الأمم المتحدة :اسرائيل تمارس عقابا جماعيا وشعب بأكمله يتم تجريده من انسانيته
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
الامم المتحدة (الولايات المتحدة)"أ ف ب": حذّر مسؤول أممي اليوم من أنّ الترتيب الراهن لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر "محكوم عليه بالفشل"، مديناً فرض إسرائيل "عقاباً جماعياً" على سكان القطاع في حربها ضدّ حركة حماس.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني "لنكن واضحين: العدد القليل لقوافل المساعدة التي سمح لها الدخول عبر رفح لا يقارن بحاجات أكثر من مليوني شخص عالقين في غزة".
وإذ طالب الدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي باتخاذ قرار بشأن "وقف إطلاق نار انساني فوري"، حذّر من أنّ "الترتيب الراهن محكوم عليه بالفشل ما لم تتوافر إرادة سياسية لجعل تدفق المساعدات جادّاً ومتلائماً مع الاحتياجات الانسانية غير المسبوقة".
من جهته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، دخلت قطاع غزة الأحد 33 شاحنة تحمل المياه والغذاء وتجهيزات طبية، مشيراً إلى أنّ هذا الرقم هو "الأكبر منذ 21 أكتوبر"، أي اليوم الذي دخلت فيه أولى المساعدات القطاع المحاصر.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، كانت نحو 500 شاحنة تدخل قطاع غزة يومياً قبل السابع من أكتوبر، تاريخ اندلاع الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس ضدّ إسرائيل.
واعتبر لازاريني أنّ الهجمات "المروّعة"وعمليات القصف دون توقف التي تشنّها القوات الاسرائيلية ضد قطاع غزة "صادمة".
ورأى أنّ "الحصار المفروض حالياً على غزة هو عقاب جماعي"، معتبراً أنّ موظفي الاونروا هم "بصيص أمل في وقت تغرق فيه الانسانية في أكثر لحظاتها ظلمة".
وسبق للوكالة أن أعلنت مقتل 64 شخصاً من موظفيها في غزة منذ بدء الحرب.
وأشار لازاريني الى أنّ "سكان غزة يشعرون بأنهم لا يعاملون مثل المدنيين الآخرين. غالبية هؤلاء يشعرون بأنهم عالقون في حرب لا علاقة لهم بها.. شعب بأكمله يتم تجريده من انسانيته".
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" كاثرين راسل "لدينا اعتقاد راسخ بأنّ الثمن الحقيقي لهذا التصعيد الأخير سيقاس بأرواح الأطفال، تلك التي زُهقت في هذا العنف وتلك التي تغيّرت إلى الأبد".
وتابعت "باسم كل الأطفال العالقين في هذا الكابوس، ندعو العالم إلى بذل جهد أكبر"، مناشدة مجلس الأمن الدولي تبنّي قرار يدعو خصوصاً إلى حماية الأطفال.
والجمعة طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية كبيرة بـ"هدنة إنسانية فورية" بين إسرائيل وحركة حماس.
والقرار غير الملزم الذي انتقدته إسرائيل والولايات المتحدة لعدم إشارته إلى حركة حماس، أيّده على وقع التصفيق 120 عضواً وعارضه 14، فيما امتنع 45 عن التصويت، وذلك من أصل 193 عضواً في الجمعية العامة.
ورفعت المسألة إلى الجمعية العامة بعد رفض مجلس الأمن الدولي المنقسم، لأربعة مشاريع قرارات في أقلّ من أسبوعين.
وفي مسعى للخروج من هذا المأزق تعدّ الدول العشر غير الدائمة العضوية في المجلس مشروع قرار جديداً.وقال وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للهيئة "لدينا الوسائل لفعل شيء ما، لكنّنا نخفق بشكل متكرر ومخز".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: 688 هكتاراً فقط متاحة للزراعة في كامل قطاع غزة
حذر تقرير أممي حديث من تدهور القدرة على الإنتاج الغذائي في غزة وتفاقم خطر انتشار المجاعة في أوساط السكان، جراء الحرب الدائرة، وبقاء أقل من 5% فقط من مساحة هذه الأراضي متاحة للزراعة.
وأكد تقرير مشترك، أجرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الـ «فاو» ومركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، حتى شهر أبريل الماضي، تضرر أكثر من 80% من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة، وأصبح 77.8% من الأراضي غير متاحة للمزارعين، مما يترك 688 هكتاراً فقط 4.6% متاحة للزراعة فقط في كامل القطاع.
ووصف التقرير الوضع في القطاع بالحرج بشكل خاص في رفح والمحافظات الشمالية، حيث لا يمكن الوصول إلى جميع الأراضي الزراعية تقريبا. ولفت التقرير إلى أن 71.2% من الصوبات الزراعية «الدفيئات» في قطاع غزة قد تضررت، وشهدت رفح أعلى زيادة في ذلك الضرر، بينما لحقت أضرار بجميع الصوبات الزراعية في غزة. كما تضرر 82.8% من الآبار الزراعية في جميع أنحاء قطاع غزة، وبلغت هذه النسبة حوالي 67.7% في ديسمبر 2024.
وقبل بدء الحرب في غزة، كانت الزراعة تُمثل حوالي 10% من اقتصادها، حيث كان أكثر من 560 ألف شخص يعتمدون كليا أو جزئيا على إنتاج المحاصيل أو الرعي أو صيد الأسماك في معيشتهم.
وقالت نائبة المدير العام لمنظمة الـ «فاو» بيث بيكدول، إن هذا المستوى من الدمار في غزة لا يقتصر على فقدان البنية التحتية، بل يشمل انهيار نظام الأغذية الزراعية في كامل القطاع وشريان الحياة وتحول مصدر توفر الغذاء والدخل والاستقرار لمئات الآلاف من السكان الآن إلى حالة خراب. وقالت «مع تدمير الأراضي والصوبات الزراعية والآبار، توقف الإنتاج الغذائي المحلي تماما، وهو ما سيتطلب إعادة الإعمار لاستثمارات ضخمة، والتزاما مستداما باستعادة سبل العيش والأمل».
وجددت منظمة الـ «فاو» دعوتها إلى إعادة فتح المعابر الإنسانية فورا ورفع الإغلاق.يأتي هذا التقييم الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة الـ «فاو» ومركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية عقب صدور تحليل جديد للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي يُحذر من أن جميع سكان قطاع غزة، والبالغ عددهم تقريباً 2.1 مليون نسمة، يواجهون خطر المجاعة الداهم بعد 19 شهراً من الصراع والنزوح الجماعي والقيود المشددة على المساعدات الإنسانية.