بسبب الوقود الأحفوري.. مؤتمر كوب 28 يتجه للتمديد بسبب الانقسامات العميقة بين الدول المتفاوضة
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مرّ الموعد النهائي الذي حددته رئاسة محادثات المناخ في مؤتمر"كوب 28" للتوصل إلى مسودة اتفاقيات الثلاثاء، في ظل استمرار الانقسامات العميقة بين الدول المتفاوضة.
وكان رئيس مؤتمر الأطراف (مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ)، سلطان الجابر، قد دعا بشكلٍ طموح إلى الانتهاء من المسودة بحلول الساعة 11 صباحًا (الثانية صباحًا بالتوقيت الشرقي) الثلاثاء، وهو اليوم الرسمي الأخير للمؤتمر.
ولكن، كان لا يزال المفاوضون يعقدون اجتماعات ثنائية وجماعية كمحاولةٍ لسد الفجوة الواسعة بعد نشر مسودة الاتفاق المحورية، الإثنين.
وفي مؤتمرٍ صحفي، قال المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف، ماجد السويدي: "نحن بصدد البرنامج الأكثر تطلبًا على الإطلاق في مؤتمر الأطراف".
وأكّد السويدي أنّ "النص الذي أصدرناه كان بمثابة نقطة انطلاق للمناقشات"، مضيفًا أنّ الرئاسة لم تُظهر تحيزًا لأي طرف.
وأزالت المسودة الأخيرة من الاتفاقية الصادرة الإثنين الدعوات للتخلص من الوقود الأحفوري بشكلٍ تدريجي، والتي ظهرت في النسخ السابقة.
وتعرضت المسودة لانتقادات واسعة النطاق، واعتبرتها العديد من الدول وخبراء المناخ ضعيفة.
وبدلاً من دعوة الأطراف أو حثّها على التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، فإنها تسمح للبلدان باختيار الطريقة التي ترغب فيها بخفض التلوث الكربوني.
وأعربت الدول الغربية المتحالفة، بما في ذلك الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، عن خيبة أملها إزاء المسودة ليلة الإثنين، ووصفتها بأنّها غير كافية.
ونقلت عدة تقارير إعلامية أسترالية عن وزير تغير المناخ، كريس بوين، تأكيده بأنّ "مجموعة المظلة" (Umbrella Group)، التي تضم أستراليا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، والنرويج، لن توقع على المسودة بصيغتها الحالية.
وأثناء حديثها مع الصحفيين في دبي، أفادت المؤسِّسة والمديرة التنفيذية في "Destination Zero"، كاثرين أبرو، أنّ المملكة العربية السعودية والعراق كانتا من بين الدول التي لم ترغب بالإشارة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في النص.
وأكّدت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا" أنّ وفد البلاد إلى "كوب 28" رفض هذه الصياغة أيضًا.
ومن المقرر الآن أن تمتد المحادثات على مدار اليوم، وأن تتجه القمة للتمديد.
وقال السويدي: "نود جميعًا الانتهاء في الوقت المحدد، ولكن نرغب جميعًا في الحصول على النتيجة الأكثر طموحًا بقدر الإمكان".
الإماراتالاحتباس الحراريالتغيرات المناخيةدبيكوب 28مناخنشر الثلاثاء، 12 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الاحتباس الحراري التغيرات المناخية دبي كوب 28 مناخ الوقود الأحفوری
إقرأ أيضاً:
الانتكاسة العميقة في ظل التخبط الصهيوني
خالد بن أحمد الأغبري
إن الانتكاسة العميقة التي وصلت إليها بعض الأنظمة، وهي تساند وتناصر الكيان الصهيوني الغاشم بشتى الطرق وتقف بجانبه ضد الشعب الفلسطيني ومجاهديه، من أجل دعم ذلك الكيان المتطرف وخروجه عن جادة الصواب، واتباعه الأساليب العشوائية المارقة، بما يؤدي إلى تفاقمات واضحة بعيدة كل البعد عن الإطار الأخلاقي والسلمي، في صورة تفتقر إلى السلوك الإيماني المطلق، والحكمة، والعقلانية، والرؤى السديدة، وذلك في إشارة واضحة تجسد ذلك الواقع التاريخي المرير والمؤلم الذي يعبر عن تلكم الأحداث المهينة، والأوضاع المخيفة والمشينة التي لا تُحتمل ولا تُطاق، بما تشكله من مخاطر مزعجة وكبيرة، وهزيمة للبشرية جمعاء.
