كاسبرسكي تقدم توقعات لمشهد التهديدات المتقدمة المستمرة لعام 2024
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
يتوقع باحثو كاسبرسكي أن تعتمد مصادر التهديدات المتقدمة المستمرة على طرق جديدة لاستغلال ثغرات الأجهزة المحمولة، والملبوسة، والذكية، ومن ثم استخدامها لتشكيل شبكات روبوتات، وزيادة كفاءة هجمات سلسلة التوريد، وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز فعالية عمليات التصيد الاحتيالي الموجه. ومن المتوقع أنْ تساهم هذه التطورات في تكثيف الهجمات والجرائم السيبرانية ذات الدوافع السياسية.
انتحال الشخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتصاعد عمليات الاستغلال المبتكر للثغرات على الهواتف، وشبكات روبوتات جديدة
تساهم أدوات الذكاء الاصطناعي الصاعدة في تبسيط صياغة رسائل التصيد الاحتيالي الموجه، بل إنها تتيح كذلك انتحال هوية أفراد محددين؛ فقد يبتكر المهاجمون أساليب أتمتة مبتكرة عبر جمع البيانات من شبكة الإنترنت، ثم تقديمها إلى نماذج لغوية كبيرة لصياغة رسائل مشابهة كثيراً لأسلوب الشخص المرتبط بالضحية.
تضيف هجمة Operation Triangulation إلى عام مميز لمجال استغلال ثغرات الهواتف المحمولة، وقد تكون مصدرَ إلهامٍ لأبحاث إضافية بخصوص التهديدات المتقدمة المستمرة على الأجهزة المحمولة، والملبوسة، والذكية. ومن المحتمل أنّ نشهد سعي مصادر التهديد إلى توسيع نطاق المراقبة، واستهداف الأجهزة المختلفة بواسطة نقاط ضعفها وأساليب «صامتة» لاستغلال الثغرات مثل الهجمات التي لا تحتاج لنقرة أو تحميل ملفات عبر برامج المحادثة، وهجمات النقرة الواحدة عبر الرسائل النصية أو تطبيقات المحادثة، واعتراض تدفق البيانات في الشبكة. ومن هذا المنطلق، باتت حماية الأجهزة الشخصية وأجهزة الشركات أولوية كبرى.
يتعين علينا كذلك أن نتوخى الحذر من عمليات استغلال الثغرات الأمنية في البرامج والأجهزة شائعة الاستخدام. ففي بعض الأحيان، لا يحظى اكتشاف الثغرات الأمنية شديدة الخطورة والحساسة إلا بأبحاث محدودة وإصلاحات أمنية متأخرة، مما يفسح المجال لشبكات الروبوتات الجديدة الخفية وواسعة النطاق، والتي تستطيع شن هجمات إلكترونية موجهة.
تنامي الهجمات السيبرانية من جهات ترعاها الدول، وتحول اختراقات الناشطين إلى نشاط اعتيادي
من المحتمل أن يشهد العام القادم ارتفاع أعداد الهجمات السيبرانية المدعومة من دولٍ، لا سيما في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية. ويبدو من المرجح أن تحمل هذه الهجمات تهديداتٍ عديدةً منها: سرقة البيانات أو تشفيرها، وتدمير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، والتجسس طويل الأمد، والتخريب السيبراني.
هناك أيضاً اتجاه بارز هو اختراق النشطاء، الذي شاع كثيراً باعتباره مستخدماً في الصراعات الجيوسياسية؛ إذ يشير تصاعد هذه الصراعات إلى احتمال تنامي اختراق النشطاء، سواء كان بهدف التخريب أو نشر معلومات زائفة، مما يستدعي إجراء تحقيقات غير ضرورية وما يترتب عليها من إجهاد انتباه لمحللي مركز عمليات الأمن السيبراني والباحثين في مجال الأمن السيبراني.
تضمنت توقعات كاسبرسكي الأخرى للتهديدات المتقدمة خلال عام 2024 ما يلي:
- هجمات سلسلة التوريد كخدمة: شراء المشغلين لأذون الوصول بالجملة
تستهدف هجمات سلسلة التوريد الشركات الصغيرة بغرض اختراق الشركات الكبرى؛ فعمليات اختراق شركة Okta خلال الفترة الممتدة بين 2022-2023 تبرز حجم هذا التهديد. وتتفاوت دوافع هجمات كهذه بين تحقيق مكاسب مالية وبين أغراض التجسس. وربما يشهد عام 2024 تطورات جديدة على صعيد أنشطة سوق أذون الوصول المتعلقة بسلاسل التوريد ضمن شبكة الإنترنت المظلم، مما يتيح هجمات أكثر كفاءة وأوسع نطاقاً.
- تزايد أعداد الجماعات التي تقدم خدمات الاختراق المأجورة
تشهد أعداد المجموعات التي تقدم خدمات الاختراق المأجورة تزايداً ملحوظاً؛ إذ إنها تقدم خدمات سرقة البيانات لعملاء مختلفين، سواء أكانوا محققين خاصين مثلاً أم منافسين تجاريين للضحايا. ويُتوقع أن يشهد العام المقبل تصاعداً لهذا الاتجاه.
