متهم بتنفيذ عملية حوارة.. تفاصيل اعتقال أسامة بني فضل في جنين
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
نابلس- بعد نحو 100 يوم من المطاردة، اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي المقاوم الفلسطيني أسامة بني فضل (20 عاما) داخل مخيم جنين شمال الضفة الغربية، والذي تتهمه إسرائيل بتنفيذ عملية إطلاق نار وقتل مستوطنين إسرائيليين في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس.
وفي عملية عسكرية وصفت بالمعقدة، اُعتقل المقاوم بني فضل بعد أن حاصر الاحتلال منزلاً في حارة الدمج جنوب المخيم، كما استشهد 5 فلسطينيين وأصيب 13 آخرون بجروح مختلفة وخطيرة خلال العملية.
وتحدث شهود عيان للجزيرة نت أن قوات الاحتلال اقتحمت جنين قرابة السابعة مساء أمس السبت، بعشرات الآليات العسكرية بينها جرافات، واستمرت بعمليتها حتى صباح اليوم، وتخلل ذلك اقتحام القوات لبعض البنايات المأهولة واستحكموا فيها وحوّلوها لنقاط مراقبة وقنص.
وذكر شهود العيان أن جيش الاحتلال أخذ يوسّع عمليته عند أطراف المخيم محاولاً الدخول إليه، ليُفاجأ بمقاومة واشتباكات عنيفة وتفجير عبوات ناسفة، بينما قصف الاحتلال بالطائرات المسيَّرة المقاومين الذين تصدوا للاقتحام، ما أدى لإصابة واستشهاد عدد منهم.
وبعد أن حاصر المخيم، شرع الاحتلال بعمليات تجريف واسعة لشوارعه وبنيته التحتية، وقال محمود ضابط إسعاف في جمعية الهلال الأحمر إن الجنود طوَّقوا مداخل كل من مستشفى جنين الحكومي ومستشفى ابن سينا، وأعاقوا وصول مركبات الإسعاف واعترضوا طريقها، وأجروا عمليات فحص وتدقيق في هويات المصابين واعتقلوا عددا منهم من داخلها.
وأكد بيان لجيش الاحتلال وجهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي "الشاباك" حصلت عليه الجزيرة نت، أن "أسامة المشتبه بتنفيذه عملية حوارة وقتل إسرائيليين اثنين، اعتقل في عملية مشتركة من داخل شقة للمطلوبين في مخيم جنين"، وذكر أنه كان مسلحا وتم تحويله للتحقيق.
ينسب الجيش الإسرائيلي للمقاوم بني فضل تنفيذ عملية حوارة في 19 أغسطس/آب الماضي، التي اتسمت بالغموض منذ لحظاتها الأولى، ليس في آلية الإعداد فحسب، بل حتى بطريقة الانسحاب، التي شكّلت هاجسا للاحتلال الإسرائيلي، وأربكت جيشه الذي استنفر بكل قواه في المنطقة، وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة أكثر من مرة، وأجرى عمليات بحث واسعة لكن دون جدوى.
وأُشيع في الدقائق الأولى من العملية أن حدثا جنائيا جرى في المكان، نتج عنه إصابة شخصين نتيجة شجار، لتتضح الصورة فيما بعد ويتحول الحدث إلى عملية فدائية، بطلها شاب فلسطيني أقدم على إطلاق النار على مستوطنين اثنين، تواجدا داخل محل لغسيل المركبات في بلدة حوارة وقتلهما.
وبعد حوالي نصف ساعة، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مكان العملية وحضرت الأطقم الطبية، لكنها لم تتمكن من إسعاف المصابين لحالتهما الحرجة، فأُعلن مقتلهما، بينما كان المنفذ قد انسحب من المكان.
بدأت عملية البحث عن المنفذ، وتركزت في البداية على بلدة بيتا جنوب نابلس، الأقرب لموقع العملية، ومن ثم امتدت لتطال بلدة عقربا القريبة منها، حيث أغلق جيش الاحتلال المنطقة بأكملها، وشدد من قبضته العسكرية على المكان، وداهم عشرات المنازل هناك، وعاث فيها فسادا وخرابا، ونصب العديد من الحواجز العسكرية، وحدّ من دخول وخروج المواطنين فيها.
