أبرمت الهلال للمشاريع الناشئة، وهي منصة الهلال للمشاريع المختصة برأس المال الاستثماري المؤسسي التابعة لشركة الهلال للمشاريع ومقرها الشارقة، عقد شراكة مع “ماغنيت” وهي منصة بيانات رأس المال الاستثماري العاملة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وباكستان وتركيا، للإعلان عن إصدار تقرير “حالة رأس المال الاستثماري التكنولوجي للمناخ”.

ويتناول هذا التقرير تفاصيل المشهد الحيوي لاستثمارات تكنولوجيا المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، ويقدم معلومات حول الاتجاهات والتحديات والفرص في هذا القطاع سريع التطور، ولمحة شاملة عن استثمارات تكنولوجيا المناخ في المنطقة ويسلط الضوء على أهمية تسخير التقنيات المبتكرة لمكافحة تغير المناخ.

ويؤكد التقرير أنه نظراً لقدرة التكنولوجيا الحالية على تخفيف 65% من الانبعاثات فإن من الضروري تحقيق المزيد من التقدم والتطورات التكنولوجية لإدارة الـ35% المتبقية، ويشير إلى تحقيق أرقام قياسية في الاستثمار بتكنولوجيا المناخ، وصلت إلى إجمالي عالمي غير مسبوق قدره 82 مليار دولار أمريكي في 2022 بزيادة نسبتها 20% عن 2021، موضحا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا شهدت استثمارات بقيمة 651 مليون دولار أمريكي في 148 شركة ناشئة بين عامي 2018 و2022.

وكان 2022 عاماً قياسياً لتمويل تكنولوجيا المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا، إذ تجاوز إجمالي الاستثمار في هذا المجال ربع مليار دولار لأول مرة على الإطلاق، ما يعني زيادة نسبتها 50% مقارنة بالعام السابق.

ويؤكد التقرير أن دولة الإمارات تتصدر المنطقة في تمويل مشاريع تكنولوجيا المناخ بنسبة 62% من إجمالي هذا التمويل، في حين شهدت تركيا أكبر عدد من الصفقات بواقع 80 صفقة، لافتا إلى أن المنطقة شهدت خلال النصف الأول من 2023، تنفيذ 30 صفقة تمثل 60% من إجمالي عدد الصفقات في العام السابق، بينما استحوذت الشركات الناشئة في قطاع الزراعة التي تبتكر حلول التكيف مع تغير المناخ على معظم رأس المال الاستثماري المستثمر على مدى السنوات الخمس والنصف الماضية.

وقال بدر جعفر الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع، والممثل الخاص للأعمال التجارية والخيرية في مؤتمر “COP28”: “تتأثر منطقة الشرق الأوسط إلى حد كبير بتغير المناخ وما يفاقم المشكلة أكثر، ندرة المياه الطبيعية في منطقتنا وارتفاع درجات الحرارة فيها بمعدل ضعفي المتوسط العالمي ما ينذر بزيادة حالات الجفاف والظواهر الجوية القاسية التي يمكن أن تؤثر على مئات الملايين من الأرواح”، موضحا أن “تقرير حالة رأس المال الاستثماري التكنولوجي للمناخ” يسلط الضوء على براعة منظومة ريادة الأعمال الإقليمية التي تجمع بين المستثمرين وجهات الدعم وقادة السياسات لصياغة نهج متعدد الجوانب للتعامل مع تغير المناخ، ومردفا: “علينا أن نتحرك بوتيرة أسرع متّحدين إن أردنا مواجهة التحدي واغتنام هذه الفرصة العظيمة”.

من جانبه فيليب باهوشي، الرئيس التنفيذي لشركة “ماغنيت”: “نحن متحمسون للكشف عن تعاوننا مع الهلال للمشاريع، وبصفتنا خبراء في بيانات رأس المال الاستثماري المتخصصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا نلتزم بأن نكون أول من يقدم الرؤى التخصصية في هذا المجال إقليمياً”.

