بعد ثورة ديسمبر المجيدة توقع معظم السودانيين مستقبلا واعدًا لبلادهم يتم فيه تحقيق العديد من الإصلاحات والتغييرات الأساسية في منظومة البلاد للأفضل .و رغم التحديات التي واجهت حكومة الانتقالية برئاسة الدكتور عبدالله حمدوك إلا أن الأمل الذي كان معقودا عليها في تحسين الاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية وتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية في السودان كان كبيرا.

وقد كان للروح التي سرت في الشارع السوداني والتي شبهها السودانيون بالروح التي عاشها الشعب السوداني إبان فترة الاستقلال الدور الكبير في جعل عامة الناس في السودان وبصورة أقرب للإجماع عازمين على الصبر والتحمل من اجل العبور. وقد بدأت البشريات في تحسن الأوضاع وبدأ السودان يتلمس طريقه للخروج من الأزمة الاقتصادية الطويلة وسعت الحكومة في تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية والتركيز على قطاعي الزراعة والتعدين وضعت الخطط لتطوير البنية التحتية لتسهيل نقل الموارد والبضائع. كما اهتمت حكومة الثورة بالتعليم بتحديث المناهج وتحسين جودة الرعاية الصحية وتوفيرها للجميع. وعملت على تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية وضمان حقوق المواطنين في التعبير عن آرائهم والانخراط في الحياة السياسية بحرية ومكافحة الفساد وتعزيز سيادة القانون.ومع حالة التفاؤل التي سادت في البلاد بعد توقيع اتفاقيات السلام بين الحكومة والحركات المسلحة ارتفع سقف الطموحات نحو بلوغ السودان لمستقبل أكثر إشراقا. يزدهر فيه اقتصاده، وتتطور فيه خدماته المجتمعية، و يتستفاد فيه من ثرواته الطبيعية بشكل أفضل كما تتعزز فيه حقوق المواطنة في البلاد.
ثم جاء انقلاب 25 أكتوبر 2022 الذي ادخل البلاد في نفق مظلم انهارت بعده الطموحات كلها وتبددت على إثره كل الأحلام والآمال حيث ظلت البلاد تتراجع يومياً إلى الوراء بسرعة مخيفة وفشل الانقلابيون حتى الان في تشكيل حكومة تسير أمور البلاد وتصرف شؤون العباد وبالرغم من التاريخ الطويل من الصراعات القبلية المسلحة للبلاد والمعلوم لدى الجميع أقدم الانقلابيين وعن قصد تام على تهيئة الظروف في البلاد لاندلاع حرب أبريل اللعينة . التي تفاقمت على إثرها الأزمة السياسية والاقتصادية وانتشرت حالة عدم الاستقرار على نطاق واسع من البلاد الأمر الذي خلق بيئة تعالت فيها حالات الدعوة إلى الانفصال من قبل القبائل والجماعات المسلحة و شجعها في ذلك انحسار القبضة الأمنية للدولة وغياب دور مؤسساتها مع انتشار السلاح وتزايد أعمال العنف في ألاقاليم البعيدة والأزمة الإنسانية الحادة لملايين الأشخاص المفتقدين للغذاء والماء والمأوى .جعلت هذه الحالة السودان أمام ثلاثة سيناريوهات لا رابع لها
إما أن يكون الشعب السوداني قادراً على التغلب على انقساماته وإقامة حكومة مستقرة تنفذ إصلاحات تحسن الوضع الاقتصادي وتعالج التحديات الإنسانية والأمنية في البلاد.
أو أن ينزلق السودان إلى حرب أهلية فوضوية وتصبح البلاد دولة فاشلة مع الانتشار الواسع للعنف والفقر والمجاعة.
أو أن يظل الوضع في السودان كما هو دولة هشة وحكومة عاجزة عن الحفاظ على الاستقرار وانتقال أعمال عنف والاضطرابات من مكان إلى الآخر في ظل وضع اقتصادي وامني متردي وارتفاع معدلات الفقر والبطالة والنزوح والعجز عن معالجة مشاكل البلاد.

yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان فی البلاد

إقرأ أيضاً:

عقار وموسيفيني .. كشف تفاصيل اتفاقات سياسية وأمنية بين السودان وأوغندا

متابعات ــ تاق برس ــ ابدى نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني مالك عقار  تطلع السودان بأن يقوم الرئيس الأوغندي يورى موسيفيني، بوصفه رئيس جديد للآلية الإقليمية لمراقبة الاتفاق الإطاري للأمن والسلم والتعاون بمنطقة البحيرات العظمى بدور تجاه الأوضاع في السودان بإعتباره منطقة مهمة في المنطقة التي تخشي من استغلال الحركات السالبة لتداعيات انفراط الأمن.

والتقى عقار اليوم ، الرئيس الأوغندي موسيفني، على هامش مشاركته في اجتماعات الآلية الإقليمية لمراقبة الاتفاق الإطاري للأمن والسلم والتعاون بمنطقة البحيرات العظمى المنعقدة بالعاصمة الأوغندية كمبالا.

 

 

وأوضح وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين، في تصريح صحفي اطلع عليه “تاق برس” ، أن نائب رئيس مجلس السيادة، أطلع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني رئيس الآلية، على مجمل تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية في السودان، بجانب تعيين رئيس وزراء جديد، وتشكيل الحكومة المرتقبة خلال الفترة المقبلة.

وأضاف أن اللقاء تطرق إلى الأبعاد الإقليمية للحرب التي شنتها ما اسماها “المليشيا الإرهابية المتمردة” – قوات الدعم السريع،  على السودان والدعم الخارجي لها.

عقارقمة البحيراتموسيفيني

مقالات مشابهة

  • البخبخي: تشكيل البرلمان حكومة جديدة “عبث سياسي”.. و”الرئاسي” يناور للبقاء 
  • الأوضاع الإنسانية في السودان.. حقيقة أم مزايدات سياسية؟
  • عقار وموسيفيني .. كشف تفاصيل اتفاقات سياسية وأمنية بين السودان وأوغندا
  • الأزمة الليبية.. من يُعطّل الحل؟
  • نعم الوضع في السودان ليس ذلك الوضع الذي يصل حد الرفاهية
  • السودان وروسيا .. حلف إستراتيجي ينهي العدوان ويوفر الحماية
  • “ناقش مع عثمان حسين المعضلات” .. والي غرب كردفان يحيي انتصارات القوات المسلحة
  • الإمارات تشارك في اجتماع عربي لحماية حقوق ضحايا الإرهاب
  • الحرب وتفشي الكوليرا ومصادرة حقوق الإنسان
  • بليحق: الطرف الوحيد الذي يرفض تشكيل حكومة جديدة موحدة هو الدبيبة