فلسطين ديمقراطية واحدة تقدم عريضة لرفع حماس من قائمة الإرهاب البريطانية
تاريخ النشر: 30th, November 2023 GMT
سيتم تسليم عريضة تدعو إلى إزالة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من "قائمة المملكة المتحدة للهيئات الإرهابية المحظورة" إلى رئاسة الوزراء البريطانية يوم الثلاثاء الخامس من ديسمبر/كانون الأول المقبل عند الساعة 10 صباحًا.
وقد وقع حتى الآن أكثر من 1280 شخصًا على الرسالة المفتوحة، التي بدأت قبل شهر، وبالإضافة إلى ذلك، قدم أكثر من 25 شخصًا طلبات مكتوبة لإلغاء تصنيف حماس المذكور إلى رئيس سياسة مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية.
وسيقوم بيت غريغسون -رئيس هيئة "فلسطين ديمقراطية واحدة" التي تنظم هذه العريضة- بالتسليم الأولي لـ1280 رسالة، وسيصاحبه في ذلك عدد قليل من المؤيدين الآخرين.
وسيلفت غريغسون الانتباه إلى أنه في حين تم حظر كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) عام 2001، فإنه لم تتم إضافة الجناح السياسي للحركة إلا في عام 2021، بعد اجتماعات بريتي باتيل السرية وفي أثناء عطلة إسرائيلية.
وينص قانون الإرهاب لعام 2000، حسب غريغسون، على أنه يجوز لأي شخص متأثر بالحظر أن يطلب من الحكومة إزالة الهيئة المحظورة من القائمة.
وكان غريغسون سعى -في الأصل- إلى تقديم العريضة من خلال موقع الالتماسات البرلمانية، ليتم إبلاغه بأنه تم رفض طلبه بحجة أنه "يدعو إلى اتخاذ إجراء يتعلق بفرد معين، أو منظمة معينة خارج حكومة المملكة المتحدة أو البرلمان".
لكن ذلك لم يثنه عن هدفه، فتواصل مع موقع "غو بتيشن" في الولايات المتحدة الذي يستخدم لنشر الاحتجاجات عبر الإنترنت، وقد وافق على قبول نشر هذه العريضة، كما تم نشرها عبر وسائل إعلام متنوعة، بما في ذلك موقع "ميدل إيست مونيتور"، و"روسيا اليوم"، والجزيرة، وتم الترويج لها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ويوضح غريغسون أن "العريضة لها أهمية خاصة في الوقت الحاضر، بالنظر إلى الكشف عن أن غالبية الذين لقوا حتفهم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي قتلوا بدبابات مافارا الإسرائيلية -التي هدمت منازل الكيبوتس- وبمروحيات أباتشي التي أطلقت صواريخ هيلفاير على كل سيارة اكتشفتها، على أمل القضاء على مقاتلي القسام. واعترفت القوات الجوية الإسرائيلية نفسها بأن مروحياتها قصفت كل مركبة متجهة إلى غزة، وكلها كان بها إسرائيليون يتم نقلهم إلى هناك".
وأورد غريغسون اعتراف العقيد في سلاح الجو الإسرائيلي نوف إيريز بأن القوات الجوية الإسرائيلية استهدفت مدنيين فلسطينيين وإسرائيليين تماشيًا مع "بروتوكول هانيبال"، وهي سياسة تهدف إلى الحؤول دون أسر الإسرائيليين. وقد وصف العقيد إيريز يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول بأنه كان "هانيبال جماعيا". كذلك أكدت ياسمين بورات (إحدى رواد مهرجان نوفا للموسيقى) أن هذا ما حدث في كيبوتس بئيري، وهو ما بثته الإذاعة الرسمية، كما دعمته تصريحات في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، لكن لأن كليهما كان باللغة العبرية، فقد تم تجاهلهما في الغرب، غير أن لقطات كاميرا المروحية تؤكد هذه الادعاءات".
ويعتقد غريغسون أن الهدف الرئيسي مما قامت به كتائب القسام كان احتجاز إسرائيليين على أمل مقايضتهم بآلاف الأسرى الفلسطينيين، في عمليات تبادل كالتي نشهدها حاليًا.