- أدوات التأصيل التي تستهدف أنوية النظام (Kernel rootkits) ستصبح موضوعاً ملحاً
على الرغم من التدابير الأمنية الحديثة مثل توقيع برنامج التشغيل للنواة، وحماية النواة وتكامل التعليمات البرمجية المحمية (HVCI)، تتعرض حواجز تنفيذ التعليمات البرمجية على مستوى النواة للتجاوز من طرف التهديدات المتقدمة المستمرة ومجموعات مجرمي الإنترنت. وتتصاعد الهجمات على نواة نظام ويندوز بسبب انتهاك برنامج توافق أجهزة ويندوز (WHCP)، كذلك ينمو السوق السري لشهادات التحقق من الصحة (EV) وشهادات توقيع التعليمات البرمجية المسروقة. وتستفيد مصادر التهديد من هجمات BYOVD (أحضر برنامج التعريف المعرض للخطر الخاص بك) ضمن مناوراتهم.
- استخدام أنظمة نقل الملفات المُدارة (MFT) في الهجمات المتقدمة
ثمة تهديدات إلكترونية متصاعدة تحيط بأنظمة نقل الملفات المُدارة، وقد تجلت في عام 2023 باختراقات MOVEit وGoAnywhere. ومن المتوقع أن يتصاعد هذا الاتجاه، لا سيما أنّ مجرمي الإنترنت يتطلعون إلى تحقيق مكاسب مالية واضطرابات في عمليات كل منهم. وتعاني هذه الأنظمة المعقدة والمدمجة في شبكات أوسع من مكامن ضعفٍ أمنية. لذلك ينبغي على الشركات تنفيذ تدابير أمنية مُحكمة، مثل منع فقدان البيانات أو تشفيرها، والتوعية بالأمن السيبراني بما يكفل حماية أنظمة نقل الملفات المُدارة من التهديدات المتطورة.
يقول «إيغور كوزنيتسوف»، مدير فريق البحث والتحليل العالمي (GReAT) في كاسبرسكي: «لم تمنع الوفرة في أدوات الذكاء الاصطناعي خلال عام 2023 عن اهتمام جهات الممارسات الخبيثة المتقدمة التي تنخرط في حملات هجوم واسعة النطاق وشديدة التطور. ومع ذلك، نتوقع ألا تقتصر الاتجاهات القادمة على تأثيرات الذكاء الاصطناعي وحدها، بل أن تتضمن أساليب جديدة لشن هجمات سلسلة التوريد، وظهور خدمات الاختراق المأجور، وعمليات استغلال جديدة لأجهزة المستهلكين وغيرها. ويظل هدفنا هو تزويد الجهات العاملة في مجال الحماية من هذه الهجمات بمعلومات أمنية متقدمة عن التهديدات، بما يضمن لهم استباق أحدث تطورات التهديدات، ويعزز قدرتهم على صد الهجمات السيبرانية بفعالية كبيرة.»
تم تقديم توقعات التهديدات المتقدمة المستمرة بفضل خدمات معلومات التهديدات الأمنية من كاسبرسكي، التي تستخدم في جميع أرجاء العالم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
خبراء يكشفون خطر الذكاء الاصطناعي على الدماغ
#سواليف
كشفت دراسة حديثة عن #مخاطر محتملة لبرامج الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، حيث قد تشكل تهديدا غير متوقع للصحة العقلية لبعض المستخدمين.
ورصدت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كينغز كوليدج لندن، ظاهرة جديدة أطلقوا عليها اسم ” #ذهان_الشات_بوت”، حيث قد تساهم هذه التقنية في “طمس حدود الواقع” لدى المستخدمين المعرضين للخطر وتؤدي إلى “ظهور أو تفاقم أعراض ذهانية.
وببساطة، قد يبدأ البعض، خاصة المعرضين نفسيا، في فقدان القدرة على التمييز بين الواقع والمحادثات مع #الذكاء_الاصطناعي بعد استخدام مكثف لهذه البرامج.
مقالات ذات صلةويوضح الدكتور هاميلتون مورين، أحد المشاركين في الدراسة: “نحن لا نتحدث عن خيال علمي هنا. هذه حالات حقيقية يبدأ فيها المستخدمون بتطوير معتقدات وأفكار غير منطقية متأثرة بتفاعلاتهم مع #الذكاء_الاصطناعي”.
وتكمن المشكلة في أن هذه البرامج مصممة لتكون ودودة، متعاطفة، وتجيب على كل الأسئلة بثقة عالية. وهذه الميزات التي تبدو إيجابية، قد تكون خادعة للأشخاص الذين يعانون أساسا من هشاشة نفسية أو استعداد للاضطرابات الذهانية.
ويشير البروفيسور توم بولاك، أحد معدي الدراسة، إلى أن “الذهان لا يظهر فجأة، لكن الذكاء الاصطناعي قد يكون العامل الذي يدفع الشخص الهش نفسيا نحو الحافة”.
في تعليق سابق خلال بودكاست في مايو الماضي، اعترف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، بأن الشركة تواجه صعوبات في وضع ضوابط أمان فعالة لحماية المستخدمين المعرضين للخطر، قائلا: “لم نكتشف بعد كيفية إيصال التحذيرات للمستخدمين الذين يكونون في حالة عقلية هشة وعلى وشك الانهيار الذهاني”.
وفي الوقت الحالي، ينصح الخبراء باستخدام هذه الأدوات بحذر، خاصة من لديهم تاريخ مع الاضطرابات النفسية، مع التأكيد على أن الغالبية العظمى من المستخدمين لا يواجهون مثل هذه المخاطر. لكن الرسالة واضحة: الذكاء الاصطناعي، مثل أي تقنية قوية، يحتاج إلى فهم دقيق لآثاره الجانبية قبل أن يصبح أكثر تعمقا في حياتنا.