شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تدهوراً لافتاً، مع تصاعد لهيب الحرب في غزة أمس، ووسجّلت بيانات «حزب الله» المتتالية، حجم العمليات القتالية على تلك الحدود. وفي الوقت نفسه، كانت الحرائق تندلع في خراج بلدات القطاع الأوسط والغربي بفعل القصف الإسرائيلي، وتخطت قدرات الأجهزة المعنية على إطفائها.

وفد إيراني

وحطّ نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية الايرانية في مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية في ايران إبراهيم عزيزي على رأس وفد برلماني في بيروت وزار رئيس مجلس النواب نبيه بري ونائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.



وأوضح عزيزي انه "استنكاراً وادانةً للمجازر الصهيونية الوحشية وعملية الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني الغاصب بحق الآمنيين والأبرياء والمدنيين العزل في قطاع غزة رأت الجمهورية الاسلامية الايرانية ان هناك واجباً انسانياً وسياسياً ملقى على عاتقها من اجل التحرك على كل المستويات المتاحة نصرة للشعب الفلسطيني المجاهد وإنطلاقاً من السعي الديبلوماسي والبرلماني الذي تقوم به الجمهورية الاسلامية الايرانية في هذا المجال أتينا اليوم كوفد برلماني في زيارة اقليمية بدأت في العاصمة العراقية بغداد وتستمر اليوم في بيروت وسنتجه غداً الى العاصمة السورية دمشق". واشار الى انه "كانت هناك رسائل تطرح علينا اذا إستمرت هذه العمليات الارهابية الاجرامية الاسرائيلية بحق الامنيين في غزة ما الذي سيحصل يا ترى وكان جوابنا الواضح والقاطع في هذا المجال انه امام الاستمرار في هذا الاجرام الاسرائيلي وهذا الارهاب الصهيوني فلا بد لكل الشعوب العربية والاسلامية لا بل لكل الشعوب الحرة والابية في هذه المنطقة ان تهب هبة رجل واحد من اجل الصمود والتصدي والوقوف الى جانب الشعب الفسطيني ومن اجل التصدي امام هذا الارهاب الاسرائيلي".

وخلال استقباله الوفد الايراني، قال نائب الأمين العام لـ"حزب الله": "كشف طوفان الأقصى المؤيدين لفلسطين من المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي وعدوانه. وقد أثبت ميدان المواجهة في غزة نبل الأداء المقاوم ووحشية إسرائيل وأميركا ومحورها" . واعتبر ان "طوفان الأقصى خسارة كبيرة محقَّقة للعدو الإسرائيلي وأصبحت من ثوابت التاريخ، ولا يمكن أن ينتصر هذا العدو بالمجازر ضد المدنيين، وهو أجبن وأضعف من أن ينتصر في الميدان في مواجهة أبطال فلسطين المقاومين المجاهدين . صورة الميدان تردد إسرائيلي، وخوف من المعركة البرية، في المقابل ثبات المقاومين واستمرار الصواريخ على الكيان ومواجهة للمواقع المقابلة لجنوب لبنان، كل ذلك بثقة واعتقاد بالنصر. لا يعلم الأميركي والإسرائيلي ما تخبئه الأيام إذا استمر العدوان".

وأشارت مصادر مطّلعة لـ»البناء» إلى أن «محور المقاومة رفع درجة الجهوزية والاستنفار وأن التواصل لا يزال قائماً بين المقاومة في فلسطين وقيادة محور المقاومة عبر غرفة العمليات المشتركة رغم القصف وقطع الاتصالات، وتجري مراقبة ومتابعة حدود الدخول الإسرائيلي والمجريات الميدانية وتدرس كافة الخيارات وسيتمّ اتخاذ الخطوات اللازمة في اللحظة المناسبة». وشدّدت المصادر على أن «محور المقاومة هو في قلب المعركة وجزء من إدارة الحرب الى جانب حركات المقاومة الفلسطينية، ويوسّع دخوله وفق مقتضيات المعركة الميدانية والمصلحة ولن يوفر وسيلة لدعم المقاومة والشعب في فلسطين وغزة تحديداً».

ودعت الجماعة الإسلامية وحركة حماس إلى تظاهرة مركزية نهار غدٍ الأحد عند الثانية والنصف بعد الظهر، وذلك تحت شعار «طوفان الأقصى.. لبنان يلبّي» في ساحة العازرية وسط بيروت. وتتخوّف جهات أمنية من وجود طابور خامس قد يسعى خلال المظاهرة إلى نشر الفوضى في وسط بيروت.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

كيف أشعلت طوفان الأقصى الحرب بين نتنياهو وقيادة الشاباك؟

تشهد إسرائيل أزمة استخبارية ودستورية حادة إثر قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، في تحدٍ صريح لقرار المحكمة العليا التي رفضت الإقالة ووصفتها بـ"تضارب المصالح".

ويعد جهاز الأمن العام المعروف عبريا بـ"الشاباك" جزءا أساسيا من منظومة الاستخبارات الإسرائيلية المسؤولة عن حماية الكيان من التهديدات الداخلية.