وتابع "في ضوء حقيقة أن إسرائيل تستخدم مذبحة السابع من أكتوبر/تشرين الأول مبررا للقضاء على حماس، بسبب الوفيات التي تسببت بها إسرائيل نفسها في الغالب، فإننا نشعر أنه من الضروري أن تعيد حكومة المملكة المتحدة النظر في هذه القائمة".
ويرى رئيس هيئة "فلسطين ديمقراطية واحدة" أن حماس انتُخبت بأغلبية كبيرة من الفلسطينيين عام 2006، لكنها استُبعدت من حقها في حكم فلسطين، وقد تم رفض جميع طلباتهم المقدمة إلى السلطة الفلسطينية لإجراء انتخابات جديدة. وتوضح "وثيقة المبادئ والسياسات العامة" الصادرة مايو/أيار 2017 أن حماس ملتزمة بالديمقراطية، وأن عدوها ليس اليهود، بل الصهيونية، وأنهم سوف يدعون إلى هدنة إذا انسحبت إسرائيل إلى حدود عام 1967. ومع ذلك، فإن هدفهم النهائي سيكون نهاية إسرائيل واستبدالها بفلسطين ديمقراطية واحدة، يتمتع فيها الجميع بحقوق متساوية.
ويشير إلى أن "أهداف حماس تعكس حقيقة مفادها أن حل الدولتين أمر مستحيل منذ أن ضمنت إسرائيل عدم وجود مساحة كافية من الأراضي لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. وحماس تفضل دولة إسلامية، لكنها ستوافق على ما تذهب إليه الأغلبية".
ويخلص إلى أن "الأمم المتحدة ترفض حظر حماس، لأنها تعترف بأن للفلسطينيين الحق في استخدام الكفاح المسلح لإنهاء 75 عاما من الاحتلال ضد قوة استعمارية تنكر حقوقهم".
ويضيف غريغسون "سوف نستمر في تقديم هذه العريضة، التي يمكن الوصول إليها عبر www.tiny.cc/hamas، حتى ننجح في إقناع البرلمانيين في المملكة المتحدة بأننا يجب أن نفعل ما فعلناه مع أيرلندا الشمالية، عندما واصلنا التحدث إلى الشين فين، حتى في الوقت الذي كان فيه الجيش الجمهوري الأيرلندي يقصف بريطانيا. ولأننا حظرنا حماس، فإننا نترك الفلسطينيين -خاصة سكان غزة- بلا صوت"، على حد تعبيره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المملکة المتحدة
إقرأ أيضاً:
“بي بي سي”: قرار ستارمر الاعتراف بدولة فلسطينية يعد تغيّراً في السياسة البريطانية
يُعدّ إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن اعتزام بلاده الاعتراف بدولة فلسطينية، تغيراً كبيراً في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة.
على الرغم من أن ستارمر عرض تأجيل هذا الاعتراف في حال اتخذتْ إسرائيل “خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروّع في غزة، ووافقت على وقف إطلاق النار، والتزمت بسلام مُستدام وطويل الأجل، على نحو يُحيي حَلّ الدولتين”.
ويعني الرفضُ الإسرائيلي الفوريّ لبيان رئيس الوزراء البريطاني، أنّ بإمكان مَن يكتبون خطابات ستارمر أن يبدأوا في العمل من الآن على ما سيقولُه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول.
إنّ قرار اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطينية يبدو “لا رجعة فيه”، وفقاً لمسؤول بريطاني رفيع المستوى.
وليس في توقعات ستارمر أن يُثمر هذا التغيير في السياسة البريطانية عن دولة فلسطينية مستقلة في أي وقت قريب، أمّا من وجهة نظر كثير من الإسرائيليين، فإن توقيت قيام مثل هذه الدولة الفلسطينية المستقلة يبدو مستحيلاً.
لكن النوايا البريطانية، بحسب مصادر دبلوماسية، تتمثل في تمكين المعتدلين من الجانبين – الإسرائيلي والفلسطيني؛ حيث يأمل البريطانيون في دفع الجميع إلى الاعتقاد بأن السلام يمكن أن يتحقق.
