بوابة الوفد:
2025-05-19@09:25:24 GMT

الإعلام سلاح جديد

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

إذا كان القلم هو رصاص حي وباقٍ فإن الصورة عابرة للحدود وموثقة للذاكرة العادلة في عصر فقدت فيه الإنسانية معايير الحق والخير والصدق والشرف والحياة، أو في قول أكثر صدقاً فقدت فيه الإنسانية فحواها ومحتواها وصرنا جميعاً أسرى قوى كبرى تتحكم وتسيطر على البشر في كوكب على وشك الانقراض والانهيار والزوال ألا وهو كوكب الأرض.

تنظر إلى السماء فتشعر بأن هناك معركة دائرة مثل معارك الآلهة وأدخنة متصاعدة وألسنة لهب متشابكة بين قوى الشر وآلهة الدمار الذين أصدرنا الأمر لوكلائهم من شياطين الإنس والجن ومنحوهم قوتهم وآثامهم ليدمروا البيوت الأمنة ويقطعوا أوصال الأسر الملتفة حول رغيف خبز ساخن وكوب ماء بارد وأن ينزعوا الأجنة من أرحام الأمهات الحبلى ويمنعوا الهواء عن الرضع الذين بقرت بطون أمهاتهم وأن يسكبوا النيران في جوف الأباء والأجداد يحرمونهم من روح الروح أبناء وبنات وأن يفطروا قلوب الأمهات وقد فقدن الضنا ونور العين، ولا ينسون في حربهم الشيطانية أن تكون دماء الصغار هي التي تروي عطشهم وتمدهم بوقود تلك الحرب المستعرة في سماء الكون بين الشر وأعوانه وشياطينه وبين الحق وملائكة الخير والرحمة.

الإعلام الجديد والتقنيات الحديثة والمنصات الفضائية استطاعت أن تعبر وتسجل وتصور وتجعلنا نعيش تلك الحرب المستعمرة، وصارت الصور والفيديوهات المسجلة بالصوت والصورة واللون والرائحة المعبأة بالموت والخوف والدمار تنتقل إلى كل بقاع الكون والأرض فندرك أننا ضعفاء غير قادرين على الفعل وعلى التحرك وأن كل ما نقوم به هو البكاء والعويل والصراخ والتنديد والشجب والرفض.. بعد أن سقط القناع الزائف عن المدنية والحضارة والمنظمات الدولية القانون الدولي وعن معتقدات مثل العروبة ووحدة الدين واللغة حتى وحدة الإنسانية والمشاعر البشرية التي تجمع هذا الجنس المنقرض الذي يسمى بشراً.. جميعها أثبتت عجزها وفشلها أمام قوة الشر وآلهة الدمار.. ومع كل هذا فإن السلاح الفتاك الذي هز عرش تلك الآلهة الشيطانية ووكلائها من أنس وجن هو ذلك الإعلام الجديد.. ليس بالكلمة وليس المقال وليس بالخبر في جريدة أو مجلة وإنما لحظات يصور فيها المراسل أو الصحفي أو حتى الطفل الصغير أو الشاب أو الفتاة ما يجري .. تفاصيل صغيرة متراكمة وتعليقات ومنصات تنشر وتترجم إلى لغات متعددة الكل يرى ويشاهد ويتابع ويتعايش ويثور ويرفض وتتحول السماء إلى معركة مضادة أشتبك فيها الإعلام الفضائى معركة تشارك فيها بشر مازالوا يحملون جينات ذلك الجنس المنقرض يحاربون حرباً إنسانية بعد أن عجزت أجهزة دولهم ومنظماتهم وقوانينهم الوضعية الدولية المحلية في الفعل وفي وقف آلهة البشر عن إستكمال تدمير للبشرية والإنسانية.. الإعلام الشعبي الجديد فيس بوك.. تيك توك.. إنستجرام.. X أو تويتر بث مباشر على الفضائيات.. يوتيوب.. تليجرام إعلام مختلف.. بلوجر – إنفلونسر.. صحفي – مراسل – يوتيوبر.. مسميات جديدة تختلف عن الصحفي الإعلامي والمذيع.. أدوات إعلامية -رقمية -لغوية لغة صورة.. ولغة تعبير.. ولغة أداء ولغة بث.. ولغة نقل... ولغة قادرة على الجذب والتغير …هذا هو الإعلام وقد صار سلاحاً في حرب كونية دمرت الحضارة والتقدم وعلى وشك القضاء على الجنس البشرى.  