تهديد العائلةبعد 24 ساعة من العملية الفدائية، اقتحم الاحتلال منزل عائلة المنفذ في بلدة عقربا، وعبث بمحتوياته، قبل أن يعتقل الاحتلال عيسى بني فضل والد أسامة وشقيقه محمد، دون أن يخبرهما بداية أنه يلاحق نجلهما بتهمة تنفيذ العملية، ليعود ويقتحم المنزل مرات أخرى بعد أيام قليلة، ويجري تحقيقات واسعة مع العائلة.
وتزامنا مع عمليات الاقتحام لبلدة بيتا آنذاك، اقتحم جيش الاحتلال منزل الطبيب شهيد معلا وهو زوج شقيقة أسامة، واعتقله بعد أن جرى تحقيقا ميدانيا معه.
يقول عيسى بني فضل، والد أسامة للجزيرة نت، إن جيش الاحتلال كان يعاملهم بعنف خلال اقتحاماته لمنزلهم والتحقيق معهم، وزاد الطين بلة بعدما أخذ قياسات المنزل تمهيدا لهدمه، بعد أن أخبرهم صراحة أنه يبحث عن نجله أسامة "بتهمة تنفيذ عملية حوارة" وأن عليه تسليم نفسه.
ويضيف بني فضل أن جيش الاحتلال اعتقله ونجله محمدا، واقتادهما إلى معسكر حوارة جنوب نابلس، وأخضعهما لتحقيق قاسٍ تخلله ترهيب وتهديد ووعيد لهما ولابنه المطارد، موضحا "هددنا جيش الاحتلال بأنه لن يكتفي بهدم المنزل، بل سيعيد نجلي أسامة شهيدا إن لم يقم بتسليم نفسه، رغم أني أخبرتهم بأني لا أعرف عنه شيئا منذ خرج من المنزل".
من أسامة بني فضل؟ولد أسامة عيسى بني فضل (20 عاما) في بلدة عقربا جنوب نابلس لعائلة بسيطة، فالأب يعمل مزارعا والأم معلمة متقاعدة وعضو في بلدية القرية، أنهى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس البلدة متفوقا، ليتابع دارسته الجامعية في قسم هندسة الميكانيك في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، وهو الآن في سنته الثانية.
عرف بني فضل في بلدته عقربا وفي محيطه بانضباطه الكبير، كما عرف بالتزامه الديني وأدائه للصلوات وبأخلاقه العالية وتواضعه ومحبة الناس له، والأهم أن تصرفاته لم تكن تثير أي شكوك حوله، وهو ما جعل كثيرين ولا سيما والده يستغربون فعله وتنفيذه للعملية.
انتمى بني فضل خلال دراسته الجامعية إلى الكتلة الإسلامية، الجناح الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي أعلنت ووفق بيان لها تبنيها لعملية حوارة.
برع أسامة أكثر في التنقل والاختفاء لفترة طويلة، اقتربت من 100 يوم، وهو ما يدلَّ وفق مراقبين على إعداده الجيد للعملية وللانسحاب، مقارنة مع مقاومين آخرين سرعان ما يعتقلهم أو يغتالهم الاحتلال.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي سري سمور للجزيرة نت إن "التكتم والابتعاد عن الاستعراض والظهور وعن وسائل التكنولوجيا المختلفة، أسباب مهمة لتجنب المقاوم الاعتقال أو الاغتيال، ويساعده أكثر اختياره بيئة ملائمة وحاضنة شعبية للمقاومة كمخيم جنين، فضلاً عن حاضنة حزبية تؤمّن احتياجاته وتوفر حماية له.
وأرجع سمور لجوء المقاومين لمخيم جنين واتخاذه مأوى لهم، لإرث المخيم العميق والطويل في النضال، إضافة لحاضنته الشعبية ومقاومته التي اعتادت اقتحامات الاحتلال، وصارت تتعايش معها وتعرف أسبابها، وابتكرت أساليب لمواجهتها، كنظام المراقبة بالكاميرات وتغطية أزقة المخيم بالشوادر وزرع العبوات الناسفة بطريق الجيش.