على أن ذلك لن يكون سهلاً، ليس فقط لأن حماس قتلت حوالي 1,200 شخص، بينهم مئات المدنيين الإسرائيليين، واحتجزت رهائن في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لتنطلق إسرائيل في حملة انتقامية أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين وتركت غزة أنقاضاً.
ولكنْ أيضاً لأن كلّ المحاولات لكي يحلّ السلام باءت بالفشل – سنوات من محادثات السلام في حقبة التسعينيات انتهت بإراقة الدماء، كما انهارت كل محاولات إحياء هذه المحادثات بعد ذلك.
وجاء رفض إسرائيل لبيان ستارمر بعد دقائق من الإعلان عنه من مقرّ الحكومة البريطانية في داوننغ ستريت، ففي وقت لاحق من مساء اليوم ذاته، جاء رفْض رئيس الوزراء الإسرائيلي شديد اللهجة.
وكتب نتنياهو على وسائل التواصل الاجتماعي يقول إن “ستارمر يكافئ الإرهاب الوحشي لحماس ويعاقب ضحايا هذا الإرهاب. إن دولة جهادية على حدود إسرائيل اليوم ستهدد بريطانيا غداً”.
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن محاولات “ترضية الإرهابيين الجهاديين دائماً تبوء بالفشل. وستفشل معكم أيضاً. لن تحدث”.
ويُنكر نتنياهو وقوف إسرائيل وراء الجوع والوضع الكارثي في غزة. ولو أنّه قبِل بشروط بريطانيا الخاصة بالتأجيل، لانهار ائتلافه الحاكم.
ويعتمد نتنياهو على دعم متشددين يرغبون في ضمّ الأراضي الفلسطينية المحتلة وإخراج الفلسطينيين منها بالقوة، وعدم مَنْحهم أيّ شكل من أشكال الاستقلال.
على أنّ هؤلاء ليسوا مَن يمنعون نتنياهو؛ وهو الذي بنى إرثه السياسي على أساس رفْض حَلّ الدولتين، وفكرة أن السلام يمكن أن يَحلّ بقيام دولة فلسطينية مستقلة جنباً إلى جنب مع إسرائيل.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال نتنياهو إن دولة فلسطينية تعني “منصّة تنطلق منها” هجمات كثيرة، على غرار هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لتدمير إسرائيل.
ويعقِد نتنياهو آمالاً على دعم الولايات المتحدة، التي ترى أن الاعتراف بدولة فلسطينية الآن يُعتبر مكافأة لإرهاب حماس.
وفي أثناء عودته إلى بلاده، قادماً من اسكتلندا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين إنه لا يدعم الخطوة البريطانية.
ويمكن لقضية السيادة الفلسطينية أن تصبح بمثابة نقطة خلافية جديدة على صعيد العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة.
وحتى أسابيع قليلة ماضية، لم يكن رئيس الوزراء البريطاني ستارمر مقتنعاً أن الوقت المناسب قد حان للاعتراف بدولة فلسطينية، لكنّ صور الأطفال الفلسطينيين في غزة وهم يقضون جوعاً كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد كل تلك الدماء وذلك الدمار.
هذا التوجّه لم يَشِع في مقرّ رئاسة الحكومة ومكتب الخارجية البريطانية وفقط، وإنما امتدّ إلى حزب العمال، ليجد طريقه إلى دوائر أوسع في عموم المملكة المتحدة.
ويأتي قرار بريطانيا الانضمام إلى فرنسا في الاعتراف بفلسطين بمثابة علامة أخرى على زيادة عُزلة إسرائيل دبلوماسياً.
وتُعدّ فرنسا وبريطانيا، حليفتين غربيتين كُبرَيين لإسرائيل، كما أنهما تمتلكان عضوية دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد رفضت الدولتان محاولة إسرائيل عرقلة اعترافهما بفلسطين في أُثناء انعقاد الجمعية العامة بنيويورك في سبتمبر/أيلول.
