أخبارنا المغربية ـــ عبد المومن حاج علي

أعادت مطالبة الجيش الإسرائيلي لسكان قطاع غزة بالتوجه نحو الجنوب، الجدل الذي لم يتوقف منذ سنوات طويلة حول تقارير عن مشروع إسرائيلي لتوطين فلسطينيي قطاع غزة في سيناء وإعلان الدولة الفلسطينية هناك، وهو المشروع الذي أعلنت السلطة الفلسطينية رفضه في مناسبات عديدة.

وسبق للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن كشف سنة 2013، أن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي طرح عليه الأمر وعلى حركة حماس، حيث كان المخطط الإسرائيلي واحدا من بين مئات المخططات الأخرى التي رفض الفلسطينيون الإنخراط فيها، لكن ومع تبنيه من طرف مرسي وما نشر حول موافقة حماس آنذاك، عاد المخطط إلى الأضواء وصار مصدر قلق كبير لدى السلطة الفلسطينية التي عبرت عن رفضها القاطع له، وشنت هجوما على حركة حماس متهمة إياها بقبوله لتخرج حماس بعد ذلك وتنفي الأمر.

ومع تطور الأحداث بغزة، في ظل عزم الجيش الإسرائيلي على اجتياح القطاع، عاد إلى الواجهة مخطط "غيورا آيلاند" والذي استمد إسمه من واضعه، جنرال الاحتياط الشهير - غيورا آيلاند - الذي شغل منصب رئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي من سنة 2003 إلى سنة 2006.

فما هو مخطط الدولة الفلسطينية في سيناء "غيورا آيلاند" ؟

تسربت ملامح المخطط لأول مرة في سنة 2000، وكانت مبنية على انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة والذي تحقق فعلا سنة 2005.

ونصت بنود المخطط على :

أولا: أن تنقل مصر إلى قطاع غزة، أراضي من سيناء المصرية، تبلغ مساحتها 720 كيلومترا مربعا، عبارة عن مستطيل ضلعه الأول يمتد على طول 24 كيلومترا على طول شاطئ البحر الأبيض المتوسط من رفح غربا حتى العريش، وبعرض 20 كلم جنوبا. إضافة إلى شريط يقع غرب كرم أبو سالم جنوبا، ويمتد على طول الحدود بين إسرائيل ومصر. وتؤدي هذه الزيادة إلى مضاعفة حجم قطاع غزة البالغ 365 كيلومترا مربعا إلى نحو 3 مرات.

ثانيا: توازي مساحة 720 كيلومترا مربعا نحو 12٪ من أراضي الضفة الغربية. ومقابل هذه الزيادة على أراضي غزة، يتنازل الفلسطينيون عن 12٪ من أراضي الضفة الغربية التي ستضمها إسرائيل إليها، شاملة الكتل الاستيطانية الكبرى، وغلاف مدينة القدس آنذاك.

ثالثا: مقابل الأراضي التي ستتنازل عنها مصر لتوسيع قطاع غزة، ستحصل من إسرائيل على منطقة جنوب غربي النقب، توازي تقريبا مساحة المنطقة التي ستتنازل عنها، وبعد ذلك تسمح إسرائيل لمصر بارتباط بري بينها وبين الأردن، من خلال حفر قناة بينهما، وستمر القناة التي يبلغ طولها نحو 10 كيلومترات من الشرق إلى الغرب، على بعد 5 كيلومترات من إيلات، وتكون خاضعة للسيادة المصرية.

واقترح آيلاند من أجل تنزيل مخططه، أن تطرح أوروبا المشروع وتتبناه الولايات المتحدة ومصر والأردن، لكن الفلسطينيين رفضوه تماما، ليبقى حبيس المشاورات الإسرائيلية الأميركية، حتى اقترح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي توسيع غزة عبر أراضي سيناء على قادة حماس وعلى عباس كذلك.

وكان محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية قد صرح في وقت سابق : "كان هناك تفكير، غيورا آيلاند هو الذي اقترحه، نأخذ من سيناء قطعة ونضيفها إلى غزة يعيش فيها الفلسطينيون ونبني الدولة الفلسطينية، هذا كلام هراء، كيف أبني دولتي على حساب أرض مصر هذا المشروع نرفضه رفضا قاطعا إنه تدمير للقضية".

وأكد عباس أن مرسي عرض عليه توسيع غزة بـ1600 كم، وأوضح: "قلت له إن هذا كلام لا نقبله. قلت له إن إسرائيل تريد أن تلقي بغزة في مصر وهذا يخرب المشروع الوطني الفلسطيني. لم يعجبه الكلام". وقال لي: "هم كم عددهم في غزة بنحطهم في شبرا".

وأثير مجددا أمر المخطط الإسرائيلي في شتنبر من سنة 2014 حيث أفادت تقارير صحفية أن مصر عبد الفتاح السيسي طرحته مجددا على محمود عباس، غير أن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة نغى نفيا قاطعا ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية وتناقلته وسائل إعلام فلسطينية وعربية حول عرض قدمه السيسي لعباس، يقضي بتوسيع قطاع غزة من أراضي سيناء مقابل التنازل عن حدود 4 يونيو 1967.

وقال أبو ردينة إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يعرض ولم يتطرق لمثل هذا الموضوع المرفوض فلسطينيا ومصريا وعربيا لا من قريب ولا من بعيد". 

وأوضح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية آنذاك: "إننا لن نقبل أي عرض لا يلبي طموحات وأهداف شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف"، مشيرا أن "هذا المشروع وغيره من المشاريع الإسرائيلية القديمة الجديدة معروفة لدينا ولدى شعبنا". 

