واشنطن بوست: نتنياهو يتوعد بحرب طويلة في غزة والعالم يريد تهدئة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن العالم يتطلع إلى إرساء هدنة في قطاع غزة، في حين تتوعد إسرائيل بمواصلة القتال.
وأشارت في تقرير إلى أن مجلس الأمن الدولي دعا إلى هدنة إنسانية "عاجلة وممتدة" في غزة للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع، في حين تقول الولايات المتحدة -التي تعد "أفضل أصدقاء إسرائيل- إنها تريد من حليفتها الانتقال من مرحلة القصف الجوي الذي يُسوي المباني السكنية بالأرض، إلى تنفيذ عمليات تستهدف قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدقة أكثر.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقادة العسكريون أعلنوا، في الآونة الأخيرة، أن وتيرة العنف التي يخوضون بها الحرب -وهي من أكثر الحروب تدميرا على الإطلاق في هذا القرن- سوف تستمر وتشتد، حسبما ورد في تقرير الصحيفة الأميركية.
وقد تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية منذ عشية عيد الميلاد في إصابة أو مقتل مئات الفلسطينيين، العديد منهم في مخيمات اللاجئين، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين والدوليين. وقُتل 19 جنديا إسرائيليا في القتال مع عناصر المقاومة الفلسطينية خلال الأيام الأربعة الماضية، في واحدة من أكثر المعارك دموية بالنسبة لإسرائيل منذ أن بدأت حملتها التي تقول إنها تهدف للقضاء على حركة حماس.
ويقول مسؤولو الإغاثة إن المستشفيات القليلة التي لا تزال تقدم خدماتها العلاجية في غزة تعمل فوق طاقتها.
توسيع نطاق القتالونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله في تصريحات نشرها حزب الليكود الذي ينتمي إليه، إنهم سيعملون على "توسيع نطاق القتال في الأيام المقبلة، وستكون هذه معركة طويلة".
وبدوره، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الثلاثاء، من أن إسرائيل تتعرض للهجوم من "7 ساحات مختلفة" -هي غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران- منذ بداية الحرب، وأنها "تصرفت وردت" على 6 منها.
وأمام لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان)، توعد غالانت "كل من يعمل ضدنا فهو هدف"، و"ليس هناك من هو في مأمن" من الاستهداف.
وكان نتنياهو قد كتب مقالا نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية يوم الاثنين صرح فيه بأن حرب غزة ستنتهي عندما تنتصر إسرائيل وليس قبل ذلك. وقال "لا بد من تدمير حماس، ولا بد من نزع سلاح غزة، ويجب اجتثاث التطرف من المجتمع الفلسطيني".
ومن جانبه، قال رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، إنه "لا توجد حلول سحرية أو طرق مختصرة في التفكيك الجذري لمنظمة إرهابية، سوى القتال المستمر والحازم، ونحن عازمون تماما" على تنفيذ ذلك.
تشويه الجثثوذكرت واشنطن بوست في تقريرها أن مسؤولا إسرائيليا رفيعا ومستشارا مقربا لنتنياهو سافر إلى واشنطن، حيث عقد اجتماعات مغلقة يوم الثلاثاء مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
ونسبت إلى مسؤول في البيت الأبيض -طلب عدم الكشف عن هويته- القول إن المحادثات غطت "الانتقال إلى مرحلة مختلفة من الحرب لتحقيق أقصى قدر من التركيز على أهداف حماس ذات القيمة العالية"، واتخاذ خطوات عملية لتحسين الوضع الإنساني، والجهود الرامية لإعادة الأسرى والتخطيط لما بعد الحرب في غزة.
وقصف الجيش الإسرائيلي يومي السبت والأحد 3 مناطق على الأقل في وسط غزة، من بينها مخيما البريج والمغازي للاجئين ومدينة دير البلح. ونقلت الصحيفة عن مدير مستشفى شهداء الأقصى، إياد أبو ظاهر، أن 80 شخصا على الأقل استشهدوا في غارة إسرائيلية على مجمع سكني في المغازي الأحد الماضي.
وأعلن مسؤولون فلسطينيون أمس الثلاثاء أن إسرائيل أعادت جثث 80 شخصا كانت تحتجزهم خلال حرب غزة عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن إسرائيل لم تحدد هوية الجثث أو تذكر المكان الذي تم نقلها منه. وأكد المكتب في بيان أن الجثث "شُوِّهت"، وهناك مؤشرات "واضحة" تدل على أن الأعضاء "سرقت" من الجثث.
وعلّقت واشنطن بوست على تصريح المكتب بالقول إنه لم يتسن لها التحقق مما ورد في البيان بشكل مستقل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: واشنطن بوست فی غزة
إقرأ أيضاً:
أزمة نفسية في صفوف جنود الاحتلال.. رفض للقتال وسجن وتأديب
يمانيون |
أقدم جيش العدو الصهيوني على سجن عدد من جنوده بعد رفضهم العودة إلى القتال في قطاع غزّة، نتيجة معاناتهم النفسية المتزايدة من آثار المعارك المتواصلة منذ أكتوبر 2023.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أنّ أربعة جنود من لواء “ناحال” تم إبعادهم عن الخدمة القتالية بعد إعلانهم العجز النفسي عن الاستمرار، بينما حُكم على ثلاثة منهم بالسجن لفترات تصل إلى 12 يوماً، إلى جانب حرمانهم من أي مهام قتالية مستقبلاً.
هذا الإجراء جاء في وقتٍ تتصاعد فيه أزمة الصحة النفسية داخل المؤسسة العسكرية للاحتلال، حيث يدور نقاش داخلي حول كيفية الموازنة بين الانضباط العسكري ومراعاة الحالات النفسية للجنود الذين تعرضوا لصدمات شديدة خلال القتال في غزّة.
إحدى أمهات الجنود وصفت ما مرّ به ابنها ورفاقه بأنه محفور في الذاكرة، مشيرة إلى أن رفضهم القتال لم يكن بدافع الخوف فقط، بل نتيجة أزمة داخلية عميقة خلفتها مشاهد الحرب وتجارب المواجهة.
ورغم اعتراف المؤسسة العسكرية بالحالة النفسية للجنود، شددت في المقابل على ضرورة الانضباط ورفض أي تمرّد على الأوامر، معتبرة أن التعامل مع هذه الحالات تم بـ”حساسية” كما تنص التعليمات، لكنها لا تُبرر العصيان.
يُشار إلى أن تقارير إسرائيلية سابقة حذّرت من تصاعد حالات الانتحار والاضطرابات النفسية في صفوف جنود الاحتلال منذ بدء العدوان على غزّة، حيث أظهرت بيانات بحثية أن 12% من الجنود يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، فيما تجاوز عدد حالات الانتحار 43 جندياً خلال أقل من عام.
هذه التطورات تضع جيش الاحتلال أمام معضلة متفاقمة تهدد تماسكه البشري وتكشف آثار الحرب النفسية التي أحدثها صمود المقاومة الفلسطينية.