السومرية نيوز – محليات

بالرغم من دراسته هندسة الأجهزة الطبيَّة، إلا أنَّ الشاب أحمد ناجح احترف مجال الأمن السيبراني منذ تسعة أعوام، والمعروف بحماية البرامج، والشركات من التصيد والهجوم الرقمي، وكانت بدايته في تحليل الفيروسات واكتشافها، ثم تحول في العام 2017 إلى لويب سكيورتي، وفي 2019 دخل مجال Bug hunter، وهو مشابهٌ للويب سكيورتي، لكنْ في هذا المجال يقوم باكتشاف الثغرات التي تحصل داخل المواقع، وسيرفرات الشركات، ويقوم بإبلاغها للشركة نفسها، لكي يتم إصلاحها والحصول على مكافأة منها.


وأكد أحمد ناجح، أنَّ "معظم هذه الثغرات خطير جداً، ويمكن بيعها في السوق السوداء، والحصول على أكثر من 100 ضعفٍ من مبلغ الشركة، مثل الثغرات التي تسمى بـ 0 day، ويتم بيعها مقابل مبالغ ضخمة جداً، ويتم شراؤها من قبل الدول أو الحكومات، لكي تستغلها لمصالحها، مثل التجسس على الدول المعادية وغيرها".

اكتشف ناجح أكثر من 400 ثغرة في مختلف الشركات والحكومات، منها الخطرة التي تسبب في اختراق قواعد البيانات، والوصول للمستخدمين، وفي موقع غوغل حصل على ثغرة يستطيع أي شخص استخدام بريد شخصٍ ثانٍ للتعليق منه، كما داخل شركة آبل تمكن من إيقاف أحد مواقعهم بشكلٍ نهائي، وفي أحد بنوك العملات المشفرة توصل إلى هويات وجوازات المستخدمين، وفي جامعة عالميَّة توصل إلى قاعدة البيانات الرئيسة للطلاب، وأيضاً الإدارة الكاملة لحساباتهم، كما توصل في وكالة ناسا لثلاث قواعد بيانات تابعة لهم، واكتشاف ثغرة تمكنه من قراءة الملفات الداخليَّة لهم، وغيرها الكثير.

قام ناجح بتطوير قدراته ومهاراته بالتعلم الذاتي، من خلال الكتب المهمة والكورسات، والتركيز على التطبيق العملي، فكان يدرس 20 ساعة في اليوم، وأشار إلى أنَّ الهدف الأساس بدخوله هذا المجال هو وضع اسمه في لائحة الاعتراف، كباحثٍ أمني في جميع الشركات العالميَّة، وحقق طموحه، إذ وضع اسمه في العديد من الشركات، ومنها غوغل، وآبل، ومايكروسوفت، ووكاله ناسا، وادوبي، وديزني، ونوكيا، وشاومي وسوني، وأيضاً الحكومات، ومنها لوس انجليس، وسنغافورا، وكاليفورنيا، وكذلك في بعض الجامعات، كجامعة تكساس، واكسفورد، وكامبردج، وسبب استمراره لفترة طويلة، لشغفه بالمجال وتحقيق ما يسعى إليه.

اوضح، "تنظيم الوقت بين الدراسة والعمل، كان السبب الرئيس للنجاح بالمجالين، ففي أوقات العطل، كنت أتجه إلى العمل، أما في أيام الدراسة أو الامتحانات فأقوم بالقراءة". ويطمح إلى تأسيس شركة سكيورتي خاصة في مواقع وسيرفرات الشركات العراقيَّة، من خلال استثمار الخبرات العراقيَّة المتوفرة، التي لو تمَّ العمل عليها سيتحول البلد إلى رقمي في جميع مجالاته، واستخدام خبرات قوية واحترافيَّة حتى لا تخترق البيانات، كما حصل منذ فترة قليلة في أحد المواقع الإلكترونية، فكان الموقع ضعيفاً جداً، ويسرب بيانات المستخدمين، ونال ناجح شهادة تقديريَّة من جامعته في كلية الحسين، بسبب نجاحاته الكثيرة، وشهادات أخرى في مجال عمله، بحسب الصحيفة الرسمية. 

