أطلقت مؤسسة القمة العالمية للحكومات، تقريراً بعنوان “صافي انبعاثات صفرية .. بدء العد التنازلي”، تطرق إلى تحديات ارتفاع درجة حرارة الأرض، واستعرض 5 إجراءات رئيسية عالية التأثير لدفع عجلة جهود إزالة الكربون، وذلك بالتزامن مع استعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28).


ويسلط التقرير الذي أطلق بالتعاون مع شركة “آرثر دي. ليتل” العالمية، الضوء على حجم حالة الطوارئ المناخية والتحديات الكبرى التي تواجه العمل العالمي المشترك في جهود إحداث تغيير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، خصوصاً مع صعوبة فرص تحقيق هدف خفض درجة حرارة الكوكب بواقع 1.5 درجة مئوية، التي يشير التقرير إلى أن تحقيقها يتطلب أن يكون لدى العالم أقل من 400 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون للإنفاق حتى عام 2050.
كما يسلط الضوء على تعهد 70 دولة تمثل 90 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و76 % من إجمالي الانبعاثات بالوصول إلى صافي الصفر، ويؤكد أن من الممكن للعالم أن ينتظر من مؤتمر الأطراف نتائج حقيقية.
وأكد محمد يوسف الشرهان مدير مؤسسة القمة العالمية للحكومات، أهمية الشراكات والتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتسريع الاستجابة لمتطلبات العمل المطلوب لتنفيذ الحلول المتاحة لتحديات التغير المناخي وارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض، والوصول إلى الهدف المحدد بضمان صافي انبعاثات صفرية عالمياً خلال أقل من ثلاثة عقود.
وقال إن القمة العالمية للحكومات انطلاقاً من دورها منصة دولية للمستقبل، ولمشاركة المعارف والرؤى واستشراف التحديات المقبلة وتصميم الحلول المبتكرة، تسعى بالتعاون مع شركائها حول العالم لرسم معالم التحرك المطلوب لمواجهة التحديات البيئية الكبرى التي ستلقي بظلالها على مستقبل الإنسان، بما يضمن للأجيال المقبلة بيئة مستدامة.
من جهته، قال عدنان مرحبا شريك ورئيس ممارسات الطاقة والمرافق في شركة “آرثر دي. ليتل” الشرق الأوسط: لقد حان الوقت الآن لقادة الشركات للوفاء بوعودهم وتعهداتهم بالمشاركة الفاعلة في تحقيق هدف صافي الانبعاثات الصفرية، مع التخطيط لتحقيق نمو أخضر ومستدام، مشيراً إلى أن التقرير يهدف إلى دعم القادة العالميين في هذه الرحلة المستقبلية.
ويتبنى التقرير نهجاً مرتكزاً على 4 قطاعات رئيسية لدفع رحلة إزالة الكربون قدماً، ويكشف عن تحديات التحول والفرص في هذه القطاعات التي تشمل المرافق والصناعات والنقل والنفط والغاز؛ وإضافة إلى تقديم رؤى قابلة للتنفيذ حول خيارات التكنولوجيا والقيادة وتنفيذ الاستراتيجيات، يعتمد التقرير على أمثلة واقعية من شركات عالمية بما تشمل “أرامكو” و”دي. أتش. أل” و”شل” و”إنجي” و”سيمنس” و”شنايدر” وغيرها من الشركات الرائدة في المنطقة والعالم.
ويسلط التقرير الضوء على التقدم المحقق في إزالة الكربون، ويحدد خمسة إجراءات عالية التأثير يمكن للمؤسسات تبنيها لتسريع تحقيق المستهدفات في هذا المجال، والتي تشمل؛ قيادة تحول جريء لتحقيق صافي انبعاثات صفرية، وإعادة النظر في نطاق هدف الانبعاثات، وتنفيذ برنامج تحويل متكامل وقائم على التكنولوجيا، وتقييم التقدم المحرز في إزالة الكربون بشكل دوري.
ويتمثل الإجراء الثاني في معالجة مسألة خفض الانبعاثات واغتنام فرص النمو، من خلال استكشاف الفوائد المستقبلية الناتجة عن تحول الطاقة مع خفض الانبعاثات، والعمل مع المتعاملين للكشف عن فرص النمو، والبحث عن طرق للاستفادة من التكنولوجيا والابتكار ومتابعة تطوير نماذج أعمال جديدة.
ويركز التقرير على أهمية وضع أفراد المجتمع في صلب جهود التحول الصفري، بالتركيز على تحسين مهارات القوى العاملة، وتطوير استراتيجية مركزة لتنمية المواهب، ورعاية وتأهيل المواهب الجديدة.
أما الإجراء الرابع الذي يتطرق له التقرير فيتمثل بالتأكد من مواكبة سلاسل التوريد عبر التعاون داخل وخارج الحدود التنظيمية، والجمع بين مبادرات سلاسل التوريد الداعمة لبدء مشاريع إزالة الكربون الكبرى.
ويركز التقرير في الإجراء الخامس على جمع المعنيين وإشراكهم في رحلة إزالة الكربون، من خلال العمل معهم لتطوير فهم مشترك للخطة والعمل، وإشراك منظمات التمويل في ابتكار حلول لتحديات التمويل الملحة لبرامج صافي الانبعاثات الصفرية.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: القمة العالمیة للحکومات إزالة الکربون صافی انبعاثات فی انبعاثات

إقرأ أيضاً:

انبعاثات بيتكوين الكربونية ضعف البصمة الكربونية لسويسرا

بناءً على التقديرات السنوية، تُنتج شبكة العملة المشفرة الشهيرة "بيتكوين" حاليا 98 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون. وبالمقارنة، بلغت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في سويسرا مؤخرا حوالي 41 مليون طن سنويا.