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجنس البشري كوكب الأرض

إقرأ أيضاً:

صوت المؤسسة .. لا ظلها

في بيئة العمل الخدمي، لا يُمكن أن يُؤدى العمل في معزل عن الصوت الذي يُعبّر عنه، ويُجسّد أثره، ويـــــربطه بالمجتمع. الإعلام ليس صــــدى خافتًا لجهدٍ صــــامت، بل هــو لبنةٌ أساسية في بناء الــــثقة بين المؤسسة ومتلقي خدماتها.

هو صوت المؤسسة، صورتها، والرسول بين ما يُقدَّم وبين من يُنتظر أن يُقدِّر. هو الجهد الموازي الذي لا يُرى بالعين المجردة، لكنه يُصنع بالكلمة والصورة والتوثيق، ويُجنى صداه في مدى الوعي المجتمعي والرضا العام.

ومع هذا، لا يمكن لهذا الصوت أن يكون مؤثرًا ما لم يكن موظفو المؤسسة أنفسهم جزءًا منه. كل موظف يسهم حين يُرسل معلومة، أو يُيسر توثيق إنجاز، أو يُعبّر عن عمله بوضوح. الإعلام لا يقوم على فرد، بل على بيئة داخلـــية تـــعي أن التفاعل مع الإعلام واجب وظيفي لا ترف تطوعي. وكلما اتسع هذا التفاعل، أصبحت الرسائل الإعلامية أكثر صدقًا، وأقرب للواقع، وأكثر تأثيرًا في الخارج.

ولا يقل عن هذا أهمية التفاعل من الجمهور الخارجي، الذي ينعكس وعيه بالمعلومة وتفاعله مع الرسائل الإعلامية في صورة وطنية مشرّفة للمؤسسة، وللدولة كلها. رضا المستفيد عن الخدمة، وتقديره لما يُبذل من جهود، لا ينعكس فقط على انطباع فرد، بل يُسهم في صدى الدولة أمام العالم، وفي تشكيل صورة ذهنية عن مدى تقدّمها وحرصها على الإنسان على أرضها.

ولأن الحكومة تُدرك أن الخدمات لا تُقدَّر ما لم تُعرَف، فهي ترصد مخصصات مالية للعمل الإعلامي والتوعوي في القطاعات الخدمية، إيمانًا منها بأن إبراز الجهد لا يقل أهمية عن تقديمه. وهذا الدعم يستدعي بالمقابل وعيًا داخليًا وخارجيًا بأن التفاعل مع الإعلام ليس خيارًا، بل صورة من صور الانتماء المؤسسي للموظفين، والانتماء الوطني للمجتمع.

المؤسسات التي تعي هذا الدور، والتي تمنح صوتها مساحة للظهور، هي التي تبنى سمعتها على وعي جماعي، ومشاركة فاعلة، وثقة تُزرع ثم تُحصد.

موظف قسم الإعلام في هذا السياق لا يعمل ليُشار إليه، بل ليُشار إلى المؤسسة التي ينتمي إليها. يكتب، يوثق، يُخرج، ويُضيء، ليظهر جهد الجميع بصورة تليق بقدرهم. لا يسعى للضوء، لكنه يمنحه. لا يطلب التصفيق، بل يكتفي برؤية الأثر.

وكما في مملكة النحل، لا أحد يسعى للظهور على حساب الآخر، بل يتقاسم الجميع أدوارهم في نظام دقيق، يعمل فيه كل فرد لأجل المصلحة العامة.

وفي النهاية، الإعلام لا يُخلق من فراغ، بل من بيئة تحتضنه، وتؤمن بدوره، وتُقدّره كصوت للمؤسسة... لا ظلًا لها.

مقالات مشابهة

  • قرار من النيابة بشأن مشاجرة القليوبية
  • دعاء الشعراوي لإبطال مفعول السحر.. من قرأه أبعد الله عنه الشر
  • جينيفر لورانس من مهرجان كان: اكتئاب ما بعد الولادة محور فيلمي الجديد
  • المشهداني:لن يكون هناك سلاح منفلت بعد الآن
  • اليمن عزة وانتصار على طاغوت الشر والاستكبار
  • صوت المؤسسة .. لا ظلها
  • محور الشر
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: سلاح الجو الإسرائيلي بدأ بشن غارات في اليمن
  • حبس مقاول 4 أيام بتهمة حيازة سلاح نارى بدون ترخيص فى المعصرة
  • عن نزع السلاح... هذا ما قاله مسؤول بارز في حزب الله