وأضاف: "هذا المشروع الذي اقترحه غيورا آيلاند يفضي لإقامة دولة فلسطينية في غزة وعلى جزء من سيناء مع حكم ذاتي للضفة الغربية لتصفية القضية الفلسطينية والذي رفضته القيادة الفلسطينية في حينه بينما لاقى قبولا عمليا من قيادة الإخوان المسلمين التي كانت تحكم مصر في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وشكّل أحد أسباب ثورة 30 يونيو في مصر".

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الدولة الفلسطینیة الجیش الإسرائیلی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الأونروا: لدينا ما يكفي من الغذاء لتوزيعه علي جميع سكان غزة لمدة 3 أشهر

اكدت جولييت توما مسئولة الاتصال في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن الوكالة لديها ما يكفي من الغذاء لتوزيعه على جميع السكان في قطاع غزة.

الأونروا: لدينا 6000 شاحنة مساعدات جاهزة للنقل إلى غزة الأونروا: ننتظر الضوء الأخضر لإدخال 6 آلاف شاحنة إمدادات إلى غزة

وأضافت في تصريحات نقلها حساب الوكالة على منصة إكس، اليوم السبت، أن الأونروا لديها ما يكفي لتلبية احتياجات أهالي قطاع غزة لمدة ثلاثة أشهر، واصفة ذلك بالأمر بالغ الأهمية.

 

وشددت على ضرورة وصول هذه الاحتياجات والمساعدات إلى السطات من أجل إنهاء حالة انتشار المجاعة، التي تأكدت بشكل واضح في مدينة غزة.

 

نوهت بأن مساعدات الأونروا المنقذة للحياة، بما فيها الغذاء، في غزة في أمسّ الحاجة إليها، مؤكدة ضرورة السماح بدخول هذه المساعدات فورًا.

 

ودعت المسئولة في الأونروا، إلى رفع الحظر عن مساعدات الوكال من أجل وضع حد للمجاعة في غزة.

 

ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في مفاوضات شرم الشيخ، إدخال كميات مناسبة من المساعدات والإغاثات إلى قطاع غزة.

 

وتستعد عشرات الشاحنات المحملة بمساعدات إنسانية في للتوجه نحو قطاع غزة تنفيذا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ اليوم الجمعة.

 

وقال مسئول في الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية ستبدأ في تسليم مساعدات إنسانية ضخمة وعلى نطاق واسع إلى سكان غزة بعد غد الأحد إثر دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

 

وصرح المتحدث باسم وكالة الأونروا جوناثان فولر، بأن لدى الوكالة 6 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة للدخول إلى قطاع غزة.

الاحتلال الإسرائيلي يقتحم وسط مدينة رام الله ويداهم مكتب قناة الجزيرة

 

 

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، مدينة رام الله وتمركزت عند دوار المنارة وشارع الإرسال، وداهمت مكتب قناة الجزيرة الإخبارية، وجددّت قرارا بإغلاقه لمدة 60 يوماً.

 

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن هذه هي المرة الرابعة التي تغلق قوات الاحتلال مكتب قناة الجزيرة في رام الله، بموجب أمر عسكري.

 

في سياق آخر، هاجم مستوطنون، اليوم، قاطفي الزيتون في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، في مشهد يتكرر في كل موسم زيتون، إلا أن هذه الفترة تحديدا تشهد سلسلة اعتداءات وحشية بحق المواطنين، تصل إلى حد إطلاق الرصاص المباشر عليهم، في استغلال فاضح لحالة الانشغال في ظل التطورات الميدانية المتلاحقة في قطاع غزة، والضفة الغربية.

 

ففي سلفيت بالضفة الغربية، هاجمت مجموعة من المستوطنين من البؤرة الرعوية المقامة بين بلدتي الزاوية ورافات، على المزارع صادق يوسف أبو نبعة، ووالدته حمدة أبو نبعة، إضافة إلى أكثر من عشرين مزارعاً ومزارعة من عائلة أبو نبعة، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح، وقاموا بتكسير عدد من المركبات الخاصة بالمواطنين، وأطلقوا الرصاص الحي صوبهم، لإجبارهم على مغادرة أراضيهم.

 

بالتزامن مع ذلك، هاجم مستوطنون المواطنين أثناء قطفهم ثمار الزيتون في برقا شمال رام الله، وأطلقوا باتجاههم الرصاص الحي، وأجبروهم على مغادرة المنطقة، واستولوا على معداتهم.

 

مقالات مشابهة

  • عضو في الحزب الجمهوري الأمريكي: الرئيس السيسي حمى القضية الفلسطينية ومنع تهجير سكان غزة
  • خبير شئون عربية: مخطط التهجير كان جوهر الحلم والتفكير الإسرائيلي ولكنه تحطم على صخرة الإرادة المصرية
  • لميس الحديدي: مصر الرقم الصعب الذي أحبط مخطط التهجير في معادلة القضية الفلسطينية
  • الجزائر تكشف لأول مرة عن مخطط لاستهدف مؤتمر إعلان الدولة الفلسطينية
  • الأونروا: لدينا ما يكفي من الغذاء لتوزيعه علي جميع سكان غزة لمدة 3 أشهر
  • إذاعة جيش الاحتلال: لأول مرة منذ 7 أكتوبر 2023 يُسمح بعودة سكان غزة للقطاع
  • الموعد والملعب.. كل ما تريد معرفته عن بطولة كأس السوبر المصري
  • «لأول مرة منذ 7 أكتوبر 2023».. عودة سكان غزة إلى منازلهم في القطاع
  • المستشار الألماني: يجب أن تصل المساعدات إلى سكان غزة في أسرع وقت
  • إذاعة جيش الاحتلال: لأول مرة منذ 7 أكتوبر 2023 سيسمح بعودة سكان غزة