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

الممارسات الاجتماعية في بعدها الثقافي

لا يكاد ينفك المفهومان (الاجتماعي/ الثقافي) عن بعضهما في كل تقاطعات السلوكيات والممارسات الاجتماعية، فكلاهما مرتبط بالآخر جملة وتفصيلا، وحجبا وتفسيرا، وعملا ونتيجة، بخلاف الأبعاد الأخرى: الاقتصادية، السياسية، الدينية وإن كان لهذه الأبعاد شيء من العلاقات، ولكنها لن تكون مباشرة ضمن الكينونة المتفاعلة لمختلف الممارسات كما هو الحال في البعدين: الاجتماعي والثقافي، فبقدر اجتماعية الإنسان – كما هي الفطرة – تكون ثقافته، وهي محصلة السلوكيات والممارسات والمفاهيم الاجتماعية، ومجموعة العلاقات الحاكمة بينهما، والضابط لهذه الممارسات القائمة، لكل مجموعة بشرية، أينما كان معيشتها، وموقعها وأهمية هذا الموقع، ومستويات هذه المعيشة، وأشكال وأنواع هذه التفاعلات القائمة بينهما، وقد يرى البعض أن الفعل الثقافي هو الأول، وقد يرى آخر، أن الفعل الاجتماعي هو الأول – وأنا واحد من يتفق مع الرأي الأخير – ذلك أن الثقافة كمفهوم وكممارسة هي نتيجة لما يكون عليه واقع الممارسات الاجتماعية ، كما أنه يشكل الواجهة أو «الديكور» بالمصطلح الحديث، ولو ضربنا لذلك مثلا بالكرم، وهو أحد الممارسات الاجتماعية المهمة خاصة في المجتمعات التقليدية وذلك لأن لها نظامها وقوانينها، واستحقاقاتها، وتفاصيلها الدقيقة، فخطوات هذا الكرم – التي تؤسسها العلاقات الاجتماعية - تعكس ممارسات ثقافية لدى الشعوب، فهناك من لا يقبل بغير أن يقدم لضيفه الوجبات الدسمة على اختلاف أنواعها وأصنافها، وهناك من يكتفي بـ «بشرب الشاي» ومعنى هذا لا يمكن أن تعاتب الأول على أنه مسرف أو مبالغ في إكرام ضيفه فهذه ثقافته التي تربى عليها، ولا تستطيع أيضا أن تعاتب الثاني على أنه بخيل، وذات الحكم ينطبق عليه في استلهامه لثقافة من كان قبله، وعند كلا الجانبين هناك تعزيز وتقدير للعلاقات القائمة بين الطرفين (الضيف/ المضيف) وهذا التقدير عند من يفهمه لا يقف عند نوع وكثر ودسامة الوجبة المقدمة، وإنما ما يتم تقديمه يظل مقبولا ومستساغا ومقدرا، لأن كلا الطرفين استوعب التسلسل الثقافي عمّن كان قبلهما وفق تراتبية معينة يصدرها الأكبر سنا للأصغر، وبالتالي فلا يمكن للأول أن يتنازل عنها، ولا يمكن للآخر أن يزيد عليها إلا في حالات استثنائية تقدر بظرفيتها الزمنية، وحتى عند الأول قد لا يكتفي بتقديم ذبيحة واحدة، أو صنف واحد من الوجبات، وقد يعاتب نفسه على أن قصر في حق مضيفه، وهناك صورة «بانورامية» لكل الحفاوة المقدمة للضيف تشتمل على أنواع الأواني، وأنواع الوجبات، ونوع المجلس وضخامته وتأثيثه، وهناك كما يعلم الجميع عند البعض مجالس مخصصة لعلية القوم، وأخرى للأدنى، فكونك فردا عاديا لست ضيفا، أو لا تمثل مستوى اجتماعيا أو إداريا، أو وجاهيا، أو ذا قيمة اعتبارية، فتوقع أن يقدم لك أدنى ما يمكن أن يقدم، حتى ولو اختصك مضيفك بشيء من عبارات الترحيب أو الود الظاهر، بخلاف الآخر، الذي قد ترش الأرضية الخارجية بالماء خوف تطاير الغبار عند وصول الضيف.

