بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، استثمارات الناتو والتزاماته بالاستعداد لمواصلة تعزيز قدرات الردع والدفاع لدى الحلف.
جاء ذلك، حسب ما نشرته الخارجية الأمريكية - في بيان عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء - خلال لقائهما في بروكسل قبل اجتماع وزراء خارجية الناتو.


وناقش بلينكن وستولتنبرج أولويات التحالف، بما في ذلك الاستعدادات لقمة واشنطن والذكرى السنوية الـ(75) لتأسيس الناتو في عام 2024 والدعم المستمر لأوكرانيا والأمن في غرب البلقان. 
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وزير الخارجية الامريكي ستولتنبرج

إقرأ أيضاً:

معادلة الردع .. الورقة الرابحة

 

 

عندما تمتلك القوة القادرة على ردع وتأديب عدوك، فإنه لن يتمادى في غيه وإجرامه، وسيجد نفسه ملزما بكبح جماح عنجهيته وغطرسته وغروره، لأنه أمام خصم ليس من السهل إسقاطه أو التغلب عليه، ما دام يمتلك أدوات ومفاعيل الرد الرادعة له، والكفيلة بتكبيده خسائر كبيرة، وخير شاهد على ذلك حرب الـ 12 يوما بين إيران وإسرائيل والتي نجحت الأولى في تلقين الثانية درسا قاسيا ومؤلما، نتيجة قوة الردع الإيرانية التي أثبتت علو كعبها في مواجهة كيان العدو الصهيوني، هذا الكيان المجرم الباغي الذي وصل إلى مرحلة الفرعنة، ومنح نفسه الحق في انتهاك واستباحة سيادة الدول والاعتداء عليها، على خلفية مبررات كاذبة وواهنة لا أساس لها من الصحة، حيث فرضت القوة الإيرانية على هذا الكيان طلب النجدة من أمريكا بإعلان وقف العمليات العسكرية بين الطرفين، بعد أن اتسعت رقعة الخراب والدمار في الداخل الفلسطيني المحتل، علاوة على الخسائر البشرية والمالية و الاقتصادية غير المسبوقة التي تكبدها الكيان للمرة الأولى منذ احتلاله لفلسطين والإعلان عن إقامة دولته المزعومة .
واليوم يفرض أبطال المقاومة الفلسطينية معادلة ردع مماثلة في سياق معركتهم الوجودية التي يخوضها مع الكيان الصهيوني رغم فارق الإمكانيات والقدرات، حيث شكلت الكمائن العسكرية المعدة بدقة، والعمليات النوعية المدروسة والمخطط لها من قبل كتائب القسام وسرايا القدس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية التي تستهدف جنود الاحتلال ضربة موجعة له، قياسا بحجم الخسائر والأضرار التي يتكبدها والتي يعمد إلى التقليل منها، من باب الحفاظ على الروح المعنوية لجنوده .
من حي الشجاعية إلى جباليا وخان يونس ومحور نتساريم وحي التفاح وغيرها من المناطق والأحياء في قطاع غزة، يواصل أبطال المقاومة الباسلة حرب الاستنزاف لهذا الكيان الذي ظن بأنه على بعد خطوات قليلة من إعلان أهالي غزة الاستسلام ورفع الراية البيضاء، معولا على جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي يمارسها بحق أبناء غزة في بث روح الهزيمة والانكسار وإعلان الخنوع والخضوع، ولكنه بعد ما يقارب العشرين شهرا من العدوان الإسرائيلي الغاشم والحصار الجائر، يجد نفسه أمام مقاومة شرسة تختطف أرواح جنوده في عمليات نوعية يجد صعوبة في إفشالها أو الحد منها، في ظل شجاعة وإقدام وبأس أبطال المقاومة الذين ضربوا وما يزالون أروع الأمثلة في الشجاعة والإقدام والتضحية والفداء، حيث كان لهذه العمليات أثرها البالغ ودورها البارز في تغيير موقف النتن ياهو وحكومته تجاه استمرارية العدوان على قطاع غزة، فذهب كالعادة للاستنجاد بالأمريكي للبحث عن مخرج له من هذه الورطة، بعد أن أقنع نفسه بأن فرض الحصار على القطاع سيحقق له أهدافه دون الحاجة لمواصلة المسار العسكري الذي أثبت فشله وعجزه رغم كل الخسائر والأضرار التي خلفها في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة .
ومن العوامل التي أسهمت في تعزيز قوة الردع الغزاوية الفلسطينية في مواجهة الكيان الصهيوني، حالة الصمود الفلسطينية الغزاوية المنقطعة النظير رغم كل محاولات الاختراق، واللعب على ورقة استهداف النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وتفكيك وحدة الجبهة الداخلية الفلسطينية الغزاوية، وكذلك الثبات الغزاوي الصادم للكيان فيما يتعلق برفضه مخططات التهجير وتشبث أهالي غزة بأرضهم ورفض كافة أشكال وأساليب المساومة، هذا بالإضافة إلى استمرارية الموقف اليمني الثابت الداعم والمساند لمظلومية قطاع غزة، من خلال عمليات الدعم والإسناد البحرية والعسكرية، أضف إلى ذلك عاملاً داخلياً إسرائيلياً، يتمثل في الضغوطات الداخلية التي تمارسها المعارضة الإسرائيلية وأهالي الأسرى والمحتجزين الصهاينة لدى فصائل المقاومة الفلسطينية والتي شكلت مصدر قلق للحكومة اليمينية المتطرفة التي وجدت نفسها مرغمة على الاعتراف بنجاح حركة حماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية في تركيعها وإذلالها وإجبارها على التسليم باستحالة الحسم العسكري كخيار لإعادة الأسرى والمحتجزين، وأن خيار التفاوض هو الخيار الوحيد لإبرام صفقات تبادل وطي هذا الملف، ووضع نهاية للعنجهية الصهيونية التي عملت على إفشال كافة الجهود التي بذلت من أجل إنهاء وطي هذا الملف .
خلاصة الخلاصة : القوة عز، ومن يريد السلام عليه أن يكون قويا، عليه أن يحمل السلاح، ويتحلى بالشجاعة والإقدام والثبات، وخصوصا مع كيان العدو الصهيوني الذي لا يعترف ولا يفهم إلا منطق القوة، ولا يمكن أن يرعوي ويكف عن حماقاته واعتداءاته إلا عندما يشعر بالندية وقوة الردع التي يمتلكها خصمه، حينها فقط سنجده يخنع ويخضع، ويسارع في البحث عن قارب نجاة ينقذه من الغرق، بعد أن وجد نفسه وسط أمواج متلاطمة في ظل رياح عاصفة عاتية، قد تحمل معها كتابة المشهد الأخير لهذا الكيان الإجرامي المتوحش، النهاية التي تبدو من خلال المعطيات الراهنة أنها باتت قريبة جدا بمشيئة الله وعونه وتوفيقه، وخصوصا بعد أن استطال هذا الكيان في إجرامه وتوحشه وصلفه الذي تفوق من خلاله على الكثير من الحيوانات المفترسة .
والعاقبة للمتقين .

مقالات مشابهة

  • معادلة الردع .. الورقة الرابحة
  • مكتب الصرف: الاستثمار الدولي في وضع صاف مدين بلغ 746,7 مليار درهم في متم مارس 2025
  • وزير الخارجية الروسي: هناك تمرد داخل حلف الناتو العسكري
  • وزير الخارجية ونظيره البرازيلي يبحثان سبل تنمية العلاقات الثنائية
  • في فقه المناصرة والدفاع عن العلم
  • الهجمات السيبرانية تدخل ساحة المعارك.. ومصر تضخ استثمارات لتأمين البنية المعلوماتية
  • حرائق في ريف اللاذقية بسوريا والدفاع المدني يواصل جهوده للسيطرة عليها
  • وزير الخارجية ونظيره المصري يبحثان تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في المنطقة
  • وزير الخارجية ونظيره السعودي يبحثان مستجدات الأوضاع في المنطقة والأوضاع الكارثية في غزة
  • هاتفيا.. وظير الخارجية والهجرة ونظيره السعودي يبحثان تطورات الأوضاع في المنطقة