرق والسدود التي تحمي المدن والمناطق من أي كوارث طبيعية مقبلة» وطالب رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي الأمم المتحدة بالمساعدة في تنظيم المؤتمر ورعايته.
ونظرا لما قامت به الحكومة المصرية من سرعة استجابة في إغاثة ليبيا تطالب نخب سياسية ليبية بإسناد عمليات إعادة إعمار مدينة درنة للشركات المصرية، صاحبة الخبرة في هذا المجال، خاصة مع قرب الموقع الجغرافي بين البلدين.
يأتي هذا فيما تواصل القوات المسلحة المصرية إغاثة أهالي درنة ومناطق الجبل الأخضر التي تعرضت للفيضان، حيث تحولت حاملة المروحيات (ميسترال) التابعة للأسطول المصري إلى مدينة عائمة، مجهزة بكافة المعدات والأجهزة الاغاثية التي تحتاجها المدينة المنكوبة.
وتمكنت الميسترال (جمال عبد الناصر) من توفير مستشفى ميداني ضخم علي سطحها لمعالجة من يتم إنقاذه من الضحايا المصابين والأحياء الذين يحتاجون إلى إعادة تأهيل نفسي وصحي من الذين تعرضوا للرعب الذي عاشوه بسبب الإعصار المدمر الذي عاشته درنة وما حولها.
كما تمكنت عشرات الطائرات (الهليوكوبتر) المصرية من إنقاذ عشرات الأحياء في مدينة درنة الليبية، واستخراج عدد كبير من الجثث والسيارات التي غمرتها المياه، خلال الإعصار الذي قذف بها إلى قاع البحر المتوسط.
وكانت حاملة المروحيات قد بادرت بتفريغ حمولاتها من الحاويات التي تحتوي علي أطنان من الحصص الغذائية والمواد الاغاثية وتسليمها إلى السلطات الليبية لتوزيعها على ضحايا المناطق المنكوبة في درنة وباقي مدن وأحياء الجبل الأخضر.
كما استقبل المستشفي الميداني المجهز على سطح الميسترال (المجهزة بأحدث المعدات والأجهزة الطبية فضلا عن عدد كبير من أمهر الأطباء المصريين أصحاب الخبرة في جراحات طب الطوارئ وكذلك أطقم الإسعاف المدربين) العديد من الحالات المصابة.
ونجحت عناصر البحث والإنقاذ المصرية في انتشال الكثير من الجثث التي جرفتها السيول إلى داخل البحر، وانتشال سيارات ومعدات بعد غوصها في القاع، فيما يستقبل معسكر الإغاثة المصري في منطقة، مرتوبة، حالات مصابة، ويوفر سبل الإعاشة والتأهيل للناجين.
وفيما تتابع فرق الإنقاذ المصرية الحالات المصرية التي أضيرت بسبب الإعصار، من خلال توفير وسائل الإعاشة لهم، وعلاج المصابين، قالت مصلحة الطرق والجسور التابعة لوزارة المواصلات الليبية: إن نسبة الأضرار في البنية التحتية بالمناطق المنكوبة حوالي 70%.
وبلغت الأضرار في الطرق العامة حوالي 50% كما تم رصد انهيار 11 جسرا من جراء السيول من بينها جسران يربطان درنة بمدينتيْ سوسة والقبة و6 جسور داخل درنة و3 جسور في الطريق الممتد بين شحات وسوسة.
وأعلنت اللجنة الفنية لحصر الأضرار المشكلة من مصلحة الطرق أن شبكة الطرق المنهارة في درنة تقدر بـ30 ألف كيلومتر وأن المساحة التقديرية المتضررة في محيط الوادي تقدر ب 90 هكتارا.
وشرعت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين بأخذ عينات الحمض النووي لجثث مجهولة الهوية وتجاوزت أعداد العينات التي تم أخذها الـ70 عينة، فيما أشارت إحصائيات إلى أن عدد الجثث التي تم انتشالها حوالي 4 آلاف جثة تقريبا.
ويبلغ عدد المباني المتضررة من الإعصار دانيال ما يقرب من 6142، فيما يبلغ عدد المباني المدمرة بشكل كامل حوالي 891 مبني، وعدد المباني التي تضررت بشكل جزئي حوالي 211 مبني ونحو 398 مبني غمره الوحل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: عبدالفتاح السيسي إعصار دانيال ماساة درنة مستشفى ميداني ميسترال مدینة درنة
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر الأقصى فيما يسمى يوم خراب الهيكل؟
سيكون المسجد الأقصى المبارك يوم الأحد المقبل على موعد جديد من الانتهاكات الصاخبة، مع إحياء المتطرفين لما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" الذي يعتبره اليهود يوم حزن وحداد على ما يسمونه تدمير "الهيكلين" الأول والثاني.
ففي العام الماضي اقتحم المسجد في المناسبة ذاتها 2958 متطرفا ومتطرفة، وتحشد الجماعات المتطرفة أنصارها هذا العام لتنفيذ اقتحام وانتهاكات مماثلة، في حين يرى مراقبون أنها ستتصاعد في ظل الصمت العربي والإسلامي المطبق، وفي ظل تربع الأحزاب المتطرفة على عرش الحكومة الإسرائيلية الحالية.
ويدّعي اليهود أن البابليين دمروا "الهيكل الأول" عام 586 قبل الميلاد، وأن الرومان دمروا "الهيكل الثاني" عام 70 للميلاد، وبالتالي يجب تلاوة نصوص من "سِفر المراثي" يوم التاسع من أغسطس/آب حسب التقويم العبري من كل عام داخل الكنس.