وهو فشل استراتيجي معني بالكثير من الإخفاقات، الأمر الذي يدعو إلى مراجعة حقيقية ودقيقة لتلكم المعطيات السلبية التي فقدت كل التوازنات الدولية والإقليمية، والمعايير الإنسانية والأخلاقية، فيما أدت به من فشل ذريع أمام قوى الظلم والاستبداد، التي تعمل على إثارة هذه الغرائز الشيطانية المدمّرة، عبر مسارات متعددة وسلوكيات متنوعة تستهدف قطاعات كثيرة، من بينها قطاع الشباب، الذي يشكل رمز هذه الحياة الفتية، وقواعدها الأساسية، وحصنها المنيع في مواجهة تلك التحديات المثيرة للجدل، وعدوانيتها التي تتمدد عبر منظومتها وقدراتها للدخول في صراع مروع ومستمر من أجل إفشال الوحدة الفلسطينية، وتوظيفها بطريقة أو بأخرى فيما يهدد موازين العدالة، ويهمّش تلك الضوابط والضمانات الرصينة من أجل تقييدها، ومحاصرة العقول المتفتحة التي من شأنها الإبداع والابتكار وتطوير الذات، في مقابل السعي المتواصل بما يسهم في تفكيك القدرات المعادية، واستبدالها بقوى فاعلة ومؤثرة تلبي تطلعات وطموحات المجتمعات الواعية، التي تدرك ماهية التكتلات العنصرية التي تُصاغ أهدافها داخل الغرف المظلمة، والتي من شأنها التحكم في مصير هذه المجتمعات، ومحاصرتها من خلال نشر الفساد، وتضييق الخناق عليها، رغبة في استسلامها، والخضوع لإرادة تلك الكيانات المارقة التي تستعبد الناس من أجل عرقلة مسيرتهم الإيمانية، والتي تسعى من خلال ذلك إلى نشر الوعي الثقافي اللازم، والمتجرد من أساليب الخيانات والنفاق، واستخدام تلك الوسائل والأدوات المصاحبة لها في ضوء التطورات والأحداث التي تشهدها المنطقة، ومآلات تلكم الحروب والعنجهية التي تنمي فلسفة الحقد والكراهية، والعمل على تنشيطها وإبرازها بشكل مخيف ومدمّر.
وعندما يتحدث الوسطاء عن تسوية بين الكيان الصهيوني وحماس، فهذه التسوية مصيرها الفشل، مثلما فشلت مثيلاتها من قبل، والهدف منها إتاحة الفرصة لهذا الكيان من أجل ترتيب أولوياته وأوراقه، وإعادة حساباته، وتمكين قواته لتكثيف استعداداته، بالكيفية التي يرون فيها تحقيقًا لأهدافهم ومصالحهم. فالصهاينة وأعوانهم بطبيعتهم لا يمكن أن يكونوا صادقين، ولا أن يكونوا ملتزمين بمواثيق أو معاهدات، وقد دأبوا بوضوح تام على المراوغة، والخداع، والكذب، الذي تتشكل ملامحه من خلال نواياهم واستراتيجياتهم، على نحو يمكنهم من القضاء على عناصر المقاومة، والاستيلاء على حقوقهم، واحتلال أراضيهم وممتلكاتهم، وممارسة أبشع صنوف الجريمة والفساد، من أجل تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم المبنية على حلم إقامة دولة إسرائيل الكبرى، والتي من بينها قطاع غزة، لاستغلال ثرواته، وتهجير أصحابه، وبسط سلطتهم عليه. وهو مشروع قائم على الخيانة والتخطيط السلبي، الذي تُدار هيكلته ونظامه على خلفية تلك الممارسات العدوانية التي من شأنها احتلال قطاع غزة، وتحجيم دور الفلسطينيين، وتركيعهم من أجل تحقيق تطلعات الكيان الصهيوني، وتهجير أصحاب الأرض.