وفي نيويورك أيضاً، بعد بيان ستارمر، حظي وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بموجة من التصفيق الحاد فور إعلان قرار بلاده في مؤتمر الأمم المتحدة بخصوص حلّ الدولتين والاعتراف بدولة فلسطينية.
ورفض لامي الاتهام بأن الاستقلال الفلسطيني ستكون له تبعات مدمّرة على إسرائيل، وقال وزير الخارجية البريطاني إن “العكس هو الصحيح؛ فلا تَعارُض بين دعم أمن إسرائيل ودعم قيام دولة فلسطينية”.
اقرأ أيضاًتقارير“قصر كوير” أو قصر حارة البيبان: أنموذج فريد لتطور بيئة مكة العمرانية
وأضاف لامي: “دعوني أكون واضحاً، إن حكومة نتنياهو مخطئة في رفضها حلّ الدولتين – خطأً أخلاقياً واستراتيجياً”.
وقال مسؤول بريطاني إن الأجواء كانت مشحونة بالحماس عندما أخبر وزير الخارجية الوفود بأن إعلان بلاده اتُّخذ “وعلى أكتافنا يدُ التاريخ” تدلُّنا وتوجِّه خُطانا، على حدّ تعبيره.
ومضى لامي متحدثاً عن الماضي الاستعماري لبريطانيا في فلسطين، هذا الماضي المتشابك بقوة مع جذور الصراع بين اليهود والعرب للسيطرة على الأرض التي كانت تحت التاج البريطاني ذات يوم.
واستولتْ بريطانيا على القدس من رُقعة الإمبراطورية العثمانية في عام 1917 وظلتْ تسيطر على فلسطين حتى عام 1948، قبل أن تُسلّم مسؤولية هذه الأرض للأمم المتحدة وتغادرها ساحةً لصراع شامل آنذاك بين العرب واليهود.
وعلى الفور، أعلن ديفيد بن غوريون، أوّل رئيس وزراء لإسرائيل، استقلال الأخيرة التي تمكنت لاحقاً من صدّ هجوم شنّتْه الجيوش العربية وإنزال الهزيمة بتلك الجيوش.
وفي رواق الأمم المتحدة، استدعى ديفيد لامي من التاريخ وَعْد بلفور، وزير الخارجية البريطانية في عام 1917، الذي أمهر بتوقيعه خطاباً مكتوباً على الآلة الكاتبة انطوى على وعْد “بإقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين”.
على أنّ وعْد بلفور، نَصّ أيضاً على “عدم الإضرار بالحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية في فلسطين”، دون استخدام لفظة “عرب”، لكنّ هذا هو ما كان مَعنياً.
وقال لامي إنّ لبريطانيا أنْ تفتخر بالطريقة التي أسهمتْ بها في تأسيس إسرائيل، لكنّ الوعد للفلسطينيين لم يُحفَظ، وهذا “ظُلمٌ تاريخيٌّ لا يزال قائماً”.
وقد غذّت الوعود المتضاربة من جانب بريطانيا هذا الصراع على الأرض وشَكّلتْ قوامه، ولو أنّ مسافراً عبر الزمن استطاع الذهاب إلى فلسطين في حقبة العشرينيات من القرن الماضي لتسنّى له أنْ يلمس أجواء العُنف والتوتر بشكل مثير للإحباط.
ومن أجل علاج هذا الظُلم التاريخي، وصف لامي حلّ الدولتين؛ حيث تأمل المملكة المتحدة في إنهاء الوضع البائس في غزة، وفي إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وكانت فرنسا والسعودية تترأسان مؤتمر نيويورك الذي شهد حديث وزير الخارجية البريطاني. وأثمر المؤتمر عن بيان من سبع صفحات يستهدف تمهيد الطريق لإحياء حلّ الدولتين.
وانطوى هذا البيان على إدانة من جانب دول عربية لحركة حماس وهجومها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل.
إنّ نافذة السلام عبر حلّ الدولتين تبدو موصَدة بقوة بعد انهيار عملية السلام التي بدأتْ محادثاتها في حقبة التسعينيات، ويأتي قرار بريطانيا الخاص بالاعتراف بفلسطين بمثابة خطوة “دبلوماسية” على طريق إعادة فتْح هذه النافذة.