فضلاً عن أن التوغل للمخيم يحتاج لحشد قوات كبيرة من الجيش والعتاد العسكري المعزز بالطيران وسلاح الهندسة والجرافات العسكرية التي تجرف الطرق وتفجر العبوات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: جیش الاحتلال عملیة حوارة فی بلدة بعد أن
إقرأ أيضاً:
مسؤولون إسرائيليون بعد عملية واشنطن: “ندفع ثمن تطرفنا وجرائمنا”
#سواليف
عقب عملية #إطلاق_النار قرب #سفارة_الاحتلال في العاصمة الأميركية #واشنطن، توالت ردود الفعل في أوساط المسؤولين الإسرائيليين، الذين أقرّ بعضهم بأن #حرب_الإبادة وتطرف حكومة #نتنياهو اليمينية يسهمان بشكل مباشر في #تدهور صورة “إسرائيل” عالميًا، ويدفع نحو مزيد من العزلة السياسية والخطر المتصاعد على مصالحها.
وقال سفير الاحتلال لدى الاتحاد الأوروبي، حاييم ريجيف، إن العلاقات مع #أوروبا تمرّ بأزمة غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن المساعدات الإنسانية لغزة كانت “القشة التي قصمت ظهر البعير” في العلاقة مع الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: “إذا لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة واستمرت الحرب بجلب المزيد من الضحايا، فإن العلاقات ستتدهور أكثر”، مؤكدًا أن نتنياهو لم يُعر الاتحاد الأوروبي اهتمامًا واعتمد بدلًا من ذلك على تحالفاته مع واشنطن.
مقالات ذات صلةوأشار ريجيف إلى أن تكرار الحديث عن #الأسرى_الإسرائيليين لم يعد مؤثرًا في العواصم الأوروبية، قائلاً: “على مدار عام ونصف نكرر أمام الأوروبيين قصة بيباس، لكن اليوم يرون 70% من غزة مدمرة، آلاف القتلى وأطفال تحت الأنقاض. يقولون لنا: تريدون تحرير الأسرى؟ أوقفوا الحرب وحرروهم”.
وحذّر السفير من أن التصريحات الصادرة عن بعض المسؤولين الإسرائيليين – في إشارة إلى تصريحات وزراء مثل إيلياهو وسموتريتش – تُلحق ضررًا بالغًا بالجهود الدبلوماسية، لافتًا إلى أن “الاستخدام المفرط لمصطلح معاداة السامية، ودعم الفلسطينيين الذي بات بمثابة موضة عالمية، يقوّض حجج إسرائيل”.
من جانبه، قال زعيم حزب “الديمقراطيين الإسرائيليين” يائير جولان إن الحكومة الحالية بزعامة #نتنياهو تُغذّي الكراهية ضد “إسرائيل” ومعاداة السامية، مؤكدًا أن هذه السياسة تدفع نحو عزلة سياسية غير مسبوقة، وتمثل خطرًا على يهود العالم أجمع.
وفي السياق ذاته، علّق رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت على العملية في واشنطن بالقول إن “التطرف الحكومي والانفلات الإعلامي يقودان إسرائيل إلى #الكارثة”، مضيفًا: “هذه حرب بلا هدف، ونتنياهو يتسبب في مقتل جنودنا ويقضي على أي أمل في استعادة الأسرى”.
أما المراسل العسكري لصحيفة “معاريف”، آفي أشكنازي، فرأى أن “إسرائيل، بدلًا من أن تعيد تشكيل الشرق الأوسط، باتت منبوذة عالميًا. حماس نجحت في تغيير المعادلة وتسعى لتحويل إسرائيل إلى دولة معزولة”.
في المقابل، استغل الوزير عميحاي إلياهو العملية في واشنطن للتحريض على يائير جولان، متهمًا إياه بأنه “يتحمّل مسؤولية دم الموظفَين اللذين قتلا في السفارة”، في إشارة إلى تصريحات سابقة لجولان قال فيها إن جيش الاحتلال “يقتل الأطفال الرضّع كهواية”.
بدوره، وصف رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، يعقوب هاجويل، الهجوم المسلح في واشنطن بأنه “الجبهة الثامنة” من حرب السابع من أكتوبر، في حين علّق زعيم المعارضة يائير لابيد بالقول: “هذا ما كان يقصده الجميع حين تحدّثوا عن عولمة الانتفاضة”.