وتتناول هذه المرويات "احتلال البابليين للقدس وتهجير اليهود من بلادهم إلى أرض بابل (جنوب العراق) حيث مكثوا 70 عاما حتى أذن لهم ملك فارس كورش بالعودة إلى القدس وإقامة الهيكل الثاني الذي دمره الرومان لاحقا".
ويصر المتطرفون على اقتحام المسجد الأقصى المبارك في هذه المناسبة، ويرفضون إحياءها في كنسهم فقط، وكان إدخال لفائف "الرثاء" وقراءتها داخل المسجد الأقصى من بين الانتهاكات التي سُجلت في الأعوام السابقة.
كما سُجّل في المناسبة ذاتها من العام المنصرم انتهاكات عدة أبرزها رفع العلم الإسرائيلي، وأداء طقس السجود الملحمي (الانبطاح الكامل واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل) جماعيا، والرقص والغناء، إضافة إلى اقتحام عدد من أعضاء الكنيست والوزير إيتمار بن غفير.
وتحلّ الذكرى هذا العام بعد أسابيع من إصدار بن غفير تعليمات لضباط الشرطة بالسماح للمستوطنين بالرقص والغناء في الساحات، وبعد إعلانه -خلال اقتحام نفذه للمسجد في مايو/أيار المنصرم- أيضا أنه "أصبح من الممكن الصلاة والسجود في جبل الهيكل".
الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المسجد الأقصى سابقا عبد الله معروف قال للجزيرة نت إن الذكرى هذا العام ستكون من أخطر أيام السنة على المسجد، في ظل الاقتحامات التي ستنفذها جماعات المعبد المتطرفة حيث تعمل على أن يكون هذا اليوم هو يوم الاقتحام الأكبر.
إعلانوبالتالي -يضيف معروف- تنبع خطورة الحدث ابتداء من أنه يحل في ظل اصطفاف الحكومة الإسرائيلية بكل أذرعها مع جماعات المعبد المتطرفة في صف واحد باتجاه تغيير الوضع القائم في الأقصى، وهو ما قام به بالفعل الوزير بن غفير.
فالوضع القائم لم يعد موجودا -وفقا للأكاديمي المقدسي- بعد أن سمح هذا الوزير المتطرف للمستوطنين بأداء الصلوات داخل الساحات في عام 2024 المنصرم، وبعد سماحه خلال العام الجاري بالرقص والغناء في أولى القبلتين.
"ستحاول جماعات المعبد المتطرفة هذا العام أن يكون اقتحامها نوعيا بشكل كبير، وتكمن خطورته في أنه سينفذ في ظل تخاذل غير مسبوق من العالمين العربي والإسلامي، وصمت مطبق على ما يجري من انتهاكات غير مسبوقة في ظل المطالبات العلنية لإقامة كنيس داخل أولى القبلتين" أضاف معروف.
انتهاكات خطيرة لم يشهدها الأقصى منذ احتلاله.. كيف مرت ذكرى "خراب الهيكل" على المسجد الأقصى المبارك؟ pic.twitter.com/9J4QJg6fUF
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) August 13, 2024
خطر متصاعد وصمت مطبقوبالنظر إلى ما جرى خلال الأشهر الماضية وخاصة فيما يسمى "يوم القدس" أكّد الأكاديمي المقدسي أن الجماعات المتطرفة ستعسى لتسجيل رقم قياسي جديد في إحياء لهذه الذكرى، وستكون هناك محاولة للانتقال إلى مرحلة جديدة في الأقصى قد يكون عنوانها محاولة تنفيذ طقوس لا علاقة لها بالمناسبة التي يقتحم المستوطنون المسجد لأجلها.
فعلى سبيل المثال "لا يرتبط طقس ذبح القرابين الحيوانية بخراب الهيكل، لكن قد يُقدم المتطرفون على تنفيذه، كما فعلوا في عيد الفصح الصغير، وكما أدخلوا القرابين المذبوحة خلال عيد الأسابيع اليهودي في الشهر المنصرم".
ويرى معروف أن ذلك ممكنا لأن الجماعات المتطرفة ترى أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب لبدء إقامة كنيس داخل المسجد، لأن الجو العام يساعد على ذلك من صمت عربي وإسلامي على ما يجري في كل من غزة والخليل والقدس.
وختم الأكاديمي المقدسي حديثه للجزيرة نت بالقول إن الاحتمالات كلها مفتوحة، ولا أحد يستطيع أن يتوقع إلى أين يمكن أن تسير الأمور في مدينة القدس، طالما أن جماعات المعبد وتيار الصهيونية الدينية على رأس حكومة الاحتلال، خاصة أن "هذا الظرف الذي نمر به الآن يأتي في ظل انعدام احتمالية سقوط حكومة نتنياهو بسبب دخول الكنيست في الإجازة الصيفية التي تستمر 3 أشهر".
وبالتالي مستوى الوحشية لدى تيار الصهيونية الدينية وجماعات المعبد المتطرفة قد يكون غير مسبوق في الأقصى، "وهنا أحذر وأقول إن الرادع الوحيد للمستوطنين هو التأزيم الشعبي، وما دام الاحتلال لا يشعر أن هناك أزمة قد تحدث بسبب أفعاله ولا ثمن يدفعه، فإنه سيقوم بأي شيء باتجاه الوصول لهدفه وهو إقامة كنيس داخل المسجد في الفترة الحالية".