وهذه كلها ليست جديدة على الثقافة الاجتماعية، فهي معروفة ومعايشة، وتمارس بحالة طبيعية ومعتادة، وكما ينطبق على الكرم، ينطبق أيضا على المواسم السنوية في حياة الأفراد، كالأعياد، ومواسم القيظ عندنا هنا في عمان، وعند الأمم الأخرى التي تخصص أياما لقطاف الزيتون، أو أي شجر منتج يحتفى به سنويا، لأنه يمثل رافدا اقتصاديا مهما في حياة الناس، وكذلك مناسبات الأعراس، ومناسبات «تطهير» الأطفال الذكور في المجتمع المسلم، ففي كل هذه المناسبات مع أن كلها مناسبات اجتماعية ما عدا عيدي الفطر والأضحى وفيهما أيضا تتداخل العلاقات الاجتماعية وممارساتها حيث تزيد من تعاضد وتكاتف أبناء المجتمع الواحد، حيث تتوارى الذاتية هنا، وتبتعد عن الاشتغال العام، فتزداد الُلحم الاجتماعية، وتتقوى، وقد تنشأ علاقات جديدة تزيد من الترابط والتعاون، وهو ما يعكس المضمون الحقيقي لمفهوم الاجتماعية، وتأتي الثقافة لتغلف كل هذه التفاعلات بغلاف جميل براق يعكس هوية هؤلاء المتفاعلين، وأمزجتهم، وأذواقهم، ومدى الرفاه المادي عند البعض، من حيث إعطاء المظاهر ما يدل على ذلك، وبالتالي فمن خلال هذه المناسبات تستطيع أن تحدد أي شعب هذا الذي يحيي هذه المناسبة أو تلك، حيث يتضح ذلك من خلال التنوع الثقافي الذي تظهر عليه الفعالية المقامة، والذي يبدو في مجموعة من الصور الفنية ذات الطابع الاحتفالي التي تتخلل المناسبة.

ولتقريب المشهد أكثر، نرى في المهرجانات الدولية عند إحياء الأيام العالمية أو الدولية لمناسبة ما، حيث تختلط فيها العلاقات الاجتماعية مع الممارسات الثقافية، وفي ذلك تتباين الشعوب في تنفيذ الفعالية، مع أن عنوانها عالمي أو دولي سواء من حيث أنواع الملبوسات، أو أنواع الأطعمة، أو أنواع الأقنعة، أو أنواع الفنون الشعبية، أو أنواع الرسوم على الوجه، أو أنواع المجسمات «الكرنفالية» الحاوية لأنواع الفنون التي تتميز بها كل دولة على حدة، كما تتمايز هذه المهرجانات في توقيتاتها، الصيفية أو الشتوية، وفي مددها الزمنية ليوم أو أكثر، وقس على ذلك أمثلة كثيرة، فهي من حيث اجتماعيتها تحتوي على عدد كبير من الناس، وهناك من يسافر ويقطع المسافات الألفية من الكيلومترات، وفي كل ذلك بواعثها اجتماعية الإنسان، التي لم تستطع أقسى الحروب وأشدها فظاعة من إسقاطها من اهتمامات الأفراد كل على حدة، وفي كل ذلك أيضا بواعثها ثقافية من حيث مجموعة التفاصيل الدقيقة التي تتلون بها، ولا يمكن البديل عنها لتنفيذها، وهي الفاعلة في حياة الناس من حيث التأثير والتأثر، حيث تتم الاستفادة الكبيرة من ذلك، من خلال تطبيق الكثير من التجارب الدولية، وتنفيذها في مواقع جغرافية أخرى، قد تبعد هي الأخرى آلاف الكيلومترات عن منبعها الأصل.