وأضاف: “نحن على ثقة بأن بياناتنا الشفافة ستحظى باهتمام متزايد وستكون مرجعاً مهماً للشغوفين في المجال وتخلق حوارات حيوية قيمة لا سيما مع اقتراب مؤتمر الأطراف “COP28″، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية ازداد اهتمام المستثمرين بهذا القطاع بصورة ملحوظة إذ ارتفع معدل النمو السنوي المركب إلى 62% من عام 2018 إلى عام 2022 وبلغت الذروة الاستثمارية 256 مليون دولار من رأس المال في 2022 ونحن نتطلع بشوق إلى استمرار هذا العزم والتطور في المجال”.

ويعد “تقرير حالة رأس المال الاستثماري لتكنولوجيا المناخ” مصدراً للشركات الناشئة والمستثمرين وواضعي السياسات وأي شخص مهتم بمستقبل التقنيات المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی منطقة الشرق الأوسط وشمال إفریقیا تکنولوجیا المناخ

إقرأ أيضاً:

ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!

لم يبقَ في عالمنا العربي إعلاميٌّ أو محلّلٌ سياسي، أو دخيلٌ على المهنتين، إلا وحاضر ودبّج مقالات على مرّ العقود الأخيرة عن «الشرق الأوسط الجديد». غير أنَّ الشرق الأوسط الذي نراه اليوم حالة مختلفة عما كنا نسمعه، مضموناً وظروفاً.

منطقتنا صارت، مثل حياتنا ومفاهيمنا السياسية - الاجتماعية، خارج الاعتبارات المألوفة. بل يجوز القول إنها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات. وهنا لا أقصد البتة التقليل من شأن نُخبنا السياسية أو الوعي السياسي لشعوبنا، أو قدرة هذه الشعوب على التعلّم من أخطائها... والانطلاق - من ثم - نحو اختيار النهج الأفضل...

إطلاقاً!
اليوم، نحن وأرقى شعوب الأرض وأعلاها كعباً في الممارسة السياسية المؤسساتية في زورق واحد.
كلنا نواجه تعقيدات وتهديدات متشابهة. ولا ضمانات أن «تعابير» كالديمقراطية والحكم الرشيد في دول ذات تجارب ديمقراطية راسخة، كافية إذا ما أُفرغت من معانيها، لإنقاذ مجتمعات هذه الدول مما تعاني منه... وسنعاني منه نحن.

بالأمس، سمعت من أحد الخبراء أنَّ الاستخدام الواسع لتقنيات «الذكاء الاصطناعي» في مرافق أساسية يومية من حياة البشر ما عاد ينتظر سوى أشهر معدودة.

هذا على الصعيد التكنولوجي، ولكن على الصعيد السياسي، انضمت البرتغال قبل أيام إلى ركب العديد من جاراتها الأوروبيات في المراهنة عبر صناديق الاقتراع على اليمين العنصري المتطرف، مع احتلال حزب «شيغا» الشعبوي شبه الفاشي المرتبةَ الثانية في الانتخابات العامة الطارئة، خلف التحالف الديمقراطي (يمين الوسط)، وقبل الحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً.

تقدُّم «شيغا» في البرتغال، يعزّز الآن حضور الشعبويين الفاشيين الذي تمثله في أوروبا الغربية قوى متطرفة ومعادية للمهاجرين مثل: «الجبهة الوطنية» في فرنسا، و«فوكس» في إسبانيا، و«إخوان إيطاليا» في إيطاليا، وحزب «الإصلاح» (الريفورم) في بريطانيا، وحزب «الحرية» في هولندا، وحزب «البديل» في ألمانيا.

ثم إنَّ هذه الظاهرة ليست محصورة بديمقراطيات أوروبا الغربية، بل موجودة في دول عدة في شرق أوروبا وشمالها، وعلى رأسها المجر. وبالطبع، ها هي ملء السمع والبصر في كبرى الديمقراطيات الغربية قاطبةً... الولايات المتحدة!

في الولايات المتحدة ثمّة تطوّر تاريخي قلّ نظيره، لا يهدد فقط الثنائية الحزبية التي استند إليها النظام السياسي الأميركي بشقه التمثيلي الانتخابي، بل يهدد أيضاً مبدأ الفصل بين السلطات.

هذا حاصل الآن بفعل استحواذ تيار سياسي شعبي وشعبوي واحد، في فترة زمنية واحدة، على سلطات الحكم الثلاث: السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية، يضاف إليها «السلطة الرابعة» - غير الرسمية - أي الإعلام.