وتشمل مهامه الحيوية تأمين الأشخاص وأسرار الدولة، ومنع "الإرهاب الداخلي" والتحقيق في قضاياه، بالإضافة إلى شمول الأراضي الفلسطينية ضمن صلاحياته.

كما يتولى الجهاز مسؤوليات إستراتيجية حساسة تشمل الإشراف على أمن الأصول الإستراتيجية للدولة ومرافقها المدنية والحكومية، بما فيها السرية منها، إلى جانب تقديم التصنيف الأمني للمناصب والوظائف، ولا سيما ذات الطابع السري.

وتعود جذور الأزمة الحالية إلى ليلة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حين وصلت إلى الجهاز مؤشرات على هجوم وشيك من غزة.

لكن هذه المعطيات لم تكن مقنعة لرئيس الشاباك رونين بار الذي رأى أنها لا تستحق رفع مستوى التأهب، وهو الذي اعتُبر فشلا استخباريا كلف إسرائيل ثمنا باهظا.

ذروة التوترات

وعلى إثر "طوفان الأقصى" التي هزت أركان إسرائيل جرى تشكيل غرفة عمليات خاصة في الشاباك أُوكلت إليها مهمة قتل كل فلسطيني شارك في الهجوم، في تطور يعكس مدى الصدمة التي أحدثها داخل المؤسسة الأمنية.

إعلان

ومنذ ذلك اليوم عاب نتنياهو على رئيس الشاباك أنه أخفق في توقع الهجوم ومنعه، لتنشب بعدها خلافات حادة وتبادل للاتهامات بين الرجلين.

ووصلت هذه التوترات إلى ذروتها عندما رفض رونين بار تقديم توصية أمنية تتيح لنتنياهو عدم المثول أمام القضاء في قضاياه الجنائية.

واشتدت هذه الخلافات أكثر بعدما فتح الشاباك تحقيقين مع مقربين من نتنياهو، أحدهما يتعلق بقضية الأموال القطرية الحساسة، مما فاقم حدة التوتر بين الطرفين وحوّل العلاقة من خلاف مهني إلى صراع شخصي ومؤسسي.

إقالة بار

وفي خطوة جريئة، قرر نتنياهو إقالة بار من منصبه بإجماع من ائتلافه الحكومي، في محاولة لحسم الصراع لصالحه، ولكن بار لم يستسلم، ورغم إعلانه الاستقالة اعتبارا من يونيو/حزيران المقبل فإنه التمس للمحكمة العليا للطعن في قرار الإقالة.

وجاءت المفاجأة عندما رفضت المحكمة العليا قرار الإقالة ورأت فيه تضاربا في المصالح، مما شكّل ضربة قوية لنتنياهو وسلطته التنفيذية.

وهو الأمر ذاته الذي وجدته المستشارة القانونية للحكومة في تعيين نتنياهو خلفا لبار، وهو ديفيد زيني.

لكن نتنياهو -وفي تحدٍ صارخ للسلطة القضائية والاستشارة القانونية- ضرب هذه الآراء بعرض الحائط واستمر في قراره، مما يطرح تساؤلات جدية بشأن احترام سيادة القانون وفصل السلطات في إسرائيل.

وتأتي هذه الأزمة في سياق أوسع من التوترات المتزايدة بين نتنياهو والمؤسسات القضائية والأمنية، مما يهدد بزعزعة الاستقرار الداخلي في إسرائيل التي تواجه تحديات أمنية جسيمة على جبهات متعددة.

يذكر أن هذه الأزمة تعد من أخطر الأزمات التي تشهدها المؤسسة الاستخبارية الإسرائيلية، حيث تتداخل فيها الاعتبارات الأمنية مع الصراعات السياسية والقانونية.

مقالات مشابهة

  • مع تدهور علاقته ببوتين.. ترامب يدرس فرض عقوبات على روسيا
  • منذ 17 يوماً.. تدهور كهرباء ديالى بعد توقف الخطوط الإيرانية لأسباب مجهولة
  • الإدارة المدنية بشرق دارفور لمليشيا السريع تعلن حالة الطوارئ والاستنفار
  • تحرك وزاري طارئ نحو الديوانية بعد تدهور تجهيز الكهرباء
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعيد انتشار قواته على الحدود مع لبنان
  • كيف أشعلت طوفان الأقصى الحرب بين نتنياهو وقيادة الشاباك؟
  • وقفة قبلية في العرش بالبيضاء لتأكيد الجهوزية وإعلان النفير العام
  • اللواء لاوندس في أمر اليوم: الجهوزية الكاملة للعناصر المديرية ساهمت في حماية العملية الانتخابية من محاولات العبث
  • وسط تدهور الأوضاع الإنسانية.. ارتفاع عدد القتلى الصحفيين في غزة بسبب القصف الإسرائيلي
  • بعد 25 عامًا على الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.. هل تدخل "مزارع شبعا" مرحلة التفاوض؟