تبدو صورة الفعل الاجتماعي أكثر وضوحا في الحالة الميكانيكية لتفاعلات الأفراد، في الانتقال من هنا إلى هناك، في الاختيار هذا عن ذاك، في التبديل هذا بذاك، أي أن الفعل الميكانيكي يبدو أكثر وضوحا، وأكثر استيعابا، فتعليم الطفل بالترحيب بالضيف، أو باحترام الجار، أو بالمشاركة في ميادين المناسبات التي تقام في الحي، كل ذلك يستدعي أن يكون الطفل قد استوعب من سلوك الأكبر سنا هذه الممارسات المادية المباشرة، فتأتي المرحلة الثقافية بعد ذلك، من حيث أن هذا الترحيب يحتاج إلى لطف في العبارة، وإلى تعليم مفردات متزنة خاصة بالترحيب، وإلى مقابلته بثوب نظيف، وبابتسامة صادقة غير متكلف بها، وفي احترام الجار المعاملة الحسنة، وعدم إيذائه بالكملة الجارحة، والفعل السيئ، وإشعاره بأنه مرحب به، ومحترم، وآمن لا يخاف ما تحتويه الصدور، مع إهدائه الكثير من الود والتعاون، ومؤازرته في الصغيرة والكبيرة، وبعد إحساسه بأنه وحيد في الحي، ولو كان غريبا عن بيئة المجتمع، وفي ميادين احتفالات أبناء الحي بالمناسبات السعيدة، تظهر البهجة والسرور، وبالملابس اللائقة المعبرة عن بهجة النفس، ومسرة القلب، وبالكثير من الزينة غير المبالغ في إبدائها، من غير إيذاء لمشاعر الآخرين، وفي مواقف الحزن والترح، تتضاءل كل هذه الصور الاحتفالية، ويكون الاعتدال في السلوك، وحتى في ارتداء الملابس المعبرة عن الهدوء والاتزان، والسمت الاجتماعي، ففي كل هذه الصور تسود الثقافة كنتاج للحالة الموجودة، وهي حالة يصفها البعض بـ «المتخيلة» أي يتم استحضارها لما هو عليه الواقع الآني المتشكل في تلك اللحظة، حيث تستدعي تلك اللحظات مجموعة من الـ «إسعافات» الثقافية التي من شأنها أن تحافظ على كثير مما يجب أن يكون دون أن تثير أية زوبعة تفسدها.

ما يجب أن ينظر إليه في هذه المناقشة أن الفعل الاجتماعي قد يكون فعلا متكررا في تجربة الممارسات الاجتماعية ، أما ما يذهب إليه المعنى في الفعل الثقافي أنه فعل تراكمي بنائي متجدد، وبقدر ما يؤصل البنيوية السلوكية بما فيها من التاريخ، والقناعات، وعمليات التأثير والتأثر، إلا أنه يزيد عليها ملامح حيوية معبرة عن العصر، وعن تطلعات الأفراد، وقدرتهم على الابتكار والتميز، فالثقافة فضاء يمتزج فيه السلوك بالقناعة والتوظيف، وبما يؤصل الهوية في الوقت نفسه.

أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفي عماني

مقالات مشابهة

  • الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار يشارك في الملتقى الأول لبنك التنمية الجديد في مصر
  • الرئيس التنفيذي لهيئة الاستثمار والمناطق الحرة يشارك في الملتقى الأول لبنك التنمية الجديد في مصر
  • دبي بيئة خصبة لاحتضان ونمو الشركات المليارية
  • الأعلى للإعلام: حجب المنصات الإلكترونية التي تعمل دون ترخيص
  • صور.. ذكرى اكتشاف الحيد المرجاني العظيم بأستراليا.. التفاصيل الكاملة
  • رغم استقرار سعره عالميا.. الشركات الكبرى تبتعد عن المضاربة في الذهب
  • الوقائع الخفية لتفريغ السجون .. كيف قام الجنجويد بإطلاق سراح أخطر العناصر الإرهابية في السودان
  • اتحاد الكرة يعد بتنظيم ناجح لمباراة العراق وفيتنام
  • الممارسات الاجتماعية في بعدها الثقافي
  • حمدان بن محمد: نسعى للوصول بدبي إلى المركز الأول عالمياً في العمل الحكومي