ولئن كان الإعلام ظل عملياً خارج الهيمنة السياسية، فإنه غدا اليوم سلاحاً أساسياً في ترسانة التيار الحاكم بسبب هيمنة «الإعلام الجديد»، والمواقع الإلكترونية، و«الذكاء الاصطناعي»، و«أوليغارشي» ملّاك الصحف والشبكات التلفزيونية، ناهيك من وقف التمويل الحكومي لإعلام القطاع العام. وما لا شك فيه أن مؤسسات هؤلاء، بدءاً من رووبرت مردوخ (فوكس نيوز) وانتهاء بإيلون ماسك (إكس) ومارك زوكربرغ (ميتا) وجيف بيزوس (الواشنطن بوست)... هي التي تصنع راهناً «الثقافة السياسية» الأميركية الجديدة وربما المستقبلية، بدليل أن نحو 30 من وجوه إدارة الرئيس دونالد ترمب جاؤوا من بيئة «فوكس نيوز» ونجومها الإعلاميين.

في هذه الأثناء، يرصد العالم التحولات الضخمة في المشهد الأميركي بارتباك وحيرة.
الحروب الاقتصادية ليست مسألة بسيطة، وكذلك، لا تجوز الاستهانة بإسقاط سيد «البيت الأبيض» كل المعايير التي تحدد مَن هو «الحليف» ومَن هو «العدو»... ومَن هو «الشريك» ومن هو «المنافس»!
ولكن، في ضوء التطوّرات المتلاحقة، يصعب على أي دولة التأثير مباشرة في أكبر اقتصادات العالم وأقوى قواه العسكرية والسياسية. ولذا نرى الجميع يتابع ويأمل ويتحسّب ويحاول - بصمت، طبعاً - إما إيجاد البدائل وإما التقليل من حجم الأضرار الممكنة.

أما عن الشرق الأوسط والعالم العربي، بالذات، فإننا قد نكون أمام مشاكل أكبر من مشاكل غيرنا في موضوع اختلال معايير واشنطن في تحديد «الحليف» و«العدو».

ذلك أن الولايات المتحدة قوة كبرى ذات اهتمامات ومصالح عالمية. وبناءً عليه، لا مجال للمشاعر العاطفية الخاصة، وأيضاً لا وجود للمصالح الدائمة في عالم متغيّر الحسابات والتحديات.

في منطقتنا، لواشنطن علاقة استراتيجية راسخة مع إسرائيل التي تُعد «مركز النفوذ» الأهم داخل كواليس السلطة الأميركية ودهاليزها، والتي تموّل «مجموعات ضغطها» معظم قيادات الكونغرس ومحركي النفوذ.

ثم هناك تركيا، العضو المهم في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، والقوة ذات الامتدادات الدينية والعرقية والجغرافية العميقة والمؤثرة في رسم السياسات الكبرى.

وأخيراً لا آخراً، لإيران أيضاً مكانة كبيرة تاريخياً في مراكز الأبحاث الأميركية كونها - مثل تركيا - «حلقة» في سلسلة كيانات الشرق الأوسط، ولقد أثبتت الأيام في كل الظروف أن غاية واشنطن «كسب» إيران لا ضربها.

في هذا المشهد، ووسط الغموض وتسارع التغيير، هل ما زلنا كعرب قادرين يا ترى على التأثير في المناخ الإقليمي وأولويات اللاعبين الكبار؟

 الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • السيسي: ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط
  • تقرير: لقاح “كونفاسيل” الروسي يحمي من المتحور الجديد لفيروس كورونا
  • الرئيس السيسي يؤكد على ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية: جددت دعوة مصر لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي
  • وزير الخارجية يجدد دعوة مصر لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي
  • أحد أطول الأنفاق في الشرق الأوسط.. “زين السعودية” توفر تغطية الجيلين الرابع والخامس في نفق أبي بكر الصديق
  • ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
  • ولي العهد يلقي كلمة حول القطاع التكنولوجي خلال فعاليات منتدى تواصل “2025”
  • خلافات ترامب وماسك تندلع علناً في الشرق الأوسط
  • “محادثات جدية” للهلال مع وكيل فرنانديز بالرياض