كما إن الصهاينة باتت ولايتهم تتمدد على أوسع نطاق، بدعم أمريكي وأوروبي وعربي، حيث إنهم أضحوا يهاجمون من يشاؤون، ويقتلون من يشاؤون، ويدمرون ما يشاؤون، وفسادهم عمّ وانتشر في الكثير من بقاع الأرض، في سلسلة من الهجمات البربرية النازية، دون أي حراك من قبل المجتمع الدولي، ولله الأمر.
إن ديمومة هذا الكيان، ومنحه الثقة لممارسة الحياة بشكل طبيعي، تجعل منه أداة فاعلة لقتل الأبرياء، وتدمير المجتمعات الإسلامية، والعمل على تطوير آلة الحرب وأدواتها بما يضمن لهم استمرارية الإبادة الجماعية، وانتهاك حقوق الآخرين، وبث الفوضى، وملاحقة الآمنين، مما يثير في النفوس امتعاضًا وشعورًا سيئًا، إزاء ما يقوم به البعض من تدخلات وتصرفات وتجاوزات، لا تتسم بالعقلانية، ولا بالسلوكيات الحسنة المطلوبة لممارسة الحياة بشكل إيجابي ونموذجي، يحمي المجتمعات من التورط والدخول في أمور ليس لها فيها علاقة ولا دخل، بقدر ما تشكله من عبء على الآخرين، لتعبث بمصالحهم، وتدعو إلى إثارة الفتن والخلافات بين الناس، وصولًا بهم إلى الاقتتال، وسفك الدماء، والاحتقان، وتدمير ممتلكات الغير، وظهور الفساد، وأكل أموال الناس بالباطل.
وهذا هو أسلوب طغاة العالم، الذين يقفون دائمًا وراء هذه الأحداث والحروب، على مدار الأيام والسنوات.
وما يُحزِن في نفس المؤمن، ويُقلق راحة الناس، ويُثير الذعر والتوتر، هي تلك المشاهد المتكررة في عالم الإنسان البسيط، الذي أصبح طُعمة سائغة لأولئك الصهاينة المجرمين، وأعوانهم الظالمين، الذين عاثوا في الأرض فسادًا، وقتلًا، وإجرامًا، ودمارًا، بعدما فقدوا إنسانيتهم، وعقولهم، وماتت ضمائرهم، وأصبحوا بولائهم لشيطانهم، يمارسون ما يحلو لهم من جرائم، وانتهاكات، وقتل، ودمار، دون حسيب ولا رقيب، في عالم اضمحلّت فيه المبادئ الإنسانية، وتبخّرت فيه القيم الأخلاقية، وتلاشت فيه النخوة العربية.
وهم يتعاملون مع هؤلاء البشر كأنهم سلعة كاسدة ورخيصة، ليست لها أي قيمة معنوية ولا مادية، حيث إنهم ما فتئوا يتنازلون عنهم بطيب خاطر، وبنفس متعالية، لبني صهيون وأعوانهم. وبذلك أصبحت غزة وأهلها مسرحًا للجريمة والعنجهية والهمجية والمهانة والذل والقتل والدمار، وذلك خارج تغطية القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية.
وليس على الله بعزيز، ولا ببعيد، أن يرى العالم هذه المشاهد تنتقل تلقائيًا من غزة العزة إلى تلكم الأراضي الصهيونية، فكما تدين تُدان، فالعمل المضاد ومعطياته يأتي بالمفاجآت، وينقلب السحر على الساحر، وبذلك تكون عواقب الاستهتار والظلم أشد قسوة من الفعل ذاته.
كما إن عاقبة البغي والتكبر لا شك أنها مدمرة، وموازين القيم والمبادئ الإنسانية التفاعلية ستفتح أبوابها لتحقيق العدالة وفق شريعة الله تعالى ومنهجه الكريم.
اللهم عليك بالصهاينة ومن شايعهم، اللهم دمر قواتهم، وشلّ حركاتهم، وجمّد دماءهم في عروقهم، ولا تجعل لهم من باقية، إنك على كل شيء قدير.
اللهم اجعل كيدهم في نحورهم، واجعل تدبيرهم تدميرًا لهم، وضيق عليهم معيشتهم، ولا تجعل لهم من باقية، إنك على كل شيء قدير.