وبحسب أرقام بوابة العملات المشفرة "ديجي كونوميست" (Digiconomist) فإن معاملة بيتكوين واحدة حاليا تسبب كمية من ثاني أكسيد الكربون تعادل مشاهدة حوالي 105 آلاف ساعة من مقاطع الفيديو على يوتيوب.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كرة القدم.. سحر يخفي ثمنا مناخيا باهظاlist 2 of 4أجزاء الأمازون المحمية تعوض الانبعاثات من بقية مناطقهlist 3 of 4البصمة الكربونية لحرب إسرائيل على غزة تتجاوز دولا بأكملهاlist 4 of 4جيوش العالم تزيد التسلح وتراكم انبعاثات الكربونend of list

ويقصد بعملية تعدين العملة المشفرة التحقق والمصادقة على المعاملة المالية من خلال سلسلة من الوحدات أو الكتل، التي تعرف باسم "بلوكتشين" (Blockchain)، ويكون ذلك عبر إنشاء كتلة أو إضافتها وإرسالها من خلال رموز ومسائل رياضية معقدة وباستخدام أجهزة حاسوب مُتخصِّصة وقوية وقاعدة بيانات ضخمة تستهلك كثيرا من الطاقة.

وكانت دراسة قد نشرتها كل من جامعة الأمم المتحدة باليابان ومجلة "مستقبل الأرض"، قد اكدت أن شبكة تعدين البيتكوين العالمية قد استهلكت 173.42 تيراواط/ساعة من الكهرباء خلال الفترة 2020-2021. ولو كانت البيتكوين دولة، لاحتلت المرتبة 27 عالميا من حيث استهلاك الطاقة، متقدمة على دولة مثل سويسرا أو باكستان، التي يزيد عدد سكانها على 230 مليون نسمة.

إعلان

وتعادل تلك البصمة الكربونية تشغيل 190 محطة طاقة تعمل بالغاز الطبيعي، أو نحو 41 مليون طن من الفحم، وينبغي لتعويضها زراعة 3.9 مليارات شجرة، أو مساحة تعادل تقريبا مساحة هولندا أو سويسرا أو الدانمارك، أو 7% من غابات الأمازون المطيرة.

ووفقا للدراسة، يعتمد تعدين البيتكوين بصورة كبيرة على مصادر الطاقة غير المتجددة، إذ يُمثل الفحم نحو 45% من مزيج إمدادات الطاقة المستهلكة لعملية التعدين، يليه الغاز الطبيعي بنسبة 21%.

كما تستهلك أيضا مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الكهرومائية بنسبة 16%، والطاقة النووية بنسبة 9%، والطاقة الشمسية بنسبة 2%، وطاقة الرياح بنسبة 5%.

وبين عامي 2021 و2022، أدى ارتفاع سعر البيتكوين بنسبة 400% إلى زيادة استهلاك الطاقة في شبكة تعدين البيتكوين العالمية بنسبة 140%.

كما قدّر الباحثون البصمة المائية لعملية تعدين البيتكوين (إجمالي المياه المستخدمة في تطويرها وإنتاجها واستهلاكها) خلال فترة الدراسة بحوالي 1.65 كيلومتر مكعب، وكانت كافية لتلبية الاحتياجات المائية لأكثر من 300 مليون شخص، وهي مماثلة لكمية المياه اللازمة لملء أكثر من 660 ألف مسبح أولمبي.

واستهلكت أنشطة تعدين البيتكوين أيضا، حسب الدراسة، بصمة أرضية (وهي المساحة الفعلية من الأرض اللازمة لإنتاج منتج معين أو المستخدمة من قبل منظمة أو دولة) تعادل 1.4 مساحة مدينة لوس أنجلوس مرة ونصفا، أي نحو 1870 كيلومترا مربعا.

مقالات مشابهة

  • التقرير الوبائي للكوليرا يؤكد تسجيل حالات الوفاة نسبة صفرية ب(5) محليات وانخفاض في الإصابات
  • الإحصاء: 0.6% نسبة مساهمة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في مصر
  • اختتام فعاليات القمة العالمية الثانية للاقتصاد الإسلامي
  • انطلاق القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي بإسطنبول.. و3 عواصم خليجية تقود المنطقة عالميًا
  • انبعاثات بيتكوين الكربونية ضعف البصمة الكربونية لسويسرا
  • خرائط رقمية حديثة للنيل..وبدء الموجة الـ 26 لإزالة التعديات على النهر
  • نائب يطالب ببقاء المساهمة التكافلية بالتأمين الصحي على صافي الإيراد
  • 54 ألف مشارك في النسخة الرابعة للقمة الشرطية العالمية
  • القمة الشرطية العالمية تشهد مشاركة قياسية
  • تقرير صحي جديد: الأزمات العالمية تعرقل جهود الملايين في الإقلاع عن التدخين